خطبة الجمعة الموافق 14 من ربيع الثاني 1443هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1443/04/13 - 2021/11/18 14:05PM

الحمدُ للهِ نحْمَدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ونعوذُ باللهِ من شُرُورِ أنفُسِنا ومن سيِّئاتِ أعمالِنَا مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ ومَن يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لَهُ وأشهَدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا   أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ اِتَقُوا اللهَ تَعَالَى بفعلِ أوامرهِ واجْتِنَابِ نَواهِيهِ وَباِلنَّصِيحَةِ لِلهِ ولِكِتابهِ ولِرسولِهِ ولأئِمَّةِ المسلمينَ وَعَامَّتِهِم عِبَادَ اللهِ أَلَا وَإنَّ مِن وَاجِبِ النَّصِيحَةِ لِأَئِمَةِ المسْلِمِينَ الدُّعاءُ لَهُم بِالصَّلَاحِ وَعَلَى هَذَا دَرَجَ أَئِمَةُ السَّلَفُ قال الطرطوشيُّ رَحِمَهُ اللهُ فحقيقٌ على كلِّ رعيَّةٍ أن ترغب إلى الله تعالى في صلاح السلطان وأن تبذل له نُصحها وتَخُصَّه بصالح دعائها فإنَّ في صلاحِه صلاحَ العبادِ والبلادِ وَقَدْ نُقِلَ عَنْ أَحَدِ السَّلَفِ رَحِمَهُ اللهُ قَولُهُ : إذا رأيتَ الرَّجُلَ يدعو للسلطانِ بالصلاح فاعلَمْ أنه صاحبُ سُنَّةٍ  وَيَقُولُ الاِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ الدُّعاءُ لأئمةِ المسلمينَ وولاةِ أُمورِهم بالصلاحِ والإعانةِ على الحقِّ والقيامِ بالعدلِ مُستحبٌ بالاتفاقِ

وَقّدْ سُئلَ سَمَاحَةُ شيخنا الشِيخُ عَبْدُ العَزِيزُ ابنُ بازٍ رحمه الله عن من يمتنع عن الدُّعاء لوليِّ الأمر فأجاب هذا من جهلهِ وعدم بصيرته لأنَّ الدُّعاءَ لوليِّ الأمر من أعظمِ القُرُباتِ ومن أفضلِ الطاعاتِ ومِنَ النصيحةِ للهِ ولعبادهِ فالمؤمن يدعو للناس بالخير والسلطان أولى مَن يُدعى له لأن صلاحه صلاح للأمة فالدُّعاء له من أهمِّ الدعاء ومن أهم النصح أن يُوفَّق للحقِّ وأنْ يُعان عليه وقد رُوي عن الامام أحمد رحمه الله أنه قال لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان ويروى ذلك عن الفضيل بن عياض رحمه الله ا.ه فالدُّعاءُ لولاةِ الأُمور بالصلاحِ من أُصولِ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الذينَ تُحِبُّونَهُم ويُحِبُّونَكُمْ وتُصَلُّونَ عليهِمْ ويُصلُّونَ عليكُمْ ) رواه مسلم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ )) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقولُ قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله وأثني عليه وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أما بعد فاتقوا الله عباد الله وتذكروا نعمة الله تعالى عليكم في هذه البلاد المباركة وما تعيشونه من أمنٍ وأمان ورغد عيش وسلامةٍ وودٍّ وإخاء وتبادل دعاء بين الراعي والرعية فإنها نعمةٌ عظيمة جديرٌ بكل واحدٍ منَّا أن يذكرها وأن نشكر المنعِم جل في علاه جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ) خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ ) أي تدعون لهم ويدعون لكم وهذا من فضل الله هذا وصلُّوا وسلِّموا رحمكم الله على نبيكم محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك فقال )) إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا((  اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك  اللهم آمنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهُمَّ وفِّق خادمَ الحرمينِ الشريفينِ ووليَّ عهده إلى ما فيه الخير والصلاحُ للبلادِ والعبادِ وللإسلام والمسلمين  اللهم وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة  اللهم واحفظهم من كلِّ سوءٍ ومكروه اللهم وأعزَّ بهم الإسلام والمسلمين اللهُمَّ وانصُرْ جُنودَنا المرابطين ثبِّت أقدامَهُم ووحِّد صَفَهُمْ واشْفِ جَرْحَاهُم وتقبَّلْ شُهداءَهُم واخلُفهم في أهلهم بخيرٍ يا ربَّ العالمين (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )) عباد الله اذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكركم واشكروُه على نِعَمِهِ يزدكم (( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))

المرفقات

1637244268_خطبة الجمعة الموافق 14 من ربيع الثاني لعام 1443هـ.pdf

1637244280_خطبة الجمعة الموافق 14 من ربيع الثاني لعام 1443هـ.docx

المشاهدات 1302 | التعليقات 0