خطبة الجمعة 16 جمادى الآخرة 1445هـ بالشكر تحفظ النعم خطبة قصيرة ومختصرة

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1445/06/16 - 2023/12/29 00:36AM
الحمد لله البرِّ الرؤوف الرحيم أحمده سبحانه على نعمه وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو الأولُ والآخرُ والظاهرُ والباطنُ وهو بكل شيءٍ عليم وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله الصادقُ المصدوقُ ذو الخُلُق العظيم اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبِه والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
أما بعد فاتقوا الله عباد الله ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ) أيها المسلمون صرفُ النعم فيما يُرضِي الْمُنعِم والتقوِّي بها على طاعته وتوجيهُها الوِجهةَ الصالحةَ واستِعمالُها في كل خيرٍ آيةٌ بيِّنةٌ على سعادة المرء إذ سلَكَ مسالِكَ أُولِي الألباب واقتفَى أثرَ المُتقين الذين يبتغون الوسيلةَ بذِكره سبحانه وشُكرِه الذي أمرَهم به في قولِه ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ) وهو شكرٌ يبلغُ به صاحبُه المزيدَ الذي وعَدَ الله به عبادَه ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) ولئن تعدَّدَت نعمُ الله على عباده فإن من أجلِّ هذه النِّعم بعد نعمة الهداية للإسلام نعمة السمع والبصر والفؤاد التي خصَّها الله بالذكر في قوله سبحانه وتعالى (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (( وإنما خصَّها سبحانه بالذكر لشرفِها ومنزلتِها إذ هي مفاتيحُ كلِّ علمٍ وسببٌ مُوصِلٌ إلى الهداية إلى صراط الله المُستقيم وسبيلٌ يُدرِكُ به المرءُ ما يرجوه ويُؤمِّلُه ويُميِّزُ به بين ما يضُرُّه وما ينفعُه وقد قرَنَ جل وعلا هذه النعم بلُزوم شُكره عليها شُكرًا يتجاوَزُ التلفُّظَ به إلى استِعمالها في طاعته وصرفِها إلى ما يحبُّه ويرضاه فاتقوا الله عباد الله واذكروا نعمة الله عليكم في أنفسكم وفي أهليكم وفي بيوتكم وفي بلادكم واشكروه سبحانه فبشكر الإله تحفظ النعم
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات من كل ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنّ ربي غفور رحيم
الحمد لله كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبِه أما بعد فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنَّ محقَ البركة في العُمر وفي الرِّزق وفي العلم وفي العمل يجِده من يصرف نعم الله عليه في المعصية كما قال بعضُ أهل العلم لأن الشيطان مُوكَّلٌ به وبأصحابه فسُلطانُه عليهم وكل شيءٍ يتَّصِل به الشيطانُ ويُقارِنُه فبركتُه ممحوقة ولهذا شُرِع ذكرُ اسم الله عند الأكل والشرب وغيرها لما في مُقارنة اسم الله من البركة وذِكرُ اسمه يطرُدُ الشيطان فتحصُلُ البركة وكلُّ شيءٍ لا يكونُ لله فبركتُه منزوعة فإن الربَّ هو الذي يُبارِكُ وحدَه والبركةُ كلُّها منه وكلُّ ما نُسِبَ إليه فهو مُبارَكٌ فاتقوا الله عباد الله واشكروا نعمه عليكم وصلوا وسلموا على نبيكم كما أمركم بذلك ربكم فقال جل وعلا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمدٍ وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعليٍّ وعن الصحابةِ والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنَّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين واحمِ حوزةَ الدين ودمِّر أعداء الدين اللهم انصر دينكَ وكتابكَ وسنةَ نبيِّك محمدٍ صلى الله عليه وسلم وعبادكَ المؤمنين اللهم آمِنَّا في أوطاننا وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورِنا وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين ووفقه ووليَّ عهده إلى ما تحب وترضى وإلى ما فيه خير للبلاد والعباد يا رب العالمين اللَّهُمَّ الْطُفْ بِحَالِ إِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِيْنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي فِلِسْطِينَ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عباد الله اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
المرفقات

1703799355_خطبة الجمعة الموافق 16 جمادى الآخرة 1445هـ.pdf

1703799370_خطبة الجمعة الموافق 16 جمادى الآخرة 1445هـ.docx

المشاهدات 1105 | التعليقات 0