خطبة استسقاء للمرحلة المتوسطة والثانوية

مبارك العشوان 1
1445/07/19 - 2024/01/31 17:22PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَى اللهِ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ يُعْطِي مَنْ يَشَاءُ فَضْلًا مِنْهُ وَإِحْسَانًا، وَيَمْنَعُ مَنْ يَشَاءُ حِكْمَةً مِنْهُ وَعَدْلًا؛ { اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }العنكبوت62

مَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ، وَمَا أَصَابَنَا مِنْ مُصِيبَةٍ فَمِنْ أَنْفُسِنَا وَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِينَا؛ وَيَعْفُو اللهُ عَنْ كَثِيرٍ.

عِبَادَ اللهِ: لَئِنْ تَأَخَّرَ المَطَرُ عَنْ بِلَادِنَا، وَأَصَابَنَا مِنَ الضُّرِّ مَا أَصَابَنَا؛ فَلْنُرَاجِعْ أَنْفُسَنَا، وَلْنَعْلَمْ عِلْمَ اليَقِيْنِ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا، وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ، فَإِنِ اِسْتَقَامُوا؛ أَصْلَحَ اللهُ لَهُمْ دُنْيَاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ؛ قَالَ تَعَالَى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }96   الأعراف  

أَمَّا إِنْ أَعْرَضُوا عَنِ اللهِ، وَتَجَرَّؤُوا عَلَى حُرُمَاتِهِ، وَتَعَدَّوا حُدُودَهُ، أَصَابَهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ العُقُوبَاتِ مَا أَصَابَهُمْ؛ وَهُمْ مُتَوَعَّدُونَ فِي الآخِرَةِ بِالعَذَابِ الأَشَدِّ.

إِذَا أَعْرَضَ النَّاسُ عَنْ رَبِّهِمْ، وَتَعَرَّضُوا لِغَضَبِهِ؛ فَلَا يَأْمَنُوا أَمْرَاضًا وَأَوْبِئَةً تَظْهَرُ فَيْهِمْ، وَتَفْتِكُ بِصَغِيْرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ.

إِذَا أَعْرَضُوا عَنِ اللهِ، وَتَفَلَّتُوا مِنْ شَرِيعَتِهِ؛ فَلَا يَأْمَنُوا قَحْطًا فِي دِيَارِهِمْ، وَمَحْقًا فِي أَرْزَاقِهِمْ، وَفَسَادًا فِي زُرُوْعِهِمْ؛ قَالَ تَعَالَى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } الروم 41  

فَلْنَتَدَارَكْ أَنْفُسَنَا، وَلْنَتُبْ إِلَى رَبِّنَا، لِنَتَّقِ اللهَ؛ فَتَقْوَى اللهِ مَخْرَجٌ مِنْ كُلِّ ضِيْقٍ، وَفَرَجٌ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ، وَبَابٌ وَاسِعٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّزْقِ: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ }{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً } { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً }.

لِنَتَّقِ اللهَ تَعَالَى وَلْنَلْزَمْ حُدُودَهُ، يَفْتَحْ لَنا بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض.

لِنَتَّقِ اللهَ تَعَالَى، وَلْنَسْتَقِمْ عَلَى دِينِهِ، وَلْنَعْمَلْ بِطَاعَتِهِ  وَلْنَجْتَنِبْ مَعْصِيَتَهُ؛ يُصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا وَأُخْرَانَا؛ قَـالَ تَعَالَى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ }96 الأعراف

عِبَادَ اللهِ: اللهَ اللهَ فِي صَلَاتُكُمْ فَهِيَ فَلَاحُكُمْ وَنَجَاتُكُمْ  حَافِظُوا عَلَى طَهَارَتِهَا وَوَقْتِهَا وَجَمَاعَتِهَا وَخُشُوعِهَا.

لَا تُضَيِّعُوا شَيئًا مِنْ صَلَوَاتِكُمْ؛ وَمَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا.  

أَطِيعُوا وَالِدَيْكُمْ، وَأَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ، قُومُوا بِخِدْمَتِهِمْ، وَاحْذَرُوا مَعْصِيَتَهُمْ، أَوِ التَّضَجُّرَ مِنْهُمْ.

صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَقُومُوا بِحُقُوقِهِمْ.

