خطبة التقوى هى الغاية من الصيام للشيخ سعد الشهاوى

الدكتورسعد الشهاوى
1436/10/12 - 2015/07/28 18:19PM
[FONT="]خطبة [/FONT][FONT="]التقوى هى الغاية من الصيام[/FONT][FONT="] للشيخ سعد الشهاوى[/FONT]
[FONT="]الحمد لله خالق كل شيء، ورازق كل حي، أحاط بكل شيء علماً، وكل شيء عنده بأجل مسمى يعطى ويمنع ، ويخفض ويرفع , ويضر وينفع ، لا مانع لما أعطى ولا معطى لما يمنع . يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل. يعلم الأسرار ، ويقبل الأعذار ، وكل شئ عنده بمقدار سبحانه كُلُّ شَيْءٍ خَاشِعٌ لَهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ قَائِمٌ بِهِ[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]غِنى كُلِّ فَقِيرٍ، وَعِزُّ كُلِّ ذَلِيلٍ، وَقُوَّةُ كُلِّ ضَعِيفٍ، وَمَفْزَعُ كُلِّ مَلْهُوفٍ، مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ نُطْقَهُ، وَمَنْ سَكَتَ عَلِمَ سِرَّهُ، وَمَنْ عَاشَ فَعَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَمَنْ مَاتَ فَإِلَيْهِ مُنْقَلَبُهُ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير[/FONT]
[FONT="]ربي لك الحمد العظيم لذاتك *** حمدًا وليس لواحد إلاَّك[/FONT]
[FONT="]يا مدرك الأبصار والأبصار *** لا تدري له ولِكُنْهِهِ إدراكًا[/FONT]
[FONT="]ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناك[/FONT]
[FONT="]والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولْتَ تفسيرًا لها أعياك[/FONT]
[FONT="]إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين عُلاك[/FONT]
[FONT="] وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، أرسله ربه رحمة للعالمين وإماماً للموحدين وقدوة للمتقين الصابرين فشرح به الصدور، وأنار به العقول، وفتح به أعيناً عمياً، وآذاناً صُمّاً، وقلوباً غُلفاً.اللهم اجزِه عنا أفضل ما جزيت نبياً عن أمته، وأَعْلِ على جميع الدرجات درجته، واحشرنا تحت لوائه وزمرته، وأوردنا حوضه في الآخرة سيدى يارسول الله[/FONT]
[FONT="]فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الكرماء[/FONT]
[FONT="]وإذا عفوت فقادراً ومقـــــــدراً لا يستهين بعفوك الجهـــلاء[/FONT]
[FONT="]وإذا رحمت فأنـــــت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء[/FONT]
[FONT="]وإذا غضبت فإنما هي غضبـــــة للحق لا ضغن ولا بغضــــاء[/FONT]
[FONT="]وإذا رضيت فذاك في مرضاتـــه ورضى الكثير تحلم وريــاء[/FONT]
[FONT="]وإذا خطبت فللمنابر هــــــــزة ترعو النديَّ وللقلوب بكاء[/FONT]
[FONT="] اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن حمدت في الإسلام سيرته ومساعيه وسلم تسليماً كثيراً فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى والتمسوا من العمل ما يحبه ويرضيه وسارعوا إلى مغفرته وجنته فالمؤمن مَنْ يرجو الله ويتقيه ولا تتبعوا خُطُواتِ الشيطان فإنه يضل من اتبعه ويغويه ويأمره بالفحشاء والمنكر وإلى طريق الجحيم يهديه وبعد [/FONT]
[FONT="]فإن [/FONT][FONT="]التقوى هى الغاية من الصيام فأول آيات الصيام تحدثت عن التقوى [/FONT][FONT="]قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) « البقرة: 183- 184 مدنية »[/FONT]

[FONT="]وآخر آيات الصيام تحدثت عن التقوى [/FONT][FONT="]قال تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) البقرة: 187 مدنية[/FONT]

[FONT="]فتحها بالتقوى وختمها بالتقوى لكى يقول ل كان الهدف من الصيام أن تخرج منه بالتقوى[/FONT][FONT="] وقد خرجنا من الصيام فهل حققنا التقوى[/FONT]
[FONT="]مفهوم التقوى [/FONT]
