خطبة أول جمعة في شعبان .. فضل صيام شعبان

جابر السيد الحناوي
1431/07/29 - 2010/07/11 05:10AM

فضل الصيام





في شهـــر شـــعبان


نحمد الله تبارك وتعالى على أن مد في أعمارنا وأنعم علينا حتى أظلنا شهر شعبان ، ذلك الشهر الكريم الذي أحاطه الله عز وجل بشهرين عظيمين هما : شهر رجب الحرام ، وشهر رمضان المبارك ، وقد قيل أن شعبان سمي بهذا الاسم لأنهم كانوا يتشعبون في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام أو لتشعبهم في طلب الماء ، والأول أولى وأرجح .

وشهر شعبان من الأشهر القليلة التي يهتم بها المسلمون الآن ، أما سلفنا الصالح فكانوا يهتمون به .. بصومه وقراءة القرآن وغير ذلك من أعمال رمضان ، اقتداءً برسول الله صلي الله عليه وسلم ، و باعتباره مدخلا لشهر رمضان ، ثم درج الخلف على الاهتمام فيه ببدع ما أنزل الله بها من سلطان ، خاصة في ليلة النصف من شعبان ، فينبغي للمسلم ـ شكرا لنعمة الله عليه ــ اغتنام تلك الأيام الفاضلة والأوقات الشريفة ، بالأعمال الصالحة ، وأن يضع في ميزان أعماله اليوم ، ما يسره أن يراه فيه غدا ، "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً..."( [FONT="][1] ) مخلصا لله تبارك وتعالى ، متأسيا فيها برسول الله صلي الله عليه وسلم[/FONT]
فما هو هديه صلي الله عليه وسلم فى هذا الشهر ؟
هديه صلي الله عليه وسلم فى صيام شعبان :
عَنْ َ أُمُّنَا عائشة رضي الله عنها قالت : " مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم فِي شَـهْرٍ أَكْثَرَ صـِيَامًا مِنْهُ فِي شـَعْبَانَ كَانَ يَصُومُهُ إِلا قَلِيلا بَلْ كَانَ يَصُـومُهُ كُلَّهُ" ( [FONT="][2] )والمعنى أنه صلي الله عليه وسلم كان يكثر من الصوم تطوعا فى شعبان وغيِِرِه , وكان صيامه في شعبان أكثر من أى شـهر فى العام خلاف رمضان طبعا ، بل إنه فى بعض السنوات كان يصوم شعبان كله ، فقد أخرج الإمام أحمد رضي الله عنه فى مسنده عن أم سلمة رضي الله عنهاعن النبي صلي الله عليه وسلم : " أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا يُعْلَمُ إِلا شَعْبَانَ يَصِلُ بِهِ رَمَضَان "( [FONT="][3][/FONT] )[/FONT]
وأخرج أيضا الإمام مسلم عن أبى سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فِي الشَّهْرِ مِنْ السَّنَةِ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ وَكَانَ يَقُولُ خُذُوا مِنْ الأعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا وَكَانَ يَقُولُ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ "( [FONT="][4] ) [/FONT]
وحديث أبي سلمة هذا يبين أن المراد في حديث أم سلمة رضي الله عنها أنه صلي الله عليه وسلم لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما ــ غير رمضان ــ إلا شعبان ، كان يصومه كلَّه يصله برمضان فى بعض السنوات ، وفى بعضها الآخر يصومه إلا قليلا ( [FONT="][5] )؛ وذلك رحمة بأمته ، حتى لا يظنوا أن صيام شعبان فرض عليهم ، ولذلك ختم صلي الله عليه وسلم الحديث بقوله : " خُذُوا مِنْ الأعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا وَكَانَ يَقُولُ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلّ". [/FONT]
ففي الحديث إشارة إلى أن صيامه صلي الله عليه وسلم لا ينبغي أن يتأسى به فيه إلا من أطاق ما كان يُطيق , وأن من أجهد نفسه في شيء من العبادة خُشي عليه أن يمل فيفضي إلى تركه , والمداومة على العبادة وإن قلت أولى من جهد النفس في كثرتها إذا انقطعت , فالقليل الدائم أفضل من الكثير المنقطع " فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا "
والإملال هو استثقال النفس من الشيء ونفورها عنه بعد محبته ، وقيل إن معناه أن الله لا يمل أبدا وإن مللتم .. ولو مللتم ، وقيل معناه أن الله لا يمل من الثواب ما لم تملوا من العمل ، أي لا يقطع الإقبال عليكم بالإحسان " حَتَّى تَمَلُّوا "في عبادته.
فـ " خُذُوا مِنْ الأعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا ..."والمعنى والله أعلم : اعملوا حسب وسعكم وطاقتكم , فإن الله تعالى لا يعرض عنكم إعراض الملول ولا ينقص ثواب أعمالكم ما بقي لكم نشاط ، فإذا فترتم فاقعدوا ؛ فإنكم إذا مللتم من العبادة وأتيتم بها على فتور كانت معاملة الله معكم حينئذ معاملة الملول. ( [FONT="][6] )[/FONT]
وقيل المراد بقولها : " كَانَ يَصُـومُهُ كُلَّهُ " أنه كان يصوم من أوله تارة ، ومن آخره تارة أخرى ، ومن أثنائه طورا ، فلا يخلى شيئا منه من صيام ، ولا يخص بعضه بصيام دون بعض , وأصحاب هذا الرأى يؤيدونه برواية عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها عند مسلم ولفظه : " وَمَا رَأَيْتُهُ صَامَ شَهْرًا كَامِلا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا أَنْ يَكُونَ رَمَضَانَ "( [FONT="][7] )[/FONT]
الحكمة في إكثاره صلي الله عليه وسلممن صوم شعبان :
اختلف في الحكمة في إكثاره صلي الله عليه وسلم من صوم شعبان وقد ورد على لسان أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه قال : " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"( [FONT="][8] )[/FONT]
ففى هذا الحديث بَيّنَ رسول الله صلي الله عليه وسلم الحكمة من إكثاره من الصيام فى شعبان فذكر لذلك أمرين :
1 - الأمر الأول : أن شعبان شهر يغفل الناس عن فضله ؛ لأنه يقع بين رجب وهو شهر حرام يعرفه كل الناس ، وبين رمضان وفضله يعرفه الخاص والعام ، ومن هنا جاءت غفلة الناس عن فضل شعبان ، فيقَصِّرُون فى العبادة فيه ، رغم أنه عند الله عظيم ، فالرسول صلي الله عليه وسلم يصومه ليعبد الله فى زمن يغفل الناس عن العبادة فيه .
ومعلوم أن العبادة في وقت غفلة الناس يحبها الله تعالى ويثيب عليها أكثر من غيرها ؛ ولهذا كان ذكر الله تعالى في الأسواق وقت اللغط والبيع والشراء له اجر عظيم ، وكانت الصلاة في جوف الليل حين ينام الناس أفضل ألصلوات بعد الفرائض ، وكذلك كان الصبر في الجهاد حين انهزام الأصحاب له أجر عظيم ، ومنه الصدقة مع قلة الزاد، ومن هذا الباب كذلك أن للمتمسك بدينه في زمان الصبر أجر خمسين من الصحابة ومثل هذا كثير.



