خطبة الجمعة 15 ذو الحجة 1445هـ ثم استقم والتذكير بنجاح الحج
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1445/12/14 - 2024/06/20 22:13PM
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا أمَّا بعدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ تُورِثُ الْمَرْءَ فِي الدُّنْيَا سَعَادَةً وَانْشِرَاحًا وَفِي الْآخِرَةِ فَوْزًا وَفَلاَحًا فَاتَّقُوا اللَّهَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ وَاحْمَدُوا اللهَ عَلَى نِعْمَةِ التَّوحِيدِ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعْمَةِ اجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَوَحْدَةِ الصَّفِ وكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً مَعَ وُلَاةِ أَمْرِكُمْ حَفِظَهُم اللهِ فِي السَّمعِ وَالطَّاعَةِ وَحِفْظِ الأَمْنِ عِبَادَ اللهِ انْتَهَى مَوسِمُ حَجِّ هذَا العَام وَبِحَمْدِ اللهِ كَانَ حَجًّا نَاجِحًا وَذَلِكَ بِفَضْلِ اللهِ تَعَالَى وَتَوْفِيقِهِ ثُمَّ بِالجُهوُدِ الَّتِي بَذَلَتْهَا حُكوُمَةُ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَينِ المَلِكِ سَلْمَانَ بِنِ عِبْدَ العَزِيزِ وَسُمُوُ وَلِيُّ عَهْدِهِ الأَمِينِ الأَمْيرَ مُحَمَّد بِنِ سَلْمَان حَفِظَهُمَا اللهُ وَجَميعُ أَجْهِزَةِ الدَّوْلَةَ المَدَنِيِّةِ وَالعَسْكَرِيَّةِ حَتَّىَ تَمَكَّنَ الحُجَّاجُ مِنْ أَداءِ حَجِّهِمْ عَلَىَ أَكْمَلِ وَجْهٍ في أَمْنٍ وَأَمانٍ وَيُسْرٍ وَطُمَأْنيِنَةٍ أسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَتَقْبَلَ مِنَ حُجَّاجِ بَيِّتِ اللهِ الحَرَامِ حَجَّهُمْ وَأَنْ يَجْزِيَ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ ضُيُوفِ الرَّحْمَنِ خَيْرَ الجَزَاءَ عَلَى مَا قَدْمُوا وَبَذَلَوا مِنْ أَعْمَالٍ وخَدَمَاتٍ جَلِيلَةٍ تُذْكَرُ فَتُشْكَرُ
وَكَمَا أَكْرَمَ اللهُ الْحُجَّاجَ بِأَدَاءِ الْحَجِّ فَقَدْ أَنْعَمَ عَلَى مَا سِوَاهُم بِنِعَمٍ عَظِيمَةٍ وَيَسَّرَ لَهُمْ عِبَادَاتٍ جَلِيلَةً فمَرَّتْ بِهِمْ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ الَّتِي هِيَ أفْضَلُ أيَّامِ الدُّنْيا عِنْدَ اللهِ وَمَرَّ بِهِمْ يَوْمُ عَرَفَةَ الَّذِي صِيَامُهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ فَصَامُوا وَدَعَوا اللهِ وَتَضَرْعُوا إِلَيهِ وَمَرَّ بِهِمْ يَوْمُ النَّحْرِ وَصَلَّوا العِيدِ وَضَحُوا وَذَكَرُوا اللهِ وَكَبْرُوهُ ثُمَّ تَوَالَتْ عَلَيهِمْ أيَّامُ التَّشْرِيقِ فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَذَكَرُوا اللهَ وَحَمِدُوهُ وَشَكَرُوهُ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ فَعَلَينَا أَنْ نَفْرَحَ بِذَلِكَ كُلِّهِ (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا )) وَأَنْ نَزْدَادَ حَمْدًا للهِ وَشُكْرًا وَأَنْ نَجْتَهِدَ فِي طَاعَةِ اللهِ ونَسْتَمِرَ عَلَى ذَلِكَ جَاءَ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ فقَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ ( قُلْ : آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ ) مَا أَعْظَمَهَا مِنْ وَصِيِّةٍ نَبَوِيةٍ أَلَا فَاتَقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاستَقِيمُوا عَلَى الطَاعَةِ فَإِنَّ الاِسْتِقامَةَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ مَدْعَاةٌ إِلَى أَنْ يُخْتَمَ لِلْمَرْءِ بِالْخَاتِمَةِ الْحَسَنَةِ وَأَنْ يُبَشَّرَ عِنْدَ مَوْتِهِ بِرِضَا رَبِّهِ وَدُخُولِ جَنَّتِهِ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ )) أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُوَفِقَنَا جَمِيعاً لِكُلِّ خَيرٍ وَلِمَا يُحِبُهُ وَيَرْضَاهُ وَأَنْ يَرْزُقَنَا جَمِيعاً الاِسْتِقامَةَ عَلَى الطَاعَةِ وَأَنْ يُعِينَنَا عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِه وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَهُ الْحَمْدُ وَالثَّناءُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ تعَالى واسْتقِيمُوا علَى طَاعَتِهِ وَدَاوِمُوا عَلَى الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ فَإِنَّ العَمَلَ الصَّالِحَ شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ تَحتَاجِ إِلى عِنَايَةٍ لِتَنمُوَ وَتَثبُتَ وَتُؤتِيَ ثِمَارَهَا وَإِنَّ مِن عَلامَاتِ قَبُولِ الحَسَنَةِ فِعلَ الحَسَنَةِ بَعدَهَا وَهَذَا مِن رَحمَةِ اللهِ وَفَضلِهِ على عِبَادِهِ فَإِنَّهُم كُلَّمَا أَخلَصُوا لَهُ في حَسَنَةٍ فَتَحَ لَهُم بَابًا إِلى حَسَنَاتٍ أُخرَى لِيزَدَادوا مِنهُ قُربًا فَدَاوِمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ واستَقِيمُوا عَلَى طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى فَأَحَبُّ الأَعمَالِ إِلى اللهِ أَدوَمُهَا وَإِن قَلَّ وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَثبَتَهُ وَمَا يَزَالُ العَبدُ يَتَقَرَّبُ إِلى اللهِ بِالنَّوَافِلِ حَتى يُحِبَّهُ وَمَن تَعَرَّفَ إِلَى اللهِ في الرَّخَاءِ وَتَقَرَّبَ إِلَيهِ بِطَاعَتِهِ عَرَفَهُ رَبُّهُ في الشِّدَّةِ وَجَعَلَ لَهُ مِن كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا قَالَ اللهُ تَعَالَى (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) هَذَا وصَلُّوْا وَسَلِمُواْ رَحِمَكُمُ اللهُ عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَيَقُوْلُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ) اَلْلَّهُمَّ صَلِ وَسَلِّمْ عَلَىْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ لِلبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا رَبَ العَالَمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عِبَاْدَ اَللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
وَكَمَا أَكْرَمَ اللهُ الْحُجَّاجَ بِأَدَاءِ الْحَجِّ فَقَدْ أَنْعَمَ عَلَى مَا سِوَاهُم بِنِعَمٍ عَظِيمَةٍ وَيَسَّرَ لَهُمْ عِبَادَاتٍ جَلِيلَةً فمَرَّتْ بِهِمْ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ الَّتِي هِيَ أفْضَلُ أيَّامِ الدُّنْيا عِنْدَ اللهِ وَمَرَّ بِهِمْ يَوْمُ عَرَفَةَ الَّذِي صِيَامُهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ فَصَامُوا وَدَعَوا اللهِ وَتَضَرْعُوا إِلَيهِ وَمَرَّ بِهِمْ يَوْمُ النَّحْرِ وَصَلَّوا العِيدِ وَضَحُوا وَذَكَرُوا اللهِ وَكَبْرُوهُ ثُمَّ تَوَالَتْ عَلَيهِمْ أيَّامُ التَّشْرِيقِ فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَذَكَرُوا اللهَ وَحَمِدُوهُ وَشَكَرُوهُ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ فَعَلَينَا أَنْ نَفْرَحَ بِذَلِكَ كُلِّهِ (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا )) وَأَنْ نَزْدَادَ حَمْدًا للهِ وَشُكْرًا وَأَنْ نَجْتَهِدَ فِي طَاعَةِ اللهِ ونَسْتَمِرَ عَلَى ذَلِكَ جَاءَ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ فقَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ ( قُلْ : آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ ) مَا أَعْظَمَهَا مِنْ وَصِيِّةٍ نَبَوِيةٍ أَلَا فَاتَقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاستَقِيمُوا عَلَى الطَاعَةِ فَإِنَّ الاِسْتِقامَةَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ مَدْعَاةٌ إِلَى أَنْ يُخْتَمَ لِلْمَرْءِ بِالْخَاتِمَةِ الْحَسَنَةِ وَأَنْ يُبَشَّرَ عِنْدَ مَوْتِهِ بِرِضَا رَبِّهِ وَدُخُولِ جَنَّتِهِ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ )) أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُوَفِقَنَا جَمِيعاً لِكُلِّ خَيرٍ وَلِمَا يُحِبُهُ وَيَرْضَاهُ وَأَنْ يَرْزُقَنَا جَمِيعاً الاِسْتِقامَةَ عَلَى الطَاعَةِ وَأَنْ يُعِينَنَا عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِه وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَهُ الْحَمْدُ وَالثَّناءُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ تعَالى واسْتقِيمُوا علَى طَاعَتِهِ وَدَاوِمُوا عَلَى الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ فَإِنَّ العَمَلَ الصَّالِحَ شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ تَحتَاجِ إِلى عِنَايَةٍ لِتَنمُوَ وَتَثبُتَ وَتُؤتِيَ ثِمَارَهَا وَإِنَّ مِن عَلامَاتِ قَبُولِ الحَسَنَةِ فِعلَ الحَسَنَةِ بَعدَهَا وَهَذَا مِن رَحمَةِ اللهِ وَفَضلِهِ على عِبَادِهِ فَإِنَّهُم كُلَّمَا أَخلَصُوا لَهُ في حَسَنَةٍ فَتَحَ لَهُم بَابًا إِلى حَسَنَاتٍ أُخرَى لِيزَدَادوا مِنهُ قُربًا فَدَاوِمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ واستَقِيمُوا عَلَى طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى فَأَحَبُّ الأَعمَالِ إِلى اللهِ أَدوَمُهَا وَإِن قَلَّ وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَثبَتَهُ وَمَا يَزَالُ العَبدُ يَتَقَرَّبُ إِلى اللهِ بِالنَّوَافِلِ حَتى يُحِبَّهُ وَمَن تَعَرَّفَ إِلَى اللهِ في الرَّخَاءِ وَتَقَرَّبَ إِلَيهِ بِطَاعَتِهِ عَرَفَهُ رَبُّهُ في الشِّدَّةِ وَجَعَلَ لَهُ مِن كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا قَالَ اللهُ تَعَالَى (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) هَذَا وصَلُّوْا وَسَلِمُواْ رَحِمَكُمُ اللهُ عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَيَقُوْلُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ) اَلْلَّهُمَّ صَلِ وَسَلِّمْ عَلَىْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ لِلبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا رَبَ العَالَمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عِبَاْدَ اَللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1718910773_خطبة الجمعة الموافق 15 من شهر ذي الحجة لعام 1445هـ.docx
1718910793_خطبة الجمعة الموافق 15 من شهر ذي الحجة لعام 1445هـ.pdf