[FONT="] التقوى لغة: الحذر، يقال: اتقيت الشيء، يعنى حذرتُه. وقوله [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="][FONT="]][/FONT][/FONT][FONT="]هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْـمَغْفِرَةِ [/FONT][FONT="][FONT="][[/FONT][/FONT][FONT="]سورة المدثر، الآية: 56 [/FONT][FONT="]أي هو أهلٌ أن يُتّقى عقابه، وأن يحذر وأهل أن يُعمل بما يُؤدّي إلى مغفرته([/FONT][FONT="]انظر: لسان العرب، لابن منظور، باب الياء، فصل الواو، مادة ((وقي))، 15/402، والقاموس المحيط، باب الياء، فصل الواو، مادة ((وقى))، ص1731[/FONT]
[FONT="]والتقوى هي الاسم من التقى والمصدر الاتقاء وهي مأخوذة من مادة وقى فهي من الوقاية، وهي ما يحمي به الإنسان نفسه ، وتدل على دفع شيء عن شيء لغيره، فالوقاية ما يقي الشيء ، ووقاه الله السوء وقاية أي حفظه..[/FONT]
[FONT="]وأصل التقوى: أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقايةً تقيه منه، فتقوى العبد لربه: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه: من غضبه وسخطه، وعقابه وقايةً من ذلك. [/FONT]
[FONT="]ويدخل في التقوى الكاملة: فعل الواجبات، وترك المحرّمات، والشبهات، وربما دخل فيها بعد ذلك فعلُ المندوبات، وترك المكروهات، وهو أعلى درجات التقوى [/FONT][FONT="]جامع العلوم والحكم، لابن رجب 1/399 .[/FONT][FONT="]، [/FONT]
[FONT="]و حقيقة التقوى كما قال طلق بن حبيب رحمه الله::إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا: و ما التقوى؟قال: أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نورٍ من الله، تخاف عقاب الله.."وهذا من أحسن ما قيل في حدّ التقوى"..(([/FONT][FONT="]جامع العلوم والحكم، لابن رجب، 1/398، وانظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لابن جرير، 2/181[/FONT]
[FONT="]وقد عرّف التقوى الكاملة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود [/FONT][FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT][FONT="] في تفسيره لقول الله [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="][FONT="]][/FONT][/FONT][FONT="]اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ [/FONT][FONT="][FONT="][[/FONT][/FONT][FONT="] سورة آل عمران، الآية: 102 . فقال: ((أن يُطاع فلا يُعصَى، ويُذكر فلا يُنسَى، وأن يُشكر فلا يُكفر[/FONT][FONT="] )) [/FONT][FONT="]أخرجه الطبراني، في المعجم الكبير، 9/92، برقم 8502، والحاكم في المستدرك، 2/294، وابن جرير في جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 7/65، وذكر طرقاً كثيرة من رقم 7536 إلى رقم 7551 .[/FONT]
[FONT="]قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ((وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات، ومعنى ذكره فلا يُنسى: ذكر العبد بقلبه لأوامر الله في حركاته، وسكناته، وكلماته: فيمتثلها، ولنواهيه في ذلك كله فيجتنبها)) [/FONT][FONT="]جامع العلوم والحكم، 1/401 ..[/FONT]
[FONT="]"وقد سأل عمر رضي الله عنه أُبَي بن كعب فقال له: ما التقوى؟ فقال أُبَي : يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً فيه شوك؟ قال: نعم.. قال: مافعلت؟ ..قال عمر: أشمّر عن ساقي وأنظر إلى مواضع قدمي وأقدم قدما وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة..فقال أُبَي بن كعب: تلك التقوى..! "، فهي تشمير للطاعة ونظر في الحلال والحرام وورع من الزلل ومخافة وخشية من الكبير المتعال سبحانه وتعالى[/FONT]
[FONT="]و قال أبو هريرة [/FONT][FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT][FONT="] عندما سئل أبو هريرة عن التقوى فقال : " هل مشيت على طريق فيه شو ك ؟ قال : نعم ، قال : فماذا صنعت إذا رأيت الشوك ؟ قال : اتقيته ، قال أبو هريرة : ذاك التقوى " . قال: إذا رأيت الشوكَ عدلتُ عنه، أو جاوزتُه، أو قصرتُ عنه، قال: ذاك التقوى [/FONT]
[FONT="]وأخذ هذا المعنى ابن المعتز، فقال: خلــى الذنـــوب صغيـرهـا وكبيــرهـا فهـــــو التقى واصنـع كمــــاش فـــوق أرض الشـــوك يحـذر مايرى لاتحقـــرن صغيـــــرة إن الجبال مـن الحصــــى[/FONT]
[FONT="]وأما المعنى الشرعي فقد ذكر العلماء في تعريفها عدة عبارات فمن ذلك قولهم..[/FONT][FONT="]أن تجعل بينك وبين ما حرم الله حاجباً وحاجزاً..وامتثال أوامر الله واجتناب النواهي فالمتقون هم الذين يراهم الله حيث أمرهم، ولا يقدمون على ما نهاهم عنه..التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل..[/FONT][FONT="]التقوى أن يجعل المسلم بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه..التقوى هي أساس الدين، وبها يرتقى إلى مراتب اليقين، هي زاد القلوب والأرواح فبها تقتات وبه تتقوى وعليها تستند في الوصول والنجاة..[/FONT]
[FONT="]قال ابن رجب – رحمه الله - : أصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه..[/FONT][FONT="] عن عديّ بن حاتم- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة»)* [/FONT][FONT="]« البخاري- الفتح 3 (1417) واللفظ له. ومسلم (1016)».[/FONT][FONT="] وقول المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم: «اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة» كأنّه أراد اجعلوها (أي شقّ التّمرة) وقاية بينكم وبينها (النّار).[/FONT]
[FONT="]وذكرت التقوى فى القران الكريم 258 مرة[/FONT]
[FONT="]وأول آيات القران تتحدث عن صفات المتقين[/FONT][FONT="] قال تعالى (الم (1) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) « البقرة: 1- 5 مدنية »[/FONT][FONT="]أخر ايات القران نزولا تتحدث عن التقوى[/FONT][FONT="]قال تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) البقرةألآية 281[/FONT][FONT="] فكأن القرآن الكريم كله يتحدث عن التقوى[/FONT]
[FONT="]والتقوى تُطلَق في القرآن الكريم على عدد من الأمور :[/FONT][FONT="]تأتي بمعنى الخشية والهيبة كما قال تعالى :{وإيايَ فاتقون} أي اخشوني وهابوني، وكذلك في قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}أي خافوا هذا اليوم وما فيه [/FONT]
[FONT="]وتأتي بمعنى الطاعة والعبادة كقوله تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته} يعني أطيعوه حق الطاعة واعبدوه حق العبادة [/FONT]
[FONT="]وتطلق على التنزه عن الذنوب قال عز وجل :{ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون}، يتقه أي يترك المعاصي والذنوب، فترك الطاعة والخشية ثم ذكر التقوى فعلمنا أن حقيقة التقوى شيء إضافي غير الطاعة والخشية في هذا النص وهو تنزيه القلب عن كل قبيح.[/FONT]
[FONT="]وتارة تضاف التقوى إلى اسم الله عزوجل كقوله { واتقوا الله}، فإذا أضيفت التقوى إليه سبحانه فالمقصود اتقوا سخطه وغضبه،ليس المقصود اتقوا القرب منه ولا اتقوا شرعه لكن اتقوا عذابه وسخطه ، وعن ذلك ينشأ عقابه الدنيوي والأخروي كما قال تعالى: {ويحذركم الله نفسه}، وقال سبحانه: {هو أهل التقوى}، هو أهلٌ أن يتقى وأن يخشى وأن يهاب وأن يجلّ وأن يعظّم سبحانه وتعالى وأن يعظم في صدور عباده حتى يعبدوه ويطيعوه لأنه المستحق للجلال والإكرام وهو صاحب الكبرياء والعظمة وقوة البطش..[/FONT]
[FONT="]وتارة تضاف التقوى إلى عقاب الله أو إلى مكان العقاب كالنار { واتقوا النار} ، أو إلى زمان العقاب كيوم القيامة {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}..[/FONT]
[FONT="]التقوى لم تترك شيئا فى حياتنا إلا ودخلت فيه:[/FONT][FONT="]1 - فمثلا المعاملات الماليه جاءت فيها التقوى ف[/FONT][FONT="]في أصعب المعاملات المالية جاءت التقوى [/FONT][FONT="]فى(الآيات التى تأمربترك الربا)[/FONT][FONT="]لأنك لو اتقيت الله ف[/FONT][FONT="]ى هذه المعاملة المالية الصعبة ستتقى الله فيما هو أقل منها[/FONT][FONT="] قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279)» [/FONT][FONT="]البقرة: 278- 279 مدنية[/FONT]
