خطبة: اعتزازُ المسلمِ بدينِه.

وليد بن محمد العباد
1445/06/15 - 2023/12/28 23:30PM

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم

خطبة: اعتزازُ المسلمِ بدينِه.

الخطبة الأولى

الحمدُ لله، أَتَمَّ علينا النّعمةَ ورَضِيَ لنا الإسلامَ دينًا، وأَوضحَ لنا السّبيلَ فمَنْ سَلَكَه نَجَا ومَن زاغَ عنه ضَلَّ ضلالًا مُبينًا، وأَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له لم يَتَّخِذْ ولدًا ولم يكنْ له شريكٌ في الملكِ وخلقَ كلَّ شيءٍ فقدّرَه تقديرًا، وأَشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه بعثَه اللهُ للثّقلينِ بشيرًا ونذيرًا، فبَلَّغَ الرّسالةَ وأدّى الأمانةَ وتركَنَا على المحجّةِ البيضاءِ ليلُها كنهارِها لا يَزيغُ عنها إلا هالك، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلمَ تسليمًا كثيرًا، أمّا بعدُ عبادَ الله:

إنّ اللهَ اختارَكم فجعلَكم خيرَ أمّةٍ أُخرجتْ للنّاس، وأَرسلَ إليكم خيرَ رسلِه، وأَنزلَ عليكم أَفضلَ كتبِه، وشَرَعَ لكم أَكملَ شرائعِ دينِه (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) إنّ هذه الأمّةَ جاءتْ لتكونَ مَتبوعةً لا تابعة، فإنّ معها الدّينَ الحقّ، والحقُّ أَحقُّ أنْ يُتّبع، فحُقَّ لهذه الأمّةِ أنْ تُفاخرَ بدينِها الخالد، وتَعتزَّ بشريعتِها الكاملة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا). عقيدةٌ صافيةٌ وإيمانٌ عميق، وعبادةٌ قويمةٌ ومعاملةٌ عادلةٌ وخُلُقٌ كريم. مَن ازدادَ له معرفةً ازدادَ له احترامًا وتعظيمًا، ومَن ازدادَ به تمسّكًا ازدادَ به قوةً ورفعةً وتكريمًا. إنّ ما تَعيشُه الأمّةُ اليومَ مِن تَبعيّةٍ سببُه ضعفُ معرفتِها لدينِها، وجهلُها بعظمتِه وكمالِه، وعدمُ تمسُّكِها بعقيدتِها، وعدمُ اعتزازِها بهُويّتِها، نَتَجَ عن ذلك التّقليدُ الأعمى الذي أَخبرَ به المصطفى عليه الصّلاةُ والسّلام: لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا ذِرَاعًا، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لتَبِعْتُمُوهُمْ. فاتّقوا اللهَ رحمَكم الله، وتَمسّكوا بدينِكم واعتزّوا بشريعتِكم، فلا يَليقُ بمسلمٍ شَرّفَه اللهُ بهذا الدّين، أنْ يَتشبّهَ بأصحابِ المللِ المحرّفةِ والقيمِ المنحرفة، أو أنْ يُشاركَهم في أعيادِهم ويُقلّدَهم في شعائرِهم وضلالِهم، ولديه المَنبعُ العَذبُ والنّميرُ الصّافي. (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).

باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفورُ الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانِه، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه وإخوانِه، أبدًا إلى يومِ الدّين. أمّا بعدُ عبادَ الله:

اتّقوا اللهَ حقَّ التقوى، واستمسكوا من الإسلامِ بالعروةِ الوُثقى، واحذروا المعاصي فإنّ أجسادَكم على النّارِ لا تقوى، واعلموا أنّ ملَكَ الموتِ قد تخطّاكم إلى غيرِكم، وسيتخطّى غيرَكم إليكم فخذوا حذرَكم، الكيّسُ مَنْ دانَ نفسَه، وعملَ لمَا بعدَ الموت، والعاجزُ من أتبعَ نفسَه هواها وتمنّى على اللهِ الأمانيّ. إنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ رسولِ الله، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمينَ فإنّ يدَ اللهِ مع الجماعة، ومن شذَّ عنهم شذَّ في النّار.

اللهمّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشّركَ والمشركين، ودمّرْ أعداءَ الدّين، وانصرْ عبادَك المجاهدينَ وجنودَنا المرابطين، وأَنجِ إخوانَنا المستضعفينَ في غزّةَ وفلسطينَ، وفي كلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين، اللهمّ عليك باليهودِ الغاصبين، والصهاينة المعتدين، اللهم عليك بهم فإنّهم لا يُعجزونَك، اللهمّ أَنزلْ بهم بأسَك الذي لا يُرَدُّ عن القومِ المجرمين، اللهمّ آمِنّا في أوطانِنا ودورِنا، وأصلحْ أئمّتَنا وولاةَ أمورِنا، وهيّءْ لهم البطانةَ الصّالحةَ النّاصحةَ يا ربَّ العالمين، اللهمَّ أبرمْ لأمّةِ الإسلامِ أمرًا رَشَدًا يُعزُّ فيه أولياؤُك ويُذلُّ فيه أعداؤُك ويُعملُ فيه بطاعتِك ويُنهى فيه عن معصيتِك يا سميعَ الدّعاء. اللهمّ ادفعْ عنّا الغَلا والوَبا والرّبا والزّنا والزلازلَ والمحنَ وسوءَ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطن، اللهمّ فرّجْ همَّ المهمومينَ ونفّسْ كرْبَ المكروبينَ واقضِ الدّينَ عن المدينينَ واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهمّ اغفرْ لنا ولوالدِينا وأزواجِنا وذريّاتِنا ولجميعِ المسلمينَ برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين.

دعاء الاستسقاء،،،

عبادَ الله، إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّونَ على النبيّ، يا أيّها الذينَ آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، ويقولُ عليه الصّلاةُ والسّلام: مَن صلّى عليّ صلاةً صلى اللهُ عليه بها عَشْرًا. اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين. فاذكروا اللهَ العظيمَ يَذكرْكم، واشكروه على آلائِه ونعمِه يَزدْكم، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

إعداد/ وليد بن محمد العباد غفر الله له ولوالديه وأهله وذريته والمسلمين

جامع السعيد بحي المصيف شمال الرياض 16/ 6/ 1445هـ

المشاهدات 1256 | التعليقات 0