خطبة استسقاء 9-5-1443هـ

عوض آل دبيس
1443/05/07 - 2021/12/11 16:58PM
خطبة استسقاء 9-5-1443هـ الْحَمْدُ اللَّهَ مُغِيثِ الْمُسْتَغِيثِينَ، وَمُجِيبِ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ. تَكْفَّلَ بِأَرْزَاقِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ، )وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقَهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا، كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ(  وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ؛ اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى نَبيِّنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.   أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ تَقْوَاهُ، وَرَاقِبُوهُ مُرَاقَبَةَ مَنْ يُوقِنُ أَنَّهُ يَرَاهُ، وَيَسْمَعُ سِرَّهُ وَنَجْوَاهُ. معاشِر المُسلِمين، وما ابتُلي المُسلمون اليومَ بقلّة الغيثِ ونقصِ الأمطار وغَور المِياه واتّساع الجَدب والمجاعة والفَقر في بقاع كثيرةٍ إلا بسبَب ذنوبِهم وانتشار المعاصي بينَهم وفشوّ المنكرات في مجتمعاتهم،( ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ )[الروم:41]، (أَوَ لَمَّا أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلّ شَىء قَدِيرٌ) ولن يُرفع ما هم فيه إلا بتوبة صادقةٍ وعودة حميدة إلى دينِهم، مع لزوم الاستغفار والضّراعة إلى الله عز ّوجلّ:( وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ) ولتعْلَموا ـ يا رعاكم الله ـ أنَّ ما ضاق أمرٌ إلا جعل الله معه فرَجاً، ولا عظُم خطبٌ إلا جعَل الله مِنه مخرجاً، وإنَّ في طياتِ المِحن لمِنحاً،(قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ) أيّها المسلمون، إنّكم خرجتُم تستَسقون وتستغيثون ربكم الرحيم، فأظهِروا الحاجةَ والاضطرارَ والمسكنةَ والافتقار، واصدُقوا في التوبةِ والاعتذار، وأكثِروا مِنَ الاستغفار، واهجُروا الذنوبَ والأوزار، واجتنِبوا مواردَ الخسَار ، واحذَروا عمَلاً يقرِّب إلى النّار، وإيّاكم والتشاحنَ والتطاحن، واخرُجوا من جميعِ المظالم، وكُفّوا عن جميع المآثم، فما نزلَ بلاء إلا بذنب، ولا رُفِع إلا بتَوبة، وادعُوا دعاءَ الغريق في الدّجى، ادعوا وأنتم صادقون في الرَّجا، وظنّوا بربِّكم كلَّ جميل، وأمِّلوا كلَّ خيرٍ جزيل، فهو أوسَع من أعطى، خزائنُه ملأى، يداه مبسوطتان ينفِق كيفَ يشاء، وهو واسعُ الفضلِ جزيلُ العطاء، حييٌّ كريم، يستحي أن يَردَّ يدي عبده إذا رفعهما إليه صِفرا. إليك مدَدنا بالرّجاءِ أكفَّنـا     فحاشاك من ردِّ الفتى فارغَ اليد فارفعوا أكفَّ الضّراعة، وادعوا وأمِّلوا وأنتم موقِنون بالإجابة. اللهمَّ أنت المدعو بكُلِّ لسان، والمقصودُ في كلِّ آن، لا إله إلا أنت، غافر الخطيئات، لا إله إلا أنت كاشفُ الكربات، لا إله إلا أنت مجيبُ الدعوات لا إله إلا أنت مغيث اللهفات، أنت إلهنا، ومَلاذُنا، وعياذنا، ورازقنا ، عليك اتِّكالنا وأنت على كلِّ شيءٍ قدير، يا أرحمَ الراحمين، يا خيرَ الغافرين، يا أجودَ الأجودين، يا أكرمَ الأكرمين، لا ملجأَ ولا منجَى منك إلا إليك، نسألك مسألةَ المساكين، وتبتهِل إليك ابتهالَ الخاضعين الذّليلين، ندعوك دعاءَ الخائفين الوجِلين، سؤالَ من خضَعت لك رقابهم، ورغِمت لك أنوفهم، وفاضت لك عيونهم، وذلَّت لك