[FONT="]قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) « آل عمران: 130- 132 مدنية »[/FONT]
[FONT="]2 - و[/FONT][FONT="]في أصعب العلاقات الاجتماعية جاءت التقوى [/FONT][FONT="]في( فى الحديث عن الطلاق)[/FONT][FONT="]لأنك لو اتقيت الله في[/FONT][FONT="] هذه ا[/FONT][FONT="]لعلاقة الاجتماعية [/FONT][FONT="]الصعبة ستتقى الله فيما هو أقل منها[/FONT][FONT="] فسورة الطلاق ذكرت فيها التقوى أربع مرات في صفحة واحدة قال تعالى( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً (1) [/FONT][FONT="]« الطلاق: 1 مدنية » [/FONT][FONT="] وقال تعالى (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً0[/FONT][FONT="]« الطلاق: 2 مدنية »[/FONT][FONT="] وقال تعالى:( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً0[/FONT][FONT="]« الطلاق: 4 مدنية »[/FONT][FONT="] قال تعالى(: ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً 0[/FONT][FONT="]« الطلاق: 5 مدنية »[/FONT][FONT="] وقال تعالى:( أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً 0[/FONT][FONT="]« الطلاق: 10 مدنية »[/FONT][FONT="]دخلت التقوى بين أحكا م طلاق وأحكام طلاق أخرى[/FONT][FONT="]لأنك لو اتقيت الله في[/FONT][FONT="] هذه ا[/FONT][FONT="]لعلاقة الاجتماعية [/FONT][FONT="]الصعبة ستتقى الله فيما هو أقل منها[/FONT]
[FONT="]3 –[/FONT][FONT="]و[/FONT][FONT="]في أصعب المعاملات الأخلاقية[/FONT][FONT="]جاءت التقوى [/FONT][FONT="]في(الحديث عن الغيبة)[/FONT][FONT="] لأنك لو اتقيت الله في هذه المعاملة الأخلاقية[/FONT][FONT="]الصعبة ستتقى الله فيما هو أقل منها [/FONT][FONT="]قال تعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) [/FONT][FONT="]الحجرات: 11- 13 مدنية »[/FONT]

[FONT="]4 –[/FONT][FONT="]وفي أصعب الحدود[/FONT][FONT="]جاءت التقوى [/FONT][FONT="]في( الحديث عن القصاص من القاتل)[/FONT][FONT="] لأنك لو اتقيت الله في هذا الحد الصعب ستتقى الله فيما هو أقل منه [/FONT][FONT="]قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)[/FONT][FONT="] « البقرة: 178- 179 مدنية »[/FONT]
[FONT="]5 – الصلح بين المتخاصمين[/FONT][FONT="]لأنك لو اتقيت الله فى هذا الصلح ستتقى الله فيما هو أقل من ذلك[/FONT][FONT="] قال تعالى (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) [/FONT][FONT="] 6- [/FONT][FONT="]و[/FONT][FONT="]في أصعب العبادات وأطول العبادة التى تمارس فى مدة طويلة[/FONT][FONT="]جاءت التقوى [/FONT][FONT="]ففي(الصيام)[/FONT][FONT="] لأنك لو اتقيت الله في هذه العبادة الصعبة ستتقى الله فيما هو أقل منه [/FONT]
[FONT="]فأول آيات الصيام تحدثت عن التقوى [/FONT][FONT="]قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) « البقرة: 183- 184 مدنية »[/FONT]
[FONT="]وآخر آيات الصيام تحدثت عن التقوى [/FONT][FONT="]قال تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) البقرة: 187 مدنية[/FONT]

[FONT="]فتحها بالتقوى وختمها بالتقوى لكى يقول ل كان الهدف من الصيام أن تخرج منه بالتقوى [/FONT]


[FONT="]وكذلك فى الحج[/FONT][FONT="]:[/FONT][FONT="] قال تعالى (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (196) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ (197) [/FONT][FONT="]« البقرة: 196- 197 مدنية »[/FONT]
[FONT="]ثم بعد ذلك جمع ذلك كله فقال[/FONT][FONT="] تعالى: ([/FONT][FONT="]ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (الحج/ 32)[/FONT]
