خطبة استسقاء

مبارك العشوان
1438/02/08 - 2016/11/08 07:56AM
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.
اللهُمَّ لَكَ الحَمْدُ لا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، لَكَ الحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَكَ الشُّكْرُ كُلُّهُ، وَإِلَيكَ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهُ.
لَكَ الحَمْدُ يَا رَبِّ حَتَّى تَرْضَى، وَلَكَ الحَمْدُ إِذَا رَضِيْتَ، وَلَكَ الحَمْدُ بَعْدَ الرِّضَى، لَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ؛ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءُ الأَرْضِ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ.
تُعْطِي مَنْ تَشَاءُ فَضْلاً مِنْكَ وَإِحْسَاناً، وَتَمْنَعُ مَنْ تَشَاءُ حِكْمَةً مِنْكَ وَعَدْلاً، الخَلْقُ خَلْقُكَ، وَالمُلْكُ مُلْكُكَ، وَالأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ لَكَ.
{ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } العنكبوت 62 { لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } الشورى 12
مَا نَتَقَلَّبُ فِيْهِ لَيْلاً وَنَهَاراً مِنَ النِّعَمِ فَمِنْكَ وَحْدَكَ، وَمَا أَصَابَنَا مِنْ ضُرِّ وَنِقْمَةٍ فَمِنْ أَنْفُسِنَا وَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِينَا: { مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ } النساء79
عِبَادَ اللهِ: اجْتَمَعْنَا فِي هَذَا الوَقْتِ، نَشْكُو إِلَى اللهِ حَاجَتَنَا، وَقِلَّةَ الْأَمْطَارِ عَلَى دِيَارِنَا، اجْتَمَعْنَا نَدْعُو رَبَّنَا، وَنَسْألُهُ السُّقْيَا لِبِلَادِنَا.
نَدْعُوهُ تَعَالَى وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، البَرُّ الرَّحِيمُ، الغَنِيُّ سُبْحَانَهُ وَنَحْنُ الفُقَرَاءُ، القّوِيُّ وَنَحْنُ الضُّعَفَاءُ، يُجِيبُ السَّائِلِينَ، وَيَكْشِفُ الضُّرَّ عَنِ المُضْطَرِّيْنَ: { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ } النمل 62 { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة 186
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر 60 رَبُّنا جَلَّ وَعَلَا حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَينِ.
أَلَا فَادْعُوا اللهَ رَحِمَكُمُ اللهُ، وَأَكْثِرُوا مِن اسْتِغْفَارِهِ، فَالاسْتِغْفَارُ سَبَبٌ لِجَلْبِ الخَيْرَاتِ، وَكَشْفِ الكُرُبَات: { وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ }52هود : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } 10 ــ 12 نوح.
احْرِصُوا رَحِمَكُمُ اللهُ عَلَى الحَلَالِ فِي بَيْعِكُم وَشِرَائِكُم وَمَا تَأْخُذُونَ مُقَابِلَ أَعْمَالِكُم، وَاحْذَرُوا الحَرَامَ أشَدَّ الحَذَرِ؛ يقولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُـوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } المؤمنون 51 وَقَالَ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } البقرة 172 ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ؟ ) رواه مسلم.
صِلُوا أَرْحَامَكُم؛ فَفِي الحَدِيثِ: ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) رواه البخاري.
اتَّقُوا اللهَ وَالْتَزِمُوا حُدُودَهُ، يَفْتَحْ لَكُم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض.
تَآمَرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوا عَنِ المُنْكَرِ، تواصوا بالخير، أَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُم، تَرَاحَمُوا يَرْحَمْكُمْ رَبُّكُم، فالرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهمُ الرَّحمنُ.
أَحْسِنُوا إِلَى ضُعَفَائِكُم؛ يُحْسِنِ اللهُ إِلَيْكُم؛ وَالجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ؛ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ:
( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ ) رواه البخاري.
فَرِّجُوا عَنْ مَكْرُوبٍ؛ يُفَرِّجِ اللهُ كُرُوبَكُم، يَسِّرُوا عَلَى مُعْسِرٍ؛ يُيَسِّرِ اللهُ أُمُورَكُم؛.يقولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ... ) رواه مسلم.
عِبَادَ اللهِ: أَحْسِنُوا العَمَلَ لِلهِ جَلَّ وَعَلَا، وَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِهِ؛ اُدْعُوهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى، وَأَلِحُّوا فِي دُعَائِهِ.
اللهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنَا وَنَحْنُ عَبِيْدُكَ، وَنحنُ عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْنا، نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْنَا، نَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَينَا، وَنَبُوءُ لَكَ بِذُنُوبِنَا، فَاغْفِرْ لَنَا، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنَّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمِينَ.
الَّلهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ؛ نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّاراً؛ فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارا.
اللهُمَّ أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ الغَنِيُّ وَنَحْنُ الفُقَرَاءُ؛ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ، اللهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا، اللهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا، اللهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا، اللهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيْثاً هَنِيْئاً مَرِيئاً غَدَقاً، سَحَّاً طَبَقاً، عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ، اللهُمَّ اسْقِ عِبَادَك وَبِلَادَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ.اللهمَّ أنْزِلْ عَلَينَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء، وَاجْعَلْ مَا أنْزَلْتَهُ قوةً لَنَا عَلَى طَاعَتِكَ وَبَلَاغاً إلى حِينٍ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين.
اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلى يَومِ الدِّين.
المشاهدات 1437 | التعليقات 0