خطبة الجمعة 1443/3/9هـ بعنوان خطر التستر التجاري موافقة للتعميم

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1443/03/08 - 2021/10/14 19:06PM

الحمدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فلَا مُضِلّ لَهُ ومنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ وحدهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلهِ وَصَحْبِهِ وَسَلّمَ تَسْلِيمًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَنْعَمَ عَلَى بِلَادِنَا بِنِعَمٍ كَثِيرةٍ مِنْ وُجُودِ الْحَرَمَينِ الشَّرِيفَينِ وَاسْتِتْبَابِ الْأَمْنِ وَرَغَدِ الْعَيشِ وَوَفْرَةِ فُرَصِ الْكَسْبِ وَالْعَمَلِ فَالْحَمْدُ للهِ عَلَى ذَلِك وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُتِمَّ عَلَى بِلَادِنَا نِعْمَةَ الأَمْنِ وَالرَّخَاءِ 

أَيُّهَا الإخوة إِنَّ الْعَامِلَ إِذَا جَاءَ بِطَرِيقَةٍ نِظَامِيَّةٍ وَعَمِلَ دُونَ مُخَالَفَةٍ شَرْعِيَّةٍ وَلَا نِظَامِيَّةٍ وَدُونَ تَحَايُلٍ وَلَا خِدَاعٍ وَلَا إِضْرَارٍ بِأَحَدٍ وَهَذَا هُوَ المَطْلُوبُ فَلَا مَانِعَ مِنْ ذَلِكَ أَمَّا إِذَا كَانَ دُّخُولُهُ بِصُورَةٍ غَيرِ نِظَامِيَّةٍ أَوْ البَقَاءِ فِيهَا بَعْدَ انْتِهَاءِ الْمُدَّةِ الْمَسْمُوحِ بِهَا لِلْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ أَوِ الزِّيَارَةِ أَوِ الْعَمَلِ أَوِ الْإِقَامَةِ بِطَرِيقَةٍ غَيرِ نِظَامِيَّةٍ أَوِ التَّكَسُّبِ بِالْمُحَرَّمِ شَرْعًا كُلُّ هَذَا لَا يَجُوزُ وَمِمَّا يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عَلَيهِ يَفْعَلُهُ الْبَعْضُ مِنْ بَيْعِ التَّأْشِيرَاتِ عَلَى العُمَّالِ بِمَبَالِغَ بَاهِظَةٍ وَاسْتِقْدَامِهِمْ وَتَسْرِيحِهِمْ فِي الشَّوَارِعِ والطُّرُقَاتِ وَمُطَالَبَتِهِمْ بِدَخْلٍ شَهْرِيٍّ وَهَذِهِ أُمُورٌ نَهَتْ عَنْهَا شَرِيعَةُ الْإِسْلَامِ وَجَرَّمَتْهَا الأَنْظِمَةُ وَقَدْ سُئِلَتِ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ لِلْإِفْتَاءِ بِالْمَمْلَكَةِ عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَأَجَابَتْ بِمَا يَلِي بَيْعُ الْفِيَزِ لَا يَجُوزُ لِأَنَّ فِي بَيْعِهَا كَذِبًا وَمُخَالَفَةً وَاحْتِيَالًا عَلَى أَنْظِمَةِ الدَّوْلَةِ وَأَكْلًا لِلْمَالِ بِالْبَاطِلِ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّ ثَمَنَ الْفِيَزِ الَّتِي بِعْتَهَا والنِّسَبَ الَّتِي تَأْخُذُهَا مِنَ العُمَّال ِكَسْبٌ مُحَرَّمٌ يَجِبُ عَلَيكَ التَّخَلُّصُ مِنْهُ وَإِبْرَاءُ ذِمَّتِكَ مِنْهُ فَمَا حَصَلْتَ عَلَيهِ مِنْ ثَمَنِ الفِيَزِ تُنْفِقُهُ فِي وُجُوهِ الخَيرِ وَالْبِرِّ وَأَمَّا الْأَمْوَالُ الَّتِي أَخَذْتَهَا مِنَ العُمَّالِ أَنْفُسِهِمْ نِسْبَةً فِي كُلِّ شَهْرٍ فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَيكَ رَدُّهَا إِلَيهِمٍ إِنْ كَانُوا مَوجُودِينَ أَوْ تَيَسَّرَ إِيْصَالُهَا إِلَيهِمْ فِي بَلَدِهِمْ وَإِنْ تَعَذَّرَ مَعْرِفَتُهُمْ أَوْ إِيْصَالُهَا إِلَيهِمْ فَإِنَّكَ تَتَصَدَّقُ بِهَا عَنْهُمٍ وَلَقَدْ نَهَى الْإِسْلَامِ عَنِ الْكَسْبِ الحَرَامِ لِأَنَّه شُؤْمٌ وَبَلَاءٌ عَلَى صَاحِبِهِ فَبِسَبَبِهِ يَقْسُو الْقَلْبُ وَيَنْطَفِئُ نُورُ الْإِيمَانِ وَيَحِلُّ غَضَبُ الجَبَّارِ وَيَمْنَعُ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ وَيَمْحَقُ الْبَرَكَةِ قَالَ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ( لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُبَالِي المَرْءُ بِمَا أَخَذَ المَالَ أَمِنْ حَلاَلٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ
