خطبة الجمعة الأولى 1441/12/1هـ الموافقة ليوم عيد الأضحى (مختصرة جدا )
يوسف العوض
1441/12/05 - 2020/07/26 17:05PM
الخطبة الاولى
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : مَضَتْ الْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ ، خَيْرُ أَيَّامِ الدُّنْيَا عَلَى الْإِطْلَاقِ فَصَارَ الْخَلْقُ مَشَارِبَ ومَسَاعِي شَتَّى !فحَجَّ مِنْ حَجَّ وَصَامَ مَنْ صَامَ وَضَحًى مَنْ ضَحَّى وَخَتَمَ الْقُرْآنَ مَنْ خَتَمَ وَتَصَدَّقَ مَنْ تَصَدَّقَ والحمدُ للِّهِ وَمِنْهُمْ وَاَللَّه المُستَعانُ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْعِيرِ وَلَا فِي النَّفِيرِ .
فَدَعَوْنَا نَقِفُ فِي دَقَائِقَ مَعْدودَةٍ مَعَ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا ونَتأمَلُ في ثوانٍ سَرِيعَةٍ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فأرْعُونِي سَمْعَكَم ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ ((مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )) .
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : يُخبِرُ اللهُ تَعَالى أنَّه من جاءَ يَوْمَ القِيامَةِ بالحَسَنةِ فله عَشْرُ أَمْثالِها ، ومَن جاء بالسَّيِّئةِ فلا يُجْزَى إلَّا مِثْلَها ، ولا أحَدَ يُظْلَمُ عندَ اللهِ شيئًا .
ثم أَمَرَ اللهُ نَبِيَّه أن يُعْلِنَ قائِلًا : إنِّي هَدَاني ربِّي إلى طريقٍ واضِحٍ قويمٍ ؛ دينًا مستقيمًا قائمًا ثابتًا معتدِلًا، هو شريعةُ إبراهيمَ، المستقيمِ على الحَقِّ، والمائِلِ عن سُبُلِ الضَّلالةِ ، وما كان إبراهيمُ عليه السَّلامُ مِنَ المشركينَ.
ثم أَمَرَ اللهُ نَبِيَّه قائلاً : قل- يا مُحمَّد - إنَّ صَلاتي وذَبْحِي وحَيَاتِي ومَمَاتي لِلَّهِ وَحْدَه ، لا شَرِيكَ له ، وبِذَلك أُمِرْتُ وأنا أوَّلُ المُسْلمينَ ، وقُل أيضًا لهؤلاءِ المُشركينَ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ رَبًّا ، وهو جَلَّ وعلا ربُّ كُلِّ شَيءٍ ، وما يَكْسِبُ كُلُّ شَخصٍ من الآثامِ فهو عليه ، لا يَتَعَدَّى إلى غَيْرِه شيءٌ منه ، ولا تَحْمِل نَفْسٌ عن نَفْسٍ شيئًا من الآثام بل كلٌّ يتحَمَّلُ ما ارتَكَبَه من إِثْمٍ ، ثُمَّ إلى اللهِ مَرْجِعُ النَّاسِ أَجمعينَ فيُخْبِرُهم تَعالى بَما كَانوا فِيه يَخْتَلِفون.
ثم أَمَرَ اللهُ نَبِيَّه أن يُعْلِنَ قائِلًا : إنِّي هَدَاني ربِّي إلى طريقٍ واضِحٍ قويمٍ ؛ دينًا مستقيمًا قائمًا ثابتًا معتدِلًا، هو شريعةُ إبراهيمَ، المستقيمِ على الحَقِّ، والمائِلِ عن سُبُلِ الضَّلالةِ ، وما كان إبراهيمُ عليه السَّلامُ مِنَ المشركينَ.
ثم أَمَرَ اللهُ نَبِيَّه قائلاً : قل- يا مُحمَّد - إنَّ صَلاتي وذَبْحِي وحَيَاتِي ومَمَاتي لِلَّهِ وَحْدَه ، لا شَرِيكَ له ، وبِذَلك أُمِرْتُ وأنا أوَّلُ المُسْلمينَ ، وقُل أيضًا لهؤلاءِ المُشركينَ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ رَبًّا ، وهو جَلَّ وعلا ربُّ كُلِّ شَيءٍ ، وما يَكْسِبُ كُلُّ شَخصٍ من الآثامِ فهو عليه ، لا يَتَعَدَّى إلى غَيْرِه شيءٌ منه ، ولا تَحْمِل نَفْسٌ عن نَفْسٍ شيئًا من الآثام بل كلٌّ يتحَمَّلُ ما ارتَكَبَه من إِثْمٍ ، ثُمَّ إلى اللهِ مَرْجِعُ النَّاسِ أَجمعينَ فيُخْبِرُهم تَعالى بَما كَانوا فِيه يَخْتَلِفون.
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : هَذَا الْفَضْلُ وَهَذِهِ الْحَقِيقَةُ يُوَضِّحُهَا الحَدِيثُ القُدُسي فقد جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : (من جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا أَوْ أزْيَد ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مِثْلَهَا أَوْ أغفِرُ ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شبراً تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذراعاً ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذراعاً تَقَرَّبْتُ مِنْهُ باعاً ، وَمَن أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَةً ، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقِرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةٍ لَا يُشْرِكُ بِي شيئاً لَقِيتُه بِمِثْلِهَا مَغْفِرَة ) رواه مُسْلِم .
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : فمِنْ فَوَائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ ..
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : فمِنْ فَوَائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ ..
أولا / أَنَّ مَنْ هَمَّ بِالْحَسَنَةِ وَلَمْ يَفْعَلْهَا لِعُذْرٍ أَوْ لِغَيْرِ عُذْرٍ تُكْتَبُ لَهُ حَسَنَةٌ كَامِلَةٌ .
ثانيا / وأَنَّ مَنْ هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ وَلَمْ يَفْعَلْهَا يُثَابُ عَلَى تَرْكِهَا.
ثالثا / وفيه بَيَانُ سَعَةِ فَضْلِ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ إذْ لَوْلَا ذَلِكَ كَانَ لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةَ ، لِأَنَّ عَمَلَ الْعِبَادِ لِلسَّيِّئَاتِ أَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِمْ للحسنات !!
فاللهمَّ عَامِلنا بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَلَا تعاملنا بِمَا نَحْنُ أَهْلُه أَنْتَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ المَغفرةِ .
الخطبة الثانية
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : مَا حَالُنَا وَحَالُ فَضْل رَبِّنَا عَلَيْنَا -وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى- إلَّا كَحَالِ الْفَقِيرِ مَعَ الْخَلِيفَةِ كَمَا فِي قِصَّتِنا التَّالِيَةِ الْمَوْجُودَةِ في كِتَابِ نَوَادِرِ الْأُدَبَاء مُفَادُهَا ( أنَّ أَحَدَ الْوُلَاةِ اسْتَدْعَى طَائِفَةً مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالشُّعَرَاء فِي يَوْمِ عِيدٍ لِزِيَارَتِه فَصَادَفَهُم أَعْرَابِيٌّ يَحْمَلُ عَلَى كَتِفِهِ جَرَّةً ليَملأها مِنْ الْمَاءِ ، فَلَمَّا رَآهُمْ تَبِعَهُم حَتَّى وَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْ الْوَالِي وَبَعْدَ أَنْ قَامَ الْوَالِي بتكريمهم ، الْتَفَتَ إلَى الْأَعْرَابِيَّ وَقَالَ لَهُ : مَا حَاجَتُك ؟ فَأَنْشَدَ الْأَعْرَابِيُّ قائلاً :
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْقَوْمَ شَدُّوا رِحَالَهَم
إلَى بحرك الطَّامِي أَتَيْتُ بِجَرَّتِي
فَقَالَ لَهُ الْوَالِي : أَحْسَنْت ، وَأَمَرَ رِجَالَه أَنْ يملأوا جَرَّتَه بِالْمَالِ ، وَبَعْدَ أَنْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَام بِتَوْزِيعِ ذَلِكَ الْمَالِ عَلَى الْفُقَرَاءِ والمُحتاجِينَ ، وَبَلَغَ مَا فَعَلَهُ إلَى الْوَالِي فاستدعاه وَسَأَلَهُ عَنْ سَبَبِ فَعَلَتِه ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ :
يَجُودُ عَلَيْنَا الخَيِّرون بمَالِهم
وَنَحْنُ بِمَالِ الْخَيِّرَيْنَ نُجُودُ
فَأَعْجَبَ الْوَالِي بِجَوَابِه وَأَمَرَ أَنْ تَمْلَأ جَرَّتَه بِالْمَال عَشْرَ مَرَّاتٍ .
فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، أَنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا . .
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : مَا حَالُنَا وَحَالُ فَضْل رَبِّنَا عَلَيْنَا -وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى- إلَّا كَحَالِ الْفَقِيرِ مَعَ الْخَلِيفَةِ كَمَا فِي قِصَّتِنا التَّالِيَةِ الْمَوْجُودَةِ في كِتَابِ نَوَادِرِ الْأُدَبَاء مُفَادُهَا ( أنَّ أَحَدَ الْوُلَاةِ اسْتَدْعَى طَائِفَةً مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالشُّعَرَاء فِي يَوْمِ عِيدٍ لِزِيَارَتِه فَصَادَفَهُم أَعْرَابِيٌّ يَحْمَلُ عَلَى كَتِفِهِ جَرَّةً ليَملأها مِنْ الْمَاءِ ، فَلَمَّا رَآهُمْ تَبِعَهُم حَتَّى وَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْ الْوَالِي وَبَعْدَ أَنْ قَامَ الْوَالِي بتكريمهم ، الْتَفَتَ إلَى الْأَعْرَابِيَّ وَقَالَ لَهُ : مَا حَاجَتُك ؟ فَأَنْشَدَ الْأَعْرَابِيُّ قائلاً :
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْقَوْمَ شَدُّوا رِحَالَهَم
إلَى بحرك الطَّامِي أَتَيْتُ بِجَرَّتِي
فَقَالَ لَهُ الْوَالِي : أَحْسَنْت ، وَأَمَرَ رِجَالَه أَنْ يملأوا جَرَّتَه بِالْمَالِ ، وَبَعْدَ أَنْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَام بِتَوْزِيعِ ذَلِكَ الْمَالِ عَلَى الْفُقَرَاءِ والمُحتاجِينَ ، وَبَلَغَ مَا فَعَلَهُ إلَى الْوَالِي فاستدعاه وَسَأَلَهُ عَنْ سَبَبِ فَعَلَتِه ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ :
يَجُودُ عَلَيْنَا الخَيِّرون بمَالِهم
وَنَحْنُ بِمَالِ الْخَيِّرَيْنَ نُجُودُ
فَأَعْجَبَ الْوَالِي بِجَوَابِه وَأَمَرَ أَنْ تَمْلَأ جَرَّتَه بِالْمَال عَشْرَ مَرَّاتٍ .
فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، أَنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا . .
فَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُجَازِينا بِالْحَسَنَاتِ إحْسَانًا وبالسيئاتِ عَفْوًا وغُفرانا وَأن يُحْسِنَ ختامَنا وَيُيسِّر حسَابَنا ويُيَمِّن كِتَابَنَا ويُسْكِنَنا الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى مِنْ الْجَنَّةِ وَوَالِدِينَا وأزواجَنا وذرياتِنا وَالْمُسْلِمِين يَارَبَّ الْعَالَمِين . .
يوسف العوض
عضو نشطعذرا الجمعة الثانية من شهر ذي الحجة بتاريخ 1441/12/10 هـ الموافقة لعيد الاضحى المبارك
تعديل التعليق