خطبة الجمعة في يوم عرفة 9 / 12 جُمعت من عدة خطب

عبدالرحمن اللهيبي
1435/12/04 - 2014/09/28 14:48PM
الحمد لله مُبدِع البدائع، وشارِعِ الشرائِع، أحمدُه وقد أسبَغَ علينا الخير الجزيل، وأسبلَ السترَ الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ عبدٍ آمنَ بربِّه، ورجا العفوَ والغُفرانَ لذنبه، وأشهد أن نبيَّنا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وحِزبه، صلاةً وسلامًا دائمَيْن مُمتدَّين إلى يوم الدين.
أما بعد، فيا أيها المسلمون:
بالتقوى تحصُل البركة، وتندفعُ الهلَكة، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾
أيها المسلمون:
في عرفة بين الجِبال والتِّلال والأودية والشعاب، هناك المهابة والجلال، والبهاء والجمال، حيث تجتمعُ قوافلُ الحجيج، وتكتملُ حُشُودُهم ووفودُهم، يسكُبُون عبَرات الشوق وخشَعات الإنابة ودموعَ التوبة.
هنيئا للحُجَّاجُ والعُمَّارُ حجهم واعتمارهم , فهم وفدُ الله .. دعاهم فأجابوا، وسألوه فنالوا، والحجُّ يهدِمُ ما قبلَه، ومن حجَّ فلم يرفُث ولم يفسُق رجعَ من ذنوبه كما ولدَته أمُّه، والحجَّةُ المبرورةُ ليس لها ثوابٌ إلا الجنة.
فهنيئًا لمن وردَ مشارِعَ القبول، وخيَّم بمنازل الرحمة، ونزلَ بحرمِ الله الذي أوسعَه كرامةً وجلالاً ومهابةً.

