خطبة : ( أثبت وجودك )

عبدالله البصري
1435/06/25 - 2014/04/25 08:02AM
أثبت وجودك !! 25 / 6 / 1435
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللهَ يَجعَلْ لَكُم فُرقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِرْ لَكُم وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، يَختَلِفُ اثنَانِ عَلَى قَدرٍ صَغِيرٍ مِن أَرضٍ كَبِيرَةٍ ، أَو يَحصُلُ مِن فَردٍ عَلَى آخَرَ خَطَأٌ غَيرُ مَقصُودٍ ، في طَرِيقٍ أَو شَارِعٍ أَو مَوقِفٍ أَو سُوقٍ ، فَيَتَحَامَقُ أَحَدُهُمَا وَيَركَبُ رَأسَهُ ، وَيَتَعَاظَمُ الآخَرُ وَيَرَى نَفسَهُ ، وَيَأبى كُلُّ وَاحِدٍ أَن يَتَنَازَلَ عَمَّا في خَاطِرِهِ ، ظَانًّا أَنَّ هَذَا نَقصٌ في قَدرِهِ ، وَيَزدَادُ الكَلامُ وَيَكثُرُ الجِدَالُ ، وَتَتَّسِعُ الفَجوَةُ وَيَطُولُ الخِلافُ ، وَقَد يَؤُزُّ الشَّيطَانُ أَحَدَهُمَا فَيَمَدُّ يَدَهُ أَو يَرفَعُ سِلاحَهُ ، لِيَضرِبَ أَو يَقتُلَ ، ثم تَبلُغُ الأُمُورُ مَبلَغًا لم يَكُنْ في الحِسبَانِ ، وَتَطَالُ القَضِيَّةُ أَقَارِبَ الاثنَينِ وَتَنَالُ أُسرَتَيهِمَا ، وَقَد تُهَانُ لِذَلِكَ رُؤُوسٌ وَتُخضَعُ أَعنَاقٌ ، أَو تُدفَعُ أَموَالٌ وَتُرَاقُ مِيَاهُ وُجُوهٍ ، وَقَد يُقتَصُّ لِلمُعتَدَى عَلَيهِ بِجَلدِ المُعتَدِي أَو سَجنِهِ أَو قَتلِهِ ، وَتَحصُلُ أُمُورٌ شَائِكَةٌ وَقَضَايَا مُتَدَاخِلَةٌ ، كَانَ التَّسَامُحُ في بِدَايَةِ الأَمرِ وَالتَّنَاسِي المُبَاشِرِ ، كَفِيلاً بِإِرَاحَةِ النُّفُوسِ مِن كَثِيرٍ مِن آثَارِهَا السَّيِّئَةِ ، وَتَخلِيصِهَا مِن نَتَائِجِهَا الوَخِيمَةِ ، لَكِنَّ إِبَاءَ كُلِّ وَاحِدٍ إِلاَّ أَن يُثبِتَ وُجُودَهُ وَيُبرِزَ ذَاتَهُ ، وَظَنَّهُ أَنَّ في التَّنَازُلِ مِنَ البِدَايَةِ إِهَانَةً لِشَخصِهِ وَضَعفًا أَمَامَ خَصمِهِ ، هُوَ الَّذِي صَنَعَ بِهِمَا مَا صَنَعَ ، وَإِلاَّ فَمَا مِن أَحَدٍ يَقرَأُ التَّأرِيخَ فَيَعقِلُ وَيَعتَبِرُ ، إِلاَّ عَلِمَ أَنَّهُ مَا اعتَدَى أَحَدٌ عَلَى آخَرَ وَاستَضعَفَهُ وَاستَصغَرَهُ ، إِلاَّ وَجَدَ مِن ذَلِكَ المُستَضعَفِ عِندَ نَفَادِ صَبرِهِ أَسَدًا هَصُورًا وَلَيثًا كَاسِرًا ، يَبِيعُ نَفسَهُ وَيَستَجمِعُ قُوَّتَهُ ؛ لِيُخضِعَ ذَلِكَ الأَنفَ الَّذِي اشمَخَرَّ عَلَيهِ يَومًا وَيُرغِمَهُ ، وَحَتى وَإِنْ هُوَ ضَعُفَ في البِدَايَةِ أَو تَأَخَّرَ ، فَإِنَّمَا هِيَ استِرَاحَةٌ لإِحكَامِ الخُطَّةِ لِلانقِضَاضِ ، وَانتِظَارٌ لِلفُرصَةِ المُنَاسِبَةِ لِلتَّنفِيذِ ، لِيَأخُذَ بِثَأرِهِ وَيَنتَصِرَ لِنَفسِهِ .
