خطبة الجمعة الثالث من جمادى الأولى 1445هـ عن فضل الدعاء
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1445/05/01 - 2023/11/15 23:03PM
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلِيهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ وَاعْبُدُوهُ واشكُرُوا لَهُ إِلَيِّهِ تُرْجَعُون وَاعْلَمُوا أَنَّ أَنَّهُ مَا اسْتُجْلِبَتِ النِّعَمُ وَلَا اسْتُدْفِعَتِ النِّقَمُ بِمِثْلِ دُعَاءِ اللهِ فَبِالدُّعَاءِ تُفَرُّجُ الْهُمُومُ وَتَزُولُ الْغُمُومُ وَيَكْفِي أَمَلًا لِكُلِّ مَنْ دَعَا أَنْ يَتَأَمَّلَ قَوْله تعالى (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ )) ومَنْ أَرَادَ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ دُّعَاءَهُ فَلْيَأْخُذْ بِآدَابِ الدُّعَاءِ ومِنْها أَوَّلًا أَنْ يَبْدَأَ بِحَمْدِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَدْ رَأَى النَّبِيُّ ﷺ رَجُلاً يَدْعُو لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّﷺ فَقَالَ عليه الصلاة والسلام عَجِلَ هَذَا فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّﷺ ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ثُمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ ) وَأَنْ يَدْعُوَ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ وَهُوَ مُوقِنٌ بِالْإِجَابَةِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ ( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَقْبَلُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ ) ثَالِثًا أَنْ يَجْزِمَ فِي الْمَسْأَلَةِ وَلَا يُعَلِّقُ الدُّعَاءَ بِالْمَشِيئَةِ لِقَوْلِهِ ﷺ ( إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ فَإِنَّ اللهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ )
رَابِعًا أَنْ يَغْتَنِمَ أَوْقَاتَ الْإِجَابَةِ كالسُّجُودِ فِي الصَّلَاةِ لِقَوْلِهِ ﷺ : ( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ) وكذلك مَا بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ يَقُولُ ﷺ ( إِذَا نَادَى المُنَادِي فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ ) وَالثُّلُثُ الْأَخِيرُ مِنْ كُلِّ لَيْلَةٍ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَقُولُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ ) وَسَاعَةُ الإِجَابَةِ قَالَ النَّبِيُّﷺ ( إِنَّ فِي الجُمُعَةِ لَسَاعَة لا يُوَافِقُهَا عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللهَ تَعَالَى فِيهَا شَيئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيِّاهُ ) وَمِنَ الآدَابِ أَنْ يَخْتِمَ المُسْلِمُ دُعَاءَهُ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ يَقُولُ عُمَرُ رضي الله عنه الدُّعَاءُ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا يَصْعَدُ مِنْه شَيْءٌ حَتَّى تُصَلِّي عَلَى نَبِيِّكَ ﷺ يَقُولُ أَبُو سُفْيَانَ الدَّارِينِي رَحِمَهُ الله مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ اللهَ حَاجَةً فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ يَخْتِمُ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ الصَّلَاتَيْنِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ سُبْحَانَهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَدَعَ مَا بَيْنَهُمَا فَاجْتَهِدُوا رَحِمَكُم اللهُ فِي الدُّعَاءِ أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَيطَانِ الرَّجِيمِ (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) بَارَكَ اللهُ لِي وِلَكُمْ فِي القُرْآنِ والسُنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ والحِكْمَةِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا أَمَّا بَعْد فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وأطِيعُوهُ وَاسْأَلُوهُ فَإِنَّهُ تَعَالَى لَا يُخَيِّبُ مَنْ سَأَلَهُ وَدَعَاهُ قَالَ جَلَّ وَعَلَا : (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ )) ادعوا اللهَ بقلوبٍ حاضرةٍ خاشعة منكسرة ذليلة ألِحُّوا في الدعاءِ رغبةً ورهبةً توسَّلوا إليه جل وعلا بأسمائه وصفاته (( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )) علقوا قلوبكم بالله وتبرأوا من حولكم وقوتكم إلى حول الله وقوته فإنه لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله قَالَ الحسن رحمه الله في قوله عز وجل )) ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )) اعملوا وأبشروا فإنه حق على الله عز وجل أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ وَآلِه الطيبين الطاهرين وَارْضَ للَّهُمّ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ( عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
رَابِعًا أَنْ يَغْتَنِمَ أَوْقَاتَ الْإِجَابَةِ كالسُّجُودِ فِي الصَّلَاةِ لِقَوْلِهِ ﷺ : ( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ) وكذلك مَا بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ يَقُولُ ﷺ ( إِذَا نَادَى المُنَادِي فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ ) وَالثُّلُثُ الْأَخِيرُ مِنْ كُلِّ لَيْلَةٍ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَقُولُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ ) وَسَاعَةُ الإِجَابَةِ قَالَ النَّبِيُّﷺ ( إِنَّ فِي الجُمُعَةِ لَسَاعَة لا يُوَافِقُهَا عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللهَ تَعَالَى فِيهَا شَيئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيِّاهُ ) وَمِنَ الآدَابِ أَنْ يَخْتِمَ المُسْلِمُ دُعَاءَهُ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ يَقُولُ عُمَرُ رضي الله عنه الدُّعَاءُ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا يَصْعَدُ مِنْه شَيْءٌ حَتَّى تُصَلِّي عَلَى نَبِيِّكَ ﷺ يَقُولُ أَبُو سُفْيَانَ الدَّارِينِي رَحِمَهُ الله مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ اللهَ حَاجَةً فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ يَخْتِمُ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ الصَّلَاتَيْنِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ سُبْحَانَهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَدَعَ مَا بَيْنَهُمَا فَاجْتَهِدُوا رَحِمَكُم اللهُ فِي الدُّعَاءِ أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَيطَانِ الرَّجِيمِ (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) بَارَكَ اللهُ لِي وِلَكُمْ فِي القُرْآنِ والسُنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ والحِكْمَةِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا أَمَّا بَعْد فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وأطِيعُوهُ وَاسْأَلُوهُ فَإِنَّهُ تَعَالَى لَا يُخَيِّبُ مَنْ سَأَلَهُ وَدَعَاهُ قَالَ جَلَّ وَعَلَا : (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ )) ادعوا اللهَ بقلوبٍ حاضرةٍ خاشعة منكسرة ذليلة ألِحُّوا في الدعاءِ رغبةً ورهبةً توسَّلوا إليه جل وعلا بأسمائه وصفاته (( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )) علقوا قلوبكم بالله وتبرأوا من حولكم وقوتكم إلى حول الله وقوته فإنه لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله قَالَ الحسن رحمه الله في قوله عز وجل )) ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )) اعملوا وأبشروا فإنه حق على الله عز وجل أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ وَآلِه الطيبين الطاهرين وَارْضَ للَّهُمّ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ( عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1700078536_خطبة الجمعة الموافق 3 من جمادى الأولى 1445هـ فضل الدعاء.pdf
1700078550_خطبة الجمعة الموافق 3 من جمادى الأولى 1445هـ فضل الدعاء.docx