خطبة: التربية والمخدرات - احصائيات مذهلة "مختصرة" 15 /10 / 1444هـ

خطبة: التربية والمخدرات "مختصرة"                           15/10/1444هـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً

أمّا بعد: فيا أيّها المسلمون، اتَّقوا الله فإنّ تقواه أفضلُ مكتَسَب، وطاعتَه أعلى نسب، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)

أيها المؤمنون:

خطب جلل، وإحصائيات مفزعة، يشيب لها الوليد، ويختلف فيها العاقل، ويحير لها الحليم.

كيد كبار ومكر عظيم يراد لبلاد الحرمين، نعم كيد، وإن شئت فقل إفساد، أو نخر في جسد دولتنا، والحقيقة أنها حرب عظيمة لولا لطف الله بنا

هل تريد أن تعرف ما هي هذه المصيبة استمع لهذه الأرقام ..

الإحصائيات تقول ..

٦٦,٤٧٦,0٠٠ ستة وستون مليون وأربع مئة وستة وسبعون ألف حبة من حبوب الكبتاجون والامفيتامين المخدر

و 81.000 واحد وثمانون كيلو من مادة الامفيتامين المخدر "الشبو"

و 550 خمس مئة وخمسون كيلو من الحشيش المخدر

تم ضبطها في ستة أشهر فقط!!

هذه الأرقام ليست من نسج الخيال، أو توقعات وتخرصات، بل هي إحصائية ستة أشهر فقط منذ بدأ العام الهجري ألف وأربع مئة وأربعٌ وأربعون.. نشرتها إدارة مكافحة المخدرات عبر موقعها الرسمي، هذا ما تم ضبطه، فما هو عدد الذي لم يضبط!!

حمى الله بلادنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين.

هذه الأعداد ضعف عدد سكان المملكة العربية السعودية

بالله عليكم .. لو دخلت هذه المخدرات إلى بلادنا فماذا سيكون، ومن هو المتضرر، ومن الضحية !!

عباد الله .. إن خطورة أقراص الامفيتامين أو مادة الشبو أو الحشيش أو غيرها من المخدرات لا تكمن في أنها محرمة لضرر يطغى على النفع فحسب، كما يعتقد بعض الجهال، بالأمر أبعد من ذلك، فمن أضرارها النفسية والعقلية الكثيرة: القلق والاكتئاب؛ والتوتر العصبي والنفسي؛ والهلاوس السمعية والبصرية والحسية كسماع أصوات أو رؤية أشباح لا وجود لها؛ كما أنها تولد البلادة أو ضعف الإدراك والتركيز، وقد يصاب المدمن في بعض الحالات بفقدان الذاكرة أو الجنون؛ وضعف الاستجابة للمؤثرات الخارجية؛ وسوء تقدير الزمان والمكان وتقدير المسافات والسرعة؛ والانطواء والعزلة، والشعور بالإحباط؛ وانفصام الشخصية.

عباد الله .. إن أضرار المخدرات ومفاسدها كثيرة؛ منها ما عرفه الناس، ومنها ما لم يُعرف فهي كبيرة من كبائر الذنوب.. هي أم الخبائث.. تغتال العقل.. تستنزف المال.. تصدع الرأس.. كريهة المذاق.. رجس من عمل الشيطان؛ توقع العداوة والبغضاء بين الناس.. وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة، تدعو إلى الزنا، وربما دعت إلى الوقوع على المحارم، المخدرات تذهب الغيرة وتورث الخزي والندامة والفضيحة.. وتُلحق شاربها بالمجانين.. تُهوِّن ارتكاب القبائح والمآثم.. تُخرج من القلب تعظيم المحارم.

المخدرات .. كم هيجت من حرب؟.. وأفقرت من غني؟.. وذلت من عزيز؟.. ووضعت من شريف؟.. وسلبت من نعمة؟.. وجلبت من نقمة؟.. وكم فرقت المخدرات بين رجل وزوجته؟.. فذهبت بقلبه وراحت بلُبّه.. وكم أورثت من حسرة أو جرّت من عَبرة؟.. وكم أغلقت المخدرات في وجه متعاطيها أبواباً من الخير، وفتحت له أبواباً من الشر؟

كم سمعنا من القصص والأحزان.. والمآسي والآلام

بسبب مدمني ومتعاطي المخدرات

هذه أم تغلق الباب على بناتها خوفاً عليهم من أبيهم .. إذا من سيحميهم

وذاك مدمن يقتل أمه وأباه .. وآخر يحرق زوجته بالنار

أسألكم بالله .. أي عار أي عار..

هل هذه المشاهد من نسج الخيال!؟

أم أنها مجرد قصص وأحلام!؟

لا والله بالواقع أمر من ذلك وأشد، فالمتعاطي لا يعلم أين هو ولا من هو ولا كيف هو

المتعاطي .. الجسد جسد انسان، لكن بلا عقل ولا إحساس، مهلك لنفسه ولأهل بيته ولمجتمعه.

كم من متعاط للمخدرات قد وقع فيما هو أعظم وأخطر من مجرد التعاطي، من قتل للأنفس البريئة بلا قصد، أو قتل متعمد، أو حادث مروري بسبب التعاطي، أو حتى قتله لنفسه،

المخدرات تؤدي إلى الهلاك والدمار، والخزي والعار، وتوصل إلى دار البوار.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني واياكم بما فيهما من الآيات والحكمة أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر الأمة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

 

 

 

الحمد لله الذي أحل الطيبات، وحرم الخبائث والمخدرات، وأنعم علينا بعقل نميز فيه بين والمباحات والمحرمات أحمده وسبحانه وأشكره، وأثني عليه وأستغفره، ثم أما بعد

أيها المؤمنون..

ومن الإحصائيات المخيفة المفزعة، أن 60% من المتعاطين والمدمنين بدأوا قبل سن العشرين.

وقد فطن لذلك تجار المخدرات والمسكرات – كفانا الله شرهم – فاستهدفوا الشباب في هذا السن لأنه يبحث عن الغريب ويخاطر في أي أمر جديد.

عباد الله.. وهذه بعض أسباب وقوع بعض الأبناء والشباب في المخدرات وليست كلها، وأقول ثم أقول .. التربية التربية،

وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا ** عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ

وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن ** يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ

وقبلها الدعاء الدعاء

وإني إذا ما حدث ألما ** أقول ياللهم ياللهم

(أمن يجيب المضطر إذا دعاه)، (وقال ربكم ادعوني استجب لكم)

ومن أهم أسباب انتشار المخدرات:: أصدقاء السوء فقد أثبتت الدراسات أن أكثر من 80% بالمائة من الشباب الذين يتعاطون المخدرات كان وراءهم رفقاء السوء

ومن أهم أسباب انتشار المخدرات:: إهمال الوالدين، وسوء التربية،

إن ذلك الأب الذي يغيب عن أبنائه طويلاً، ولا يتابعهم في ذهابهم وإيابهم، ولا يدري مع من يمشون ويصاحبون ويجيئون ويغدون، تربية الأولاد مسؤولية وأمانة عظيمة، وسبب لدخول الجنة أو حرمانها.

ومن أهم أسباب انتشار المخدرات:: المشاكل الأسرية، والتي قد تنتهي بالطلاق، والفراق ويترك الأولاد لا يجدون من يرعاهم ولا من يهتم بهم

فيا أيها الأبوان! احذرا الخلاف والنقاش أمام الأولاد؛ فإن له آثارا نفسية سلبية، إياكم والتفكك الأسري، عدد كبير ممن وقع في الإدمان بسبب تفكك أسري وطلاق بين الأبوين.

ومن أهم أسباب انتشار المخدرات أيضاً:: الهروب من الواقع السيئ، ومن مشاكل الحياة ومصاعب الدنيا وهمومها، فيظن هذا المسكين أن سبيل المخدرات يخفف عنه هذه المعاناة الجاثمة على صدره، وما علم أنها نفق مظلم، ونهاية سوداء مأساوية إن لم يتداركه الله برحمته، ولو تدبر آية واحدة في القرآن لكفته؛ وهي قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

وأخيراً؛ فإن من أهم وأعظم أسباب انتشار المخدرات أيضاً:: ضعف الإيمان، وانعدام الخوف من الله، وضعف الوازع الديني، وقد قلتها مرارا: إن ضياع الإيمان سبب للإدمان.

يا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت .. وأحبب من شئت فإنك مفارقه .. واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به .. هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ..