خطبة الجمعة 12 ريع الآخر 1445هـ موعظة وذكرى
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1445/04/11 - 2023/10/26 22:32PM
الحمدُ لله يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذا دَعَاه ويَكْشِفُ السُّوء سُبحَانَهُ وبحمدِه مَنْ توكَّلَ عليهِ كَفَاه ومَنِ اسْتَجَارَ بهِ أجَارَه ومَنِ اسْتَغَاثَ بهِ أغَاثَه ومَنِ اهْتَدَى بهِ هَدَاه وأشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له لا يُخيِّبُ مَنْ رجَاه وأشهدُ أنَّ سَيِّدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه وخَليلُه ومُصطفَاه صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وأصحَابهِ ومَنْ والاه وسلَّمَ تسليمًا كثيرا أَمَّا بَعْدُ فَأُوصِيكُمْ أيُّها النَّاسُ وَنَفْسِي بتقوَى اللهِ عزَّ وجَلّ فَاتَّقوا اللهَ رَحِمَكُمُ الله (( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ))
عِبادَ الله الدُّنيا إلى زوَال مَهْمَا طَالَتْ أيَّامُها فهِيَ قَصِيرة ومَهْمَا عَظُمَتْ في أَعْيُنِ أَهْلِهَا فهِيَ حَقِيرَة والمَوت يَأْتي بَغْتَة وكلُّ مَا هو آتٍ قَرِيب (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ )) (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))
مِنْ أَعْظَمِ العِظَات أيُّها الإِخْوَةُ اسْتِحْضَارُ المَصِير وتَذَكُّرُ هَوْلِ المَطْلَع وبَعْثَرةِ القُبُور ومَشْهَدِ البَعْثِ والنُّشُور يَوْمٌ تَذُوبُ فيهِ الفَوَارِق وتَبِينُ فيهِ الحَقَائِق يَوْمٌ يُعرَضُ فيهِ العَبْدُ علَى ربِّهِ ليسَ مَعَهُ أَحَد (( وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا )) لَا تَخفَى علَى اللهِ مِنهُ خَافِيَة والأَسْرَارُ في عِلْمِهِ سُبحَانَهُ ظَاهِرَةٌ عَلَانِيَة
يَوْمٌ عَظِيم تَجْتَمِعُ فيهِ الخَلَائِق ويَتَحَدَّدُ فيهِ المَصِير
ومَآلٌ جَدِيرٌ بالتَّأمُّل (( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ))
(( يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذ ))
ومَنْ نَسِيَ لِقَاءَ الله ورَضِيَ بالدُّنيا واطْمَأنَّ بها ورَكَنَ إليها وانْشَغَلَ بِمَلَذَّاتِها عَنِ الحَيَاةِ البَاقِيَة والمَصِيرِ الحَقِيقي فهُوَ في غَفْلَة ومَآلُهُ إلى خَسَارَة (( إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) رَضُوا بالدُّنيَا بَدَلاً عَنِ الآخِرَة وجَعَلُوهَا غَايَةَ سَعْيِهِم ونِهَايَةَ قَصْدِهِم فأَكَبُّوا علَى لَذَّاتِها وشَهَوَاتِها وبَأيِّ طَرِيقٍ حَصَلَتْ حَصَّلُوهَا ومِنْ أيِّ وَجْهٍ لاحَتْ ابْتَدَرُوهَا فكأنَّهُمْ خُلِقُوا لِلْبَقَاءِ فيهَا ونَسُوا أنَّ مَآلَهُمُ الرَّحِيل ولِقَاءُ اللهِ تَعَالَى (( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِ العَالَمِين ))
والنَّجَاةُ أيُّها الإِخْوَةُ في صَلَاحِ العَمَل والقَلْبِ السَّلِيم وحُسْنِ العِبَادَة والخُلُقِ الكَرِيم وحُسْنِ السِّيرَة وصَفَاءِ السَّرِيرَة ونَفْعِ الخَلْق والصَّبْرِ علَى كُلِّ ذلك أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ : (( وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ))
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَأسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين والعَاقِبَةُ للمُتَّقين وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شَرِيك وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورَسولُه صلَّى اللهُ وسلَّم عليهِ وعلى آلهِ وأصحَابِه أجمعين
أمَّا بعدُ فاتَّقوا اللهَ عِبادَ الله (( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))
أيُّها الإِخْوَةُ الفَرَاغُ يَعْقُبُهُ شُغْلٌ والصِّحَّةُ يَعْقُبُهَا سَقَمٌ (( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ))
فتُجَازَوْنَ بأعمَالِكُم حَسَنِهَا وسيِّئِها فِي مَوْقِفٍ عَظِيم مَهِيب
نَحْنُ الآنَ أيُّها الإِخْوَةُ في زَمَنِ المُهْلَة فإذَا حَانَتْ سَاعَةُ الفِرَاق ولَاحَ المَصِير وأَصْبَحَ الغَيْبُ شَهَادَة لم يَنْفَعْ نَفْسًا إيمَانُها
