خطبة الاستسقاء

يحيى جبران جباري
1443/05/08 - 2021/12/12 18:12PM
الحمدلله حق له أن يعبد وحق له أن نسجد ، أحمده سبحانه وأشكره هو الكريم المنجد ، وأستعينه وأستهديه وأستغفره ، لمن يشاء من عباده يسعد ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له أمر السيل فجرى وأمر البحر فأزبد ، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله هدى الله به الخلق وأرشد ، صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ، حتى نلتقيه فنسعد .
ثم أما بعد : فأوصيكم ايهاالمسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله عز وجل والخوف منه والوجل ، فالحياة الدنيا مراحل ، وكل من عليها راحل ، فجنة عالية المنازل ، أو نار خاب وخسر من فيها نازل ، نعوذ بالله  من سوء النوازل (ياأيها الناس اتقواربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذا الله شديد  ١ (الحج)
أيها الناس : يقول ربكم مبينا لكم ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ٤١ (الروم) وإن من أشد مايلحق الضرر بالأرض وساكنيها ، تأخر القطر من السماء ، فلاحياة للأرض بدونه ولاحياة للناس ، ( وجعلنا من الماء كل شيء حيء أفلا يؤمنون ٣٠ (الأنبياء) وكم أجدبت الأرض من قلة القطر ، وسبب ذلك عصيان الله جل وعلا وكثرة ذنوب الخلق والوزر ، فهل من متفكر ، وبممع الله غيثه ليذكر عباده ، بان عليهم العودة ، والاستغفار والإنابة والتوبة ، ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ١٠ يرسل السماء عليكم مدررا ١١ ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ١٢ (نوح) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: أقبلَ علينا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا معشرَالمُهاجِرينَ خمسٌ إذا ابتُليتُمْ بِهِنَّ وأعوذُ باللَّهِ أن تدرِكوهنَّ 
لم تَظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعلِنوا بِها إلَّا فَشا فيهمُ الطَّاعونُ والأوجاعُ الَّتي لم تَكُن مَضت في أسلافِهِمُ الَّذينَ مَضوا ولم ينقُصوا المِكْيالَ والميزانَ إلَّا أُخِذوا بالسِّنينَ وشدَّةِ المئونَةِ وجَورِ السُّلطانِ عليهِم ولم يمنَعوا زَكاةَ أموالِهِم إلَّا مُنِعوا القَطرَ منَ السَّماءِ ولَولا البَهائمُ لم يُمطَروا ولم يَنقُضوا عَهْدَ اللَّهِ وعَهْدَ رسولِهِ إلَّا سلَّطَ اللَّهُ عليهم عدوًّا من غيرِهِم فأخَذوا بعضَ ما في أيدَيهِم وما لَم تَحكُم أئمَّتُهُم بِكِتابِ اللَّهِ ويتخيَّروا مِمَّا أنزلَ اللَّهُ إلَّا جعلَ اللَّهُ بأسَهُم بينَهُم ) رواه ابن ماجة واخرجه الطبراني والحاكم .  فعلى العباد ان يتذاكروا وان يتناصحوا في زمن الغغلة ، فالفتن تترا ، والتهاون بالمعاصي فينا استشرا ، فيارب لاتؤاخذنا بمافعل السفهاء منا ، فالعودة العودة والأوبة الأوبة ، فإن الله يحب من عباده التوابين ، ويحب من عباده المستغفرين ، ويحب من عباده الأوابين ، ويحب من عباده الحامدين ، ويحب من عباده المعترفين بفضله والشاكرين ، ونحن بهذا إليه متقربين :
الحمدلله أنشأنا على الدين ؛؛؛
له حمد وشكر فاق تبييني ؛؛؛
أغنى وأقنى وأعطى كل مسألة  ؛؛؛
سبحانه الله كم بالخير يحويني ؛؛؛
من فوقنا سبع طباق ظل يمسكها ؛؛؛
ويبسط الأرض تيسيرا لمسكين ؛؛؛
ويرزق الطير والحيتان يطعمها ؛؛؛
وينزل المَنّ عيشا للبساتين ؛؛؛
ويذهب الهم والأمراض يدفعها ؛؛؛
وهو المعين لمن يشكو من الدَّين ؛؛؛
والفلك في البحر يجريها برحمته ؛؛؛
ويخرج الحب إنباتا من الطين ؛؛؛
كم من عطايا لرب الكون أذكرها ؛؛؛
وكم عطايا لها جهلي سينسيني ؛؛؛
ذاكم هو الله رب الخلق قاطبة ؛؛؛ 
هيهات أحصي ثناء على من جئت يعطيني ؛؛؛
سألتك الله يامن أنت خالقنا ؛؛؛
أن تقبل التوب من نزغ  الشياطين ؛؛؛
وتنزل الغيث سحا مغدقا طبقا ؛؛؛
تحيي به الأرض في شتى الميادين ؛؛؛
يامن شهدنا جميعا لاشريك له ؛؛؛
سبحانك اللهم فالطف بالمساكين.
اللهم أغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا ، اللهم اسقِنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، مريعًا غدَقًا، مجلِّلاً عامًّا، طبقًا سحًّا دائمًا، اللهم اسقِنا الغيث، ولا تجعَلْنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخَلْق من اللأواءِ والجَهد والضنك ما لا نشكو إلا إليك، اللهم أنبِتْ لنا الزرع، وأدِرَّ لنا الضرع، واسقِنا من بركات السماء، وأنبِتْ لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنا الجَهدَ والجوع والعُرْيَ، واكشف عنا مِن البلاء ما لا يكشفه غيرُك، اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفارًا؛ فأرسلِ السماءَ علينا مِدرارًا.
تقبل الله منا ومنكم وعفا عنا وعنكم فحولوا رداءكم أسوة بنبيكم عليه صلوات وسلام ربكم وألحوا بالدعاء لربكم .

المشاهدات 719 | التعليقات 0