خطبة أحوالنا مع القران ( مختصرة )

سعيد الشهراني
1444/07/24 - 2023/02/15 13:46PM

الخطبة الأولى :

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ                                                                       أما بعد :

أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .

عباد الله : سؤال يدور في البال ؟ ماهي أحوالنا مع القران ؟ هل لك  ورد يومي من كتاب الله  كجزء أو حزب أو عدد من الصفحات لا يمكن أن تبيت ليلتك إلا وقد قرأت وردك؟!  فإذا لم يكن لديك ورد يومي، فهل لك ورد أسبوعي؟! أو شهري على الأقل؟! أم أن أغلبنا ليس له إلا ورده السنوي الرمضاني؟!

متى هي اخر مرة فتحت القران وقرأت ماتيسر لك ؟ متى هي آخر مرة ختمت فيها القرآن الكريم ؟

 هل لنا مصاحف خاصة في بيوتنا، أو في مكاتبنا، أو في سيارتنا؛ أو هواتفنا المحمولة ؟!

ماذا لو أمسكنا المصحف كما نمسك الجوال ونلهو به ؟!

لكم أن تتخيلوا المنظر العظيم للمسلمين وهم يمسكون بمصاحفهم كما يمسكون بجوالاتهم..

ناهيك أن البعض قد حمّل في جواله التطبيقات وكل البرامج، إلا تطبيق القرآن الكريم!

كم هي الساعات التي تمر علينا ، وأوقات الانتظار، عند الإشارة، وفي العيادات ؛ وعند صرف الدواء ؛ وغيرها من الأماكن  ... فلا نستفيد منها بما هو مفيد..

أسئلة كثيرة طرحتها بين أيديكم والجواب ياعباد الله أنه ليست كل الذنوب أفعالاً، بل كثيرٌ من ذنوبنا تركاً، فترك بر الوالدين ذنب، وترك الصلاة ذنب وكل واجب يتركه المسلم فهو عليه ذنب، وكذلك ترك قراءة القرآن وهجره ذنب يأثم عليه الإنسان..

ألم تعلم يا عبد الله فضل وعظم أجر قراءة القران استمع لهذا الحديث  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ) .

ألم ترى يا عبد الله  أن البعض يشعر بالقسوة في قلبه ولا يدري من أين ؟ ويشعر البعض بألم وضيق وحرج ؛ وتمر ساعات الإنسان وهو لا ينجز شيئا قد ذهب وقته بلا بركة وهذا والله من هجر القران وعقوبة إهماله وهجره وتضييعه. يقول الله -جل وعلا-: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا  ) فاللهم اجعلنا من أهل القران وأعنا على تلاوته اناء الليل وأطراف النهار .

أقول قولي هذا واستغفروا الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِية :

الحمد لله على إحسانِهِ، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتنانِهِ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، تعظيمًا لشأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، الداعي إلى رضوانِهِ، صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا أمَّا بــــــعــــــــــدُ:

فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ واعلمُوا أنّ هَجْرَ القرآنِ الكريمِ نذيرُ شؤمٍ، وعلامةٌ على تَسَلُّطِ الشيطانِ، وقد شكا النبي ﷺ إلى ربِّهِ عَزَّ وجلَّ هَجْرَ قومِهِ للقرآنِ فقالَ: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}

عبد الله : اجْعَلْ لَكَ وِرْدًا يَوْمِيًّا مِنَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ لا تتركه أبدا , وَلْيَكُنْ جُزءًا يَوْمِيًّا علَىَ تَرْتِيبِ الشَّهْرِ, وَتَوْضِيحُ ذَلِكَ: أَنَّ الْقُرْآنَ ثَلاثُونَ جُزْءًا وَالشَّهْرُ ثلاثون يَوْمًا أَو تسع وعشرون يَوْمًا, فَكُنْ مُرَتَّبَاً فَتَقْرَأَ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءًا مِنَ الْقُرْآنِ وَيَكُونُ ذَلِكَ مُوَافِقًا لِتَارِيخِ الْيَوْمِ الذِي أَنْتَ فِيهِ, فَمَثَلَاً نَحْنُ الْيَوْمَ الْجُمْعَةَ السادس والعشرون مِنْ شَهْرِ رَجب , فَيَكُونُ وِرْدُكَ الْيَوْمَ هُوَ الْجُزْءَ السَّادس والعشرون, وَهَكَذَا.

واعلموا رحمكم الله أن تلاوة جزء يستغرق من الوقت حوالي عشرون دقيقة من وقتك طوال اليوم بمعدل دقيقة لكل صفحة ؛ فالبدار البدار وعليك بمجاهدة النفس على ذلك وستجد بإذن الله في يومك ووقتك بركة وفي صدرك إنشراحا وسعادة ..  فاللهم رطب ألسنتا بقراءة القران .

هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة .....

المشاهدات 920 | التعليقات 0