أيها المسلمون:
ما أعظمَ هذا اليوم الذي نحن فيه ، وما أجلَّه من موسم، اجتمع فيه يوم عرفة بيوم الجمعة فيوم الجمعة - قال فيه صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمس يومُ الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه أُدْخِلَ الجنةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة)).
وأما يوم عرفة وما أدراك ما يوم عرفة فهو يومٌ شريفٌ كريم، يومٌ تُعتَقُ فيه الرِّقابُ، ويُسمَعُ فيه الدعاءُ ويُجابُ، وما من يومٍ أكثر من أن يُعتِقَ الله عز وجل فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنُو ثم يُباهِي بهم الملائكةَ، فيقول: ما أراد هؤلاء؟
واعلموا يا مسلمون أن عتق الرقاب وإجابة الدعاء وغفران الذنوب والأوزار هو عام للواقفين بعرفة وغيرهم من أهل الأمصار
فإذا وافق يوم عرفة يوم الجمعة كان له مزية على سائر الأيام من وجوه متعددة: منها أنه اجتماع اليومين اللذين هما أفضل الأيام، ومنها أن الجمعة هو اليوم الذي فيه ساعة محققة الإجابة، ويوم عرفة من الأيام التي يستجيب الله فيها الدعاء, وخير الدعاء دعاؤها, فاجتمع في هذا اليوم موجبات إجابة الدعاء، ومنها أن ذلك يوافق حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنها أن الله أكمل الله لنا الدين، واتم علينا النعمة في يوم عرفة الذي وقع في يوم الجمعة بحجة الوداع ، ففي الصحيح عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رجلاً من اليهود قال: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا -معشرَ اليهود- نزلت لاتخذنا هذا اليوم عيداً، قال: أي آية؟ قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ)
قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو قائم بعرفة يوم جمعة. ففي مثل يومنا هذا أكمل الله لنا الدين وأتم علينا النعمة.
عباد الله : في الجمعة ساعة يستجيب الله فيها الدعاء.. وخيرُ الدعاء دعاءُ يوم عرفة؛ فأظهِروا يا مسلمون في هذا اليوم التوبةَ والاستغفار، والتذلُّل والانكِسار، والندامةَ والافتقار، والحاجةَ والاضطرار , ولو بقيتم اليوم في المسجد حتى غروب الشمس لم يكن هذا كثيرا ففي هذا اليوم من الفضائل والرحمات والخيرات والبركات ما تستحق لأجلها أن تبذل الأوقات.
من أحب اليوم أن يكون من النار عتيقاً، ومن أسر الذنوب طليقاً؛ فليضرع إلى ربه بالدعاء، وليُسبل دموع الحزن والرجاء، وليستغفر ربه من ذنوب طالما ارتكبها، وطالما تساهل بها حتى اجتمعت عليه فكدرت عليه معيشته وحالت بينه وبين ربه.
فهذا اليوم يوم إجابة، وقد قال ربكم: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيّون قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
فاحذر أن تكون في هذا اليوم عن الله منشغلا أو لغيره راجيا ومؤملا .. عن سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب أنه رأى سائلاً يسأل الناس يوم عرفة فقال يا عاجزاً في هذا اليوم تسأل غير الله تعالى !
أيها المسلمون: ما أعظمه من مشهد هذا اليوم أن ترى الناس في عرفة وفي سائر البلدان قد لجئوا إلى ربهم وتضرعوا إلى مولاهم، بالحمد والثناء يلهجون، وبالبكاء والدعاء يضجّون، قلوبهم منكسرة، ودموعهم منهمرة.
فلو رأيتهم وقد سألوا ربهم خاشعين، ورفعوا أكف الافتقار إليه متضرعين، وأسبلوا العبرات متذللين، يقولون يا ربنا لقد تعاظمت منا المعاصي والذنوب، وتراكمت علينا النقائص والعيوب، ونحن يا مولانا في عفوك طامعون، ولخيرك وجودك مؤملون، فنحن الفقراء إليك، الأسارى بين يديك، إن قطَعتنا فمن يصلنا؟ وإن أعرضت عنا فمن يقرّبنا؟ فارحم خضوعنا، وأقبل خشوعنا، وأجبر قلوبنا، واغفر ذنوبنا، وأنِلْنا يا مولانا مطلوبنا.
هذه هي حال عباد الله الصالحين، وهذا هو تضرعهم وتخشعهم لربهم، قد تنوعت مآربهم ومطالبهم، واختلفت غاياتهم ومشاربهم، والله سميع عليم، غني كريم، ذو فضل واسع عظيم، لا يتبرّم بإلحاح الملحين، ولا يبالي بكثرة السائلين.
نظر الفضيل بن عياض إلى تسبيح الناس وبكائهم عشية عرفة فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجلٍ فسألوه دانقاً -وهو مبلغ ضئيل من المال- فهل كان يردهم؟ قالوا: لا. فقال: واللهِ لَلمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق!.
فيا من يطمع اليوم في العتق من النار، لا تحل بينك وبين رحمة ربك بالإصرار على الآثام والأوزار، تالله ما نصحتَ نفسك، أوبقت نفسك بجليل المعاصي والآثام، وأبيت التوبة والإنابة في مثل هذا اليوم العظيم , فإذا حُرمْتَ المغفرة قلتَ أنَّى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم.
انتهزوا يا عباد الله فرصة نزول الله وقربه من عباده عشية عرفة، وعشية عرفة يبدأ من زوال الشمس -أي من هذا الوقت تقريباً- وحتى تغرب الشمس , فلا يألوَنَّ أحدكم جهده في سبيل تحصيل رحمة الله وغفرانه لتلك الذنوب التي طالما رانت على القلوب فأمرضتها فلَعَمر الله! لقد لهونا كثيراً، وعصينا عصياناً كبيراً.
لَهَوْنا لَعَمْرُ اللهِ! حتَّى تتابَعَتْ *** ذُنوبٌ على آثارِهِنَّ ذنوبُ
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من البينات والحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.





الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لا خيرَ إلا منه، ولا فضلَ إلا من لدُنه، ولا اعتمادَ إلا عليه، ولا ملجأَ ولا منجا منه إلا إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سميعٌ لراجِيه، قريبٌ ممن يُناجِيه، وأشهد أن نبيَّنا وسيدنا محمدًا عبدُه ورسوله ونبيُّه، وصفيُه ونجِيُّه، ووليُّه ورضِيُّه، وأمينُه على وحيِه، وخِيرتُه من خلقِه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد، فيا أيها المسلمون:
اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
أيها المسلمون: هذه التوبةُ في هذا اليوم الجليل قد شُرِعَت أبوابُها، ونزلَ أوانُها، فهُبُّوا من نومةِ الرَّدَى، وأفيقُوا من رقدَة الهَوى، وامحُوا سوابِقَ العصيان بلواحِق الإحسان، وليكن هذا اليوم العظيم المبارك بدايةَ عودتكم، وانطلاقةَ رجُوعكم، وإشراقَ صُبحكم، وتباشِيرَ فجركم، ادلِفوا فيه إلى باب الإنابة، وانزِعوا عن الخطيئة، وأقلِعوا عن المعصية، ولا تُؤخِّروا التوبة، وتخلَّصوا من حقوق الناس، ورُدُّوا الحقوقَ إلى أصحابها، واسللوا من قلوبكم السخيمة والبغضاء ومسببات التدابر والقطيعة, وطهِّروا لُقمتَكم عن الحرام؛ فالحرامُ وبالٌ على صاحبه، تناله مغبته, وتُدرِكُه نقمتُه، وتلحَقُه عقوبتُه، وفي الطيِّبِ غُنيةٌ عن الخبيث، وفي الحلال كفايةٌ عن الحرام.
عباد الله: من فاته القيام بعرفة فليقم لله بالحق الذي عرفه ومن عجز عن المبيت بمزدلفة فليبيِّت عزمه على طاعة الله الذي قربه وأزلفه ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى، فليذبح هواه هنا ومن لم يصل إلى البيت العتيق، فليقصد رب البيت، فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد .
أيها المؤمنون: في يوم عرفة نستذكر ذلك الحدث التاريخي، حين وقف فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك الموقف المشهود، وقف على صعيد عرفة , وقد اجتمع حوله أكثر من مائة وعشرين ألفاً فخطب خطبته الخالدة فكان مما قاله لهم ولنا ولمن سيأتي بعدنا: "أيها الناس، إنه لا نبي بعدي، ألا فاعبدوا ربكم، أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم بينكم حرام، فلا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وإن ربا الجاهلية موضوع، وقضى الله أنه لا ربا، واستوصوا بالنساء خيرا، إن لنسائكم عليكم حقا، ولكم عليهن حق، أن ربكم واحد، وإن إلهكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
ثم قال صلى الله عليه وسلم: "ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد".
في ذلك اليوم ودع النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بتلك الكلمات الحزينة، فقال لهم: "لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا". فاللهم إنا نشهدك أن نبيك صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد فيك حق جهاده.. اللهم فاجمعنا به في الفردوس الأعلى واوردنا حوضه يا جواد يا كريم.

