خطبة الجمعة الموافق الرابع من ذي القعدة لهذا العام 1443هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1443/11/03 - 2022/06/02 15:40PM

الحَمدُ للهِ نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيرًا أمّا بَعْدُ
عِبَادَ اللهِ اتقُوا اللهَ واعْلَمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ آكَـدُ أركانِ الإِسْلَامِ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَتَتَمَيَّزُ الصَّلَاةُ عَنْ غَيْرِها مِن الوَاجِبَاتِ بِمِيزاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْها :
أولاً أَنَّها الرُّكْنُ الثاني مِن أَرْكانِ الإسلامِ وَأَوْجَبُ مَا فَرَضَ اللهُ على عِبادِهِ بِعْدَ شهادةِ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ ﷺ
ثانياً أَنَّها أَوَّلُ مَا يُحاسَبُ عَنْهُ العبدُ يَوْمَ القِيامَةِ مِنْ عَمَلِهِ فَإِنْ صَلَحَتْ صَلَحَ سَائِرُ عَمَلِهِ وإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ
ثالثاً أَنَّ اللهَ تعالَى فَرَضَها في السماءِ بِخِلافِ غَيْرِها مِن الفَرائِضِ وكان ذلك لَيْلَةَ الإِسْراءِ والمِعْراجِ قَبْلَ الهِجْرةِ إلى المدينةِ بِثلاثِ سِنِينَ
رابعاً أَنَّ اللهَ تعالى فَرَضَها إلى النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ بِلا واسِطَة وَكَلَّمَهُ بِهَا وَأَمَّا بَقِيَّةُ الفرائِضِ فَإِنَّها كَانَتْ بِواسِطَةِ المَلَكِ عَلَيهِ السَّلَام
خامساً أَنَّها خَمْسٌ بِخَمْسِين فَمَنْ صَلَّى خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي اليَوْمِ واللَّيْلَةِ فَكَأَنَّما صَلَّى خَمْسِينَ صَلَاةً
سادساً أَنَّ النبيَّ ﷺ كان إذا حَزَبَهُ أَمْرٌ فَزَعَ إلى الصلاةِ
سابعاً أَنَّ مَنْ تَرَكَها فَقَدْ كَفَرَ قال رسولُ اللهِ ﷺ ( إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وبَيْنَ الشِّرْكِ وَالكُفْرِ تَرْكُ الصلاة )
ثامناً أَنَّ مَنْ أقامَها نَهَتْهُ عَنِ الفَحشاءِ والمُنْكَرِ كَمَا قَالَ تَعَالَى (( وَأَقِمِ الصلاةَ إِنَّ الصلاةَ تَنْهَى عَن الفَحْشاءِ والمُنْكَر ))
وَنُلاحِظُ أَنَّ اللهَ تَعالَى أَمَرَ بِها بِلَفْظِ الإِقامَةِ فَقَالَ ( وَأَقِم الصَّلاةَ ) وَلَمْ يَأْمُرْ بِمُجَرَّدِ الفِعْلِ الظَّاِهِرِ لِأَنَّ مُجَرَّدَ الفِعْلِ والأداءِ الظَّاهِرِ يَحْصُلُ مِن المؤمنِ والمنافقِ والبَّرِّ والفاجِرِ وأمَّا الإقامةُ فَإِنَّها لا تَحْصُلُ إلا مِن المُؤْمِنِ فَلْنَتَّقِ اَللهَ عِبَادَ اَللهِ وَلنُحَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ امْتِثَالاً لِقَولِ اللهِ تَعَالَى (( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )) باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَأَسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ وَأشهدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثيِرًا أَمّا بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ أَدَاؤُهَا مَعَ الجَماعَةِ فِي بُيوتِ اللهِ قال تعالى (( فِي بُيوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تَرْفَعَ ويُذكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ والآصالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكَاةِ )) وَالمُرادُ بِـ ( بُيُوتِ اللهِ ) المَساجِدُ وَيَكْفِي فِي وُجُوبِ صَلاةِ الجَماعَةِ قِصَّةُ الرَّجُلِ الأَعْمَى الذي قَالَ لَهُ الرَّسُولُ ﷺ ( أَتَسْمَعُ النِّداءَ بِالصَّلاةِ؟ قال نَعَمْ قَالَ ﷺ فَأَجِبْ فَإِنِّي لَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةٌ ) وَكادَ عَلَيْه الصلاةُ والسلامُ أَنْ يُحَرِّقَ بُيُوتَ الذينَ لا يَشْهَدُونَ الصلاةَ مَعَ الجَماعَةِ لَوْلا النِّساءُ والصِّبْيان فَاتَقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وأَقِيمُوا الصَّلَاة فِي أَوقَاتِهَا مَعَ الجَمَاعةِ فِي بُيُوتِ اللهِ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
وَقَدْ قَالَ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا )
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ مَا فِيهِ خَيّرٌ لِلبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَأَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ شُرُورِهِم (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ((
عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ((
فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ
(( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
 

المرفقات

1654184383_خطبة الجمعة 4 من شهر ذي القعدة 1443هـ.pdf

1654184397_خطبة الجمعة 4 من شهر ذي القعدة 1443هـ.docx

المشاهدات 1899 | التعليقات 0