[FONT="]والله تعالى خاطب النبي صلى الله عليه وسلم بالتقوى فقال تعالى[/FONT][FONT="] :([/FONT][FONT="]يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (1) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3) [/FONT][FONT="]« الأحزاب: 1- 3 مدنية »[/FONT]

[FONT="]ولو قلت اليوم لأحد: اتقِ الله يقول لك: اتقِ الله! اتقِ الله أنت، كأنك شتمته، يتعجب ويقول: إنه يقول لي: اتقِ الله!، كأنك سببته، مع أن الله عز وجل قالها لرسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، مَن الذي لا يقبل أن يقال له: اتقِ الله؟ المجرمون الفاجرون الظالمون كما قال ربنا[/FONT][FONT="]:[/FONT][FONT="] "و[/FONT][FONT="]إِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ[/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]البقرة:206[/FONT]
[FONT="]ولو أردت الآن أن تنصح أحدًا بكل أوامر ربنا، وتنهاه عن كل النواهي، وتأمره أن يقف عند كل حد بكلمة جامعة مانعة؛ يكفيك أن تقول له: [/FONT][FONT="]"اتقِ الله"[/FONT][FONT="]، يعني افعل كل أوامره، انتهِ عن كل نواهيه، قف عند حدوده، كلمة واحدة تجمع فيها كل ذلك، اتقِ الله، هل يقبلها الناس الآن؟ [/FONT]

[FONT="]وخاطب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بالتقوى فقال تعالى :([/FONT][FONT="]يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (34) [/FONT][FONT="]« الأحزاب: 32- 34 مدنية »[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وقال تعالى :([/FONT][FONT="]يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55) « [/FONT][FONT="]الأحزاب: 53- 55 مدنية »[/FONT][FONT="]وخاطب النبي[/FONT][FONT="] صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="] أزواجه بالتقوى فقال تعالى[/FONT][FONT="]:([/FONT][FONT="](عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: بلغ صفيّة أنّ حفصة قالت: بنت يهوديّ فبكت فدخل عليها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهي تبكي، فقال: «ما يبكيك؟» فقالت: قالت لي حفصة: إنّي بنت يهوديّ، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّك لابنة نبيّ، وإنّك لتحت نبيّ. ففيم تفخر عليك؟، ثمّ قال: اتّقي اللّه يا حفصة»)* «) [/FONT][FONT="]إسناده صحيح، أخرجه أحمد (3/ 135- 136)، والترمذي (3894)، والطبراني (24/ 186)، وابن حبان (7212). وصححه محقق «جامع الأصول» (9/ 144).».[/FONT]

[FONT="]وخاطب النبي[/FONT][FONT="] صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="] أصحابه بالتقوى فقال تعالى[/FONT][FONT="]:([/FONT][FONT="]وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) « الأحزاب: 37 »[/FONT]
[FONT="](عن أنس- رضي اللّه عنه- قال:جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «اتّق اللّه وأمسك عليك زوجك»)* [/FONT][FONT="]« البخاري- الفتح 13 (7420).».[/FONT]
[FONT="]وخاطب الله المؤمنين بالتقوى فقال تعالى[/FONT][FONT="]:([/FONT][FONT="] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) [/FONT][FONT="]« آل عمران: 102 و[/FONT][FONT="]لما قال حق تقاته..! شق ذلك على الصحابة، وقالوا يارسول الله ومن يقوى على ذلك يعنى ومن يقوى على حق التقوى فنزل قوله تعالى:[فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ..(16)]التغابن.[/FONT]
[FONT="]ولا تتوهم أن الآية الثانية نسخت الآية الأولى، كلا كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره:"لم ينسخ قوله تعالى :[فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ..(16)]التغابن. قوله تعالى:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ..(102)]آل عمران. وإنما المعنى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ما استطعتم".. قال ابن عباس:"[ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ]أي جاهدوا في الله حق جهاده ولا تأخذكم في الله لومة لائم وقوموا لله بالقسط، ولو على أنفسكم، وأبنائكم". [/FONT]
