خطبة الجمعة الخامس من شهر صفر 1446هـ خطبة قصيرة بعنوان ولا تسرفوا
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
المرفقات
1723145768_خطبة الجمعة الخامس من شهر صفر لعام 1446هـ.pdf
1723145805_خطبة الجمعة الخامس من شهر صفر لعام 1446هـ.docx
المشاهدات 1001 | التعليقات 3
ما تظهر لي
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ الْمَنَّانِ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ نِعَمٍ ظَاهِرَةٍ وَبَاطِنَةٍ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ وَاعْبُدُوهُ واشكُرُوا لَهُ إِلَيِّهِ تُرْجَعُون وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَا اسْتُجْلِبَتِ النِّعَمُ وَلَا اسْتُدْفِعَتِ النِّقَمُ بِمِثْلِ دُعَاءِ اللهِ وَشُكْرِهِ عَلَى نِعَمِهِ عِبَادَ اللَّهِ نَتَحَدْثُ عَنْ أَمْرٍ يَنْدَى لَهُ الْجَبِينُ وَيَتَفَطَّرُ لَهُ الْقَلْبُ مِمَّا نُلَاحِظُهُ مِنْ مَظَاهِرِ السَّرَفِ وَالتَّبْذِيرِ فِي الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ وَلَرُبَّمَا شَاهَدَ الْبَعْضُ مِنْكُمْ صُوَرًا للِطَّعَامِ بِأَنْوَاعِهِ وَأَشْكَالِهِ يُلْقَى فِي الحَاوِيَاتِ دُونَ خَوْفٍ مِنْ اللهِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عِبَادَ اللَّهِ اعْلَمُوا أَنَّ الْإِسْرَافَ وَالتَّبْذِيرَ مَسْلَكٌ خَطِيرٌ وَقد جَاءَ التَّحْذِيرُ مِنْهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَفِي سُنَّةِ رَسُولِهِ ﷺ قَالَ تَعَالَى (( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )) وَفي الحديث الصحيح قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ( كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عِبَادَ اللَّهِ لَا تَغْتَرُّوا بِمَا تَرَوْنَهُ مِنْ كَثْرَةِ الْأَطْعِمَةِ فِي أَسْوَاقِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ وَلَا تَغْتَرُّوا بِمَا مَعَكُمْ مِنْ أَمْوَالٍ وَخَيْرَاتٍ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى عُقُوبَةِ كُلِّ مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يَحْفَظِ النِّعْمَةَ أَلَمْ تَسْمَعُوا قَوْلَ الْحَقِّ جَلَّ وَعَلَا (( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ))
عِبَادَ الله عَلَينَا أَنْ نَقْتَصِدْ فِي أَفْرَاحِنَا وَمُنَاسَبَاتِنَا وَلْنَحْذَرْ مِنَ الْإِسْرَافِ وَالتَّبْذِيرِ وَلْنَتَفَكَّرْ فِي أَحْوَالِ مَنْ حَوْلَنَا مِنَ الدُّوَلِ وَالشُّعُوبِ فَقَدْ مَسَّهُمُ الْجُوعُ وَالظَّمَأُ فَيَامَنْ أَغْنَاكُمُ اللَّهُ وَفَتَحَ لَكُمْ مِنْ أَبْوَابِ الرِّزْقِ مَا لَمْ يَكُنْ لَكُمْ عَلَى بَالٍ إنكم فِي نِعَمٍ لَمْ يَجِدْهَا آبَاؤُكُمْ وَأَجْدَادُكُمْ بَلْ لَمْ يُدْرِكْهَا خَيْرُ الْوَرَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَصْحَابُهُ الْكِرَامُ فَقَدِّرُوا لِلنِّعْمَةِ قَدْرَهَا وَاشْكُرُوا اللَّهَ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ حَقَّ شُكْرِهِ وَاحْذَرُوا مِنَ الْإِسْرَافِ وَالتَّبْذِيرِ بِشَتَّى صُوَرِهِ وَلَا تَسْتَهِينُوا بِقَلِيلِ الطَّعَامِ فَقَدْ صَحَّ مَا يَدُلُّ عَلَى حِرْصِهِ ﷺ عَلَى نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى رَوَى جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ ( إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا وَلاَ يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ وَلاَ يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِى فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ فَاحْمَدُوا اللهَ وَاشْكُرُوهُ وَاقَدُرُوا نِّعَمِ اللّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالَّتِي تَسْتَوْجِبُ مِنَّا الْحَمْدَ والشُّكرَ (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )) اللَّهُمَّ احْفَظْ عَلَيْنَا نِعَمَكَ وَأَوْزِعْنَا شُكْرَهَا وَاجْعَلْهَا عَوْنًا لَنَا عَلَى طَاعَتِكَ وَاحْفَظْهَا لَنَا مَنَ الزَّوَالِ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالحِكْمَةِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْهِ هُوَ كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقَوْا اللهَ رَحِمَكُمِ اللهُ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا حَرَجَ أَنْ نَأْتِيَ فِي مُنَاسَبَاتِنَا بِمَا أَبَاحَ اللَّهُ لَنَا مِنَ الطَّيِّبَاتِ ولكن بِقَدْرِ الْحَاجَةِ وَلْنَصْنَعْ مِنَ الطَّعَامِ لِضُيُوفِنَا مَا يَكْفِي بِقَدْرِ الْمُسْتَطَاعِ وَإِنْ زَادَ شَيْءٌ فَلْيُجْمَعَ مَا بَقِيَ مِنْ طَعَامٍ فَإِنْ كَانَ نَظِيفًا وُزِّعَ عَلَى الْمُحْتَاجِينَ بَعْدَ تَغْلِيفِهِ وَتَرْتِيبِهِ وَلَوْ أَخَذَ مَنْ حَضَرَ الْمُنَاسَبَةَ مَا يَكْفِي لِأَهْلِ بَيْتِهِ فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ حَرَجٌ ومِنَ الطُّرُقِ لِإِكْرَامِ النِّعْمَةِ أَنْ يُرَتَّبَ مُسْبَقًا مَعَ الْجَمْعِيَّات الْخَيْرِيَّةِ المتخصصة بحِفْظِ النِّعْمَةِ وَهُمْ يَأْتُونَ إِلَيْكَ ويأخون ما زاد من هَذِهِ الْأَطْعِمَةِ لِتَوْزِيعِها عَلَى الْمُحْتَاجِينَ وَلَهُمْ جُهُودٌ مُبَارَكَةٌ تُذْكَرُ فَتُشْكَرُ وَيَحْتَاجُونَ مِنَّا الدَّعْمَ وَالتَّشْجِيعَ وَإِنْ كَانَ مَا زَادَ مِنَ الطَّعَامِ لَا يَصْلُحُ لِلْإِنْسَانِ فَلَوْ جُعِلَ فِي صُنْدُوقٍ خَاصٍّ لِيَأْكُلَ مِنْهُ الطَّيْرُ وَالْحَيَوَانُ لَكَانَ هَذَا مِنْ بَابِ إِكْرَامِ النِّعْمَةِ وَحِفْظِهَا هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ (( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَالَ ﷺ ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ) رَوَاهُ مُسْلِم
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ
الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ ورَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمّ أعزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاَحْمِ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ وَاَجْعَلْ بَلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ يَا رَبَ العَالَمِينَ اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أَمْرِنَا وَأَيِّدْهُم بِالحَقِّ وَأَعِزَهُمْ وَأَعْلِي كَلِمَتَهُمْ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَام اللَّهمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ اللَّهمَّ اخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا وَبِالسَّعَادَةِ آجَالَنَا وَبَلِّغْنَا فِيمَا يُرْضِـيكَ آمَالَنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عِبَاْدَ اَللهِ )) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
المرفقات
1723172520_خطبة الجمعة الخامس من شهر صفر لعام 1446هـ.pdf
1723172544_خطبة الجمعة الخامس من شهر صفر لعام 1446هـ.docx
طلال شنيف الصبحي
لو تكرمت فين الخطبة
تعديل التعليق