خطبة استسقاء
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.
اللهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَخَيْرُ الرَّاحِمِينَ، أنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيـمُ، والْبَرُّ الرَّحِيمُ، والتَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
لَكَ الحَمْدُ عَلَى نِعَمِكَ العَظِيمَةِ، وَآلَائِكَ الجَسِيمَةِ، لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَكَ الشُّكْرُ كُلُّهُ وَإِلَيكَ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ؛ عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهٌ لَكَ الحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى، وَلَكَ الحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ وَلَكَ الحَمْدُ بَعْدَ الرِّضَى. لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي العَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
أمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ: فَقَدِ اجْتَمَعْنَا فِي هَذَا الوَقْتِ، وَصَلَّيْنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ، وَوَقَفْنَا فِي هَذَا المَكَانِ، اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَاتِّبَاعاً لِسُنَّتِهِ عِنْدَ تَأَخُّرِ نُزُولِ المَطَرِ.
وَقَفْنَا نَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّنَا، وَنَسْأَلُهُ حَوَائِجَنَا، وَنَرْفَعُ إِلَيهِ أَيْدِيَنَا.
اجْتَمَعْنَا نَدْعُوا رَبَّنَا؛ وَهُوَ القَوِيُّ وَنَحْنُ الضُّعَفَاءُ، وَهُوَ الغَنِيُّ وَنَحْنُ الفُقَرَاءُ، :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } 15 فاطر
نَدْعُوهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ وَهُوَ الذِي يُجِيبُ مَنْ دَعَاهُ، وَيُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ. { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُـــدُونَ } البقرة 186
نَدْعُوهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ وَهُوَ الذِي يَكْشِفُ الضُّرَّ، وَيُجِيبُ المُضْطَرَّ: { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ }النمل 62
نَدْعُوا رَبَّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيهِ مِنْ ذُنُوبِنَا، وَنُصْلِحُ لَهُ أعْمَالَنَا، يَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه 82
مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ تَابَ عَلَيهِ؛ وَلَو كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ؛ فَفِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ أنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يقولُ: ( يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَــــتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَــــرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي... ) الحَدِيثُ أخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ.
فَلْنَتُبْ جَمِيعاً إِلَى اللهِ، وَلْنَحْذَرْ أشَدَّ الحَذَرِ مَعْصِيَةَ اللهِ. احْذَرُوا أَيُّهَا النَّاسُ التَّفْرِيطَ فِي حُقُوقِ اللهِ، أوْ حُقُوقَ عِبَادِهِ، واذْكُرُوا قَولَهُ تباركَ وتعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } آل عمران 30
الْجَأوا رَحِمَكُمُ اللهُ إِلَى اللهِ، وادْعُوهُ بِقُلُوبِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ، اُدْعُوهُ وَأنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيْمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ إِلَيهِ يَدَيهِ أنْ يَرُدَّهُمَا صِفْراً خَائِبَتَينِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارَاً، اللهمَّ فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارَاً، اللهُمَّ أنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أنْتَ، أنْتَ الغَنِيُّ وَنَحْنُ الفُقَرَاءُ؛ أَنْزِلْ عَلَينَا الغَيثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا.
اللهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيثاً، اللهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةً لَا سُقْيَا عَذَابٍ.
اللهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبِلَادَكَ، وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وَأحْيِ بَلَدَكَ.
اللهُمَّ أنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ، وَأَدِرَّ لنَاَ الضَّرْعَ وَأنْزِلْ عَلَينَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَاجْعَلْ مَا أنْزَلْتَهُ قُوَّةً لَنَا عَلَى طَاعَتِكَ وَبَلاغاً إِلَى حِينٍ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِينَا، وَلَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا.
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمِينَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمِينَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّين .