خطبة الجمعة الموافق 5 شوال 1443هـ
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الحمد لله الذي منَّ علينا بإتمام شهر الصيام والقيام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وشكره على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى وإن من نعم الله تعالى علينا أن وفقنا لصيام شهر رمضان وقيامه، فنسأل الله القبول لأن الله سبحانه يقول (( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ))
عباد الله ما أجمل الحسنة تتبعها الحسنة وما أحسن الطاعة تعقبها الطاعة وما أجمل الإحسان يتلوه الإحسان والمعروف يعقبه المعروف يقول الله تعالى (( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ )) يقول ابن كثير رحمه الله أي والذين قصدوا الهداية وفقهم الله لها فهداهم إليها وثبتهم عليها وزادهم منها ( وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ) أي: ألهمهم رشدهم ويقول القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى (( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى )) أي: ويثبت الله المؤمنين على الهدى ويزيدهم في النصرة وينزل من الآيات ما يكون سبب زيادة اليقين مجازاة لهم
أيها المؤمنون يا من وفقهم الله تعالى للصيام والقيام وعمل الطاعات والبعد عن المعاصي والسيئات في رمضان حافظوا على طاعاتكم واستمروا على ذلك واسألوا الله الثبات فليس لعمل المؤمن انقضاء حتى الموت كما قال تعالى (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) أي: الموت وإذا كان رمضان شهر الصيام والقيام والذكر وقراءة القرآن والصدقات وأعمال الخير فإنه يحسن بالمسلم أن يداوم على الأعمال الصالحة وإن من متابعة الاحسان بعد رمضان صيام ستة أيام من شوال ندبكم إلى ذلك نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام ( من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر )
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ((
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ومتابعة الأعمال الصالحة بعد رمضان من صيام وقيام وصدقات وذكر وقراءة للقرآن ونحوها من الطاعات وأعمال البر. فاتقوا الله عباد الله وصلوا وسلموا على مَن بعثه الله رحمة للعالمين اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد اللهم وارضَ عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وارضَ عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين. اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأعنه على البر والتقوى وهيئ له البطانة الصالحة اللهم آتِ نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )) عباد الله اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم (( ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ))
المرفقات
1651751984_خطبة الجمعة الموافق 5 شوال1443هـ.pdf
1651752005_خطبة الجمعة الموافق 5 شوال1443هـ.docx