أيها المسلمون:
من السنة في هذه الأيام التكبير مطلقًا ومقيدًا، والمقيد هو الذي يكون أدبار الفرائض، وهي الصلوات الخمس والجمعة، ويبدأ التكبير المقيد لغير الحاج من فجر يوم عرفة، وللحاج من ظهر يوم النحر، ويمتد في حقهما التكبير مطلقًا ومقيدًا إلى آخر أيام التشريق.
والمسبوقُ ببعض ركعات الصلاة يُكبِّر إذا فرغَ من قضاء ما فاتَه من الركعات بعد قوله أستغفر الله ثلاثا اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال وافكرام.
أيها المسلمون: وإن من شعائر ديننا صلاة عيد الأضحى، وسوف نؤديها غدا في هذا الجامع فاحرصوا على أدائها وحاذروا تفويتها ومروا أولادكم وأهليكم بها فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الناس بالخروج لها
والأضحية يا مسلمون شعيرة من أعظم شعائر الدين فطيبوا بها نفسا وتخيروا أنفسها وتحروا وقتها .. ووقتها من بعد صلاة العيد إلى غروب الشمس من آخر أيام التشريق ومن ذبح أضحيته قبل صلاة العيد فهي صدقة من الصدقات وعليه إن أراد أن يضحي أن يذبح أخرى بعد الصلاة .
ثم اعلموا أن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسه، وأيَّه بكم - أيها المؤمنون - من جنِّه وإنسِه، فقال قولاً كريمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا وسيدنا محمد بشير الرحمة والثواب ونذير السَّطوة والعقاب الشافع المُشفَّع يوم الحساب، اللهم وارضَ عن جميع الآل والأصحاب، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وجُودك يا كريم يا وهَّاب.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم أئمَّتَنا وولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، وأصلِح له بِطانتَه يا رب العالمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين، وادفع شرَّ الكائدين ومكرَ الماكرين وعُدوان المُعتدين وتربُّص المُتربِّصين وكيدَ الحاسدين وحسدَ الفاجِرين وفُجور المنافقين يا رب العالمين.
اللهم احفظ الحُجَّاج والزُّوَّار والمُعتمرين، اللهم تقبَّل مساعِيَهم وزكِّها، وارفع درجاتهم وأعلِها، اللهم حقِّق لهم من الآمال أعلاها، ومن الخيرات أقصاها، اجعل حجَّهم مبرورًا، وسعيَكم مشكورًا، وذنبَهم مغفورًا يا رب العالمين.
اللهم أصلِح أحوالَ إخواننا في اليمن والشام والعراق يا كريم.
اللهم طهِّر المسجد الأقصى من رِجس يهود، اللهم عليك باليهود الغاصبين، والصهاينة الغادرين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم لا ترفع لهم راية، ولا تُحقِّق لهم غاية، واجعلهم لمن خلفَهم عبرةً وآيةً.
اللهم اشف مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا خلقٌ من خلقك، فلا تمنَع عنَّا بذنوبِنا فضلَك، اللهم تُب علينا برحمتك وإحسانِك، اللهم تُب علينا برحمتك وإحسانِك، اللهم تُب علينا برحمتك وإحسانِك، وتفضَّل علينا بفضلك وامتِنانِك يا كريم.
المرفقات

خطبة عن يوم عرفة في يوم الجمعة.docx

خطبة عن يوم عرفة في يوم الجمعة.docx

المشاهدات 6543 | التعليقات 6

جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن ونفع الله بك وبارك فيك

شيخنا الفاضل استوقفتني عبارة ذكرتها واحببت السؤال عنها

حيث قلت وفقك الله : واعلموا يا مسلمون أن عتق الرقاب وإجابة الدعاء وغفران الذنوب والأوزار هو عام للواقفين بعرفة "وغيرهم من أهل الأمصار"

فهل لهذا دليل

نسأل الله أن يعملنا بفضله وكرمه ويعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار

وجزاك الله خيرا


[align=justify]بارك الله فيك يا شيخ عبدالله وإجابة لسؤالك قال ابنُ رجب - رحمه الله – في اللطائف : أن العتقَ من النار عام لجميع المسلمين .
وهذا رابط فتوى مرئية للشيخ خالد المصلح سئل فيها عن العتق في يوم عرفة هل هو خاص بأهل الموقف أو عام لجميع أهل الأمصار
http://www.youtube.com/watch?v=yD6G6pX4yJk

هذا ما أمكنني الإفادة به شيخنا آمل أن يحوي جزءا من الإجابة على سؤالك

وجزاك الله خيرا [/align]


نفع الله بك يا شيخ

أجدت وأفدت

نسأل الله أن يشملنا جميعا بهذا الفضل فيعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وجميع أحبابنا والمسلمين من النار


جزاك الله خيرا


وإياك يا شيخ شبيب


لم أستطع أن أتجاوز هذه الخطبة لهذا الأسبوع .. ولكن مع بعض التعديلاتِ مع الاعتذار للشيخ عبدالرحمن وفقه الله تعالى.
الحمدُ للهِ مُبدِعِ المخلوقاتِ، وشارِعِ العباداتِ، أحمدُه وقد أسبَغَ علينا الخيرَ الجزيلَ، وأسبلَ السِترَ الجميلَ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له شهادةَ عبدٍ آمنَ بربِّه، ورجا العفوَ والغُفرانَ لذنبِه، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وأتباعِه وحِزبِه، صلاةً وسلامًا دائمَيْن مُمتدَّينَ إلى يومِ الدينِ .. أما بعدُ:

فيا أيها المسلمونَ .. بالتقوى تحصُل البرَكةُ، وتندفعُ الهلَكةُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).

