خطبة الجمعة 12 شوال 1443هـ وتضمينها حث المصلين على التعاون مع موظف التعداد
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الْحَمْدُ لِلَّهِ أنعمَ عَلَيْنَا بنعمٍ لَا تُحصَى وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نبيَّنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى وَالرَّسُولُ الْمُجْتَبَى صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ
أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ (( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى )) وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنَ النِّعَمِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ نِعْمَةَ الْمَسَاكِنِ هَذِهِ الْبُيُوتُ الَّتِي هَيَّأَهَا اللهُ لَنَا يَقُولُ عز وجل مُذَكِّرًا لَنَا بِهَا (( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا (( يَقُولُ ابْنُ سَعْدِيٍّ رَحِمَهُ اللهُ : يُذَكِّرُ تَعَالَى عِبَادَهُ نِعَمَهُ وَيَسْتَدِعي مِنْهُمْ شُكْرَهَا وَالِاعْتِرَافَ بِهَا
فَهَذِهِ الْبُيُوتُ الَّتِي نَسْكُنُهَا مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ فَيَنبَغِي جَعْلُهَا كَمَا يُرِيدُ الْمُنْعِمُ بِهَا عز وجل وَهَذَا مِنْ بَابِ الشُّكْرِ الَّذِي تَدُومُ بِهِ النِّعَمُ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )) فَلْنَتَّقِ اللهَ عِبَادَ اللهِ وَلْنَشْكُرِ اللهَ عز وجل عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الْعَظِيمَةِ وَلْنَجْعَلْهَا وَسِيلَةً وَسَبَبًا لِمَا يُقَرِّبُنَا مِنَ الْمُنْعِمِ بِهَا
لَقَدِ اعْتَنَى الْإِسْلَامُ بِالبُيُوتِ عِنَايَةً عَظِيمَةً وَحَثَّ عَلَى عِمَارَتِهَا بِالقُرْآنِ وَخَاصَّةً قِرَاءَةَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَمَا فِي الْحَدِيثِ ( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ) وَأَمَرَ صَلَى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَمَ بِكَثْرَةِ ذِكْرِ اللهِ عز وجل بِهَا فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ ) .
وَمِمَّا جَاءَ بِهِ الدِّينُ وَيَتَعَلَّقُ بِنِعْمَةِ السَّكَنِ الْعَمَلُ عَلَى سَلَامَةِ الْبُيُوتِ مِنْ أَخْطَارِ وَأَضْرَارِ الدُّنْيَا وَهِيَ مِيزَةٌ تَمَيَّزَ بِهَا الْإِسْلَامُ الصَّالِحُ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ وَسِمَةٌ نَبِيلَةٌ لِدِينٍ يَحْرِصُ عَلَى سَلَامَةِ أَفْرَادِهِ وَمِنْ ذَلِكَ فِعْلُ أَسْبَابِ النَّجَاةِ وَالْحَذَرُ مِنْ وَسَائِلِ الْهَلَاكِ فَعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمُ النَّبِيُّ صَلَى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَمَ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( إِنَّ هذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ )
أَسْأَلُ الله َتَعَالَى أَنْ يَحفَظَ الجَمِيعَ بِحِفْظِهِ إِنَّهُ وَلِيُ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنْ الْآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ أَقُولُ قَولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا أَمَّا بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ بْدَأَ قبلَ أيامٍ مَشْرُوعُ تَعْدَادِ السُّكَّانِ وَالْمَسَاكِنِ فَعَلَينَا جَمِيعًا أَنْ نَتَعَاونَ مَعَ مُوَظَفِ التَّعِدَادِ وَالْإِدْلَاءِ بِالَمَعْلُومَاتِ الصَحِيحَةِ فَطَاعَةُ وَلِيِّ الْأَمْرِ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ طَاعَةٌ للهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَمَ قَالَ تَعَالَى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )) وَالْإِحْصَاءُ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ وَرَدَ فِيهِ نُصُوصٌ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَفِي الْقُرْآنِ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا )) وَفِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَمَا جَاءَ فِي الْأَثَرِ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَنْ يُحْصَى مَنْ فِي الْمَدِينَةِ فَوَجَدَهُمْ أَلْفَ رَجُلٍ
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بَلَدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ لَنَا أَمْنَنَا وَوُلَاةَ أَمْرِنَا وَعُلَمَاءَنَا وَدُعَاتَنَا اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا أَوْ أَرَادَ بِلَادَنَا أَوْ شَبَابَنَا أَوْ نِسَاءَنَا بِسُوءٍ اللَّهُمَّ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ .
(( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ((
عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ((
فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون
المرفقات
1652381526_خطبة الجمعة الموافق 12 شوال 1443 هـ.pdf
1652381543_خطبة الجمعة الموافق 12 شوال 1443 هـ.docx