خطبة الاستسقاء ........منقوله بتصرف من عدة خطب

ALbeshre ALbeshre
1439/03/29 - 2017/12/17 21:38PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ، الْكَرِيمِ الْوَهَّابِ؛ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ، وَيَسْتُرُ الْعُيُوبَ، وَيُجِيبُ الدُّعَاءَ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنَ السَّمَاءِ، نَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَنَسْتَغْفِرُهُ اسْتِغْفَارَ التَائِبِينَ، وَنَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ الْعَظِيمِ؛ فَهُوَ الْجَوَادُ الْكَرِيمُ، الْبَرُّ الرَّحِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ كَانَ يُكْثِرُ الِاسْتِغْفَارَ وَالتَّوْبَةَ، وَيُكَرِّرُهَا فِي الْيَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ، وَقَدْ عَدَّ لَهُ أَصْحَابُهُ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَتُوبُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ، وَأَنِيبُوا إِلَيْهِ وَاسْأَلُوهُ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَاسِعُ الْعَطَاءِ، مُجِيبُ الدُّعَاءِ. وَقَدِ اجْتَمَعْنَا فِي صَلَاتِنَا هَذِهِ لِنَسْتَغْفِرَهُ لِذُنُوبِنَا، وَنُقِرَّ لَهُ بِخَطَايَانَا، وَنَسْأَلَهُ الْغَيْثَ الْمُبَارَكَ لِبِلَادِنَا، وَقَدْ عَوَّدَنَا سُبْحَانَهُ أَنْ نَسْأَلَهُ فَيُعْطِيَنَا، وَأَنْ نَدْعُوَهُ فَيُجِيبَنَا، وَقَدْ أَخْبَرَنَا فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ يَرْفَعُ الْعَذَابَ، وَيَسْتَجْلِبُ الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الذُّنُوبَ سَبَبٌ لِمَحْقِ الْبَرَكَاتِ، وَقِلَّةِ الْأَرْزَاقِ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ [الْمَائِدَةِ: 66]؛ أَيْ: لَوْ أَطَاعُوا اللَّهَ تَعَالَى، وَأَقَامُوا كِتَابَهُمْ بِاتِّبَاعِهِ، وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهِ؛ لَيَسَّرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمُ الْأَرْزَاقَ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمُ الْأَمْطَارَ، وَأَخْرَجَ لَهُمْ ثَمَرَاتِ الْأَرْضِ.

عِبَادَ اللهِ: فَقَدِ اجْتَمَعْنَا فِي هَذَا الوَقْتِ، وَصَلَّيْنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ، وَوَقَفْنَا فِي هَذَا المَكَانِ، اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَاتِّبَاعاً لِسُنَّتِهِ عِنْدَ تَأَخُّرِ نُزُولِ المَطَرِ.

وَقَفْنَا نَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّنَا، وَنَسْأَلُهُ حَوَائِجَنَا، وَنَرْفَعُ إِلَيهِ أَيْدِيَنَا.

اجْتَمَعْنَا نَدْعُوا رَبَّنَا؛ وَهُوَ القَوِيُّ وَنَحْنُ الضُّعَفَاءُ، وَهُوَ الغَنِيُّ وَنَحْنُ الفُقَرَاءُ، :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } 15  فاطر

نَدْعُوهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ وَهُوَ الذِي يُجِيبُ مَنْ دَعَاهُ، وَيُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ. { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُـــدُونَ } البقرة 186 

نَدْعُوهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ وَهُوَ الذِي يَكْشِفُ الضُّرَّ، وَيُجِيبُ المُضْطَرَّ: { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ }النمل 62

نَدْعُوا رَبَّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيهِ مِنْ ذُنُوبِنَا، وَنُصْلِحُ لَهُ أعْمَالَنَا، يَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى  } طه 82

فَمِنْ كَمَالِ غِنَاهُ وَكَرَمِهِ وُجُودِهِ جَلَّ جَلَالُهُ: أَنَّهُ يُخْبِرُهُمْ بِأَنَّهُ قَرِيبٌ مَنْهُمْ وَقَدْ أَمَرَهُمْ بِدُعَائِهِ وَسُؤَالِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ, وَوَعْدَهُمْ بِالإِجَابَةِ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) وَقَالَ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ ” يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا دَخَلَ الْبَحْرَ ”  رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