أيها المسلمونَ:

في عرفةَ بينَ الأوديةِ والجِبالِ، وبينَ الشِّعابِ والتِّلالِ، هنالِكَ حيثُ المهابةُ والجلالُ، وحيثُ البهاءُ والجمالُ، حينَ تجتمعُ قوافلُ الحجَّاجِ، وتكتملُ حُشُودُ الأفواجِ، يَكسوهم خُشوعُ الإنابةِ والأوبةِ، ويسكُبُونَ عَبَراتِ الشوقِ، ودموعَ التَّوبةِ.

فهنيئاً للحُجَّاجِ والعُمَّارِ حجُّهم واعتمارُهم، فهم وفدُ اللهِ الَّذينَ دعاهم فأجابوا، وسألوه فنالوا، والحجُّ يهدِمُ ما قبلَه، ومن حجَّ فلم يرفُثْ ولم يفسُقْ رجعَ من ذنوبِه كيومِ ولدَتْهُ أمُّه، والحجُّ المبرورُ ليس له ثوابٌ إلا الجنَّةَ.

أيها المسلمونَ:

ما أعظمَ هذا اليومِ الذي نحنُ فيه، وما أجلَّه من موسمٍ، اجتمعَ فيه يومُ عرفةَ بيومِ الجمعةِ، فيومُ الجُمعةِ الذي قالَ فيه صلى اللهُ عليه وسلمَ: (خيرُ يومٍ طَلعتْ عليه الشَّمسُ يومُ الجُمعةِ؛ فيه خُلقَ آدمُ، وفيه أُدْخِلَ الجنةَ، وفيه أُخرجَ منها، ولا تقومُ الساعةُ إلا في يومِ الجُمعةِ).

وأما يومُ عرفةَ وما أدراكَ ما يومُ عرفةَ فهو يومٌ شريفٌ كريمٌ، يومٌ تُعتَقُ فيه الرِّقابُ، ويُسمَعُ فيه الدعاءُ ويُجابُ، وما من يومٍ أكثرُ من أن يُعتِقَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيه عبدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ، وإنه ليدنُو ثم يُباهِي بهم الملائكةَ، فيقولُ: (ما أرادَ هؤلاءِ؟) .. واعلموا رحِمَكم اللهُ تعالى أن عتقَ الرقابِ وإجابةَ الدعاءِ وغفرانَ الذنوبِ والأوزارِ هو عامٌ للواقفينَ بعرفةَ وغيرِهم من أهلِ الأمصارِ .. فرحمةُ اللهِ إذا نزلتْ شَملتْ كلَّ من طلبَها من العزيزِّ الغفَّارِ.

فإذا وافقَ يومُ عرفةَ يومَ الجمعةِ كانَ له مَزيةٌ على سائرِ الأيامِ، ففيه: أن ذلك يوافقَ حَجَّةَ النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ، وهو اليومُ الَّذي أكملَ اللهُ لنا الدِّينَ، وأتَّمَ علينا النِّعمةَ، ففي الصَّحيحِ أنَّ رجلاً من اليهودِ قالَ لعُمرِ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عنه: يا أميرَ المؤمنينَ، آيةً في كتابِكم تقرؤونها، لو علينا معشرَ اليهودِ نزلتْ، لاتَّخذنا هذا اليومَ عيداً، قالَ: أيُّ آيةٍ؟، قالَ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ) .. قالَ عمرُ: قد عرفْنا ذلك اليومَ والمكانَ الذي نزلتْ فيه على النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ، وهو قائمٌ بعرفةَ يومَ جُمعةٍ.

وفيه أن الجمعةَ هو اليومُ الذي فيه ساعةٌ محققةُ الإجابةِ، ويومُ عرفةَ من الأيامِ التي يَستجيبُ اللهُ فيها الدُّعاءَ وخيرُ الدعاءِ دعاءُ عرفةَ، فاجتمعَ في هذا اليومِ موجباتُ إجابةِ الدعاءِ، فأظهِروا يا عبادَ اللهِ في هذا اليومِ التوبةَ والاستغفارَ، والتذلُّلَ والانكِسارَ، والندامةَ والافتقارَ، والحاجةَ والاضطرارَ، ولو بقيَ الواحدُ منَّا اليومَ في المسجدِ إلى غروبِ الشَّمسِ لم يكنْ هذا كثيراً، ففي هذا اليومِ من الفَضائلِ والرحماتِ والخيراتِ والبركاتِ ما تُستحقُ لأجلِها أن تُبذلَ الأوقاتُ.

