خطبة الجمعة الموافق 23 ربيع الأول 1443 عن خطر السحرة والكهنة والعرافين

الحَمْدُ للهِ نَحمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِليهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسَنَا وَمِنْ سِيئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُّحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَمْ أما بعد فاتقوا الله رحمكم الله واعلموا أن من نواقض الإسلام التي تورد صاحبها المهالك ويكون بسببها من أهل الموبقات ومن أهل الشرك بالله السحر والكهانة والشعوذة وما يلحق بها وتعلمها وتعليمها بل سؤال الساحر واستفساره عن أي أمر خطرٌ عظيم وذنب كبير وقد جاء تحريم السحر وبيان عظم ذنبه والوعيد لفاعله في الكتاب والسنة قال تعالى (( وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ )) دلت الآية على تحريم السحر والسحر وتعلمه كفر لذلك سماه الله عز وجل كفرًا في قوله (( إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ )) وقوله (( وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا )) بل إن الساحر لا يكون ساحرًا إلا إذا تقرب إلى الشياطين

عباد الله احذروا الذهاب إلى الكهان والسحرة والدجَّالين فما أفعالهم ولا كلامهم إلا دجلٌ ورجمٌ بالغيب واستعانةٌ محرمةٌ بغير الله وذلك محرمٌ في دين الله وكبيرةٌ من كبائر الذنوب يقودُ إلى الكفر والضلال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) نستعيذ بالله ونلتجئ إليه ونتوكل عليه اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين

أسأل الله تعالى أن يكفينا وإياكم شر السحرة والكهنة والعرافين وأن يحفظ علينا عقيدتنا وتوحيدنا وأن يعيذنا من شر السحرة والكهان والعرافين إن ربي سميع الدّعاء وهو حسبنا ونعم الوكيل

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ أَمَّا بَعْدُ فَأُوصِيكُمْ أيها الناس وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى فَمَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ وَنَصَرَهُ وَكَفَاهُ ومن يتوكل على الله فهو حسبه عِبَادَ اللهِ اعْلَمُوا أَنَّ من تعلق شيئًا وُكل إليه فمن تعلق بربه ومولاه ربِّ كل شيء ومليكِه كفاه ووقاه وحفظه وتولاه فهو نعم المولى ونعم النصير ومن تعلق بالكهنة والسحرة والمشعوذين وكله إليهم عباد الله إن التعلقَ يكون بالقلب وبالفعل ويكون بهما جميعًا فالمتعلقون بربهم المُنْزِلون حوائجَهم به المفوضون أمورهم إليه يكفيهم ويحميهم يقرِّب لهم البعيد وييسر لهم العسير ألا فاتقوا الله رحمكم الله وأحسنوا الظن والمعتقد وأحسنوا العمل فربكم سبحانه رب الأرباب ومسبب الأسباب وتداووا ولا تداووا بحرام  اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين واجعلنا يا رب ممن توكل عليك فكفيته واستهداك فهديته واستنصرك فنصرته واسترحمك فرحمته ودعاك فأجبته يا حي يا قيوم  

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى نبيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))

اللَّهُمّ أعزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وأذلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وانْصُرْ عِبَادِكَ الْمُوحِّدِينَ

اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أَمْرِنَا

اللَّهُمّ ارزُقهم البطانةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ وَأَبْعِدْ عَنْهُمْ بِطَانةَ السُّوءِ

اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ

 ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )

عِبَادَ اللَّهِ (( إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ والبَغْيِّ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكمْ     (( وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))