خطبة الجمعة إذا وافقت عيد الفطر
خالد الشايع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حي الله المشايخ
**إذا وافق العيد يوم الجمعة فالمقترح التالي :
أولا : أن تكون الخطبة قصيرة جدا لا تتجاوز العشر دقائق ، لأن الناس متعبون جدا ، وأغلبهم لم ينم من الأمس ، فلا فائدة من خطبة وموضوع متعوب عليه والناس نائمون .
الثاني : أن الحضور قليل جدا ، لأن الكثير سيصليها ظهرا .
الثالث : أن تكون الخطبة في النقاط التالية :
أ- تهنئة الناس بالعيد ، وتمام العبادة .
ب- بيان الحكم فيما إذا صادف يوم العيد الجمعة ، وكيفية الصلاة .
ت- حث الناس على صلة الأرحام في هذه الأيام .
ث- حث الناس على المداومة على العبادة بعد رمضان .
وفيما يلي عرض الخطبة بالتفصيل :
أما بعد فيا أيها الناس : إن المسلم العاقل هو الذي يهنئ نفسه بتمام الشهر واكتمال الأجر ، ولقد أمر الله بالفرح بذلك حيث يقول : (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )
فهنيئا لكم جميعا وتقبل الله منا ومنكم ، وأعاده علينا أعواما عديدة ونحن في صحة وإيمان .
عباد الله : هذا يوم جمع الله لكم فيه عيدين ، عيد سنوي وعيد أسبوعي ، أدام الله علينا وعليكم الأفراح ، والسنة في ذلك أن من صلى العيد مع المسلمين فهو مخير بين أن يصلي الجمعة أو أن يصليها ظهرا في بيته ، وهذا من رحمة الله بالخلق ، فله الحمد والمنة ، أخرج أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم ( قد اجتمع في يومكم هذا عيدان ، فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون )
وهذا كان رخصة لأهل العوالي والذين يسكنون خارج المدينة لأنه يشق عليهم البقاء حتى الجمعة ، كما يشق عليهم الرجوع مرة أخرى للجمعة ، فرخص لهم أن يصلوها ظهرا في بيوتهم ، وهي رخصة للجميع ، إلا أن صلاة الجمعة أفضل .
واعلموا عباد الله أن يوم العيد هو يوم التواصل والتعاطف والتكافل ، يجب أن يفرح الجميع ، يجب أن تسودة المحبة والألفة والتواضع لجميع المسلمين ، صلوا أرحامكم ، واعطفوا على الفقراء والمساكين أسعدوهم في هذا اليوم ، فإن من أفضل الأعمال سرور تدخله على مسلم .
اللهم ارحم أمة محمد وارفع عنهم البلاء أقول قولي .....
الخطبة الثانية
أما بعد فيا أيها الناس : لقد خرج المسلمون جميعا من رمضان ، من مدرسة الإيمان والتقوى ، مر بهم شهر كنزوا فيه من الحسنات الشيء العظيم من رب كريم ، ألا فلا تذهب أدراج الرياح ، ولا نكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، حافظوا على وردكم من القرآن ، واحفظوا جوارحكم من الآثام ، ولا تنقصوا فرائض الله ، لا في وقتها ولا كميتها ، احرصوا على السنن ، فإنها ترقع خلل الفرائض ، عيشوا حياتكم وكأنها كلها رمضان ، فإن رب رمضان هو رب الشهور كلها ، واعلموا أن من علامات قبول العمل اتباعه بالعمل الصالح ، والتجافي عن المحرمات ، واعلموا أن العمل الصالح يكفر السيئات كما قال سبحانه ( إن الحسنات يذهبن السيئات )
ولا نكن كعبيد السوء ، الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ، فإذا انقضى رمضان رجعوا لمعاصيهم ، وتركوا الفرائض والسنن أو قصروا فيها ، فمثل هؤلاء حري بعم أن يكونوا من الخاسرين الذين لم يحصلوا التقوى التي من أجلها فرض رمضان .
عباد الله لتكن التوبة مصاحبة لنا في كل وقت وحين ، فالمسلم مفتن تواب ، على وجل ، يخشى أن يبغته الموت وهو على معصية ، فتراه يسارع بالتوبة كل حين .
اللهم تقبل منا الصيام والقيام والدعاء يارب العالمين ...