خطبة الجمعة الموافق 2 رمضان 1444هـ رمضان وعمارة بيوت الله

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1444/09/02 - 2023/03/24 01:51AM

إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ونتوبُ إليهِ ونعوذُ باللهِ مِن شُرُورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) أما بعد فإن أصـدق الحديث كتاب الله عز وجل وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ وكلَّ ضلالةٍ في النارِ عباد الله نزل بكم ضَيْفٌ كَرِيمٌ وَمَوْسِمٌ عَظِيمٌ إِنَّهُ شَهْرُ رَمضانَ مَنْ صَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ من قَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ومن أعظم الفرض في هذا الشهر المبارك عمارة مساجد الله بكثرة الصلاة والذكر وقراءة القرآن والاعتكاف قال سماحة شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله وقد ذكر العلماء أنه لا بأس بأن ينوي الاعتكاف ولو ساعة المقصود إذا نوى الاعتكاف في المسجد بعض الوقت فلا حرج في ذلك ولا نعلم فيه بأسًا
أيها المؤمنون المساجد بيوت الله جلا وعلا فيها يذكر اسمه ومنها يُنادى إلى طاعته وعبادته وهي أحب البقاع إلى الله (( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ))
وفضل بناء المساجد في الإسلام عظيم فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) فَيَا بُشْرَى مَنْ بَنَى لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَسْجِدًا أَوْ سَاهَمَ فِيهِ أَوْ سَعَى فِي صِيَانَتِهِ فالمساهمة في بناء المساجد تشمل جميعَها سواء كانت صغيرة أو كبيرة أو كانت المساهمة في جزء من المسجد فالمساهم مع غيره في بناء مسجد والمجدد له ومن أدخل توسعةً عليه يكون داخلاً في مضمون الحديث
فاحرصوا بارك الله فيكم على عمارة بيوت الله وتسابقوا في بذل الخير والإنفاق عليها اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِخِدْمَةِ المساجد وَاجْعَلْنَا مِنَ الْمُسَاهِمِينَ فِيهَا بِكُلِّ خَيْرٍ وارحم مَنْ بَنَى هَذَا الْجَامِعَ وَاكتب له الأجر والمثوبة وَابْنِ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ
باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاسْتَغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفورُ الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى توفيقه وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَا عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ الداعي إلى رضوانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأصحابه وإخوانه وَسَلَّمَ تَسْلِيما كَثِيرا
أمَّا بَعْدُ فَاِتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ حَقَّ التَّقْوَى وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى
عِبَادَ الله يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ العِنَايَةُ بِبُيُوتِ اَللَّهِ وَالْمُسَاهَمَةِ فِي عِمَارَتِهَا وَكَذَلِكَ العِنَايَةُ بِكِتَابِ اَللَّهِ وَالْمُسَاهَمَةُ فِي طِبَاعَتِهِ واعْلَمُوا أَنَّ الفُرْصَةَ مُتاحَةٌ للجميع لمن أراد أن يساهم وذلك مِنْ خِلالِ التَّبَرُّعِ عَبْرَ مَنَصَّةِ إِحْسان لِمَشارِيعِ بِناءِ المَساجِدِ وَصِيانَتِها وَطِباعَةِ الْمِصْحَفِ الشَّرِيفِ
اللَّهُمَّ كَمَا بلغتنا رَمَضَانَ فاجعل عامه من أبرك الأعوام
اللهم وَفِّقْنَا لِصِيَامِ رمضان وَقِيَامِهِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَاجْعَلْنَا مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
اللَّهُمَّ إنك عفو تحب العفو فاعف عنا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللهم لَا تَجْعَلْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا كَرْبًا إِلَّا نَفَّسْتَهُ وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلَا مَرِيضًا إِلَّا شَفَيْتَهُ وَلَا مُبْتَلًى إِلَّا عَافَيْتَهُ وَلَا مَيِّتًا إِلَّا رَحِمْتَهُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ

عباد الله صَلُّوا وَسَلِّمُوا رحمكم اللهُ عَلَى نَبِيِّكُم محمد ﷺ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ فقال قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
وَقَالَ ﷺ(مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ ورَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمّ أعزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وأذلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وانْصُرْ عِبَادِكَ الْمُوحِّدِينَ اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أَمْرِنَا
اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَام
اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عِبَادَ اللَّهِ اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكمْ (( وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))

 

المشاهدات 2718 | التعليقات 0