خطبة الجمعة ثاني أيام التشريق الموافق 12 من ذي الحجة 1444هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1444/12/11 - 2023/06/29 18:41PM

إِنَّ الحَمدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً أمّا بعد فاتقوا اللهَ عباد الله واعلمُوا أَن أيامَ التشريقِ مِن أيامِ اللهِ الفاضِلة التي عَظَّمَ اللهُ شأنَها وذَكَرَها في كتابِه قال تعالى (( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )) وعن نُبيشَة الهُذليِّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أيامُ مِنى أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذِكرٍ لله ) رواه مسلم وسُمِّيَت أيامَ التشريق لأنَّ الناسَ كانوا يُشَرِّقون فيها لُحُومَ الأضاحي أَيْ يَقَدِّدُونَها ويَجْعَلُونَها وشائِقَ ويُبْرِزونها للشمس واليوم هو اليوم الثاني عشر من ذي الحجة ثاني أيام التشريق الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد فكبِّروا الله في هذه الأيام المعدودات كبِّروا الله أدبار الصلوات (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )) الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
يقول الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : بَعْدَ يَومِ النَّحْرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ الَّتِي ذَكَرَ اللهُ الأَيَّامَ المَّعْدُودَات لا يُردُ فيهنَّ الدُّعَاءُ فَارْفَعُوا رَغْبَتَكم إلى اللهِ عز وجل اُحْمُدوا اللهَ الذي هداكم وضحُّوا تقبَّل الله ضحاياكم وسمُّوا الله على ما رزقَكم وكبِّروه واشكرُوه على ما أولاكم كلُوا وتصدَّقوا وأهدُوا وادَّخروا واجتنِبوا ما حرم الله عليكم وتذكَّروا قولَ الله عز وجل (( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ))
فَكُلُوا فِي أَيَّامَ التَّشْرِيق وَاشرَبُوا وَعَظِّمُوا شَعَائِرَ اللهِ بِالإِكثَارِ مِن ذِكرِهِ بِالتَّكبِيرِ وَالتَّهلِيلِ وَالتَّحمِيدِ أَدبَارَ الصَّلوَاتِ المكتوبة قَالَ النَّبِيُ ﷺ ( أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ ) اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلهِ الحَمْدُ الله أكبر كبيرًا والحمدُ لله كثيرًا وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الكِتَابِ والسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ والحِكْمَةِ أَقُولُ قَوْلَي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وأشهَدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه الصادقُ الأمين صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين أما بعد فاتقوا الله عباد الله وَفِي أَوْسَطِ أيامِ التشريق خَطَبَ النبيُّ ﷺ وَذَكَّرَ الناسَ وَوَعَظَهُم وذَكَّرَهُم بِحُرْمَةِ الدِّماءِ والأموالِ والأعراض وَإِنَّ مِنْ عَجيبِ الأَمْرِ أَنَّ النبيَّ ﷺ ذَكَرَ ذلك في خُطْبَتِه يَوْمَ عَرَفَة وفي خُطْبَتِه يومَ النحرِ وفي أوْسَطِ أيامِ التشريق مِمَّا يَدْلُّ على عِظَمِ الأمْرِ وأهَمِّيَّتِه وخُطْورتِه ويَكفِي أن الجُرأةَ على الدماءِ والأموالِ والأعراضِ سَبَبُ إفلاسِ العبدِ في الآخرة قال ﷺ ( إن المُفْلٍسَ مِن أمَّتي مَنْ يأتي يَوْمَ القيامةِ بِصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وَيأتي قَدْ شَتَمَ هذا وقذَفَ هذا وأكلَ مالَ هذا وسفَكَ دَمَ هذا وضَرَبَ هذا فَيُعطِى هذا مِنْ حسناتِه وهذا مِن حَسناتِه فإنْ فَنِيَتْ حسناتُه قَبْلَ أن يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِنْ خطاياهُم فَطُرِحت عليه ثم طُرِحَ في النار ) هذا وصلُّوا وسلِّموا على خير البرية وأزكى البشرية محمد ﷺ فقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمدٍ ﷺ وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ آلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وعَنْ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين واحْمِ حَوْزَةَ الدَّيِنِ واجعل هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المُسلمين اللهم آمنَّا في أوطاننا وأصلِح أئمَّتنا ووُلاةَ أمورنا وأيِّد بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين وولي عهده اللهم وفِّقهم لهُداك واجعَل عملَهم في رِضاك وهيِّئ لهم البِطانةَ الصالحةَ اللهم واجزهم خير الجزاء على ما يقدمونه خدمة للحرمين الشريفين والعناية بالحُجَّاج والمُعتمِرين والزائرين اللهم احفَظ الحُجَّاج والمُعتمِرين ويسِّر لهم إتمام مناسِكهم آمنين وتقبَّل منا ومنهم أجمعين اللهم اجعَل حجَّهم مبرورًا وسعيَهم مشكورًا وذنبَهم مغفورًا وأعِدهم إلى ديارهم سالمين اللهم وفِّق وأعِن رجالَ الأمن والعامِلين لخدمة الحُجَّاج اللهم واجزهم خير الجزاء على ما يقدمونه ربَّنا تقبَّل منَّا إنك أنت السميعُ العليم وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

المرفقات

1688053233_خطبة الجمعة ثاني أيام التشريق الموافق 12 ذو الحجة 1444هـ.pdf

1688053247_خطبة الجمعة ثاني أيام التشريق الموافق 12 ذو الحجة 1444هـ.docx

المشاهدات 5795 | التعليقات 0