فَهُوَ صَاحِبُ الجُودِ وَالكَرَمِ ،عَظِيمُ الإِحْسَانِ وَالْمَنِّ وَالعَطَاءِ, يَفْتَحُ رَحِمْتهُ عَلَى عِبَادِهِ (( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا )) وَهُوَ الخَالِقُ الرَّازِقُ (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )) وَهُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ))

أَيُّهَا الْمُـسْلِمُونَ / هَذِهِ صِفَاتُ رِبِّنَا الَّذِي خَرَجْنَا نَسْتَسْقِيهِ , وَهَذِهِ أَفْعَالُهُ وَأَفْضَالُهُ, تَمْلَأُ القُلُوبَ رَجَاءً وَأَمَلًا فِيهِ سُبْحَانَهُ أَنْ يُغِيثَنَا عَاجِلًا وَآجِلًا, وَتـَمْنَــعُنَا مِنَ الْقُنُوطِ مِنْ رَحْمَتِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ, وَهُوَ القَائِلُ جَلَّا جَلَالُهُ (( لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ )) وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَضْحَكُ مِنْ إِيَاسَةِ الْعِبَادِ وَقُنُوطِهِمْ ، وَقُرْبِهِ مِنْهُمْ ” قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَوَ يَضْحَكُ رَبُّنَا؟ قَالَ: “أَيْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّهُ لَيَضْحَكُ” ، قَالَ: فَقُلْتُ إِذًا لَا يَعْدِمُنَا مِنْهُ خَيْرًا إِذَا ضَحِكَ . حَدِيثٌ حَسَنٌ حَسَّنَهُ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ وَالأَلْبَانِيُّ رَحِمُهُمَا اللّه تَعَالَى .

وَمِنْ رَحْمَةِ اللّهِ تَعَالَى بِنَا وَحَكَمَتِهِ وَعَدْلِهِ أَنْ أَخَّرَ نُزُولَ الْغَيْثِ تَأْدِيبًا لَنَا, لِيَسْتَخْرِجَ تَضَرَّعَنَا وَاِسْتِكَانَتَنَا وَاِلْتِجَاءَنَا وُدَعَاءَنَا, كَمَا قَالَ تَعَالَى: (( فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا )) .

وَأَيْضًا يُؤَخِّرُ اللهُ نُزُولَ الْغَيْثِ عَنَّا لَعَلَّنَا نَتَذَكَّرُ فَنَرْجِعُ إِلَى رَبِّنَا وَمَوْلَانَا كَمَا قَالَ تَعَالَى (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ))

فَانٍ كُنَّا نَرْجُو أَنْ يُغَيِّرَ اللهُ أَحْوَالَنَا وَأَحْوَالَ بِلَادِنَا مِنْ جَدْبٍ وَقِلَّةِ مَاءٍ وَمَرْعًى, فَعَلَيْنَا أَنْ نُغَيِّرَ حَالَنَا بِصِدْقِ التَّوْبَةِ إِلَيْهِ، وَالإِقْبَالِ عَلَيْهِ وَالبُعْدِ عَنْ كُلِّ أَمْرٍ يُغْضِبُهُ ، وَأَنْ يُحَاسِبَ المَرْءُ نَفْسَهُ أَنْ لَا يَكُونَ سَبَبًا فِي مَنْعِ القَطْرِ عَنِ العِبَادِ وَالبِلَادِ وَالبَهَائِمِ (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ))

فَاُدْعُوا رَبَّكُمْ وَأَلِحُّوا بِالدُّعَاءِ، وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِ وَأَمِّلُوا وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاُكْثِرُوا مِنْ التَّوْبَةِ الاِسْتِغْفَارِ،وَاُهْجُرُوا الذُّنُوبَ وَالأَوْزَارَ, فَمَا اُسْتُنْزِلَتِ الأَمْطَارُ بِمَثَلِ التَّوْبَةِ وَالاِسْتِغْفَارِ.

