خطبة استسقاء
سليمان بن خالد الحربي
خطبة استسقاء
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ، لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ الوَلِيُّ الحَمِيدُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الـمُؤَمَّلُ لِكَشْفِ كُلِّ كَرْبٍ شَدِيدٍ، لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ الـمَرْجُو لِلإِحْسَانِ والـمَزِيدِ، لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ مُجِيبُ دَعْوَةِ الـمُضطَرِّينَ، لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ فَارِجُ هَمِّ الـمَهْمُومِينَ، لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ مُجْزِلُ النِّعَمِ عَلَى جَمِيعِ الـمَخْلُوقِينَ.
سُبْحَانَ مُجِيبِ الدَّعَوَاتِ، سُبْحَانَ فَارِجِ الكُرُبَاتِ، سُبْحَانَ مُغِيثِ اللَّهَفَاتِ!
أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعَمِهِ العُظْمَى، وَآلائِهِ الَّتِي تَتْرَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، العَلِيُّ الأَعْلَى، لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ، وَبِيَدِهِ النَّفْعُ وَالضُّرُّ، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، نَبِيُّهُ الـمُصْطَفَى، وَخَلِيلُهُ الـمُجْتَبَى، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، أَئِمَّةِ الهُدَى، وَبُدُورِ الدُّجَى، وَمَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِمْ وَاقْتَفَى، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ -عِبَادَ اللهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَاتَّقُوا اللهَ رَحِمَكُمُ اللهُ، فَتَقْوَى اللهِ طَرِيقُ النَّجَاةِ وَالسَّلَامَةِ، وَسَبِيلُ الفَوْزِ وَالكَرَامَةِ، بِالتَّقْوَى تَزْدَادُ النِّعَمُ وَتَتَنَزَّلُ البَرَكَاتُ، وَبِهَا تُصْرَفُ النِّقَمُ، وَتُسْتَدْفَعُ الآفَاتُ.
عِبَادَ اللهِ! تَأَمَّلُوا فِي هَذِهِ الحَيَاةِ، مُدْبِرٌ مُقْبِلُهَا، وَمَائِلٌ مُعْتَدِلُهَا، كَثِيرَةٌ عِلَلُهَا، إِنْ أَضْحَكَتْ بِزُخْرُفِهَا قَلِيلًا، فَلَقَدْ أَبْكَتْ أَكْدَارُهَا طَويِلًا، تَفَكَّرُوا فِي حَالِ مَنْ جَمَعَهَا ثُمَّ مُنِعَهَا، انْتَقَلَتْ إِلَى غَيْرِهِ، وَحَمَلَ إِثْمَهَا وَمَغْرَمَهَا، فَيَا لِـحَسْرَةِ مَنْ فَرَّطَ فِي جَنْبِ اللهِ! وَيَا لِنَدَامَةِ مَنِ اجْتَرَأَ عَلَى مَحَارِمِ اللهِ! أَقْوَامٌ غَافِلُونَ جَاءَتْهُمُ الـمَوَاعِظُ فَاسْتَثْقَلُوهَا، وَتَوَالَتْ عَلَيْهِمُ النَّصَائِحُ فَرَفَضُوهَا، تَوَالَتْ عَلَيْهِمْ نِعَمُ اللهِ فَمَا شَكَرُوهَا، ثُمَّ جَاءَهُمْ رَيْبُ الـمَنُونِ فَأَصْبَحُوا بِأَعْمَالِهِمْ مُرْتَهَنِينَ، وَعَلَى مَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهُمْ نَادِمِينَ؛ {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} [الشعراء:205 - 207].