أَحْسِنُوا إِلَى جِيرَانِكُمْ، وَاحْذَرُوا إِيذَاءَهُمْ.

اِحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَلَا تَقُولُوا إِلَّا خَيرًا.

عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ حَتَّى وَلَوَ كَانَ عَلَى سَبِيلِ المِزَاحِ.

اِحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنِ الأَلْفَاظِ البَذِيئَةِ السَّيِّئَةِ؛ مِنَ السَّبِّ وَالشَّتْمِ وَاللَّعْنِ، وَالسُّخْرِيَةِ بِالنَّاسِ، وَاحْتِقَارِهِمْ وَغَيرِ ذَلِكَ.

لَا تَعْتَدُوا عَلَى أَحَدٍ، وَلَا تُؤْذُوا أَحَدًا؛ لَا بِأَلْسِنَتِكُمْ وَلَا بِأَيْدِيكُمْ؛ فَإِنَّ المُسْلِمَ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ.  

اِحْفَظُوا أَبْصَارَكُمْ عَنِ النَّظَرِ المُحَرَّمِ المُبَاشِرِ أَوْ إِلَى الصُّوَرِ أَوِ المَقَاطِعِ السَّيِّئَةِ.

اِحْفَظُوا أَسْمَاعَكُمْ عَنِ الأَغَانِي وَالمُوسِيقَى وَالشِّيْلَاتِ.

عَلَيْكُمْ بِالجُلَسَاءِ الصَّالِحِينَ، وَاحْذَرُوا جُلَسَاءَ السُّوءِ؛ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا مِنَ الأَقَارِبِ أَوْ مِنَ الجِيرَانِ أَوْ مِنَ الزُّمَلَاءِ.

فَقَدْ حَثَّ النَّبِيُّ صَلَّـى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَى الجَلِيسِ الصَّالِحِ  وَحَذَّرَ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ؛ وَشَبَّهَهُمَا بحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الكِيرِ، وَقَالَ: ( فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ) [ رواه البخاري ومسلم ]  

أَحْسِنُوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ - العَمَلَ لِلَّهِ، وَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللهِ.  

أَكْثِرُوا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ، فَهُوَ سَبَبٌ لِجَلْبِ الخَيْرَاتِ، وَدَفْعِ الْبَلَايَا، وَكَشْفِ الكُرُبَات؛ قَالَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِقَومِـــــهِ: { اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } وَقَالَ هُودٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ: { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ }  

إِنَّنَا فِي أَمَسِّ الحَاجَةِ لِلِاسْتِغْفَارِ؛ وَفِي أَشَدِّ الضَّرُوْرَةِ لِلتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ؛ الَّتِي نَأْمَنُ بِهَا مِنَ العَذَابِ، التَّوْبَةِ التِي يَغْفِرُ اللهُ بِهَا الذُّنُوبَ، وَيَسْتُرُ بِهَا العُيُوبَ، وَيَرْفَعُ بِهَا الدَّرَجَاتِ، وَيُعْطِي جَزِيْلَ الهِبَاتِ.

الَّلهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا؛ فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا.

اللهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنَا وَنَحْنُ عَبِيْدُكَ، وَنَحْنُ عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْنا، نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْنَا، نَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَينَا، وَنَبُوءُ لَكَ بِذُنُوبِنَا، فَاغْفِرْ لَنَا، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.

اللهُمَّ أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ الغَنِيُّ وَنَحْنُ الفُقَرَاءُ  أَنْزِلْ عَلَيْنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ.

اللهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا، اللهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا، اللهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا. اللهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيْثاً هَنِيْئاً مَرِيئاً غَدَقاً، سَحَّاً طَبَقاً   عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ.

اللهُمَّ اسْقِ عِبَادَك وَبِلَادَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ.

اللهمَّ أنْزِلْ عَلَينَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء، وَاجْعَلْ مَا أنْزَلْتَهُ قوةً لَنَا عَلَى طَاعَتِكَ وَبَلَاغاً إلى حِينٍ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين.

اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلى يَومِ الدِّين.

المرفقات

1706710969_خطبة استسقاء للمرحلة المتوسطة والثانوية 1445.pdf

المشاهدات 430 | التعليقات 0