فَلْنَتُبْ جَمِيعاً إِلَى اللهِ،  وَلْنَحْذَرْ أشَدَّ الحَذَرِ مَعْصِيَةَ اللهِ. احْذَرُوا أَيُّهَا النَّاسُ التَّفْرِيطَ فِي حُقُوقِ اللهِ، أوْ حُقُوقَ عِبَادِهِ، واذْكُرُوا قَولَهُ تباركَ وتعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } آل عمران 30

الْجَأوا رَحِمَكُمُ اللهُ إِلَى اللهِ، وادْعُوهُ بِقُلُوبِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ، اُدْعُوهُ وَأنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيْمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ إِلَيهِ يَدَيهِ أنْ يَرُدَّهُمَا صِفْراً خَائِبَتَينِ.

نَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ الَّذِي لا إلهَ إلا هُو الحَيُّ القَيومُ ونَتُوبُ إِلَيْهِ، نَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ الَّذِي لا إلهَ إلا هُو الحَيُّ القَيومُ ونَتُوبُ إِلَيْهِ، نَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ الَّذِي لا إلهَ إلا هُو الحَيُّ القَيومُ ونَتُوبُ إِلَيْهِ.

اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ بِحَالِنَا وبِقُدْرَتِكَ عَلَيْنَا وبِرَحْمَتِكَ بِنَا أَتْمِمْ علينَا نِعْمَتَكَ، واكتُبْ لنَا رِضَاكَ، وتَفضَّلْ علينَا بِلُطْفِكَ وَخَفِيِّ عِنَايَتِكَ. اللَّهُمَّ لا تَحْرمْنَا عطَاءَكَ، ولا تُخيِّبْ رَجَاءَنَا فِيكَ. اللَّهُمَّ ولا تَحْرمْنَا خَيْرَكَ، ولا تَمْنَعْ عنَّا بذُنوبِنَا فَضْلَكَ، يَا مَنْ أَظْهَرَ الجميلَ، وسَتَرَ القَبِيحَ، وَلَمْ يُؤَاخِذْ بالجَرِيرَةِ، وَلَمْ يهتِكِ السَّرِيرَةَ، بِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ، وَمِنْ عَذَابِكَ نَسْتَجِيرُ، فَلا تَكِلْنَا إَلى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ وَلا إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ….رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ لا إله إلا أنتَ، أنتَ الغَنِيُّ ونحنُ الفقراءُ، أَنْزِلْ عَلينَا الغيثَ ولا تجعلْنَا مِنَ القَانِطينَ، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلينَا الغيثَ ولا تجعلْنَا مِنَ القَانِطينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا.

اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لنَا الزَّرعَ، وأَدِرَّ لنَا الضَّرْعَ، وأَنْزِلْ عليْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ، واجعلْ مَا أنزلْتَهُ عَلينَا قُوَّةً لنَا علَى طَاعَتِكَ وبَلاغاً إِلى حِينٍ.

اللَّهُمَّ إنَّا خَلْقٌ مِنْ خلقِكَ، فَلا تَمْنَعْ عنَّا بذُنُوبِنَا فَضْلَكَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغيثَ، وآمِنَّا من الْجُوعِ، وَلا تَجْعَلْنَا آيِسِينَ، ولا تُهْلِكْنَا بالسِّنِينَ.

أَلا فَاعْلَمُوا – عِبادَ اللهِ- أَنَّهُ يُسَنُّ فِي مِثْلِ هَذا الْمَوْطِنِ أَنْ تَقْلِبُوا أَرْدِيَتَكُمْ اقْتِدَاءً بِفِعْلِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَدْ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، واسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ يَدْعُو ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ تَفَاؤلاً بِتَحْوِيلِ الْحَالِ عَمَّا هِيَ عَلَيْهِ مِنَ الشِّدَّةِ إِلى الرَّخَاءِ وَنُزُولِ الْغَيْثِ، وادْعُوا رَبَّكُمْ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإِجَابَةِ واجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فِي السِّرِّ والْعَلَنِ، وأَلِحُّوا فِي الْمَسْأَلَةِ، وأَكْثِرُوا الاسْتغفَارَ والصَّدَقَةَ وصِلَةَ الأَرْحَامِ، واحْفَظُوا الْحُقُوقَ، وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ، عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ، فَيُغِيثَ القُلُوبَ بالرُّجُوعِ إِلَيْهِ، والْبَلدَ بِإِنْزَالِ الْغَيْثِ عَلَيْهِ.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ….

المشاهدات 1215 | التعليقات 0