فَالَّلهُمَّ أَفِضْ عَلَيْنَا مِنْ برَكَاتِكَ وَرَحَمَاتَكَ وَاحْفَظْ عَلَيْنَا نِعَمَكَ وَفَضْلَكَ بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنْ الْآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ أَقُولُ قَولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ إِلَهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّ نبيَّنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واعْلَمُوا أَنَّ مِنَ الْأَنْظِمَةِ عَظِيمَةِ النَّفْعِ مَا وَضَعَتْهَا الْجِهَاتُ الْمُخْتَصَّةُ لِتَنْظِيمِ الاسْتِقْدَامِ مِنْ الخَارِجِ وَالْوَاجِبُ عَلَينْا جَمِيعًا التَّعَاوُنُ مَعَهَا وَذَلِكَ بِعَدَمِ اسْتِقْدَامِ العُمَّالِ ثُمَّ تَسْرِيحِهِمْ يَعْمَلُونَ حَيثُ شَاءُوا مُقَابِلَ مَبْلَغٍ مَالِيٍّ أَوْ تَشْغِيلِ الْعَمَالَةِ السَّائِبَةِ فِي البُيُوتِ وَالْمَحِلَّاتِ التِّجَارِيَّةِ وَالتَّسَتُّرِ عَلَيهِمْ أَوْ الْمُسَاعَدَةِ عَلَى تَنَقُّلِهِمْ وَتَهْرِيبِهِمْ بلِ الْوَاجِبُ التَّبْلِيغُ عَنْهُمْ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الظُّلْمِ أَوِ الْإِضْرَارِ بِالْمُسْلِمِ أَوِ الْعُدْوَانِ عَلَيهِ وَاسْمَعْ مَا قَالَتْهُ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ لِلْإِفْتَاءِ بِالْمَمْلَكَةِ ِبِرِئَاسَةِ سَمَاحَةِ الشَّيخِ ابْنِ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ :   لَا يَجُوزُ التَّسَتُّرُ عَلَى العَمَالَةِ السَّائِبَةِ وَالْمُتَخَلِّفَةِ وَالهَارِبَةِ مِنْ كُفَلَائِهِمْ وَلَا الْبَيعُ أَوِ الشِّرَاءُ مِنْهُمْ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ مُخَالَفَةِ أَنْظِمَةِ الدَّوْلَةِ وَلِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ إِعَانَتِهِمْ عَلَى خِيَانَةِ الدَّوْلَةِ الَّتِي قَدِمُوا لَهَا وَكَثْرَةُ الْعَمَالَةِ السَّائِبَةِ مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى كَثْرَةِ الْفَسَادِ وَالْفَوْضَى وَتَشْجِيعِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَحِرْمَانِ مَنْ يَسْتَحِقُّ الْعَمَلُ وَالتَّضْيِيقِ عَلَيهِ فِي كَسْبِ رِزْقِهِ. وَقَدْ عَلِمَ الْجَمِيعُ أَنَّ فِي مُخَالَفَةِ أَنْظِمَةِ الْإِقاَمَةِ وَالْعَمَلِ مَفَاسِدَ كَثِيرَةً وَمُتَنَوِّعَةً

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى نبيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَارْضَ اللَّهُمّ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وَاجْعَلْ بِلَادِنَا آمِنَةً مُطْمَئِنّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى ارزُقهم البطانةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ وَأَبْعِدْ عَنْهُمْ بِطَانةَ السُّوءِ اللهمَّ واحْفَظْ الْمُرَابِطِينَ عَلَى حُدُودِنَا وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ وَعَجِّلْ بِنَصْرِهِمْ   (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )) عِبَادَ اللَّهِ (( إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ والبَغْيِّ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكمْ (( وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))

 

المرفقات

1634238349_خطبة الجمعة الموافق 9 ربيع الأول للعام الهجري 1443هـ عن خطر التستر التجاري.pdf

1634238362_خطبة الجمعة الموافق 9 ربيع الأول للعام الهجري 1443هـ عن خطر التستر التجاري.docx

المشاهدات 2229 | التعليقات 0