خطبة استسقاء أهمية المطر

أبو ناصر فرج الدوسري
1439/05/24 - 2018/02/10 08:08AM

إنَّ الْحَمْدَ لله نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ بلله مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ الله فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾

أمّا بعد: فاتَّقوا الله أيها الناس فإن تقوى الله سبحانه وتعالى سبب البركات والخيرات ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾

معاشر الأحبة هل تأملنا في شرابنا فكل ما نشربه يكون الماء أساساً في تكوينه ، هل تأملنا في طعامنا؟ فالطعام له مصدران إما أن يكون مصدره الحيوان الذي يعتمد في معيشته على ما يخرج من الأرض وعلى الماء، وإما أن يكون مصدره ما يخرج من الأرض من نبات بكل أصنافه وأنواعه،وقد جعل الخلاق العظيم سنة إخراج النبات من الأرض أن تنزل الماء عليه فيخرج النبات يقول سبحانه مبيناً ذلك في كتابه: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، ويقول جل جلاله: (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، ويقول سبحانه: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْأَنهَارَ)، ويقول القدير: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)، انظر إلى كل من حولك من الأحياء فالبهائم والزواحف والحشرات وأنت يا ابن آدم محتاج إلى الماء وكل شيء حي محتاج إلى الماء وإلا لما ظلت فيه حياة، انظر إلى الشجر إن انقطعت عنه الماء يموت ويحترق واقفاً انظر إلى البشر إذا فقدوا الماء ماتوا وأصبحوا جثثاً هامدة، انظر إلى الزواحف والبهائم والطيور إن افتقدت الماء ماذا  يحصل لها؟تسكن حركتها وتفقد حياتها ، فبالماء تكون الحياة ولا حياة بدون الماء أخبرنا بذلك من خلق الخلق وصوره وهو أعلم بهم من ذواتهم حيث قال: (أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)، إذا كان هذا أمر الماء، فمن أين لنا بالماء قد يقول قائل من الآبار فنقول له إن المياه الموجودة في الآبار ما هي إلا مياه أمطار مختزنة في باطن الأرض، ومن هو على صلة بأصحاب المزارع يعلم أن من الآبار من تعدى عمقه الأربعين متراً نظراً لقلة الأمطار وبالتالي قلة المخزون من المياه فيه، فهذه الآبار تغور فيها المياه إن لم يغث الرحيم الرحمان عباده بالأمطار يقول تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)، ثم إن هذه الآبار قد أصبح منها ما هو مالح شديد الملوحة ومنها ما هو مر الطعم وكثير منها لا تصلح للاستخدام الآدمي أيأتي هذا من فراغ أم من ذنوب ومعاصي كان ذلك طرفاً من عقوبتها يقول تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)، وقد يقول قائل إن محطات التحلية تغني فأقول له إنها من أضعف مصادر الماء فبالأضافة إلى كلفتها العالية التي لا ندري أنستطيع الاستمرار في توفيرها أم لا؟ هل هي تصنع الماء؟ بل تأخذه من الآبار أو البحار ولو حدث تلوث في مياه البحر من تسرب نفط من ناقلة أو غير ذلك بجوار تلك المحطات فإنه يؤثر على عملها وإنتاجها وقد يوقفها بالكلية ، فلا غنى للبلاد ولا للعباد عن المطر، فإذا كانت هذه أهمية المطر وهذا شأنه فمن ذا الذي ينزله علينا؟ من ذا الذي يرزقنا إياه؟ أهو بقدرتنا؟ أهو بعلمنا؟ أهو بإرادتنا؟ لا.. إنه من عند الله.

واسمعوا إلى ربكم يخبر عن ذلك بقوله: (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)، إذا كان المطر من عند الله أيمنعه الكريم عن قوم أطاعوه؟لاوالله فقد وعد وهو لا يخلف الميعاد بقوله: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، ويقول سبحانه: (وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)، وقال اللطيف الخبير: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ)،

معاشر المؤمنين اعلموا أن الذنوب هي أس كل بلاء ومصيبة وما منع عنا القطر إلا بذنوب تفشت واستمع إلى الصادق المصدوق يوم يخبرك بذلك  أخرج الإمام ابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).


الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه .

أما بعد : فاعلموا رحمني الله وإياكم أن الله جل وعلا يرسل آيات لعباده تشعرهم بعدم رضاه عما يعملون فإن تابوا وأنابوا كشف عنهم ضرهم وما نزل بهم وإن هم تمادوا في غيهم عياذاً بالله أخذهم أخذ عزيز مقتدر وقد عاب سبحانه على أقوام نزلت بهم الشدائد فما اعتبروا وما عادوا إلى ربهم حيث قال: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ * حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ)، أمة البصيرة وإن المسلم الذي أنار الله بصيرته ينظر بتخوف إلى كثرة ما نصلي من الاستسقاء وقلة ما ينزل من المطر، ولاشك أن بين من يدعون خيار صالحين، فيخشى أن ينطبق علينا حديث أَبُي الرُّقَادِ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ مَوْلَايَ وَأَنَا غُلَامٌ فَدُفِعْتُ إِلَى حُذَيْفَةَ وَهُوَ يَقُولُ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَيَصِيرُ مُنَافِقًا وَإِنِّي لَأَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدِكُمْ فِي الْمَقْعَدِ الْوَاحِدِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ وَلَتَحَاضُّنَّ عَلَى الْخَيْرِ أَوْ لَيُسْحِتَنَّكُمْ اللَّهُ جَمِيعًا بِعَذَابٍ أَوْ لَيُؤَمِّرَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ.

أحبتي في لله لنتأمل كم هم الذين يحضرون صلاة الاستسقاء،ثم الذين حضروها هل استعدوا لتلك الصلاة استعدادها فتابوا وانخلعوا من ذنوبهم آثامهم؟ أم أنهم ذهبوا إليها كما يذهبون للنزهة ولم يغيروا من حالهم شيئاً وأن من بينهم من يرفعون أيديهم بالدعاء إلى الله وقد تلطخت تلك الأيدي بالربا، أو بأكل مال اليتيم والضعيف أو عامل مسكين، أو غير ذلك من الذنوب والآثام، وقد ذكرت لنا الآثار أن كليم الله موسى خرج للاستسقاء بقومه فلم يمطروا لوجود عبد واحد بينهم مذنب، حتى تاب ذلك العبد فنزلت المطر ، فكيف وإذا كان بين القوم العديد ممن يرتكبون عظائم الذنوب، كيف وهناك قوم نائمون في بيوتهم وكأن هذه الصلاة وهذا الدعاء والتضرع لا يهمهم في شيء، ولو جف خزان عمارة أحدهم من الماء ليوم واحد لوجدت رائحة العفن تشيع فيه، ولوجدته هائماً على وجهه في الشوارع يبحث عن ناقلة ماء ليشتريها بأي ثمن، مع أن الله لم يطلب منه إلا أمر يسير توبة واستغفاراً و في الدعاء إلحاحاً،أحبتي الكرام إن أقصر طريق إلى المطر هو التوبة والإنابة إلى الله وتطهير الأنفس والبيوت والأسواق مما يغضب الله والإكثار من الاستغفار فقد وعد من لا يخلف الميعاد بالمطر لمن لزم ذلك كما أخبر عنه نبيه نوح عليه السلام بقوله لقومه: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا)

واعلموا أنه لا سبيل لنيل ما عند الله إلا برضا الله والسير على ما أمر الله وقد قال الحكيم الخبير في محكم التنزيل: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، وقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ)

عباد الله: ارفَعوا أيديكم إلى ربّكم، ملحّين في الدعاء أن يكشفَ هذه الشدّة وهذا الكرب، وأن يغيثَ البلادَ والعباد، وأن ينصرَ دينَه ويُعليَ كلمتَه، إنّه جواد كريم.

واذكروا دائماً أنَّ الله تعالى قد أمرَكم بالصلاة والسلامِ على خير خلقِ الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبِه والتابعين ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً)

اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيّ ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

اللهمّ أغثنا، اللهمّ أغثنا، اللهم أغثنا، اللهمّ أسْقنا غيثًا هنيئًا مريئًا طبَقًا مجلِّلاً سحًّا عامًّا، نافعًا غيرَ ضار، عاجلاً غيرَ آجل، اللهمّ تحيي به البلادَ، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضِر والباد.

اللهمّ سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق. اللهمّ اسقِ عبادك وبلادك وبهائمك، وانشُر رحمتَك، وأحيِ بلدك الميت.

اللهم لاتحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا، اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك،

اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً ، فأرسل السماء علينا مدرارا.

اللهم إنَّ بالعباد والبلادِ من اللأواءِ والضّنك والجهدِ ما لا نشكوه إلاّ إليك، اللهمّ أنبت لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع، وأنزل علينا من بركاتك، اللهم ارفَع عنا الجَهد والجوعَ والعُري، واكشِف عنا من البلاءِ ما لا يكشفه غيرُك، اللهم إنَّا خلقٌ من خلقك، فلا تمنع عنَّا بذنوبنا فضلك.

ربنا ظلمنا أنفسَنا، وإن لم تغفِر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين.

ربّنا لا تؤاخِذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملتَه على الذين من قبلنا، ربَّنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقةَ لنا به، واعفُ عنَّا، واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

اللهم إنك أمرتنا بدعائك، ووعدتنا إجابتك ، فقد دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين،

واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا وجميع بلاد المسلمين يا رب العالمين.فظ

اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكان، اللهم اصرِف عنهم الفتنَ ما ظهرَ منها وما بطَن،

اللهم يامثبت القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

عباد الله إنَّ ممّا جاء في الصحيحين عن أنَّ النبيَّ كان يحوِّل رداءَه في هذا المقام.

فافعلوا ـ رحمكم الله ـ كما فعل نبيّكم صلوات الله وسلامه عليه، عسى ربّكم أن يرحمَكم، فيغيث القلوبَ بالهدى، ويغيث الأرضَ بالغيث وهطول السماء.

اقتدوا بنبيكم  في قَلْبِ ماتلبسونه فوق ثيابكم، تفاؤلا بقلب الأحوال وتبدلها من حال إلى حال، واستقبلوا القبلة وأكثروا من الدعاء.

هذا والله أعلم وأجل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


،

الخطبة ملونة ومنسقة

https://docs.google.com/document/d/1YCe06Bqsd_i0vC5hR8WN1LlJRWYmS2q3BhLIJNZpVeU/edit?usp=sharing

مقتبسة من عدة مصادر بتصرف

المشاهدات 1169 | التعليقات 0