[FONT="]وذكر الإمام القرطبي رحمه الله:((أن قول الله [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="][FONT="]][/FONT][/FONT][FONT="]اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ[/FONT][FONT="][FONT="]/FONT][/FONT][FONT="] بَيَّنه قوله تعالى: [/FONT][FONT="][FONT="[/FONT][/FONT][FONT="]فاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُمْ [/FONT][FONT="][FONT="][[/FONT][/FONT][FONT="]( [/FONT][FONT="]سورة التغابن، الآية: 16 [/FONT][FONT="].، وأن المعنى: فاتقوا الله حق تقاته ما استطعتم، وبيّن أن هذا أصوب من القول بالنسخ؛ لأن النسخ إنما يكون عند عدم الجمع، والجمع ممكن فهو أولى)) [/FONT][FONT="]انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 4/166 .[/FONT]
[FONT="]وذكر الإمام القرطبي رحمه الله:((أن قول الله [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="][FONT="]][/FONT][/FONT][FONT="]اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ[/FONT][FONT="][FONT="]/FONT][/FONT][FONT="] بَيَّنه قوله تعالى: [/FONT][FONT="][FONT="[/FONT][/FONT][FONT="]فاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُمْ [/FONT][FONT="][FONT="][[/FONT][/FONT][FONT="]( [/FONT][FONT="]سورة التغابن، الآية: 16 [/FONT][FONT="].، وأن المعنى: فاتقوا الله حق تقاته ما استطعتم، وبيّن أن هذا أصوب من القول بالنسخ؛ لأن النسخ إنما يكون عند عدم الجمع، والجمع ممكن فهو أولى)) [/FONT][FONT="]انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 4/166 .[/FONT]
[FONT="]وقال تعالى :([/FONT][FONT="]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [/FONT][FONT="](16) «) التغابن: 16 مدنية »[/FONT][FONT="]وقال تعالى :([/FONT][FONT="] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) [/FONT][FONT="]« آل عمران: 200 مدنية »[/FONT][FONT="]وقال تعالى :([/FONT][FONT="] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) [/FONT][FONT="]« المائدة: 35 »[/FONT][FONT="]وقال تعالى :([/FONT][FONT="] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (71) [/FONT][FONT="]« الأحزاب: 70- 71 مدنية »[/FONT][FONT="]وقال تعالى :([/FONT][FONT="] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28[/FONT][FONT="]) « الحديد: 28 مدنية »[/FONT]
[FONT="]ثم أمر بها البشرية كلها بالتقوى[/FONT][FONT="] فقال تعالى :([/FONT][FONT="]يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) [/FONT][FONT="]« النساء: 1 مدنية [/FONT][FONT="]وقال تعالى :([/FONT][FONT="]يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) [/FONT][FONT="]« الحج: 1- 2 مدنية » [/FONT][FONT="]وقال تعالى[/FONT][FONT="]:([/FONT][FONT="]يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)» [/FONT][FONT="]لقمان: 33 مكية[/FONT]


[FONT="]شرف التقوى وأهميتها[/FONT]

[FONT="]1- التقوى وصية الله للأولين والآخرين [/FONT][FONT="]0[/FONT]
[FONT="]والتقوى وصية الله للأولين والآخرين[/FONT][FONT="]للمسلمين والكافرين، لأهل الكتاب أجمعين، بل لسيد ولد آدم, لرسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- [/FONT][FONT="] ، قال تعالى:[/FONT][FONT="] {[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="](وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا[/FONT][FONT="] ) النساء[/FONT][FONT="](ألآية 131)ففي هذه ألآية الكريمة يبين ألله سبحانه أن التوصية بتقوى الله هي سنة ألله في خلقه فقد وصى ألله سبحانه بها أهل ألكتاب في الرسالات المتعاقبة التي أرسلها ألله سبحانه إليهم وهنا يؤكدها سبحانه على المسلمين الذين تمثل رسالتهم خاتمة رسالات السماء وذلك لإهمية ألتقوى في حياة الفرد والمجتمع في كل العصور والأزمان .[/FONT]
