الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللهِ :قَالَ تَعَالَى :﴿وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ﴾ وَقَالَ ﷺ «لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَقَالَ ﷺ «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ . فَإِنَّ أَكْلَ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ مُحَرَّمٌ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ ،وَأَكْلَ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ يأخذ صورًا كثيرة, وأشكالاً مختلفة, منها أَكْلِ الرِّبَا وَأَكْلَ أَمْوَالِ الْيَتَامَى ظُلْمًا وَالسَّرِقَةِ، وَالْغَصْبِ وَالتَّغْرِيرِ، وَالرِّشْوَةِ، وَالْغِشِّ، وَالتَّزْوِيرِ وتطفيف الكيل والميزان والخداع وغيرها.
عِبَادَ اللهِ :ومن صور أَكْلَ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ القِمَـار
و الْقِمَارُ هو نظام لعب أو حدي يكون قائما على نظام المراهنة، كأن يُراهن أحدهم مثلا صديقه على مكسب لعبة معينة، مع وضع شرط للرهان او الكسب، وأن يدفع الخاسر مبلغ معين من المال، أو جزء من سلعة معينة، أو ماشابهه ذلك.
و يشترط في الْقِمَارُ أن تكون اللعبة من بدايتها قائمة على الحظ والنصيب، فلا مجال لتشغيل العقل والفكر.
وللْقِمَارُ أضرار كبيرة منها أنه يورث العداوة والبغضاء ويصد عن ذكر الله وإفساد التربية بتعويد النفس على الكسل وعدم السعي لاكتساب الرزق الحلال ويؤدي إلى إهمال للزراعة والصناعة والتجارة وإفلاس المقامر وخراب البيوت بالانتقال من الغنى إلى الفقر ولقد حرم الله القِمَـار وسماه ميسراً قَالَ تَعَالَى :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.وَقَالَ ﷺ «مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: وَاللَّاتِ وَالعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وأكبر دافع إلى الوقوع في القِمَـار هو الجهل وضعف الوازع الديني ورفاق السوء والتفكك الأسري و الفراغ وحب المال والسعي وراء سراب الربح السريع. عِبَادَ اللهِ : فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : الْمَيْسِرُ هُوَ الْقِمَارُ .
ومن أهم أشكال القِمَـار :لعبة القِمَـار بالأوراق والمعروفة بالشدة، حيث يعمل اللاعبون على تنظيم لعبة معينة تكون عبارة عن صفقة مبنية على الحظ، ليحصل الرابح فيها على مبلغ مالي. ومن أشكال القِمَـار: لعبة النرد أو طاولة الزهر، وفيها يُدخل الكثير من المقامرون عنصر المال، بناءً على الحظ قَالَ ﷺ «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ، فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.
وَقَالَ ﷺ «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ..أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللهِ : ومن أشكال القِمَـار:ألعاب القِمَـار الحديثة، والتي بدأت تنتشر بشكل واسع في العديد من البلدان، وبدأت تُنشأ لها صالات خاصة، ومن أشهرها لعبة البوكر المبنية على الحصول على المال بالحظ .
كذلك المسابقات التلفزيونية تعتبر من أشكال القِمَـار التي زاد انتشارها مؤخراً. فهي مبنية على اقتطاع جزء من تكلفة المكالمة للمشتركين في المسابقة، وإجراء قرعة لاختيار الفائز بدون أي معايير واضحة.
ومن الأشكال بطاقات اليانصيب المنتشرة بكثرة في بلداننا العربية، حيث تُشترى بمبالغ مالية محددة، ليتم بعد ذلك عمل قرعة لاختيار صاحب الحظ، بدون أي معايير أو جهد. فاتقوا الله عِبَادَ اللهِ وَاجْتَنِبُوا القِمَـار قَالَ تَعَالَى﴿فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ هذا وصلوا..