عِبَادَ اللهِ! مَا حَلَّ بِتَارِيخِ الأُمَمِ مِنْ شَدِيدِ العُقُوبَاتِ، وَلَا أُخِذُوا مِنْ غِيَرٍ بِفَظِيعِ الـمَثُلَاتِ؛ إِلَّا بِسَبَبِ التَّقْصِيرِ فِي التَّوْحِيدِ وَالتَّقْوَى، وَإِيثَارِ الشَّهَوَاتِ، وَغَلَبَةِ الأَهْوَاءِ، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
إِنَّ كُلَّ نَقْصٍ يُصِيبُ النَّاسَ فِي عُلُومِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ، وَقُلُوبِهِمْ وَأَبْدَانِهِمْ، وَتَدْبِيرِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ، وَأَشْيَائِهِمْ وَمُمْتَلَكَاتِهِمْ، سَبَبُهُ وَاللهِ الذُّنُوبُ وَالـمَعَاصِي؛ {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].
إِنَّ مَا تُبْتَلَى بِهِ الدِّيَارُ مِنْ قِلَّةِ الغَيْثِ وَغَوْرِ الآبَارِ، وَمَا يُصِيبُ الـمَوَاشِي وَالزُّرُوعَ مِنْ نَقْصٍ وَأَضْرَارٍ، لَيْسَ ذَلِكَ -لَعَمْرُو اللهِ- مِنْ نَقْصٍ فِي جُودِ البَارِي جَلَّ شَأْنَهُ، وَعَظُمَ فَضْلُهُ، كَلَّا ثُمَّ كَلَّا، وَلَكِنْ سَبَبَ ذَلِكَ كُلِّهِ إِضَاعَةُ أَمْرِ اللهِ، وَالتَّقْصِيرُ فِي جَنْبِ اللهِ.
الـمَعَاصِي تُفْسِدُ الدِّيَارَ العَامِرَةَ، وَتَسْلُبُ النِّعَمَ البَاطِنَةَ وَالظَّاهِرَةَ، كَيْفَ يَطْمَعُ العَبْدُ فِي الحُصُولِ مِنْ رَبِّهِ عَلَى مَا يُحِبُّ، وَهُوَ مُقَصِّرٌ فِيمَا يَجِبُ؟! ذُنُوبٌ وَمَعَاصٍ إِلَى اللهِ مِنْهَا الـمُشْتَكَى، وَإِلَيْهِ وَحْدَهُ الـمَفَرُّ، وَبِهِ سُبْحَانَهُ الـمُعْتَصَمُ!
عِبَادَ اللهِ! إِنَّ مِنَ البَلَاءِ أَنْ لَا يَحسُّ الـمُذْنِبُ بِالعُقُوبَةِ، وَأَشَدُّ مِنْهُ أَنْ يَقَعَ السُّرُورُ بِـمَا هُوَ بَلَاءٌ وَعُقُوبَةٌ، فَيَفْرَحُ بِالـمَالِ الحَرَامِ، وَيَبْتَهِجُ بِالتَّمَكُّنِ مِنَ الذَّنْبِ، وَيُسَرُّ بِالاسْتِكْثَارِ مِنَ الـمَعَاصِي!
وَمَا أَصَابَ العِبَادَ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهُمْ، وَلَكِنَّهُ بِفَضْلِهِ يَعْفُو عَنْ كَثِيرْ؛ {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} [فاطر: 45].
وَمِنْ أَجْلِ هَذَا فَارْجِعُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرُوهُ، وَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِهِ، اجْعَلُوا الرَّجَاءَ فِي مَوْلَاكُمْ نُصْبَ أَعْيُنِكُمْ، وَمَحَطَّ قُلُوبِكُمْ، فَرَبُّكُمْ نِعْمَ الـمَوْلَى، وَنِعْمَ الـمُرْتَجَى، يَغْفِرُ الذُّنُوبَ، وَيَكْشِفُ الكُرُوبَ، وَلَا يَـمْلَأَنَّ قُلُوبَكُمُ اليَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ وَفَضْلِهِ وَإِفْضَالِهِ، فَتَظُنُّونَ بِهِ مَا لَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَكَمَالِهِ، أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي رَزَقَ الأَجِنَّةَ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، رَبَّاهَا صِغَارًا، وَغَمَرَهَا بِفَضْلِهِ كِبَارًا!