من يُحبُ اليومَ أن يكونَ من النَّارِ عتيقاً؟ .. ومن يريدُ أن يكونَ اليومَ من أَسرِ الذُّنوبِ طليقاً؟ .. فاضرعْ إلى ربِّك بالدُّعاءِ .. واسبلْ دموعَ الحزنِ والرَّجاءِ .. واستغفرْ من ذنوبٍ تراكمتْ على مرِّ السنينَ .. وكُفَّ عن الآثامِ التي يشيبُ من هَولِها الجَنينُ .. فكم حالتْ بينَك وبينَ رحمةِ أرحمِ الرَّاحمينَ.

فهذا اليومُ يومُ الإجابةِ، وقد قالَ ربُّكم: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، وقالَ النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ وخيرُ ما قلتُ أنا والنَّبيُّونَ مِن قَبلي لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ).

فاحذرْ أن تكونَ في هذا اليومِ عن اللهِ مُنشغلاً أو لغيرِه راجياً ومؤملاً .. عن سالمِ بنِ عبدِاللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطابِ أنه رأى سائلاً يسألُ النَّاسَ يومَ عرفةَ، فقالَ: (يا عاجزاً .. في هذا اليومِ تَسألُ غيرَ اللهِ تعالى).

أيها المسلمونَ: ما أعظمَه من مَشهدٍ هذا اليومِ أن ترى النَّاسَ في عرفةَ وفي سائرِ البلدانِ قد لجئوا إلى ربِّهم وتضرعوا إلى مولاهم، بالحمدِ والثناءِ يلهجونَ، وبالبكاءِ والدعاءِ يَضجُّونَ .. القلوبُ منكسرةٌ، والدموعُ منهمرةٌ.

فلو رأيتُهم وقد سألوا ربَّهم خاشعينَ، ورفعوا أكفَّ الافتقارِ إليه مُتضرعينَ، وأسبلوا العَبراتِ مُتذللينَ .. يقولونَ: يا ربَّنا .. لقدْ تعاظمتْ منا المعاصي والذُّنوبُ .. وتراكمتْ علينا النَّقائصُ والعُيوبُ .. ونحن يا مولانا في عفوكِ طامعينَ، ولخيرِك وجُودِك مؤملينَ .. فنحنُ الفقراءُ إليك، الأُسارى بين يديك .. إن قطَعتَنا فمن يصلُنا؟، وإن أعرضتَ عنا فمن يقرِّبُنا؟ .. فارحمْ خضوعَنا، وأقبلْ خشوعَنا، وأجبرِ قلوبَنا، واغفرْ ذنوبَنا، وأنِلْنا يا مولانا مطلوبَنا.

هذه هي حالُ عبادِ اللهِ الصَّالحينَ، يتضرعونَ إلى ربِّهم خاشعينَ، ولأنواعِ مآربِهم طالبينَ .. واللهُ سميعٌ عليمٌ، غنيٌّ كريمٌ، ذو فضلٍ واسعٍ عظيمٌ .. لا يتبرَّمُ بإلحاحِ الملحينَ، ولا يبالي بكثرةِ السَّائلينَ.

نَظرَ الفُضيلُ بنُ عياضٍ إلى تسبيحِ النَّاسِ وبُكائِهم عَشيةَ عرفةَ فقالَ: أرأيتُم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجلٍ فسألوه دانقاً –وهو مبلغٌ ضئيلٌ من المالِ- فهل كانَ يردُّهم؟، قالوا: لا، فقال: واللهِ لَلمغفرةِ عندَ اللهِ أهونُ من إجابةِ رجلٍ لهم بدانقٍ.

