خطبة: الثبات بعد مواسم الطاعات

وليد بن محمد العباد
1445/10/03 - 2024/04/12 17:43PM

بسم الله الرّحمن الرّحيم

خطبة: الثّبات بعد مواسم الطّاعات

الخطبة الأولى

إنّ الحمدَ للهِ، نَحمدُه ونَستعينُه ونَستهديه، ونَعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، مَن يَهده اللهُ فلا مُضلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأَشهدُ أنّ محمّدًا عبدُه ورسولُه، صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا، أمّا بعدُ عبادَ الله                                  

وانقضى شهرُ رمضان، وقد استمتعتم فيه بحمدِ اللهِ بأيّامِه الإيمانيّةِ ولياليه الرّوحانيّةِ وأجوائِه الآمنةِ الرّبيعيّةِ المطريّة، وعمرتوه بالصّيامِ والقيامِ والقرآن، وتزودتم فيه مِن العملِ الصّالحِ والتّقوى، فقد كانَ موسمًا مِن أعظمِ مواسمِ الإيمان، فإنّ مواسمَ الطّاعاتِ مَنهلٌ يَتزوّدُ منهُ المؤمنُ التّقوى والإيمان، ليَبقى نَبعُ الخيرِ مُتدفّقًا في نفسِه في كلّ آنٍ، فإذا انتهت تلك المواسم، فإنّ المؤمنَ لا يَنقطعُ عمّا اعتادَهُ من الخير، فقد كانَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ إذا عملَ عملًا داومَ عليه، فإنّ أحبَّ الأعمالِ إلى اللهِ ما داومَ عليه صاحبُه مِن الخيرِ وإنْ قَلّ، ولقد أوصى رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ عبدَاللهِ بنَ عمرٍو رضيَ اللهُ عنهما فقالَ له: لا تكنْ مثلَ فلان، كانَ يَقومُ الليلَ فتركَ قيامَ الليل. فما تركَ عبدُاللهِ قيامَ الليلِ حتى مات. فيا مَن صامَ وقامَ وختمَ القرآنَ وتَصدَّقَ في رمضان، يا مَن سَلكَ طريقَ التّقوى وذَاقَ حلاوةَ الإيمان، داوموا على الأعمالِ الصّالحةِ بعدَ رمضان، ولا تَتركوا الوِتْرَ والصَدقةَ وصيامَ التّطوّعِ والدّعاء، ولا تَهجروا المصاحفَ والمساجد، وحافظوا على الصّلواتِ والنّوافلِ والرّواتب، وسابقوا إلى الخيراتِ، واستمرّوا في بِرِّ الوالدينِ وصلةِ الأرحامِ وسائرِ أنواعِ البرِّ والقُرُبات، فما أجملَ الطّاعةَ تَعقبُها الطّاعات، وما أَبْهى الحسنةَ تُجمعُ إليها الحسنات، فواصلوا إلى اللهِ السَّيْر، ولا تَستقلّوا الخير، ولا تَحتقِروا المعروف، ولا تَنقطعوا عن العبادة، واحذروا مِن تَثبيطِ الشّيطان، ومِن النّكوصِ والظّلمِ والعصيان، ومِن الكسلِ والمللِ، بعدَ الإقبالِ والنّشاطِ في العمل (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا) فاتّقوا اللهَ رحمَكم الله، وجاهدوا أنفسَكم على فعلِ الطّاعات، وتركِ الذّنوبِ السّيئات، واستعينوا باللهِ على الاستقامةِ على ذلك واسألوا اللهَ القبولَ والثّبات، فإنّ عملَ المؤمنِ لا ينتهي حتّى الممات، قالَ تعالى في كتابِه المُبين (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) فما أَسعدَ مَن تابَ وآمنَ وعملَ صالحًا ثمّ استقام (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) اللهمّ اجعلْنا منهم برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين.

باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفورُ الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأصلي وأسلمُ على خاتمِ النبيّين، نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، أمّا بعد عبادَ الله

اتّقوا اللهَ حقَّ التّقوى (يا أيّها الذينَ آمنوا اتّقوا اللهَ حقَّ تقاتِهِ ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون)

اللهمّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين ،،، الدّعاء ،،،

عبادَ الله، إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّونَ على النبيّ، يا أيّها الذينَ آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، ويقولُ عليه الصّلاةُ والسّلام: مَن صلّى عليّ صلاةً صلى اللهُ عليه بها عَشْرًا. اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين. فاذكروا اللهَ العظيمَ يَذكرْكم، واشكروه على آلائِه ونعمِه يَزدْكم، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

إعداد/ وليد بن محمد العباد غفر الله له ولوالديه وأهله وذريته والمسلمين

إمام وخطيب جامع السعيد بحي المصيف شمال الرياض

الجمعة 3/ 10/ 1445هـ

المشاهدات 355 | التعليقات 0