تَرَاكَمَتِ الكُرُوبُ فَكَشَفَهَا، وَحَلَّتِ الجُدُوبُ فَرَفَعَهَا، أَطْعَمَ وَأَسْقَى، وَكَفَّى وَآوَى، وَأَغْنَى وَأَقْنَى، نِعَمُهُ لَا تُحْصَى، وَإِحْسَانُهُ لَا يُسْتَقْصَى، كَمْ قَصَدَتْهُ النُّفُوسُ بِحَوَائِجِهَا فَقَضَاهَا، وَانْطَرَحَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَفَرَّجَ كُرُبَهَا وَأَعْطَاهَا! سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ، لَا رَبَّ لَنَا سُوَاهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ، هُوَ رَبُّنَا وَمَوْلَانَا، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَأَكْرَمُ الأَكْرَمِينَ.
فَرَاجِعُوا أَنْفُسَكُمْ -رَحِمَكُمُ اللهُ- بِالاعْتِرَافِ بِتَقْصِيرِكُمْ وَعُيُوبِكُمْ، وَتُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ مِنْ جَمِيعِ ذُنُوبِكُمْ، وَجِّهُوا قُلُوبَكُمْ إِلَى مَنْ بِيَدِهِ خَزَائِنِ الرَّحْمَةِ وَالأَرْزَاقِ، وَأَمِّلُوا الفَرَجَ مِنَ الرَّحِيمِ الخَلَّاقِ، فَأَفْضَلُ العِبَادَةِ انْتِظَارُ الفَرَجِ، وَاحْذَرُوا اليَأْسَ وَالقُنُوطَ، وَاجْتَنِبُوا السَّخَطَ وَالعَجْزَ، تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ مِنْ ذُنُوبٍ تَـمْنَعُ نُزُولَ الغَيْثِ، وَأَقْلِعُوا مِنْ مَظَالِم تَحْجِبُ أَبْوَابَ البَرَكَاتِ.
تَعَطَّفُوا عَلَى فُقَرَائِكُمْ بِالرَّحْمَةِ وَالإِحْسَانِ، أَدُّوا الحُقُوقَ إِلَى أَصْحَابِهَا، وَرُدُّوا الـمَظَالِمَ إِلَى أَهْلِهَا، وَأَحْسِنُوا تَرْبِيَةَ بَنَاتِكُمْ وَأَبْنَائِكُمْ، وبِرُّوا وَالِدَيْكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، أَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ، وَتَصَدَّقُوا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِكُمْ، وَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ.
ثُمَّ إِنَّكُمْ قَدْ حَضَرْتُمْ بَيْنَ يَدَي رَبِّكُمْ تَبْسُطُونَ إِلَيْهِ حَاجَتَكُمْ، وَتَشْكُونَ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ، فَلَعَلَّكُمْ إِلَيْهِ تَرْجِعُونَ، وَمِنْ ذُنُوبِكُمْ تَسْتَغْفِرُونَ، فَأَقْبِلُوا عَلَيْهِ وَتَقَرَّبُوا بِصَالِحِ العَمَلِ لَدَيْهِ، ابْتَهِلُوا وَتَضَرَّعُوا وَادْعُوا وَاسْتَغْفِرُوا، فَقَدْ رَبَطَ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ بَيْنَ الاسْتِغْفَارِ وَحُصُولِ الغَيْثِ الـمِدْرَارِ، اقْرَؤُوا وَصِيَّةَ نِبِيِّ اللهِ نُوحٍ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لِقَوْمِهِ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 - 12]، وَوَصِيَّةَ هُودٍ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لِقَوْمِهِ: {وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود: 52].
وَلَازِمُوا الثَّنَاءَ عَلَى رَبِّكُمْ، لَازِمُوا الثَّنَاءَ عَلَى رَبَّكُمْ، وَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى نَبِيِّكُمُ الهَادِيِ البَشِيرِ، سَيِّدِنَا وَإِمَامِنَا وَقُدْوَتِنَا، فَالدُّعَاءُ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاِء وَالأَرْضِ حَتَّى يُصلَّى عَلَى النَّبِيِّ؛ كَمَا جَاءَ فِي الأَثَرِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ.
اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ الغَنِيُّ وَنَحْنُ الفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلَنَا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسِقِنْا غَيْثًا مُغِيثًا، هَنِيئًا مَرِيئًا، سَحًّا مُجَلَّلًا، عَامًّا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، اللَّهُمَّ اسْقِ البِلَادَ، وَتُغِيثُ بِهِ العِبَادَ، وَتَجْعَلهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ وَالبَادِ، اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ لَا سُقْيَا عَذَابٍ وَلَا هَدْمٍ وَلَا بَلَاءٍ وَلَا غَرَقٍ، اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبِلَادَكَ وِبَهَائِمَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وَأَحْيِّ بَلَدَكَ الـمَيِّتَ، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ، وَأَدِرَّ لَنَا الضَّرْعَ، وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَهُ قُوَّةً لَنَا عَلَى طَاعَتِكَ وَبَلَاغًا إِلَى حِينْ.
اللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ، فَلَا تَمْنَعْ عَنَّا بِذُنُوبِنَا فَضْلَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ
فَلَا تَمْنَعْ عَنَّا بِذُنُوبِنَا فَضْلَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ فَلَا تَمْنَعْ عَنَّا بِذُنُوبِنَا فَضْلَكَ.
عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا، رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِـمِينَ، اللَّهُمَّ اكْشِفْ عَنَّا مِنَ البَلَاءِ مَا
لَا يَكْشِفْهُ إِلَّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا، فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مدرارًا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ، وَآمِنَّا مِنَ الخَوْفِ، وَلَا تَجْعَلْنَا آيِسِينَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِالسِّنِينَ.
اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأَطْفَالَ الرًّضْعَ، وَالشُّيُوخَ الرُّكَّعَ، وَالبَهَائِمَ الرُّتَّعَ، وَارْحَمِ الخَلَائِقَ أَجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا حَيَّ يَا قَيُّومَ، لَا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا وَلَا إِلَى حَوْلِنَا وَلَا إِلَى قُوَّتِنَا، فَإِنَّنَا فُقَرَاءُ إِلَيْكَ، مُحْتَاجُونَ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ فَارْحَمْ ضَعْفَنَا، وَاجْبُرْ كَسْرَنَا، وَأَغِثْ قُلُوبَنَا وَدِيَارَنَا، اللَّهُمَّ أَغْدِقْ عَلَيْنَا مِنْ كَرَمِكَ العَمِيمِ، وَأَسْبِغْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ البَرَكَةَ فِي أَعْمَالِنَا وَأَعْمَارِنَا وَأَوَلَادِنَا وَبِلَادِنَا وَأَمْوَالِنَا وَأَوْقَاتِنَا، وَحُرُوثِنَا وَزُرُوعِنَا، وَتِجَارَاتِنَا، وَصِنَاعَاتِنَا.
اللَّهُمَّ انْصُرْ دِينَكَ وَكِتَابَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الغَلَا وَالوَبَا وَالرِّبَا وَالزِّنَا، وَالزَّلَازِلَ وَالـمِحَنَ، وَسُوءَ الفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، عَنْ بَلَدِنَا وَعَنْ سَائِرِ بِلَادِ الـمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَـمِينَ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَأَيِّدْ بِالحَقِّ وَالتَّوْفِيقِ وَالتَّأْيِيدِ وَالتَّسْدِيدِ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا وَارْزُقْهُ البِطَانَةَ الصَّالِحَةَ، وَاجْمَعَ بِهِ كَلِمَةَ الـمُسْلِمِينَ عَلَى الحَقِّ يَا رَبَّ العَالَـمِينَ، اللَّهُمَّ رُدَّ عَنَّا كَيْدَ الكَائِدِينَ، وَعَدَاءَ الـمُعْتَدِينَ، وَاقْطَعْ دَابِرَ الفَسَادِ وَالـمُفْسِدِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الـمُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَـمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
المرفقات
1635875528_خطبة استسقاء.docx
1635875546_خطبة استسقاء.docx