ألَا فاتَّقوا اللهَ عِبادَ الله حَاسِبُوا أَنْفُسَكُم واعْرِفُوا حَقِيقَةَ دُنْيَاكُم وتَأمَّلُوا في حَالِكُمْ ومَآلِكُم واعْلَمُوا أنَّ الأَعْمَارَ قَصِيرَة والدُّنيَا حَقِيرَة (( وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ )) كُلُّ مُتْعَةٍ يَعْقُبُهَا مَوْتٌ فهِيَ هَبَاء (( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ))
وأيَّامُكُمْ خَزَائِن مَا مَضَى مِنهَا فإنَّهُ لا يَعُود (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ))
اللهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنا في الأمُورِ كُلِّها وأَجِرْنا مِنْ خِزْيِ الدُّنيا وعَذَابِ الآخِرَة اللهُمَّ اجْعَلنا ممَّن يَفْرَحُ بلِقَائك ويَنْعَمُ بعَفْوِكَ وعَطائك واجعلنا مِنْ حِزبِكَ وأوليَائك اللهُمَّ هَوِّنْ علينا سَكَرَاتِ الموت وتوَفَّنا وأنتَ رَاضٍ عنَّا يا أرحم الراحمين
اللَّهُمَّ اجْعَلْ آخِرَ كَلَامِنَا مِن الدُّنيَا شّهَادَةُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
هذا وصلُّوا وسلِّموا على الرَّحمةِ المُهدَاة والنِّعمَةِ المُسدَاة نبيِّكم محمدٍ رسولِ الله فقد أمركم بذلك ربُّكم فقال عزَّ مِنْ قائلٍ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك ورسولك نبينا محمد ﷺ ِوعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين وعن بقيةِ الصحابة أجمعين والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وإحسانك يا رب
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك المؤمنين واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائرَ بلاد المسلمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاةَ أمورنا وأيِّد بالحق والتوفيقِ إمامَنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين اللهم وفّقه وولي عهده لهداك واجعلْ أعمالهما في رضاك اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَأَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ شُرُورِهِم
اللهم أنتَ الله لا إله إلا أنت أنت الغنيُّ ونحن الفقراء أنزلْ علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثًا هنيئًا مريئًا سحًّا غدقًا نافعًا غيرَ ضار سُقيا رحمة لا سقيا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرق برحمتك يا أرحم الراحمين (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عِبادَ الله اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى سَوابِغِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
عِبادَ الله الدُّنيا إلى زوَال مَهْمَا طَالَتْ أيَّامُها فهِيَ قَصِيرة ومَهْمَا عَظُمَتْ في أَعْيُنِ أَهْلِهَا فهِيَ حَقِيرَة والمَوت يَأْتي بَغْتَة وكلُّ مَا هو آتٍ قَرِيب (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ )) (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))
مِنْ أَعْظَمِ العِظَات أيُّها الإِخْوَةُ اسْتِحْضَارُ المَصِير وتَذَكُّرُ هَوْلِ المَطْلَع وبَعْثَرةِ القُبُور ومَشْهَدِ البَعْثِ والنُّشُور يَوْمٌ تَذُوبُ فيهِ الفَوَارِق وتَبِينُ فيهِ الحَقَائِق يَوْمٌ يُعرَضُ فيهِ العَبْدُ علَى ربِّهِ ليسَ مَعَهُ أَحَد (( وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا )) لَا تَخفَى علَى اللهِ مِنهُ خَافِيَة والأَسْرَارُ في عِلْمِهِ سُبحَانَهُ ظَاهِرَةٌ عَلَانِيَة
يَوْمٌ عَظِيم تَجْتَمِعُ فيهِ الخَلَائِق ويَتَحَدَّدُ فيهِ المَصِير
ومَآلٌ جَدِيرٌ بالتَّأمُّل (( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ))
(( يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذ ))
ومَنْ نَسِيَ لِقَاءَ الله ورَضِيَ بالدُّنيا واطْمَأنَّ بها ورَكَنَ إليها وانْشَغَلَ بِمَلَذَّاتِها عَنِ الحَيَاةِ البَاقِيَة والمَصِيرِ الحَقِيقي فهُوَ في غَفْلَة ومَآلُهُ إلى خَسَارَة (( إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) رَضُوا بالدُّنيَا بَدَلاً عَنِ الآخِرَة وجَعَلُوهَا غَايَةَ سَعْيِهِم ونِهَايَةَ قَصْدِهِم فأَكَبُّوا علَى لَذَّاتِها وشَهَوَاتِها وبَأيِّ طَرِيقٍ حَصَلَتْ حَصَّلُوهَا ومِنْ أيِّ وَجْهٍ لاحَتْ ابْتَدَرُوهَا فكأنَّهُمْ خُلِقُوا لِلْبَقَاءِ فيهَا ونَسُوا أنَّ مَآلَهُمُ الرَّحِيل ولِقَاءُ اللهِ تَعَالَى (( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِ العَالَمِين ))
