خطبة: أعداء الإسلام في القديم والحديث

عايد القزلان التميمي
1434/07/21 - 2013/05/31 08:23AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه خطبة عن أعداء الإسلام قديما وحديثا
أسأل الله أن ينفع به
استفدت كثيرا من خطبة لشيخنا الشيخ العلامه صالح الفوزان
ومن خطبةٍ لإمام الحرم المكي الشيخ صالح بن طالب

الحمد لله القوي العزيز؛ ناصر المستضعفين، وكاسر الجبابرة المستكبرين، نحمده حمد الشاكرين، ونستغفره استغفار المذنبين، ونسأله من فضله العظيم؛ فلا قوة إلا به سبحانه، ولا عِزَّ إلا في دينه، ولا نَصْرَ إلا باتباع شريعته، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ كتب العز والنصر للمؤمنين، وألقى الذل والصغار على الكافرين والمنافقين، {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ} ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله؛ قام في الناس في إحدى مغازيه فقال: ((أَيُّهَا الناس، لا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فإذا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ))، ثُمَّ قال: ((اللهم مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عليهم))، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى واشكروه على نعمه الظاهرة والباطنة (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا). فأعظم نعمة أنعم الله بها على أهل الأرض عامة وعلى المؤمنين خاصة نعمة الإسلام، وبعثة نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام.

لقد كان أهل الأرض قبل مجيء الإسلام في ظلام دامس، وضلال طامس؛ فالمجوسية القذرة تسيطر على أهل المشرق، والنصرانية الضالة تسيطر على أهل المغرب، ومعظم بلاد العرب، واليهودية البغيضة الحاقدة تنتشر في شرق البلاد وغربها؛ تنشر الفساد، والوثنية تسيطر على جزيرة العرب، وغيرت دين إبراهيم الخليل عليه السلام، وملأت المسجد الحرام والبيت العتيق بالأصنام؛ وهكذا انطمست أنوار الرسالات السماوية وتلاعب الشيطان ببني آدم، فاشتدت حاجة أهل الأرض إلى بعثة نبي من عند الله يخرجهم من هذه الظلمات إلى النور، فأدركتهم رحمة أرحم الراحمين، وكانت بعثة محمد خاتم النبيين، فأشرقت به الأرض بعد ظلماتها، واجتمعت عليه الأمة بعد شتاتها، وجاء هذا الإسلام العظيم، يحمل للبشرية كل خير ويزيح عنها كل شر.

واختار الله له أنصاراً وأعواناً هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أبر الناس قلوباً، وأغزرهم علماً، وأقلهم تكلفاً، فجاهدوا في الله حق جهاده، ونشروا هذا الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها حتى أظهره الله على الدين كله؛ وفجروا ينابيع العلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى ملؤوا مدارس العالم ومكاتب الدنيا بعلومهم ومؤلفاتهم، مما لم يعرف العالم له نظيراً من سائر الأديان هذا هو دين الإسلام الذي شهد الله له بالكمال فقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً).

عباد الله: لقد وقف الشيطان وحزبه من هذا الدين- ولا يزالون يقفون- موقف العدو اللدود، واستخدموا كل ما يملكون من الوسائل للقضاء عليه أو للصد عنه أو لتشويهه، حاربوه فانتصر عليهم، وامتد نوره في المشارق والمغارب، فاعتنقته القلوب السليمة والفطر المستقيمة؛ لأنه دين الفطرة الذي يلائم كل زمان ومكان.

عباد الله : ويبقى الإسلام منتصراً ويبقى من تمسك به منصوراً، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ).

أيها المسلمون: وفي عصرنا هذا يواصل أعداء الإسلام من الشيوعيين والصليبيين واليهود والرافضة والمنافقين حربهم ضد الإسلام؛ ويبقى الإسلام شامخاً منتصرا وحصناً منيعاً لا تصل إليه سهام الأعداء قال سبحانه (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).

عباد الله: إن الإسلام ليس بالتسمي والانتماء.. إنه قول وعمل واعتقاد. إنه دين ودولة. إنه عقيدة وسلوك. إن هذا الإسلام محفوظ بحفظ الله له، إذا تولى عنه قوم استبدلهم الله بخير منهم (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) وقال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

بارَك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ..

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي عزَّ وملَك، ودانَت له الأكوانُ وما دارَ في الفلَك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه، صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عليه، وعلى آله وصحبِه أجمعين.

أما بعد: فيا أيها المسلمون، إنَّ في كتاب الله مواساة لكل مُؤمنٍ، وهدايةٌ لكل مُوقِنٍ، ولن يُضيِّع اللهُ عبادَه المُؤمنين، وفي أعقابِ البلاء قال الله تعالى لأوليائِه: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ

عباد الله فإن يقينَنا بالله تعالى عظيم، وإيمانَنا بإنجاز وعده كبير، والله تعالى هو الملجأُ وإن انقطَعَت السُّبُل، وإليه المُلتجأُ وإن ضاقَت الحِيَل، ولا غالبَ إلا الله.

وإنَّ حقًّا على كل مسلمٍ في هذه الساعات أن يبتهِلَ إلى الله بأصدقِ الدعوات لإخوانِه المُسلمين المظلُومِين، والذين تكالَبَت عليهم المصائب، ولا ناصِرَ لهم إلا الله.

لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السماوات وربُّ الأرض وربُّ العرش الكريم.

اللهم يا مَن لا يُهزمُ جُندُك، ولا يُخلَفُ وعدُك، ولا يُردُّ أمرُك، سبحانك وبحمدِك، عزَّ جارُك، وجلَّ ثناؤُك، وتقدَّسَت أسماؤُك، نسألُك اللهم باسمِك الأعظم أن تلطُفَ بإخواننا في سُوريا، اللهم الطُف بإخواننا في سوريا، اللهم ارفَع عنهم البلاء، وعجِّل لهم بالفَرَج، اللهم ارحَم ضعفَهم، واجبُر كسرَهم، وتولَّ أمرَهم، يا راحِمَ المُستضعَفين، ويا ناصِرَ المظلومِين.

اللهم يا مُنزِلَ الملائكة يوم بدر، ومُشتِّت الأحزاب يوم الخندق، اللهم انصُر المُجاهِدين في سبيلِك في بلاد الشام عامَّةً، وفي القُصير خاصَّةً، اللهم فُكَّ حِصارَهم، واحقِن دماءَهم، وآمِن روعاتهم، واحفَظ أعراضَهم، وسُدَّ خلَّتَهم، وأطعِم جائِعَهم، واربِط على قلوبِهم، وثبِّت أقدامَهم، وانصُرهم على من بغَى عليهم

اللَّهُمَّ أَرِنَا فِي النُّصَيْرِيِّينَ وَسَائِرِ البَاطِنِيِّينَ وأعوانهم عجائب قدرتك، وَأَنْزِلْ بِهِمْ بَأْسَكَ، اللَّهُمَّ اكسر شَوْكَتَهُمْ، وَنَكِّسْ رَايَتَهُمْ، وَأَعِدْهُمْ إِلَى الذُّلِّ وَالهَوَانِ كَمَا كَانُوا، وَانْصُرْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ، اللَّهُمَّ اشْفِ صُدُورَ المُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ، يَا حِيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يَا سَمِيعُ يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ.
المرفقات

خطبة أعداء الإسلام في القديم والحديث.doc

خطبة أعداء الإسلام في القديم والحديث.doc

المشاهدات 2933 | التعليقات 0