خطبة الجمعة..نريد ان ترشدنا لا ان تفزعنا * حسين الرواشدة
أبو عبد الرحمن
1432/06/04 - 2011/05/07 08:36AM
[URL="http://http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=%5COpinionAndNotes%5C2011%5C04%5COpinionAndNotes_issue1280_day15_id318857.htm"] خطبة الجمعة..نريد ان ترشدنا لا ان تفزعنا * حسين الرواشدة
[/URL]
يعترف وزراء الأوقاف في بلادنا ان "مساجدنا" تعاني من نقص حاد في الأئمة، ويعترفون أيضاً أن على "اجندة" خطط الوزارة بناء العشرات من المساجد سنوياً، وحين نسأل: لماذا نعاني من نقص الأئمة والخطباء ولدينا "آلاف" الأساتذة والأكاديميين من خريجي كليات الشريعة. يقال لنا إن هؤلاء يعزفون عن تولي هذه المهمة لأسباب مختلفة، وحين نسأل: لماذا لا نوجه أموال "الواقفين" الى بناء المستشفيات ودور رعاية الأيتام وغيرها من المرافق الخيرية التي نحتاجها بدل بناء مساجد جديدة يقال لنا: إننا محكومون بإرادة الواقفين ورغباتهم.. وحين نسأل: لماذا لا تستعين الوزارة في مجال الخطابة مثلا بعلماء مشهود لهم بالعلم والخبرة؟ لا نسمع جواباً !
أعرف أن ملف "المساجد" بأئمتها وخطبائها وأوضاعها ايضا يحتاج الى مراجعة، واعرف أيضا أن المشكلة أكبر من قدرة "الوزارة" على حلها ما لم تبدأ على الفور بوضع استراتيجية واقعية تساهم فيها الجامعات والمؤسسات الوطنية الأخرى، وما لم تدعم "بقرار" سياسي، وبمقرارات إدارية حازمة، لكن هذا لا يعني الاستمرار في "تعليق" المشكلة على أسباب "قاهرة" سواء أتعلقت بإحجام "خريجي الشريعة" عن التعيين، او بمخاوف استخدام المنابر لأهداف سياسية.. إلخ. إذ لا بد أن نبدأ ونعالج لنخرج من هذه الحالة غير الصحيحة الى حالة افضل.
لقد قصدت فعلا حين قلت: فلنبدأ الإشارة الى ملاحظة مهمة وهي ان "خطبة الجمعة" التي بثت مباشرة على أثير التلفزيون والإذاعة تعاني احياناً من التباسات، سواء على صعيد الخطيب ومؤهلاته، أو الخطبة ومضامينها، ولكيلا يفهم أنني أشير الى خطيب معين، فإن بعض المستمعين والمشاهدين الذين نقلوا لي بعض "ملاحظاتهم" على ذلك، ذكّروني بأن مهمة اختيار الخطيب الذي يسمعه "الملايين" يجب أن تراعي ما يفترض من معايير دينية وثقافية مقبولة لدى الجمهور، وأعتقد أن ما ذكروه كان صحيحاً، اذْ قيض لي أن استمع إلى خطبة أحدهم فوجدتها لا تعبر عن أبسط "مواصفات" الخطبة الجيدة.. إلّم اقل ما هو اكثر من ذلك.
أتمنى على وزارة الأوقاف أو غيرها من الجهات التي تتولى تنظيم خطبة الجمعة في مساجدنا -بخاصة التي تنقل على الهواء مباشرة- أن تحسن اختيار الخطباء، وأن تعتمد مبدأ الكفاءة لا غيرها في اختيارهم، كما أتمنى أن ننجح بفتح ملف "المساجد" في بلادنا لنراجعه بحرص ومسؤولية لنتمكن من ترشيد "التديّن" وتصحيح مسارات خطابنا الإسلامي، فللدّين - كما ندرك - دور وحضور كبيران في حياتنا.. ومسؤولية الفاعلين فيه تستوجب الانتباه إلى أهمية الكلمة والخطبة، وتأثيرهما في الناس، كما تستوجب الحرص على إبقاء خطابنا الديني بعيداً عن "الاستقطابات" والاستخدامات التي تحاول أن تجرّه إلى أماكن أخرى لا علاقة لديننا ولا لبلدنا بها.