والنَّجَاةُ أيُّها الإِخْوَةُ في صَلَاحِ العَمَل والقَلْبِ السَّلِيم وحُسْنِ العِبَادَة والخُلُقِ الكَرِيم وحُسْنِ السِّيرَة وصَفَاءِ السَّرِيرَة ونَفْعِ الخَلْق والصَّبْرِ علَى كُلِّ ذلك أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ : (( وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ))
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَأسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين والعَاقِبَةُ للمُتَّقين وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شَرِيك وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورَسولُه صلَّى اللهُ وسلَّم عليهِ وعلى آلهِ وأصحَابِه أجمعين
أمَّا بعدُ فاتَّقوا اللهَ عِبادَ الله (( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))
أيُّها الإِخْوَةُ الفَرَاغُ يَعْقُبُهُ شُغْلٌ والصِّحَّةُ يَعْقُبُهَا سَقَمٌ (( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ))
فتُجَازَوْنَ بأعمَالِكُم حَسَنِهَا وسيِّئِها فِي مَوْقِفٍ عَظِيم مَهِيب
نَحْنُ الآنَ أيُّها الإِخْوَةُ في زَمَنِ المُهْلَة فإذَا حَانَتْ سَاعَةُ الفِرَاق ولَاحَ المَصِير وأَصْبَحَ الغَيْبُ شَهَادَة لم يَنْفَعْ نَفْسًا إيمَانُها
ألَا فاتَّقوا اللهَ عِبادَ الله حَاسِبُوا أَنْفُسَكُم واعْرِفُوا حَقِيقَةَ دُنْيَاكُم وتَأمَّلُوا في حَالِكُمْ ومَآلِكُم واعْلَمُوا أنَّ الأَعْمَارَ قَصِيرَة والدُّنيَا حَقِيرَة (( وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ )) كُلُّ مُتْعَةٍ يَعْقُبُهَا مَوْتٌ فهِيَ هَبَاء (( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ))
وأيَّامُكُمْ خَزَائِن مَا مَضَى مِنهَا فإنَّهُ لا يَعُود (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ))
اللهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنا في الأمُورِ كُلِّها وأَجِرْنا مِنْ خِزْيِ الدُّنيا وعَذَابِ الآخِرَة اللهُمَّ اجْعَلنا ممَّن يَفْرَحُ بلِقَائك ويَنْعَمُ بعَفْوِكَ وعَطائك واجعلنا مِنْ حِزبِكَ وأوليَائك اللهُمَّ هَوِّنْ علينا سَكَرَاتِ الموت وتوَفَّنا وأنتَ رَاضٍ عنَّا يا أرحم الراحمين
اللَّهُمَّ اجْعَلْ آخِرَ كَلَامِنَا مِن الدُّنيَا شّهَادَةُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
هذا وصلُّوا وسلِّموا على الرَّحمةِ المُهدَاة والنِّعمَةِ المُسدَاة نبيِّكم محمدٍ رسولِ الله فقد أمركم بذلك ربُّكم فقال عزَّ مِنْ قائلٍ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك ورسولك نبينا محمد ﷺ ِوعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين وعن بقيةِ الصحابة أجمعين والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وإحسانك يا رب
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك المؤمنين واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائرَ بلاد المسلمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاةَ أمورنا وأيِّد بالحق والتوفيقِ إمامَنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين اللهم وفّقه وولي عهده لهداك واجعلْ أعمالهما في رضاك اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَأَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ شُرُورِهِم
اللهم أنتَ الله لا إله إلا أنت أنت الغنيُّ ونحن الفقراء أنزلْ علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثًا هنيئًا مريئًا سحًّا غدقًا نافعًا غيرَ ضار سُقيا رحمة لا سقيا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرق برحمتك يا أرحم الراحمين (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عِبادَ الله اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى سَوابِغِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1698348717_خطبة الجمعة 12 ربيع الآخر 1445هـ موعظة وذكرى.pdf
1698348734_خطبة الجمعة 12 ربيع الآخر 1445هـ موعظة وذكرى.docx