[FONT="]قال الغزالى : [/FONT] [FONT="]أليس الله تعالى أعلم بصلاح العبد من كل أحد ، أو ليس هو أنصح له وارحم وأرأف من كل أحد ، ولو كانت فى العالم خصلة هى أصلح للعبد ، وأجمع للخير وأعظم للأجر ، وأجل فى العبودية ، واعظم فى القدر ، وأولى بالحال ، وأنجح فى المآل ، من هذه الخصلة التى هى التقوى، لكان الله تعالى أمر بها عبادة ، وأوصى خواصه بذلك لكمال حكمته وسعة رحمته ، فلما أوصى بهذه الخصله الواحده ، وجمع الأولين والأخرين من عباده فى ذلك واقتصر عليها ، علمت أنها الغاية التى لا متجاوز عنها ، ولا مقصود دونها ، وأنه عز وجل قد جمع كل نصح ودلالة وإرشاد وتنبيه وتأديب وتعليم وتهذيب فى هذه الخصلة التى هى التقوى هى الجامعة لخيرى الدنيا والأخرة الكافية لجميع المهمات المبلغة إلى أعلى الدرجات وهذا أصل لا مزيد عليه ، وفيه كفاية لمن أبصر النور واهتدى وعمل بذلك واستغنى والله ولى الهداية والتوفيق بمنه ([/FONT][FONT="]منهاج العابدين ( 72، 73) باختصار[/FONT][FONT="])[/FONT]
[FONT="]قال القرطبي رحمه الله : الأمر بالتقوى كان عاماً لجميع الأمم[/FONT]
[FONT="]2 - التقوى وصية النبي صلى الله علية وسلم لأمته[/FONT]

[FONT="](عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اتّق اللّه حيثما كنت وأتبع السّيّئة الحسنة تمحها، وخالق النّاس بخلق حسن»)* [/FONT][FONT="]« الترمذي (2053) وقال: حديث حسن صحيح. [/FONT][FONT="]وقوله صلى الله عليه وسلم :"حيثما كنت" أى : فى السر والعلانية ، حيث يراه الناس وحيث لا يرونه. [/FONT]
[FONT="]قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في حديث [/FONT][FONT="](( اتقِ الله حيثما كنت)): " ما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها قال تعالى: { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله }،[/FONT]
[FONT="]ووصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً لما بعثه إلى اليمن فقال : يا معاذ [/FONT][FONT="]اتّق اللّه حيثما كنت وأتبع السّيّئة الحسنة تمحها، وخالق النّاس بخلق حسن[/FONT][FONT="] وكان معاذ رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة عالية فإنه قال له : يا معاذ والله إني لأحبك، وإذا كان يحب معاذ فهل ستكون الوصية وصية عابرة؟ ، والإنسان يجتهد في وصية من يحب أكثر من اجتهاده في وصية من لا يحبه تلك المحبة، ومعاذ أقسم له النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحبه فكيف ستكون الوصية له؟، ستكون وصية عظيمة جداً ، ولذلك قال له : يا معاذ .. اتقِ الله حيثما كنت..، وهو من كبار الصحابة وسادات القوم وأعلم الأمة بالحلال والحرام وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثق به جداً وأرسله لمناطق كثيرة ولليمن وولاّه وجعله قاضياً وحاكماً، بعثه داعياً ومفتياً وحاكماً إلى أهل اليمن [/FONT]
[FONT="]وكان يُشبّه بإبراهيم عليه السلام لأن ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول :إن معاذاً كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يكن من المشركين..، وابن مسعود من قدامى المهاجرين ورأس في العلم و الزهد و يشهد لمعاذ بهذه الشهادة ومع ذلك يقول له صلى الله عليه وسلم : ((يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )). [/FONT]
