خطبة الجمعة الموافق 23 من شهر ذي القعدة 1445هـ
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1445/11/22 - 2024/05/30 23:11PM
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا من يهدِهِ اللهُ فلا مُضلَّ لهُ ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه ﷺ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أما بعد فإِنَّ أصـدق الحديث كتابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وخيرَ الهَدْي هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ بدعةٍ فِي الدِّينِ ضلالةٌ عِبَادَ اللهِ اِسْتَعِدُوا لِيَومِ القِيَامَةِ (( يَومَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بَقَلْبٍ سَلِيمٌ )) بِالعَمَلِ الصَّالِحِ وَأَنْ يَلْقَى العبدُ رَبَّه وليسَ عليهِ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ فإنَّ حُقُوقَ العِبادِ ضَرَرُها كبيرٌ على العبدِ فَكُونُوا على حَذَرٍ شَدِيدٍ وجاهِدوا أنفُسَكُم وَوَطِّنُوها على الخَوْفِ مِنْ هذا الأمْرِ العَظيم وليَتَذَكَّرَ المُسْلِمُ أنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامة والمُؤْمِنُ أحوجُ مَا يَكُونُ إِلَى النَّورِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَما يُضْرَبُ الجِسْرُ على مَتْنِ جهنمَ لِيَمُرَ الناسُ عَلَيهِ وقَدْ ذَهَبَ نورُ حسناتِه أو ضَعُفَ بَسَببِ الْمَظالِم الَّتِي عَلَيهِ
وليَتَذكَّرَ كُلُّ ظَالِمٍ بِأنَّ دُعاءَ المَظلومِ مُسْتَجاب فَليَحْذرْ مِنْ ذلكَ وَلْيَعْلَمْ بأن حُقُوقَ العِبادِ لا تُتْرَكُ يومَ القيامة وأنها تَذْهَبُ بِحَسَناتِه التي تَعِبَ في جَمْعِها قال النَّبِيُّﷺ ( إن الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يأتي يومَ القيامةِ بِصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ويأتي قَدْ شَتَم هذا وقَذَفَ هذا وأكلَ مالَ هذا وسَفَكَ دمَ هذا وضربَ هذا فَيُعْطِى هذا مِن حسناتِه وهذا مِن حسناتِه فإنْ فَنِيَتْ حسناتُه قَبْلَ أن يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خطاياهُم فَطُرِحَت عليه ثم طُرِحَ في النار ) وَليَتَذَكَّرَ العبدُ بأنَّ الجزاءَ مِنْ جنْسِ العمل فقد دَلَّت الأدلَّةُ على أَنَّ الجَزاءَ يَكونُ مُمَاثِلاً لِلعملِ مِنْ جِنْسِهِ في الخَيرِ والشرِّ فَمَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللهُ وَمَنْ قَطَعَها قَطَعَهُ اللهُ وَمنْ أخَذَ أَمَوالَ النَّاسِ يُريدُ أداءَها أدَّى اللهُ عَنْهُ ومَنْ أخَذَها يُريدُ إتلافَها أتْلَفَهُ الله ومَنْ تَواضَعَ للهِ رَفَعَه ومَنْ تَكَبَّر على الخلقِ أَذَلَّهُ اللهُ يومَ القيامةِ وَوَضَعَه وَمَنْ تَتَبَّعَ عَورَةَ أخيهِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه وَفَضَحَهُ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ فَالجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين وَالمُسْلِمَاتِ مِنْ كُلِّ ذَنبٍ وَخَطِيئَةٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ بَعْدَ أَيَّامٍ تَسْتَقْبِلُونَ مَوسِمًا عَظِيمًا وَأَيَّامًا مُبَارَكَةً إِنَّهَا أَيَّامُ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ والَّتِي قَالَ عَنْهَا النَّبِيُّ ﷺ ( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ ) يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ وَصَحَّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ ( مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ ) فَيَنْبَغِي لَكَ أَخِي الْمُسْلِمُ أَنْ تَحْرِصَ عَلَى اِسْتِغْلَالِ أَيَّامِ العَشْرِ الْمُبَارَكَةِ وَتُكْثِرَ فِيهَا مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ وَتَسْأَلَ اللهَ الإِعَانَةَ عَلَى ذَلِكَ وَتَلْهَجَ بِهَذَا الدُّعَاءِ ( اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وّحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) وَمِمَّا يَجْدُرُ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ أَنَّهُ إِذَا دَخَلَتْ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ فَإِنَّ مَنْ يُرِيدُ الْأُضْحِيَّةَ مَنْهِيٌّ عَنِ الْأَخْذِ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ وَيَبْدَأُ وَقْتُ النَّهْيِ مِنْ غُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَومٍ مِنْ أَيَّامِ شَهْرِ ذِي القِعْدَةِ وَيَنْتَهِي بِذَبْحِ الْأُضْحِيَّةِ لِقَوْلِهِ ﷺ ( إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنَّ يُبَلِغَنِي وَإِيَّاكُمْ أَيَّامَ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ الْمُبَارَكَةِ وِأَنْ يُوَفِقَنَا جَمِيعًا لِاسْتِغْلَالِ أَيَامِهَا الْمُبَارَكَةِ فِي العَمَلٍ الصَالِحٍ الَّذِي يُقَرِّبُنَا مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالَى وَرَحْمَتِهِ إِنَّ رَبِي سَمِيعُ الدُّعَاءِ