فيا منَ يَطمعُ اليومَ في العتقِ من النَّارِ، ويرجو رحمةَ العزيزِ الغفَّارِ .. لا تَحُلْ بينك وبينَ رحمةِ ربِّك بالإصرارِ على معانقةِ الحرامِ، وإيَّاكَ أن تُوبقَ نفسَك بجليلِ المعاصي والآثامِ، فإن أبيتَ التَّوبةَ والإنابةَ في هذا اليومِ العظيمِ، فمتى هو الرجوعُ إلى صراطِ اللهِ المُستقيمِ؟.

انتهزوا يا عبادَ اللهِ فرصةَ نُزولِ اللهِ وقُربِه من عبادِه عشيةَ عرفةَ، من زَوالِ الشَّمسِ إلى غروبِها، فلا يألوَنَّ أحدُكم جُهدَه في سبيلِ تحصيلِ رحمةِ اللهِ وغفرانِه، وليباهي بكَ اللهُ ملائكتَه كما يُباهي بأهلِ عرفةَ، فلقد لهونا لهوَاً كثيراً، وعصينا عُصياناً كبيراً.
لَهَوْنا لَعَمْرُ اللهِ .. حتَّى تتابَعَتْ *** ذُنوبٌ على آثارِهِنَّ ذنوبُ
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ والسنةِ، ونفعني وإياكم بما فيهما من البيناتِ والحكمةِ، أقولُ ما تسمعونَ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.


الخطبة الثانية:


الحمدُ للهِ الذي لا خيرَ إلا منه، ولا فضلَ إلا من لدُنه، ولا اعتمادَ إلا عليه، ولا ملجأَ ولا منجا منه إلا إليه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له سميعٌ لراجِيه، قريبٌ لمناجِيه، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه ونبيُّه، وصفيُه وخليلُه، ووليُّه ورضِيُّه، وأمينُه على وحيِه، وخِيرتُه من خلقِه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا أما بعد:

فيا عبادَ اللهِ: من فاتَه القيامُ بعرفةَ، فليقمْ للهِ بالحقِّ الذي عرفَه، ومن عجزَ عن المبيتِ بمزدلفةَ، فليبيِّت عزمَه على طاعةِ اللهِ الذي قربَّه وأزلفَه، ومن لم يقدرِ على نحرِ هديه بمِنى، فليذبحْ هواه هُنا، ومن لم يصلْ إلى البيتِ العتيقِ، فليقصدْ ربَّ البيتِ المجيدَ، فإنه أقربُ إلى من دعاه ورجاه من حبلِ الوَريدِ.

أيها المؤمنونَ: في يومِ عرفةَ نستذكرُ ذلك الحدثَ التَّاريخي، حينَ وقفَ فيه النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ ذلك الموقفَ المشهودَ، وقفَ على صعيدِ عرفةَ، وقد اجتمعَ حولَه أكثرُ من مائةٍ وعشرينَ ألفاً فخطبَ خُطبتَه الخالدةَ، فكانَ مما قالَه لهم ولنا ولمن سيأتي بعدَنا: (أيها النَّاسُ، إنه لا نَبيَّ بعدي، ألا فاعبدوا ربَّكم .. أيها النَّاسُ، إن دماءَكم وأموالَكم بينَكم حرامٌ، فلا ترجعوا بعدى كفاراً يَضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ، وإن رِبا الجاهليةِ موضوعٌ، واستوصوا بالنِّساءِ خيراً، إن لنسائِكم عليكم حقاً، ولكم عليهنَّ حقٌ، إن ربَكم واحدٌ، وإن إلهَكم واحدٌ، كلُّكم لآدمَ، وآدمُ من ترابٍ، إن أكرمَكم عندَ اللهِ أتقاكم) .. ثم قالَ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (ألا هلْ بلغتُ؟، اللهم فاشهدْ).

وفي ذلكَ اليومَ ودَّعَ النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ أصحابَه بتلكَ الكلماتِ الحزينةِ، فقال لهم: (لعلي لا ألقاكم بعد عاميِ هذا) .. فاللهمَّ إنا نُشهدُك أن نبيَّك صلى اللهُ عليه وسلمَ قد بلَّغَ الرِّسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصحَ للأمةِ وجاهدَ فيكَ حقَّ جهادِه .. اللهمَّ فاجمعنا به في الفردوسِ الأعلى وأوردنا حوضَه يا غفورُ، يا كريمُ.

أيها المسلمون:

من السُنةِ في هذه الأيامِ التكبيرُ مطلقًا ومقيدًا، والمقيَّدُ هو الذي يكون أدبارُ الفرائضِ، ويبدأُ من فجرِ يومِ عرفةَ، ويمتدُ إلى عصرِ آخرِ أيامِ التشريقِ، يُكبرُ ما شاءَ بعدَ قولِه: أستغفرُ اللهَ ثلاثاً، اللهم أنتَ السَّلامُ ومنك السَّلامُ تباركتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ، ثم يُكملُ أذكارَ أدبارِ الصواتِ.

واعلموا رَحِمَكم اللهُ .. إن من شعائرِ دينِنا صلاةُ عيدِ الأضحى، فاحرصوا على أدائِها وحاذروا تفويتَها ومُروا أولادَكم وأهليكم بها فقد كانَ النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ يأمرُ النَّاسَ بالخروجِ لها.

والأضحيةُ يا مسلمونَ شعيرةً من أعظمِ شعائرِ الدِّينِ فطيبوا بها نَفساً وتخيروا أَنفَسَها .. ووقتُها من بعدِ صلاةِ العيدِ إلى غروبِ الشمسِ من آخرِ أيامِ التشريقِ ومن ذبحَ أضحيتَه قبلَ صلاةِ العيدِ فهي صدقةٌ من الصدقاتِ وعليه أن يذبحَ أخرى بعدَ الصلاةِ.

ثم اعلموا أن اللهَ أمرَكم بأمرٍ بدأَ فيه بنفسِه، وثنَّى بملائكتِه المُسبِّحةِ بقُدسِه، فقال قولاً كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا وسيدِنا محمدٍ بشيرِ الرحمةِ والثوابِ، ونذيرِ السَّطوةِ والعقابِ، الشافعِ المُشفَّعِ يومَ الحسابِ، اللهمَّ وارضَ عن جميعِ الآلِ والأصحابِ، وعنَّا معهم بمنِّكَ وكرمِك وجُودِك يا كريمُ يا وهَّابُ.

اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِح اللهم أئمَّتَنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّدْ بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرِنا، وأصلِحْ له بِطانتَه يا ربَّ العالمينَ.

اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ودمِّرْ أعداءَ الدينِ، وادفعْ شرَّ الكائدينَ ومكرَ الماكرينَ وعُدوانَ المُعتدينَ وتربُّصَ المُتربِّصينَ وكيدَ الحاسدينَ وحسدَ الفاجِرينَ وفُجورَ المنافقينَ يا ربَّ العالمينَ.

اللهم احفظْ الحُجَّاجَ والزُّوَّارَ والمُعتمرينَ، اللهم تقبَّلْ مساعِيَهم وزكِّها، وارفع درجاتِهم وأعلِها، اللهم حقِّق لهم من الآمالِ أعلاها، ومن الخيراتِ أقصاها، واجعل حجَّهم مبرورًا، وسعيَهم مشكورًا، وذنبَهم مغفورًا يا ربَّ العالمينَ.

اللهم أصلِح أحوالَ إخوانِنا في اليمنِ والشامِ والعراقِ يا كريمُ .. اللهم طهِّر المسجدَ الأقصى من رِجسِ يهودٍ، اللهم عليكَ باليهودِ الغاصبينَ، والصهاينةِ الغادرينَ، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم لا ترفعْ لهم رايةً، ولا تُحقِّقْ لهم غايةً، واجعلهم لمن خلفَهم عبرةً وآيةً.

اللهم اشف مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا يا أرحمَ الراحمينَ.

اللهم إنا خلقٌ من خلقِك، فلا تمنَع عنَّا بذنوبِنا فضلَك، اللهم تُب علينا برحمتِك وإحسانِك، اللهم تُب علينا برحمتِك وإحسانِك، اللهم تُب علينا برحمتك وإحسانِك، وتفضَّل علينا بفضلك وامتِنانِك يا كريمُ .. وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/1/7/0/6/عرفة%20يوم%20الجمعة.docx

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/1/7/0/6/عرفة%20يوم%20الجمعة.docx