خطبة الجمعة الموافق 21 من شهر رمضان لهذا العام 1443هـ
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الْحَمْدُ لِلَّهِ جَعَلَ الصِّيَامَ جُنَّةً أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى مَا يَسَّرَ مِنْ صِيَامٍ وَقِيَامٍ رَمَضَانَ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ خَيْرُ مَنْ صَلَّى وَصَامَ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ
أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الصَّائِمُونَ اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَاجْتَهِدُوا فِي طَاعِهِ رَبِّكُمْ فَقَدْ أَفْلَحَ مَنِ اجْتَهَدَ فِي الطَّاعَاتِ وَخُصُّوا مَا بَقِيَ مِنْ شَهْرِكُمْ بِمَزِيدٍ طَاعَةٍ وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ اللَّهِ وَبِرِّهِ وَاغْتَنِمُوا مَا بَقِيَ مِنْ شَهْرِكُمْ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
عِبَادَ اللَّهِ أَنْتُم فِي الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ وَالَّتِي كَانَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِيهَا فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ فَاقْتَدُوا بِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاجْتَهِدُوا فِي هَذِهِ اللَّيَالِي الْعَشْرِ بِأَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ مِنْ صَلَاةٍ وَتِلَاوَةٍ لِلْقُرْآنِ وَذِكْرٍ وَصَدَقَةٍ وَدُعَاءٍ وَفَرِّغُوا أَنْفُسَكُمْ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ لِلْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ وَأَحْيُوا لَيْلَكُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ مِنْ خَصَائِصِ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ
أَنَّ فِيهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَالَّتِي قَالَ اللَّهُ عَنْهَا)) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ((وَقَالَ عنْهَا النَّبِيُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ )
وَهَذِهِ اللَّيْلَةُ هِيَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ) وَهِيَ فِي لَيَالِي الْوِتْرِ أَحْرَى وَأَرْجَى فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي الْوِتْرِ )
وَقَدْ أَخْفَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ عِلْمَهَا عَلَى الْعِبَادِ رَحْمَةً بِهِمْ لِيَجْتَهِدُوا فِي جَمِيعِ لَيَالِي الْعَشْرِ وَتَكْثُرَ أَعْمَالُهُمُ الصَّالِحَاتُ وَتَرْتَفِعَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ الدَّرَجَاتُ
فأَرَوُا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا فِي هَذِهِ الْعَشْرِ المُبَارَكَةِ وَتَقَرَّبُوا إِلَى اللهِ بِصَالِحِ القَولِ والعَمَلِ أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا الصَّائِمُونَ أَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا فِي هَذِهِ اللَّيَالِي الْعَشْرِ وَتَعَرَّضُوا فِيهَا لِلرَّحَمَاتِ وَالنَّفَحَاتِ فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَنْ فَضْلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِنَّ الْعَمَلَ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ سِوَاهَا وَقَدْ حَسَبُوا أَلْفَ شَهْرٍ فَوَجَدُوا أَنَّهَا تَعْدِلُ ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَيَعْنِي ذَلِكَ أَنَّ مَنْ وُفِّقَ لِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا فَكَأَنَّهُ أَدْرَكَ بِهَذِهِ اللَّيْلَةِ مَا يَعْدِلُ أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ سَنَةً مِنَ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ فَيَا لَهُ مِنْ عَطَاءٍ جَزِيلٍ وَأَجْرٍ عَظِيمٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ أَنْ يُوَفِّقَنِي وَإِيَّاكُمْ لِقِيَامِهَا وَإِدْرَاكِ فَضْلِهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ بِقَولِهِ تَعَالَى : (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
المرفقات
1650575196_خطبة الجمعة الموافق 21 رمضان 1443هـ.pdf
1650575231_خطبة الجمعة الموافق 21 رمضان 1443هـ.docx