2 - الأمر الثانى : أن شهر شعبان ترفع فيه أعمال العباد ـ طول السنة - إلى الله فأحب أن ترفع إليه أعمالى وأنا صائم ،. قيل ما معنى هذا مع أنه ثبت في الصحيحين أن الله عز وجل يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل ، قال السندى فى شرحه لسـنن النسائى: يحتمل أمران :
أحدهما : أن أعمال العباد تعرض على الله تعالى كل يوم ، ثم تعرض عليه أعمال الجمعة في كل اثنين وخميس ، ثم تعرض عليه أعمال السنة في شعبان ، فتعرض عرضا بعد عرض ، ولكل عرض حكمة يُطْلع الله سبحانه وتعالي عليها من يشاء من خلقه ، أو يستأثر بها عنده ، مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية .
ثانيهما : أن المراد أنها تعرض في اليوم تفصيلا ثم في الجمعة جملة أو بالعكس .
فكان النبى صلي الله عليه وسلم يكـثر من الصيام فيه ، لتكون أعماله حين ترفع محلا للعفو والمغفرة ، فالصـوم لا مثل له وهو جُـنَّة "وقاية " من عذاب الله ، وقد أجزل الله ثواب الصائمين ، وجعل لهم فرحة عند لقائه عز وجل.
3 - وأورد أهل العلم فائدة ثالثة : في الصيام في شعبان وهي توطين النفس وتهيئتها للصيام ؛ لتكون مستعدة لصيام رمضان ، سهلا عليها أداؤه . فهو كالتمرين على الصيام ( التسـخين قبل المباريات الرياضية )حتى لا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة.
4 - وفائدة أخرى رابعة : في الصيام في شعبان وهي أنه يعقبه رمضان وصومه مفترض , وليس فى رمضان مجال لصوم التطوع ، فكان يكثر من الصوم في شعبان تعويضا عما يفوته من التطوع في أيام رمضان .
5 - وقيل الحكمة : هى أن صوم شعبان بالنسـبة لرمضان مثل السنن الرواتب بالنسبة للصلوات المكتوبة ، ويكون كأنه تقدمة لشهر رمضان ، أي كأنه سُـنَّة قبلية لشهر رمضان ، ولذلك سن الصيام فى شهر شعبان ، وسن الصيام ستة أيام بعد رمضان من شهر شوال كالراتبة قبل المكتوبة وبعدها.