التاريخ : 15-04-2011
[/URL]
يعترف وزراء الأوقاف في بلادنا ان "مساجدنا" تعاني من نقص حاد في الأئمة، ويعترفون أيضاً أن على "اجندة" خطط الوزارة بناء العشرات من المساجد سنوياً، وحين نسأل: لماذا نعاني من نقص الأئمة والخطباء ولدينا "آلاف" الأساتذة والأكاديميين من خريجي كليات الشريعة. يقال لنا إن هؤلاء يعزفون عن تولي هذه المهمة لأسباب مختلفة، وحين نسأل: لماذا لا نوجه أموال "الواقفين" الى بناء المستشفيات ودور رعاية الأيتام وغيرها من المرافق الخيرية التي نحتاجها بدل بناء مساجد جديدة يقال لنا: إننا محكومون بإرادة الواقفين ورغباتهم.. وحين نسأل: لماذا لا تستعين الوزارة في مجال الخطابة مثلا بعلماء مشهود لهم بالعلم والخبرة؟ لا نسمع جواباً !
أعرف أن ملف "المساجد" بأئمتها وخطبائها وأوضاعها ايضا يحتاج الى مراجعة، واعرف أيضا أن المشكلة أكبر من قدرة "الوزارة" على حلها ما لم تبدأ على الفور بوضع استراتيجية واقعية تساهم فيها الجامعات والمؤسسات الوطنية الأخرى، وما لم تدعم "بقرار" سياسي، وبمقرارات إدارية حازمة، لكن هذا لا يعني الاستمرار في "تعليق" المشكلة على أسباب "قاهرة" سواء أتعلقت بإحجام "خريجي الشريعة" عن التعيين، او بمخاوف استخدام المنابر لأهداف سياسية.. إلخ. إذ لا بد أن نبدأ ونعالج لنخرج من هذه الحالة غير الصحيحة الى حالة افضل.
لقد قصدت فعلا حين قلت: فلنبدأ الإشارة الى ملاحظة مهمة وهي ان "خطبة الجمعة" التي بثت مباشرة على أثير التلفزيون والإذاعة تعاني احياناً من التباسات، سواء على صعيد الخطيب ومؤهلاته، أو الخطبة ومضامينها، ولكيلا يفهم أنني أشير الى خطيب معين، فإن بعض المستمعين والمشاهدين الذين نقلوا لي بعض "ملاحظاتهم" على ذلك، ذكّروني بأن مهمة اختيار الخطيب الذي يسمعه "الملايين" يجب أن تراعي ما يفترض من معايير دينية وثقافية مقبولة لدى الجمهور، وأعتقد أن ما ذكروه كان صحيحاً، اذْ قيض لي أن استمع إلى خطبة أحدهم فوجدتها لا تعبر عن أبسط "مواصفات" الخطبة الجيدة.. إلّم اقل ما هو اكثر من ذلك.
أتمنى على وزارة الأوقاف أو غيرها من الجهات التي تتولى تنظيم خطبة الجمعة في مساجدنا -بخاصة التي تنقل على الهواء مباشرة- أن تحسن اختيار الخطباء، وأن تعتمد مبدأ الكفاءة لا غيرها في اختيارهم، كما أتمنى أن ننجح بفتح ملف "المساجد" في بلادنا لنراجعه بحرص ومسؤولية لنتمكن من ترشيد "التديّن" وتصحيح مسارات خطابنا الإسلامي، فللدّين - كما ندرك - دور وحضور كبيران في حياتنا.. ومسؤولية الفاعلين فيه تستوجب الانتباه إلى أهمية الكلمة والخطبة، وتأثيرهما في الناس، كما تستوجب الحرص على إبقاء خطابنا الديني بعيداً عن "الاستقطابات" والاستخدامات التي تحاول أن تجرّه إلى أماكن أخرى لا علاقة لديننا ولا لبلدنا بها.
التاريخ : 15-04-2011