خطبة الجمعة الموافق 30 جمادى الآخرة 1445هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1445/06/29 - 2024/01/11 22:32PM
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلِيهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أمّا بعدُ فمن أرادَ محبةَ اللهِ فاللهُ يحبُ المتقينَ ومن أحبَّ أن يكونَ اللهُ وليَّهُ فاللهُ وليُّ المتقينَ ومن أرادَ معيَّةَ اللهِ فاللهُ مع المتقينَ ومن أرادَ كرامةَ اللهِ فأكرمُ النَّاسِ عندَ اللهِ أتقاهُم ومن أرادَ فوزَ الآخرةِ فالآخرةُ عندَ ربِّكَ للمتقين ومن أرادَ قبولَ أعمالهِ فإنَّما يتقبلُ اللهُ من المتقينَ فاتَّقوا الله رحمكم اللهُ أيها الإخوة الكرام النفس بطبيعتها ملولة متقلبه تحتاج إلى تدريب وتعويد حتى تألف الأعمال وتتعوَّد عليها قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) وتأمَّل في كلمة ( سبلنا ) لتعلم أن طرقَ الخير كثيرةٌ ومتنوعة وأنها كلها توصل بإذن الله إلى مرضاة الله ليختار الانسان منها ما يناسبه ويميل إليه فالطاعاتِ والعباداتِ كُلِّها يُمكنُ للمُسلِم أن يَتعوَّدَ عليها ويَألفَها ومن ثمَّ فلا يتَرُكَها أبدًا فصلاة النافلة كصَلاةِ الضُحى والوترِ والسُننِ الرواتِبِ كُلِّها مما يمكنُ التَّعودَ عليهِ والتبكيرُ إلى المسجدِ والمكثِ فيهِ والخشوعُ في الصلاةِ والمحافظةُ على الأذكارِ والأوراد الشرعية في الصباح والمساء وصيامُ التطوع والمحافظةُ على وردٍ من القرآنِ الكريمِ
وبرُّ الوالدينٍ والصلةُ والزيارةُ كُلُّها أُمُورٌ يمكنُ للإنسان أنْ يألَفهَا ويُدَاوِمَ عليها وكذلك إدخالُ السُّرورِ على أخيكَ المسلِمِ وقضاءُ الحاجاتِ وتَفريجُ الكُرباتِ جميعها أمورٌ سهلةٌ يمكنُ أنْ يتعوَّدَ عليها المُسلِم والرِّضَا والقَناعةُ وكَثرةُ الحمدِ والشُّكرِ والتسبِيحُ كُلُّها أُمُورٌ يمكنُ لكُلِّ مُسْلِمٌ أنْ يتَعوَّدَ عليها وكذلك ترويض النفس على كظمِ الغيظِ وعلى السماحةِ والعفوِ والصفحِ خُلُقٌ بل من أجمل الأخلاق فإنَّما الحُلُم بالتحلُّم وإنَّما الِعلمُ بالتعلُّم ورِقةُ الطبعِ وطَهارَةُ القلبِ وسَلامَةُ الصدرِ صِفَةٌ يمكن للإنسان أن يُدرَّبَ نفسهُ عَليها جاء في بعض الآثار عوِّدوا قُلُوبَكم الرِّقةَ فالكلمةُ الطيبةُ والمنطِقَ الجميلُ كُلّها صِفَاتٌ يَستطِيعُ كُلُّ إِنْسَانٍ امتلاكُها وكذلك نظافةُ البدَنِ وحُسنُ المظهرِ وجَمالُ الرائِحةِ عَاداتٌ جميلةٌ يُحبُها اللهُ فاللهُ جميلٌ يحبُّ الجمالَ كذلك إتقانُ العَملِ والانضبَاطُ والجدِّيةِ واحترامُ النظامِ عاداتٌ يمكنُ للإنسان أنَّ يتحلَّى بِها وكذلك تَرشِيدُ الاستهلاك في الماء والكهرباء كُلِّهَا أُمُورٌ طيبةٌ مَيسورةٌ للجميع وقد سبق أهل الدُّثور بالأجور فاعرف يا عبد الله هذه المغانم وانظر في نفسك واستعن بالله ولا تعجز فاتقوا الله عباد الله وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واعلموا أَنّ شهرَ رجبٍ هو أحد الأشهر الحرُمُ الأربعة : وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثلاثة متوالية ورجب الفرد ولهذه الأشهر خصائصُ معلومةٌ تشترك فيها وقد سميت حُرُماً لزيادة حرمتها (( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )) والواجب علينا ألَّا نخص شهر رجب إلا بما خصه الله عز وجل ورسوله ﷺ من أنه شهر محرَّم يتأكد فيه اجتناب المحرمات لعموم قول الله عز وجل (( فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )) ولا له مزيد عبادة عن غيره من الشهور بحجة أنه شهر محرم فالنبي ﷺ أدرك هذا الشهر ولم يزد فيه على غيره وحري بكل مسلم أن يكون متبعًا لا مبتدعًا
قال ابن حجر رحمه الله : لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ا.هـ
فاتقوا الله عباد الله واحذروا البدع والمحدثات فإنَّ كل محدثة بدعة وكل بدعة في الدين ضلالة وكل ضلالة في النار
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وقَالَ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
المرفقات

1705001528_خطبة الجمعة الموافق 30 جمادى الآخرة 1445هـ.pdf

1705001540_خطبة الجمعة الموافق 30 جمادى الآخرة 1445هـ.docx

المشاهدات 1770 | التعليقات 0