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِم اللَّهُمَّ بَلِغْنَا عَشْرَ ذِي الحِجَةِ وَوَفِقْنَا فِيهَا لِلعَمَلِ الصَّالِحِ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَولَادَنَا وَفَلَذَاتِ أَكْبَادِنَا وَاِجْعَلْهُمْ قُرَةَ أَعْيُنٍ لَنَا اللَّهُمَّ وَفِقْ أَبْنَاءَنَا وَبَنَاتِنَا الطُّلَابَ والطَّالِبَاتِ فِي اِخْتِبَارَاتِهِمْ وَاِجْعَلْ النَّجَاحَ والتَّفَوُقَ والتَّمَيُّزَ حَلِيفَهُمْ يَا رَبَّ العَالَمِينَ (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (( عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
وليَتَذكَّرَ كُلُّ ظَالِمٍ بِأنَّ دُعاءَ المَظلومِ مُسْتَجاب فَليَحْذرْ مِنْ ذلكَ وَلْيَعْلَمْ بأن حُقُوقَ العِبادِ لا تُتْرَكُ يومَ القيامة وأنها تَذْهَبُ بِحَسَناتِه التي تَعِبَ في جَمْعِها قال النَّبِيُّﷺ ( إن الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يأتي يومَ القيامةِ بِصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ويأتي قَدْ شَتَم هذا وقَذَفَ هذا وأكلَ مالَ هذا وسَفَكَ دمَ هذا وضربَ هذا فَيُعْطِى هذا مِن حسناتِه وهذا مِن حسناتِه فإنْ فَنِيَتْ حسناتُه قَبْلَ أن يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خطاياهُم فَطُرِحَت عليه ثم طُرِحَ في النار ) وَليَتَذَكَّرَ العبدُ بأنَّ الجزاءَ مِنْ جنْسِ العمل فقد دَلَّت الأدلَّةُ على أَنَّ الجَزاءَ يَكونُ مُمَاثِلاً لِلعملِ مِنْ جِنْسِهِ في الخَيرِ والشرِّ فَمَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللهُ وَمَنْ قَطَعَها قَطَعَهُ اللهُ وَمنْ أخَذَ أَمَوالَ النَّاسِ يُريدُ أداءَها أدَّى اللهُ عَنْهُ ومَنْ أخَذَها يُريدُ إتلافَها أتْلَفَهُ الله ومَنْ تَواضَعَ للهِ رَفَعَه ومَنْ تَكَبَّر على الخلقِ أَذَلَّهُ اللهُ يومَ القيامةِ وَوَضَعَه وَمَنْ تَتَبَّعَ عَورَةَ أخيهِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه وَفَضَحَهُ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ فَالجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين وَالمُسْلِمَاتِ مِنْ كُلِّ ذَنبٍ وَخَطِيئَةٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ بَعْدَ أَيَّامٍ تَسْتَقْبِلُونَ مَوسِمًا عَظِيمًا وَأَيَّامًا مُبَارَكَةً إِنَّهَا أَيَّامُ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ والَّتِي قَالَ عَنْهَا النَّبِيُّ ﷺ ( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ ) يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ وَصَحَّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ ( مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ ) فَيَنْبَغِي لَكَ أَخِي الْمُسْلِمُ أَنْ تَحْرِصَ عَلَى اِسْتِغْلَالِ أَيَّامِ العَشْرِ الْمُبَارَكَةِ وَتُكْثِرَ فِيهَا مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ وَتَسْأَلَ اللهَ الإِعَانَةَ عَلَى ذَلِكَ وَتَلْهَجَ بِهَذَا الدُّعَاءِ ( اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وّحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) وَمِمَّا يَجْدُرُ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ أَنَّهُ إِذَا دَخَلَتْ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ فَإِنَّ مَنْ يُرِيدُ الْأُضْحِيَّةَ مَنْهِيٌّ عَنِ الْأَخْذِ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ وَيَبْدَأُ وَقْتُ النَّهْيِ مِنْ غُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَومٍ مِنْ أَيَّامِ شَهْرِ ذِي القِعْدَةِ وَيَنْتَهِي بِذَبْحِ الْأُضْحِيَّةِ لِقَوْلِهِ ﷺ ( إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنَّ يُبَلِغَنِي وَإِيَّاكُمْ أَيَّامَ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ الْمُبَارَكَةِ وِأَنْ يُوَفِقَنَا جَمِيعًا لِاسْتِغْلَالِ أَيَامِهَا الْمُبَارَكَةِ فِي العَمَلٍ الصَالِحٍ الَّذِي يُقَرِّبُنَا مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالَى وَرَحْمَتِهِ إِنَّ رَبِي سَمِيعُ الدُّعَاءِ
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِم اللَّهُمَّ بَلِغْنَا عَشْرَ ذِي الحِجَةِ وَوَفِقْنَا فِيهَا لِلعَمَلِ الصَّالِحِ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَولَادَنَا وَفَلَذَاتِ أَكْبَادِنَا وَاِجْعَلْهُمْ قُرَةَ أَعْيُنٍ لَنَا اللَّهُمَّ وَفِقْ أَبْنَاءَنَا وَبَنَاتِنَا الطُّلَابَ والطَّالِبَاتِ فِي اِخْتِبَارَاتِهِمْ وَاِجْعَلْ النَّجَاحَ والتَّفَوُقَ والتَّمَيُّزَ حَلِيفَهُمْ يَا رَبَّ العَالَمِينَ (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (( عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1717099823_خطبة الجمعة الموافق 23 من ذي القعدة لعام 1445هـ.pdf
1717099839_خطبة الجمعة الموافق 23 من ذي القعدة لعام 1445هـ.docx