خطبة الجمعة الموافق 25 من شهر ربيع الأول لعام 1444هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1444/03/24 - 2022/10/20 21:44PM
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللَّهِ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ رَحِمَكُم اللَّهُ عِبَادَ اللَّهِ كلنا فقراء إلى الله محتاجون إليه ولا غنى لنا طرفةَ عينٍ عن رحمته (( يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )) ومن عَظيمِ فضلِ الله تعالى على عبادِه ورحمته بهم أن جعل دعاءَه وسؤاله عبادةً من أفضلِ العبادات وقربةً من أجلِّ القرباتِ فأمر عباده بدعائه ووعدهم بالإجابة (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ))
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مسلمٍ يدعو ليس بإثمٍ ولا قطيعةِ رحمٍ إلا أعطاه اللهُ إحدى ثلاثٍ إما أن يعجلَ له دعوتَه وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ وإما أن يدفعَ عنه من السوءِ مثلَها ) فقال الصحابةِ : إذًا نكثِرُ يا رسولَ الله فقال صلى الله عليه وسلم ( اللهُ أكثرُ ) رواه الإمام أحمد فيا مكروب ارفع يديك للذي يسمع السرَّ والنجوى ويا مظلوم استنصر ربك فإنه لا يُحبُ الظالمين ويا من تكالبت عليه الديون سل الله فإنه هو الرزاق ذو القوةِ المتين ويا من يشتكي المرض ادعُ الله فإنه سميعٌ قريب (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ))
فيا عبد الله ادع اللهَ بقلبٍ حاضر خاشع منكسر ذليل ألِحّ في الدعاءِ رغبةً ورهبةً توسَّل إلى الله جل وعلا بأسمائه وصفاته (( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ))
علق قلبك بالله وحده تبرأ من حولك وقوتك والجأ إلى حول الله وقوته فإنه لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله
يقول الحسن البصري رحمه الله في قوله تعالى ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) قال اعملوا وأبشروا فإنه حق على الله عز وجل أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ))
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إِنَّ رَبِي غفور رحيم
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَإِخْوَانِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فاتَّقُوا اللهَ عباد الله واعلموا أنّ لإجابة الدعاء وقبوله أسبابًا ذكر بعضـًا منها الإمام ابن القيم رحمه الله فقال وإذا جُمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب وصادف وقتًا من أوقات الإجابة الستة وهو: الثلث الأخير من الليل وعند الأذان وبين الأذان والإقامة وأدبار الصلوات المكتوبات وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تٌقضى الصلاة من ذلك اليوم وآخر ساعة بعد العصر وصادف خشوعًا في القلب وانكسارًا بين يدي الرب وذلًا له وتضرعًا ورقة واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ورفع يديه إلى الله وبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار وألحَّ في المسألة وتوسلَ إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده وقدمَ بين يدي دعائه صدقةً فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدًا ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة أو أنها متضمنة للاسم الأعظم
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ إنْ مَنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِكُم كَثْرةُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخُصُوصًا فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( إنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عليَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ فإنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عليَّ ) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ اللَّهُمَّ وَارْضَ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وَاجْعَلْ بِلَادِنَا آمِنَةً مُطْمَئِنّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ اللَّهُمّ وَلِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ خِيَارَهُمْ وَاكْفِهِمْ شِرارَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ عِبَادَ اللَّهِ اُذكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثيِرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرةً وَأَصِيلاً
المرفقات

1666291372_خطبة الجمعة الموافق 25 ربيع أول 1444هـ.pdf

1666291387_خطبة الجمعة الموافق 25 ربيع أول 1444هـ.docx

المشاهدات 922 | التعليقات 0