قلوبهم. ربنا .. ربنا .. ربنا .. ربنا ... ربنا اللهمَّ أغِثنا، اللهمّ أغثنا، اللهمّ أغثنا، اللهمَّ اسقِنا وأغثنا، اللهمّ اسقنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، مَرِيعًا مُرْتِعًا مُرْبِعًا، سائلاً مُسبلاً مجلِّلاً، دَيمًا دَرورًا، نافعًا غيرَ ضارّ، عاجلاً غير آجل، اللهمّ تحيي به البلاد، وتُغيث به العبادَ، وتجعله بلاغًا للحاضر منا والباد. اللهم أنزل في أرضِنا زينتَها، اللهمّ أنزل في أرضنا زينتها، وأنزل علينا في أرضنا زينتها. اللهمّ أنزل علينا من السماء ماءً طهورًا، اللهمّ أنزل علينا من السماء ماءً طهورًا، لتحييَ به بلدةً ميتا وتُسقيه ممن خلقتَ أنعامًا وأناسيَّ كثيرًا. اللهمّ اسقنا الغيثَ ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيثَ ولا تجعلنا من القانطين. اللهمّ إنَّ بالعباد والبلاد من اللأواء والضنك والجهد ما لا نشكوه إلاّ إليك، اللهمّ أنبت لنا الزرع، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع، واسقنا من بركاتِ السماء، وأنزل علينا من بركاتك يا سميعَ الدعاء اللهمّ إنا نستغفرك إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسل السماءَ علينا مدرارًا، اللهمّ اسقِ عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت.  اللهمّ إنا خلقٌ من خلقك، فلا تمنع عنّا بذنوبنا فضلَك،  اللهمّ إنا خلقٌ من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك.  ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربّنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منَّا، ولا تسلب نعمتَك عنَّا. لا إله إلا أنت تفعَل ما تريد، لا إله إلا أنت أنت الغنيّ ونحن الفقراء والعبيد، لا إله إلا أنت الغنيّ الحميد، أنزل علينا الغيثَ واجعَل ما أنزلته لنا قوةً وبلاغًا إلى حين. ربَّنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.  لا إله إلا أنت، لا إله إلا أنت سبحانك إنَّا كنا من الظالمين. اللهمّ يا من عمَّ برزقه الطائعين والعاصِين، وعمَّ بجودِه وكرمِه جميعَ المخلوقين، جُدْ علينا برحمتك وإحسانك، وتفضَّل علينا بغيثك ورزقك وامتنانك، اللهمّ سقيا رحمة، لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق.  اللهمّ وسِّع أرزاقنا، ويسِّر أقواتنا، رحماك رحمَاك بالشيوخ الركَّع، والمسبِّحات الخُشَّع، والأطفال الرضّع، والبهائم الرتَّع.   اللهمّ اسقنا واسقِ المجدِبين، وفرِّج عنَّا وعن أمِّة محمد أجمعين. اللهمّ هذا الدعاء ومنك الإجابة، اللهمّ هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التّكلان، ولا حولَ ولا قوة إلا بك، فلا تردَّنا خائبين. اللهمّ صلِّ على نبينا محمّد النبيِّ المصطفى المختار، اللهم صلِّ عليه ما تعاقب الليلُ والنهار، اللهمّ صلِّ عليه ما غرَّدت الأطيار، اللهمّ صلِّ عليه ما أزهرت الأشجار، وصلِّ عليه ما هَطلت الأمطار، وسالت الأودية والأنهار، وفاضت العيون والآبار، اللهمَّ صلِّ عليه وعلى المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة الأخيار.  أيها المسلمون، اقلِبوا أرديَتكم تأسّيًا بسنَّة النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم وادعوا وأبشِروا، جعل الله دعاءنا مسموعًا ونداءنا مرفوعًا.   سبحانَ ربّك ربّ العزة عما يصفون ......  

 
المرفقات

1639241826_خطبة استسقاء 9-5-1443هـ.docx

المشاهدات 883 | التعليقات 0