خطبة أول جمعة من شوال 1446
حسين بن حمزة حسين
1446/09/27 - 2025/03/27 15:23PM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله وجوده تكفر السيئات، وبتوفيقه وعونه تضاعف الحسنات، أحمده سبحانه وأشكره على آلائه المتتابعات، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، نبي الهدى والمكرمات، اللهم صِّل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾، واشكروا الله أن وفقكم وأنعم عليكم بإكمال شهر الصوم والغفران، فلقد مضى وانقضى وهو شاهد للمحسنين بإحسانهم، وشاهد على العاصين بعصيانهم،
اتقوا الله -عباد الله- واستقيموا إليه في جميع الأوقات، وتقربوا إليه بالأعمال الصالحات، فربّ رمضان هو رب الشهور كلها، وما أجمل الحسنة تتبعها الحسنة، وما أقبح السيئة بعد الحسنة، وإن من علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها، ومن أمارات ردها السيئة بعدها، فما أجمل المداومة على الطاعة! فاجعلوا الاستقامة شعاركم، ومرضاة الله غايتكم، يفتح لكم أبواب رحمته، فإن رحمة الله قريب من المحسنين، واستقيموا كما أمرتم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13، 14].
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وبعد: فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على أعمالكم وكنوزكم التي ادّخرتموها لآخرتكم، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾، فلا تُبطلوا صيامَكم وقيامَكم، ﴿ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾، نسأل الله حسن الحال والمآل، وحسن الخاتمة والعاقبة، إلا وإن من متابعة الإحسان بعد رمضان صيام ستة أيام من شوال، قال صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر». [رواه مسلم]. وهي مستحبةٌ وغيرُ واجبةٍ، ويصحُّ صَومُهَا متفرقةً في أوَّل الشهر ووسطه وآخره، ويجب المبادرةُ بالقضاءِ قبلَ صيام الست، وافرحوا بعيدكم، وأظهروا الفرح بلا أشر ولا بطر، وأحسنوا لوالديكم، وصلوا أرحامكم، وأفشوا السلام، وأطعموا الطعام ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)