[FONT="]ما ذا نفهم من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه بالتقوى مع أن معاذ بهذه المنزلة؟ أن المرء يحتاج للتقوى ولو كان أعلم العلماء، وأتقى الأتقياء، يحتاج إلى التقوى لأن الإنسان تمر به حالات، ويضعف في حالات، يحتاج إلى التقوى للثبات عليها ، يحتاج إلى التقوى للازدياد منها. اتق الله حيثما كنت، في السر والعلانية، أتبع السيئة الحسنة تمحها، لماذا بدأ بالسيئة؟ ، لأنها هي المقصودة الآن، عند التكفير الاهتمام يكون بالسيئة، لا لفضلها ، ولكن لأنها المشكلة التي ينبغي حلّها. وخالق الناس بخلق حسن..، هناك أشياء بين العبد وخالقه وبينه والناس، هذه وصية جامعة. والكيّس لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو به السيئات، و ليس المقصود الآن هو فعل الحسنات ، وإنما كيف تكفر السيئة، لذلك بدأ فيها، وإلا فقد دلّ على حسنات كثيرة في أحاديث أخرى ولم يذكر السيئة فيها ، لأن المقصود تعليم الناس الحسنات، لكن هنا المقصود تعليم الناس كيفية تكفير السيئة.[/FONT]
[FONT="]والطبيب متى ناول المريض شيئاً مضرفقد أمره بما يصلحه، وكأن الذنب للعبد حتمٌ ولذلك قال: (( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها))، إذاً تحرص على التقوى وإذا حصل وأذنبت تعرف الطريق، اعمل الحسنات لتمحو ما ارتكبت من السيئات. وهذه الوصية من النبي صلى الله عليه وسلم فقدأوصى أصحابه لما أحسوا بدنو أجله ، [/FONT][FONT="]عن العرباض بن سارية قال : ( صلى بنا رسوله الله صلى الله علية وسلم الصبح فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا فقال : اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشياً ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيراً ، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلاله[/FONT][FONT="] )[/FONT][FONT="] رواه أحمد (4 / 126 - 127) والترمذي وقال: حسن صحيح ، وصححه الألبانى) [/FONT]
[FONT="]إذاً أول شيء بدأ به تقوى الله [/FONT][FONT="]" أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ". قال ابن رجب رحمه الله : فهاتان الكلمتان تجمعان سعادة الدنيا والأخرة ، أما التقوى فهى كافلة سعادة الدنيا والأخرة لمن تمسك بها ، وهى وصية الله للأولين والأخرين ، وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا ، وبها تنظم مصالح العباد فى معاشهم ، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم[/FONT][FONT="].([/FONT][FONT="] جامع العلوم والحكم ( 247) باختصار[/FONT][FONT="] )[/FONT]
[FONT="] و جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أوصني؟ قال: ((أوصيك بتقوى الله فإنها رأس كل شيء[/FONT][FONT="] (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّ رجلا جاءه فقال: أوصني فقال: سألت عمّا سألت عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من قبلك فقال: «أوصيك بتقوى اللّه؛ فإنّه رأس كلّ شيء، وعليك بالجهاد فإنّه رهبانيّة الإسلام، وعليك بذكر اللّه وتلاوة القرآن؛ فإنّه روحك في السّماء، وذكرك في الأرض»)* [/FONT][FONT="]« أحمد في المسند (3/ 82). والهيثمي في المجمع (4/ 215) وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات والحديث في الصحيحة للألباني (555).».[/FONT]
[FONT="]وكذلك وصى صلى الله عليه وسلم أبو ذر[/FONT][FONT="]فعن ابى ذر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى اله عليه وسلم (أوصيك بتقوى الله فى سر أمرك وعلانيته) . [/FONT][FONT="]رواه أحمد ( 5 / 181 ) وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع رقم ( 2541 ) . [/FONT]
[FONT="]عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من يأخذ عنّي هؤلاء الكلمات فيعمل بهنّ- أو يعلّم من يعمل بهنّ؟» فقال أبو هريرة: قلت: أنا يا رسول اللّه. فأخذ بيدي فعدّ خمسا، وقال: «اتّق المحارم تكن أعبد النّاس، وارض بما قسم اللّه لك تكن أغنى النّاس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضّحك؛ فإنّ كثرة الضّحك تميت القلب»)* [/FONT][FONT="]« أحمد في المسند (2/ 310). والترمذي (2305) وحسنه الألباني، صحيح الترمذي (1876). وابن ماجة (4217). وقال محقق جامع
المشاهدات 3531 | التعليقات 0