أَجَلْ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ إِنَّ إِثبَاتَ الوُجُودِ عِندَ أَيِّ خِلافٍ ، هَدَفٌ شَيطَانِيٌّ وَغَايَةٌ إِبلِيسِيَّةٌ ، غَرَسَهَا العَدُوُّ الأَوَّلُ لِلإِنسَانِ في كَثِيرٍ مِنَ النُّفُوسِ ، وَمَلأَ بها جَوَانِحَ فِئَامٍ مِنَ النَّاسِ ، حَتى غَدَا كَثِيرٌ مِنهُم يَسِيرُ بَينَ النَّاسِ مُنتَفِخَ الصَّدرِ مُرتَفِعَ الهَامَةِ ، يَتَبَختَرُ في مِشيَتِهِ ، وَيَتَعَاظَمُ في هَيئَتِهِ ، وَيَلتَفِتُ إِلى مَن حَولَهُ التِفَاتَ المُعَظِّمِ لِنَفسِهِ ، وَيَنظُرُ إِلَيهِم شَزْرًا وَكَأَنَّهُ الوَحِيدُ في عَالَمِهِ ، وَمَا عَلِمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنَّ وُجُودَهُ في هَذِهِ الدُّنيَا وُجُودٌ نَاقِصٌ ، سَبَقَهُ عَدَمٌ وَيَلحَقُهُ فَنَاءٌ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " هَل أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهرِ لم يَكُنْ شَيئًا مَذكُورًا "
وَقَالَ ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " أَوَلا يَذكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقنَاهُ مِن قَبلُ وَلم يَكُ شَيئًا "
وَقَالَ ـ تَعَالى ـ : " قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكفَرَهُ . مِن أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ . مِن نُطفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ . ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ . ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقبَرَهُ . ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ "
وَقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن ضَعفٍ ثم جَعَلَ مِن بَعدِ ضَعفٍ قُوَّةً ثم جَعَلَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ ضَعفًا وَشَيبَةً يَخلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ "
وَقَالَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ : " كُلُّ مَن عَلَيهَا فَانٍ . وَيَبقَى وَجهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ وَالإِكرَامِ "
إِنَّهُ لَوِ اجتَمَعَ كُلُّ مَن في الأَرضِ ، مَا مَلَؤُوا رُكنًا مِن أَركَانِهَا ، بَينَمَا لا يُوجَدُ في السَّمَاءِ مَوضِعُ قَدَمٍ أَو أَربَعَةِ أَصَابِعَ ، إِلاَّ وَفِيهِ مَلَكُ يَعبُدُ اللهَ لا يَعصِيهِ ، عَن أَبي ذَرٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَ : قَرَأَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ " هَل أَتى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهرِ " حَتى خَتَمَهَا ثم قَالَ : " إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَونَ وَأَسمَعُ مَا لا تَسمَعُونَ ، أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لها أَن تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوضِعُ قَدَمٍ إِلاَّ مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبهَتَهُ سَاجِدًا للهِ ... " الحَدِيثَ رَوَاهُ الحَاكِمُ وَغَيرُهُ وحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ .
إِنَّهَ لَو كَانَ وُجُودُ الإِنسَانِ في هَذِهِ الحَيَاةِ دَائِمًا ، لَكَانَ مِنَ الأَولى بِهِ أَن يَحرِصَ عَلَى بِنَاءِ عِلاقَاتٍ حَسَنَةٍ مَعَ مَن حَولَهُ ؛ لِيَكسِبَ وُدَّهُم وَيَملِكَ قُلُوبَهُم ، فَكَيفَ وَهُوَ الرَّاحِلُ عَمَّا قَرِيبٍ ، المُحتَاجُ إِلى الحَسَنَةِ الَّتي تَلحَقُهُ بَعدَ مَوتِهِ .