*** *** ***


صوم سَِـرر شعبان :

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ : " هَلْ صُمْتَ مِنْ سُرَرِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئًا ؟؟ "يَعْنِي شَعْبَانَ قَالَ : لا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِصلي الله عليه وسلم :" فَإِذَا أَفْطَرْتَ مِنْ رَمَضَانَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ مَكَانَهُ "( [FONT="][9] )وجمهور العلماء من أهل اللغة والحديث والغريب : المراد بالسرر آخر الشهر , سميت بذلك لاستسرار( اختفاء ) القمر فيها ( [FONT="][10][/FONT] )[/FONT]
وأيا ما كان الخلاف فالحديث يدل على حرص الرسول صلي الله عليه وسلم على أن يكون للمسلم صيام فى شهر شعبان ، لدرجة أنه أمر الرجل الذى لم يصم من سـرر شعبان ، أن يصوم يومين بعد الانتهاء من صوم رمضان ، بدلا من سرر شعبان التى لم يصمها.
فينبغي للمسلم أن يبادر باغتنام الأيام الفاضلة ، وخاصة في هذا الزمان الذي نعيشه ــ زمان الفتن والعياذ بالله ــ حيث انقلبت الموازين ، وتبدلت المعايير ،وغير ذلك كثير مما لا يخفى على أحد، إنه زمان الفتن التي حذرنا منها النبى صلي الله عليه وسلم حين قَالَ : " بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا"( [FONT="][11] )[/FONT]
فمن جماع ما سبق دليل على فضل الصوم في شعبان ؛ ولهذا كان يكثرصلي الله عليه وسلم من الصيام فيه ، ولاشك أن الغرض من ذلك أن تقتدى به أمته صلي الله عليه وسلم وها نحن قد جاءتنا الفرصة الكبيرة والمنحة الجليلة ، وأنعم الله علينا بمجيء شهر شعبان الذي اهتم به سلفنا الصالح اهتماما عظيما ؛ إذ هو كالمقدمة لشهر رمضان المبارك ؛ولذلك كانوا يقضونه كله في أعمال رمضان كالصيام وقراءة القرآن وغيرها من العبادات ليحصل التأهب والاستعداد لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )



[FONT="][1][/FONT] آل عمران : من الآية30



[FONT="][2][/FONT] صحيح الترغيب والترهيب 1 /247


[FONT="][3][/FONT] صحيح وضعيف سنن أبي داود [5 /336]



[FONT="][4][/FONT] مسلم 1958


[FONT="][5][/FONT] وقد نقل الترمذي عن ابن المبارك أنه قال : " جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله , ويقال قام فلان ليلته أجمع ولعله قد تعشى واشتغل ببعض أمره. قال الترمذي : كأن ابن المبارك جمع بين الحديثين بذلك , وحاصله أن الرواية الأولى مفسرة للثانية مخصصة لها وأن المراد بالكل الأكثر وهو مجاز قليل الاستعمال , ولكن الطيبي استبعده وقال : لأن الكل تأكيد لإرادة الشمول ودفع التجوز , فتفسيره بالبعض مناف له , قال : فيحمل على أنه كان يصوم شعبان كله تارة ويصوم معظمه أخرى لئلا يتوهم أنه واجب كله كرمضان.


[FONT="][6][/FONT] فالخلاصة أن الملل من الباري إنما هو ترك الإثابة والإعطاء ، والملل منا هو السآمة والعجز عن الفعل ، إلا أنه لما كان معنى الأمرين الترك وصف تركه عز وجل بالملل على معنى المقابلة .وإطلاقه على الله عز وجل من باب الازدواج والمشاكلة , والعرب تذكر إحدى اللفظتين موافقة للأخرى وإن خالفتها معنى ، كما في قوله عز وجل : " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا " ( الشورى من الآية 40 )

[FONT="][7][/FONT] فتح البارى ج 4 ص 213 و صحيح مسلم 6 /32

[FONT="][8][/FONT] شرح معانى الآثار للطحاوى ج2 ص82 و سنن النسائي 8 /59



[FONT="][9][/FONT] صحيح مسلم 6 /60


[FONT="][10][/FONT] ضبطوا ( سرر ) بفتح السين وكسرها , وهو جمع ( سرة ) ويقال : أيضا سَرار وسِرار بفتح السين وكسرها وكله من الاستسرار , وجمهور العلماء من أهل اللغة والحديث والغريب : المراد بالسرر آخر الشهر , سميت بذلك لاستسرار القمر فيها ، وأنكر بعضهم هذا , وقال : المراد وسط الشهر , قال هذا القائل : لم يأت في صيام آخر الشهر ندب فلا يحمل الحديث عليه , بخلاف وسطه فإنها أيام البيض , وروى سرره : أوله , و الصحيح ــ كما قال البيهقي في السنن الكبير وكما قال الهروي ــ أن الأشهر والذي يعرفه الناس أن سرره آخره ، وأن المراد آخر الشهر, وعلى هذا يقال : هذا الحديث مخالف للأحاديث الصحيحة في النهي عن تقديم رمضان بصوم يوم ويومين , ويجاب عنه بما أجاب المازري وغيره , وهو أن هذا الرجل كان معتاد الصيام آخر الشهر أو نذره فتركه بخوفه من الدخول في النهي عن تقدم رمضان , فبين له النبي صلي الله عليه وسلم أن الصوم المعتاد لا يدخل في النهي , وإنما ننهى عن غير المعتاد . والله أعلم (شرح النووى للحديث بصحيح مسلم بتصرف )
وأَمُره صلي الله عليه وسلم بصوم يومين من شوال أراد به أنها السرار وذلك ان الشهر إذا كان تسعا وعشرين يستتر القمر يوما واحدا وإذا كان الشهر ثلاثين يستتر القمر يومين والوقت الذي خاطب صلي الله عليه وسلم بهذا الخطاب يشبه ان يكون عدد شعبان كان ثلاثين من أجله أمر بصوم يومين من شوال . (صحيح ابن حبان ج 8 ص 354)


[FONT="][11][/FONT] صحيح مسلم 1 /297
المشاهدات 26436 | التعليقات 2


جزاكم الله خيرا علي نقدكم البناء ،

الذي نعتز به أيما اعتزاز

ونسأل الله أن يحفظكم سندا للدعوة الإسلامية


الشيخ جابر السيد الحناوي.
أسأل الله تعالى أن يجزيك خيراً على هذه الخطبة القيمة المتينة المليئة بالفوائد المركزة، وهذا ما ندعوا إخواننا إليه.
فالوحدة الموضوعية في هذه الخطبة ظاهرة، وهذا أدى إلى التخصص والعمق،
ولذلك نقول:
مثل هذه الخطبة تفيد العامة ويفهمونها تماماً ،،،
وكذلك تفيد الخاصة من العلماء وطلبة العلم ،،،
لأنها دخلت في الدقائق والتفاصيل التي لا يحيط بها أغلب طلبة العلم.