خطبة استسقاء مناسبة لطلاب المرحلة الابتدائية

خطبة مناسبة لطلاب المرحلة الابتدائية بمناسبة إقامة صلاة الاستسقاء في المدارس تعالج أهم أخطائهم في هذه المرحلة

خطبة الاستسقاء

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله "يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" أما بعد :

فأيها الاحباب : فإن الله عز وجل ارحم بنا من أمهاتنا ويريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر " والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيمًا"

ولكنه سبحانه يبتلي عباده بأنواع من الابتلاءات لحكم بالغة حتى يعودوا إليه ويستيقظوا من غفلتهم ويعودوا إلى رشدهم ويتذكروا الغاية من خلقهم " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" وليسالوه سبحانه كشف الضر عنهم .

ايها الأحباب : إن كل مصيبة تحدث وتنزل بنا إنما هي بسببنا وتريدون الدليل على ذلك :

قال تعالى "أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم" وقال تعالى "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" وقال تعالى "ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى" وقال تعالى " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" هذه بعض الآيات التي تؤكد هذا المعنى وهو أن الذنوب والمعاصي سبب للمصائب والنكبات وهناك أيها الأحباب ادلة على بعض العقوبات التي تحل بالعصاة في الدنيا قبل الآخرة ومنها : قال صلى الله عليه وسلم "يا معشر المهاجرين خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن : ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في اسلافهم الذين مضوا, ولا نقص قوم في المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان , وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء فلولا البهائم لم يمطروا, ولا خفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوًا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم, وما لم تحكم أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم" ومن آثار الذنوب حرمان الرزق قال عليه الصلاة والسلام "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" صححه أحمد وابن ماجه وحسنه الألباني ومن آثارها أنها أخرجت آبانا آدم عليه السلام من الجنة, وخلدت إبليس في نار جهنم . ومن آثارها أنها سبب لتفرق وتنازع الأزواج والإخوة والأصدقاء قال صلى الله عليه وسلم "ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما" ومن آثار الذنوب والمعاصي الذل والمهانة قال تعالى "ومن يهن الله فما له من مكرم" ومن آثارها أيضًا المعيشة المنكده بالضيق وارتفاع الأسعار وغيرها قال تعالى "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى" ومن آثارها أنها تزيل النعم قال تعالى "وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد" وهي سبب لتعسر الأمور كما قال أحد السلف : "إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق امرأتي ودابتي" ومن آثارها حدوث انواع من الفساد في المياه والهواء والزرع والثمار والمساكن قال تعالى "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"

ومن آثارها عدم استجابة الدعاء . إذا عرفنا آثار الذنوب أيها الأحباب وخطرها فيجب علينا ان نبتعد عن الذنوب والمعاصي خوفًا من الله سبحانه ورغبةً فيما عنده , فما الذنوب والمعاصي التي تسبب لنا كل هذه المصائب ؟ الذنوب والمعاصي أيها الأحباب : هي كل ما يغضب الله وهي إما ترك الواجبات التي أمرنا الله بها او فعل المحرمات التي نهانا الله عنها .

وهذه بعض الأمثلة للذنوب التي نقع فيها او يقع فيها كثير منا : 1/ ترك الصلاة بسبب النوم أو اللعب وعدم المحافظة عليها في اوقاتها مع الجماعة في المسجد . 2/ الصلاة بلا وضوء . 3/ عدم التنظف بعد قضاء الحاجة بشكل جيد فتكون ملابس الشخص نجسه وكذلك جسمه فيصلي وهو كذلك فلا تقبل صلاته . 4/ الغش بأنواعه في حل الوجبات أو الاختبارات أو غيرها . 5/ عقوق الوالدين وعدم طاعتهما ورفع الصوت عليهما . 6/ تعذيب الحيوانات وتعرفون قصة المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها . 7/ الكذب في الأقوال والأفعال . 8/ السب والشتم واللعن والسخرية والاستهزاء بالآخرين . 9/ الفطر في نهار رمضان بدون عذر . 10/ إيذاء الاخرين باليد واللسان والغيبة والنميمة وإخلاف المواعيد . 11/ مشاهدة البرامج الفاسدة في القنوات كالأغاني والأفلام وقنوات السحر وتناقل الصور والمقاطع . 12/ وضع الموسيقى بدل الجرس العادي في الجوال وربما اشتغلت الموسيقى في الصلاة فأفسدت على الناس خشوعهم . 13/ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 14/ التشبه بالكفار في اللباس والحركات وقصات الشعر ومن تشبه بقوم فهو منهم . 15/ السرقة من حقائب الآخرين سواءً كانت نقودًا أو اقلامًا أو ألعابًا أو غيرها . 16/ الكتابة على الجدران أو دورات المياه فكل هذا من الأذى المحرم . ومن أخطر الذنوب المجاهرة بالمعصية وهو أن يفعلها امام الناس , يقول عليه الصلاة والسلام "كل أمتي معافى إلا المجاهرون" أو يفعل معصية في السر ثم يتحدث بذلك أمام زملائه عما فعل .

فإذا أردنا أيها الأحباب السعادة في الدنيا والآخرة ونزول الأمطار ورغد العيش فعلينا أن نتوب إلى الله من جميع الذنوب ونداوم على طاعة الله وعمل الصالحات قال تعالى " ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" وقال "ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب" فمن تاب توبة صادقة وعزم ألا يعود فإن الله يبدل سيئاته حسنات "إلا من تاب وءامن وعمل عملًا صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات" وأيضًا لهم العيشة الطيبة " فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى" وقال "من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" والتوبة والاستغفار سبب للقوة وقال تعالى على لسان هود عليه السلام مخاطبًا قومه " و يا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين" هود آية 53. وإليكم في الختام هذه القصة حتى تعلموا أثر التوبة والاستغفار كما علمتم أثر الذنوب والمعاصي, قصة الحسن البصري رحمه الله : جاء رجل إلى الحسن البصري يشكو إليه الجدوبة فقال: استغفر الله، وشكا إليه آخر الفقر، فقال له: استغفر الله، وقال آخر: ادع الله أن يرزقني ولدا، فقال له: استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه فقال له: استغفر الله فلما قيل له في هذا قال: ما قلت شيئا من عندي- الله تعالى يقول: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا( فلنتب إلى الله جميعًا في هذه اللحظة ونستغفره بقلوب صادقة "وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" ولنبشر بموعود الله فالله لا يخلف الميعاد فهو القائل سبحانه "ادعوني استجب لكم" "وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعانِ....) وهو سبحانه لا يعجزه شيء "إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون" .