وَقَد كَانَ النَّاسُ في الجَاهِلِيَّةِ يَحرِصُونَ عَلَى بَقَاءِ الذِّكرِ الحَسَنِ بَعدَهُم ؛ لِيُمدَحُوا كُلَّمَا ذُكِرُوا ، وَيُرفَعَ شَأنُهُم وَيُطرَوا ، وَلَكِنَّ لِلمُسلِمِ مَعَ هَذَا الأَمرِ شَأنًا آخَرَ ، فَهُوَ ـ وَلا شَكَّ ـ يَحرِصُ عَلَى حِمَايَةِ عِرضِهِ مِنَ الذَّمِّ وَبَقَاءِ ذِكرِهِ الحَسَنِ ، لا لِيُمدَحَ وَيُثنَى عَلَيهِ وَيُشَادَ بِهِ فَحَسبُ ، وَلَكِنْ لِيُدعَى لَهُ بَعدَ مَوتِهِ ، فَيَكسِبَ حَسَنَةً لَعَلَّهَا أَن تُنجِيَهُ ، لا لِيُدعَى عَلَيهِ وَتُطرَحَ عَلَيهِ سَيِّئَةٌ فَتُردِيَهُ .
إِنَّ الوُجُودَ الحَقِيقِيَّ لِلمَرءِ ، لَيسَ في كَونِهِ حَيًّا يَأكُلُ وَيَشرَبُ وَيَنكَحُ ، أَو يَجمَعُ الدُّنيَا وَيَتَّجِرُ وَيَربَحُ ، أَو يَغلِبُ مَن سِوَاهُ وَيَستَبِدُّ وَيَشِحُّ ، وَلَكِنَّ الوُجُودَ الحَقِيقِيَّ لَهُ ، هُوَ وُجُودُهُ في القُلُوبِ ، فَكَم مِمَّن هُوَ بَينَ النَّاسِ بِجِسمِهِ ، بَعِيدٌ عَنِ القُلُوبِ في مَنأًى عَنِ الأَفئِدَةِ ! وَكَم مِن آخَرَ قَد مَاتَ وَمَرَّتِ السَّنَوَاتُ عَلَى فَقدِ العُيُونِ لَهُ ، وَلَكِنَّ القُلُوبَ مَا زَالَت تَرَاهُ وَلا تَمَلُّ مِن ذِكرَاهُ ! إِنَّهَا مَحَبَّةُ اللهِ لِعَبدٍ مِن عِبَادِهِ ، تَجعَلُ القُلُوبَ تَمِيلُ إِلَيهِ وَتُحِبُّهُ ، وَبُغضُهُ ـ تَعَالى ـ لآخَرَ ، يَجعَلُ الصُّدُورَ لا تَنشَرِحُ لَهُ وَلا تَرتَاحُ ، قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبدًا دَعَا جِبرِيلَ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبَّهُ ، قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبرِيلُ ، ثم يُنَادِي في السَّمَاءِ فَيَقُولُ : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهلُ السَّمَاءِ ، ثم يُوضَعُ لَهُ القَبولُ في الأَرضِ . وَإِذَا أَبغَضَ عَبدًا دَعَا جِبرِيلَ فَيَقُولُ : إِنِّي أُبغِضُ فُلانًا فَأَبغِضْهُ ، فَيُبغِضُهُ جِبرِيلُ ، ثم يُنَادِي في أَهلِ السَّمَاءِ : إِنَّ اللهَ يُبغِضُ فُلانًا فَأَبغِضُوهُ . قَالَ : فَيُبغِضُونَهُ ، ثم يُوضَعُ لَهُ البَغضَاءُ في الأَرضِ " رَوَاهُ مُسلِمٌ . نَعَم ـ أَخِي المُسلِمَ ـ إِذَا أَحَبَّكَ اللهُ ، فَأَنتَ مَوجُودٌ وَلَو كُنتَ بَعِيدًا ، وَإِذَا أَبغَضَ اللهُ البَعِيدَ ، فَهُوَ مَفُقودٌ وَلَو كَانَ قَرِيبًا ، وَلَكِنَّ لِتِلكَ المَحَبَّةِ أَسبَابًا تُوجِبُهَا وَتَجلِبُهَا ، وَهِيَ تَعُودُ كُلُّهَا إِلى أَصلَينِ عَظِيمَينِ ، أَوصَى بِهِمَا النَّاصِحُ الحَبِيبُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ مَن سَأَلَهُ وَاستَوصَاهُ ، فَعَن سَهلِ بنِ سَعدٍ السَّاعِدِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَ : أَتَى النَّبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، دُلَّني عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلتُهُ أَحَبَّنِيَ اللهُ وَأَحَبَّني النَّاسُ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " اِزهَدْ في الدُّنيَا يُحِبَّكَ اللهُ ، وَازهَدْ فِيمَا في أَيدِي النَّاسِ يُحِبُّوكَ " رَوَاهُ ابنُ مَاجَه وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَاحرِصُوا عَلَى مَا تَنَالُونَ بِهِ مَحَبَّةَ رَبِّكُم لِيُحَبِّبَكُم إِلى عِبَادِهِ ، وَأَعطُوا تُعطَوا ، وَأَحسِنُوا يُحسَنْ إِلَيكُم .
أَحسِنْ إِلى النَّاسِ تَستَعبِدْ قُلُوبَهُمُ ** فَطَالَمَا استَعبَدَ الإِنسَانَ إِحسَانُ
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، حِينَمَا يَظُنُّ امرُؤٌ أَنَّهُ يَستَطِيعُ رَسمَ حُدُودٍ لِوُجُودِهِ ، فَلْيَعلَمْ أَنَّهُ إِنَّمَا يَسعَى في فَتلِ قُيُودِهِ ، فَإِثبَاتُ الوُجُودِ بَينَ النَّاسِ ، لَيسَ حِكَايَةً تُحكَى في مَجلِسٍ فَتَنتَهِي ، أَو مَوقِفًا يُروَى لأَصحَابٍ فَيَنقَضِي ، وَلَكِنَّهُ رِوَايَةٌ طَوِيلَةٌ وَقِصَّةُ حَيَاةٍ مُمتَدَّةٍ ، حَيَاةِ إِنسَانٍ حَسَنِ الأَخلاقِ كَرِيمِ السَّجَايَا ، مُمتَدِّ اليَدِ بِالهِبَاتِ وَالعَطَايَا ، قَاصِرِ اللِّسَانِ عَنِ البَذَاءَةِ مُتَرَفِّعٍ عَنِ الدَّنَايَا ، وَفِيٍّ حَيِيٍّ حَلِيمٍ ، صَدُوقٍ رَؤُوفٍ رَحِيمٍ ، جَوَادٍ سَمحٍ كَرِيمٍ ، ثَابِتٍ في مَبَادِئِهِ ، مُتَمَسِّكٍ بِقِيَمِهِ ، كَاظِمٍ لِغَيظِهِ عَافٍ عَمَّن أَسَاءَ إِلَيهِ ، عَفِيفٍ لَطِيفٍ رَفِيقٍ رَقِيقٍ ، غَيرِ هَلُوعٍ وَلا جَزُوعٍ ، وَلا مُجَادِلٍ ولا لَجُوجٍ ، حَازِمٍ في غَيرِ قَسوَةٍ ، لَيِّنٍ في غَيرِ ضَعفٍ ، شِعَارُهُ اللِّينُ وَالتَّوَاضُعُ ، وَدِثَارُهُ العَفوُ وَالتَّسَامُحُ ، لا يَعرِفُ حُبُّ الانتِقَامِ إِلى قَلبِهِ سَبِيلاً ، بَل يَصِلُ مَن قَطَعَهُ ، وَيُعطِي مَن حَرَمَهُ ، وَيَعفُو عَمَّن ظَلَمَهُ ، يَتَغَافَلُ وَيَستَرُ العُيُوبَ ، وَيَتَغَاضَى لِيَكسَبَ القُلُوبَ ، يَبدَأُ مَن لَقِيَهُ بِالسَّلامِ ، وَيَدعُو النَّاسَ بِأَحَبِّ أَسمَائِهِم . وَمِثلُ هَذَا ، هُوَ المَوجُودُ المَعدُودُ ، المُقَدَّرُ المَودُودُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَاعرِفُوا لأَنفُسِكُم أَقدَارَهَا ، وَتَوَاضَعُوا وَتَطَامَنُوا ، وَخُذُوا الأُمُورَ بِالمُلايَنَةِ وَالمُيَاسَرَةِ ، فَإِنَّ مَن تَوَاضَعَ للهِ رَفَعَهُ اللهُ ، وَ" إِنَّمَا تَحرُمُ النَّارُ عَلَى كُلِّ هَينٍ لَينٍ قَرِيبٍ سَهلٍ "
المرفقات

أثبت وجودك.doc

أثبت وجودك.doc

أثبت وجودك.pdf

أثبت وجودك.pdf

المشاهدات 2781 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا