خطبة: التحذيرُ من جماعةِ التبليغ. "موافقة لتعميم الوزارة"

وليد بن محمد العباد
1443/05/05 - 2021/12/09 10:28AM

                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة: التحذيرُ من جماعةِ التبليغ. "موافقة لتعميم الوزارة"

الخطبة الأولى

إنّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهده اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا أمّا بعدُ عبادَ الله                                                                              

إنّ التفرّقَ والاختلافَ من أخطرِ ما يهدّدُ الأمّةَ ويصيبُها بالضّعفِ والأذى، وإنّ كيدَ الأعداءِ لا يندفعُ بمثلِ اجتماعِ الكلمةِ على الحقِّ والهدى، قالَ تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) فقد ذمَّ اللهُ تعالى التفرّقَ ونهى عنه بجميعِ صورِه وأشكالِه، ومن صورِه التفرّقُ في العقيدة، فلا عقيدةَ إلا عقيدةُ التوحيدِ السليمةُ من البدعِ والشركِ والخرافات، ومن صورِه التفرّقُ في المنهج، فلا منهجَ إلا ما كانَ عليه رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ والسلفُ الصالحُ رضوانُ اللهِ عليهم، وقد حذّرَ عليه الصلاةُ والسلامُ من التفرّقِ وبيَّنَ سبيلَ النّجاةِ فقال: افترقتِ اليهودُ على إحدى وسبعينَ فِرقة، وافترقتِ النّصارى على اثنتينِ وسبعينَ فرقة، وستفترقُ هذه الأمّةُ على ثلاثٍ وسبعينَ فرقة، كلُّها في النّارِ إلا واحدة، قالوا: مَن هيَ يا رسولَ الله؟ قالَ: من كانَ على مثلِ ما أنا عليه اليومَ وأصحابي. قالَ تعالى: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ، وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) إنّه التفرّقُ المَقيت، الذي يَنْخِرُ في جسدِ الأمّة، ويُذهبُ ريحَها، ويَقْسِمُها إلى شيعٍ وأحزابٍ متناحرة، ومن منطلقِ بيانِ الشرِّ والباطل، للوقايةِ منه والحذرِ من الوقوعِ فيه، فقد وَجّهتِ الوِزارةُ إلى فضحِ واحدةٍ من تلك الجماعاتِ الضّالة، وهيَ جماعةُ التبليغ، وكشفِ حقيقتِها وتوضيحِ خطرِها وضررِها على المجتمع، والتحذيرِ منها ومن منهجِها، لما لديها من انحرافٍ في العقيدةِ والتوحيد، ومخالفةٍ لهديِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، وتخبّطٍ في ظلماتِ الجهلِ والبدعِ والإرهاب، مع التأكيدِ على أنّ تلك الجماعاتِ محظورةٌ في بلادِنا المباركة، ولا يُسمحُ بالخروجِ معها والانتماءِ إليها، حمايةً للعقيدةِ والأمنِ والاستقرار، فاتقوا اللهَ رحمكم الله، واحمدوا اللهَ على ما أنعمَ به على بلادِنا المملكةِ العربيةِ السعودية، من اجتماعِ كلمتِها ووَحدةِ صفِّها، وتمسّكِها بدينِها وعقيدتِها، والسّمعِ والطّاعةِ لولاةِ أمرِها، نسألُ اللهَ أن يُديمَ علينا نعمتَه ويرزقَنا شكرَها ويحفظَها من الزّوال، إنّه على كلِّ شيءٍ قدير. باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفورُ الرحيم

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانِه، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه وإخوانِه، أبدًا إلى يومِ الدّين. أمّا بعد: عبادَ الله: اتّقوا اللهَ حقَّ التقوى، واستمسكوا من الإسلامِ بالعروةِ الوُثقى، واحذروا المعاصي فإنّ أجسادَكم على النّارِ لا تقوى، واعلموا أنّ ملَكَ الموتِ قد تخطّاكم إلى غيرِكم، وسيتخطّى غيرَكم إليكم فخذوا حذرَكم، الكيّسُ مَنْ دانَ نفسَه، وعملَ لمَا بعدَ الموت، والعاجزُ من أتبعَ نفسَه هواها وتمنّى على اللهِ الأمانيّ. إنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ رسولِ الله، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمينَ فإنّ يدَ اللهِ مع الجماعة، ومن شذَّ عنهم شذَّ في النّار. اللهمّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، ودمّرْ أعداءَ الدّين، وانصرْ عبادَك المجاهدينَ وجنودَنا المرابطين، وأنجِ إخوانَنا المستضعفينَ في كلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين، اللهمّ آمِنّا في أوطانِنا ودورِنا، وأصلحْ أئمّتَنا وولاةَ أمورِنا، وهيّءْ لهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا ربَّ العالمين، اللهمَّ أبرمْ لأمّةِ الإسلامِ أمرًا رشدًا يُعزُّ فيه أولياؤُك ويُذلُّ فيه أعداؤُك ويُعملُ فيه بطاعتِك ويُنهى فيه عن معصيتِك يا سميعَ الدعاء. اللهمّ ادفعْ عنّا الغَلا والوَبا والرّبا والزّنا والزلازلَ والمحنَ وسوءَ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطن، اللهمّ فرّجْ همَّ المهمومينَ ونفّسْ كرْبَ المكروبينَ واقضِ الدّينَ عن المدينينَ واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهمّ اغفرْ لنا ولوالدِينا وأزواجِنا وذريّاتِنا ولجميعِ المسلمينَ برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين.                                                   

دعاءُ الاستسقاء: اللهمّ أَغِثْنا ،،،                                                                                  

عبادَ الله، إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّونَ على النبيّ، يا أيّها الذينَ آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، ويقولُ عليه الصلاةُ والسلام: من صلّى عليّ صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشْرًا. اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين. وأقمِ الصلاةَ إنّ الصلاةَ تَنهى عن الفحشاءِ والمنكر، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.                                                                

إعداد / وليد بن محمد العباد – غفر الله له ولوالديه وأهله وذريته والمسلمين        

جامع السعيد بحي المصيف شمال الرياض 6/ 5 /1443هـ

المشاهدات 2169 | التعليقات 0