خطباء وأئمة عذبوا الناس د. عائض القرني

أبو عبد الرحمن
1430/10/22 - 2009/10/11 08:58AM
خطباء وأئمة عذبوا الناس
د. عائض القرني

يقول عليه الصلاة والسلام: «يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليتجوز، فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة» (متفق عليه)، وغضب صلى الله عليه وسلم على معاذ بن جبل، لما طول بالناس في الصلاة،
وقال: «أفتان أنت يا معاذ؟» ثلاثا، (أخرجه الشيخان)، وقد ابتلينا في عالمنا الإسلامي بأئمة وخطباء للمساجد عذبوا الناس بجهلهم بالشريعة الميسرة، والسنة السمحة،
فمنهم من حول التلاوة في المسجد إلى نواح كربلائي حسينـي، ومنهم من يصرخ في الميكرفون إذا كبر .......................،
ومنهم من حول التلاوة إلى مقامات حجازية، ومنهم من قلب الدعاء في التراويح إلى خطب منبرية وإلى حكايات عن الأموات وعجائب وغرائب عن أهل القبور، فهو يصف حالهم منذ أن ماتوا فغسلوا فكفنوا فصلي عليهم فدفنوا فغطوا بالتراب فأكلهم الدود فوزعت ثرواتهم وقسمت تركتهم وتزوجت نساؤهم وتيتم أطفالهم، ونسي ........... الدعاء لهم بالرحمة،
ومنهم من دخل في تفصيل التفاصيل في الدعاء، فدعا لفلسطين، والعراق، وأفغانستان، والشيشان، والصومال، والبوسنة والهرسك، ومسلمي الفلبين، وجبهة مورو، ومسلمي تايلاند، ومسلمي كوسوفو، وأهالي دارفور، وجزر الملوك، حتى نام الناس ...............
ومنهم خطيب حول خطبة الجمعة إلى مقامات الحريري مع السجع والتكلف والتعسف ................. فيقول مثلا: أيها المسلم عليك الرضا بالقضا، على جمر الغضى، ونسيان ما مضى، فما قضى قد انقضى، ثم يعجبه حرف آخر فينشب فيه، ........... وغالب جمهوره من النيجيريين وساحل العاج وإندونيسيا وطاشقند وتركمانستان وأبخازيا وجورجيا،
وهناك خطيب تحتاج إلى قاموس لتفهم مفرداته، فهو يقول: إن دستور الأخلاق يقوم على الوسط، بلا وكس ولا شطط؛ ليكون على أحسن نمط،
وخطب خطيب عن إنفلونزا الطيور أربعين دقيقة وخلص إلى أنها مؤامرة عالمية على المسلمين! فحمدنا الله ..........
وخطب خطيب في قرية عن الغزو الفكري وطوفان العولمة، وأهل القرية لا يعرفون نواقض الوضوء،
وخطب خطيب في البادية عن عملية السلام والتطبيع مع إسرائيل، وأقسم أنه لا يقبل بالدنية ولن يتم هذا الأمر، .............،
وغالب الخطباء يقرأون من أوراق صوروها من الكتب أو سحبوها من النت، فتأتي خطبهم باردة مثلجة .........هزيلة، ميتة، لأنها بلا روح ولا تأثير.............

وصلينا خلف إمام صلاة الفجر فقرأ سورة: (نون والقلم وما يسطرون) .........وما انتهى من الصلاة حتى عذبنا وشق علينا، فكلمته بعد الصلاة وقلت له: أنا صليت خلف الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، وهما عالما العصر وأتقى وأورع منا وأعلم منا فكانت صلاتهما يسيرة خفيفة لطيفة، وتلاوتهما سهلة ميسرة ..........وفهمت من جوابه أن من لم يعجبه أن يصلي معه فليصل في مسجد آخر!
وهناك إمام يصلي بعشرة خلفه ومكبرات الصوت على رؤوسهم، فيرفع صوته إلى النهاية، ويصرخ بالتكبير صراخا، ........، وما أدري ما السر وراء ذلك،........................................................
والواجب على القائمين على أمر الخطباء والأئمة أن يفهموهم السنة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه» (رواه مسلم)،
والأحسن والأجمل أن لا تزيد خطبة الجمعة في هذا العصر عن ربع ساعة، وأن تكون مركزة في موضوع واحد بأسلوب سهل جميل واضح ميسر، بلا تعذيب ولا تعنيف ولا تعسف ولا تكلف ولا تعمق ولا تشدق ولا تفيهق
وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال عنه ربه: «ونيسرك لليسرى» وقال هو صلى الله عليه وسلم: «إن الدين يسر»، وقال صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون والمتعمقون والمتشدقون والمتفيهقون».
المشاهدات 6070 | التعليقات 7

أجدني أتذكر بشدة قول الله تعالى :
((كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ...))

وقد كان للشيخ مندوحة عن هذا المقال الذي ظهرت السخرية فيه بشكل واضح يدعو من قرأه لاستهجانه وعدم الاستفادة مما فيه ...

وأخرى لا تخدم المقال ألا وهي نشره في جريدة معروف توجهها ...

والشيخ هو ممن علم الشباب مثل هذا التوجه الذي يمقته الآن فليعلمهم السنة والواجب بطريقة صحيحة وليترك الاستهزاء فما هو من هدي سيد الأنبياء ...

وأنت يا أبا عبدالرحمن أراك حذفت من المقال بعض ما لم يعجبك فليتك لم تنقله أصلا ...


أنصحك -أخي الحبيب- بالتلطف بالمشايخ والدعاة، وحسن الظن بهم، والتغافل عن زلاتهم إن وجدت، وأخطائهم -لاسيما والشيخ عائض القرني من الدعاة المعروفين والبارزين في العالم الاسلامي، وله بصمات واضحة في التأثير على الناس وحبهم له، وانتفع على يديه الكثير من شباب العالم الاسلامي؛ كل ذلك يجعلنا وإياك -أخي الحبيب- أشد تقديراً واحتراماً له حتى وإن أخطأ حسب نظرك... فأحسن الظن تسلم من الوقوع في المحظور الشرعي..


أتفهم بصورة واضحة هذه الردود المتناقضة سواء من الأخ مرور الكرام، أو الأخ عبد الله الخديري، وفي رأيي أن الإنسان إذا وقعت منه أمور يخالف عليها لا يحملنا ذلك على عدم القبول منه صرفاً ولا عدلاً، بل إن واجب العدل قائم، والإنصاف مطلوب، والاستفادة منه في الصواب محمودة.
وفي رأيي أن أبا عبد الرحمن لا يلام على النقل ، بل إن هذا الموقع المتخصص يستلزمه وأمثاله، وهو مشكور على تفاعله ، وقد احتاط كثيراً بما لا يلزمه؛ لكونه ناقلاً فحذف بعض المقاطع الساخرة التي لا يوافق عليها كاتب المقال.



[align=justify]
من المعلوم أنه لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس أو يخاطبهم بأسلوب السخرية, فالواجب اتباع هديه صلى الله عليه وسلم مع الجميع, سيما إذا كان الكلام موجها إلى من يقفون حيث وقف صلى الله عليه وسلم لتعليم الناس وتوجيههم للتي هي أحسن, فالأصل في النصيحة أن تكون بلين ورفق وفق المنهج الشرعي حتى لا تخرج عن غرضها, ونصيحة الأئمة والخطباء لها مجالاتها ومواضعها أما نشرها على الملأ في الجرائد السيّارة يقرؤها العوام والطغام فإن ذلك ذريعة لتطاول السفهاء عليهم, فليحذر الناصح أن تتحول نصيحته إلى فضيحة.
واليوم وقد غدا للأسلوب الساخر سوق رائجة, وأصبح مركبا يمتطيه ثلة من الكتبة لما يعلمون من أنه سلعة نافقة, كان على أهل الدين أن يتميزوا بالمنهج النبوي فيحسنون في كل حين امتثالا لأمر الله{ وقولوا للناس حسنا }.
أما وقد صار الخطأ منشوراٌ فلا ملامة على الرد المهذب إن كان منشوراٌ, لأنه عند العقلاء تقرر أن الخطأ إذا تكرر صعب أن يبرر, وحب المشايخ والدعاة موجود لكن الحق أحب وأحق أن يتبع.
[/align]


يا أحبابي
قصدي واضح
ولا أريد من قريب ولا من بعيد النيل من الشيخ عايض حفظه الله ورعاه شخصيا ...
والشيخ له سابقته التي لا تنكر ونحن نحفظ له حقه علينا وقد استفدنا منه في صغرنا وسمعنا محاضراته وخطبه وتأثرنا بها وهذا ماكنت أشير إليه في نقد المقالة ... وهي لا تنفك عن شخص الشيخ ومن ثم فهم بعض الإخوة أني أنقده شخصيا وهذا لم يحدث ...
المقصود أن هذا الأسلوب غير محبب وأن على المرء حين يريد نقد غيره أن ينظر لذلك المنقود في عمره وثقافته وما يحيط به وعليه أن يسأل نفسه :
ماذا فعل عندما كان في سنه وعلى نفس مستواه ؟؟
وهل كان حينها يقبل مثل هذا الأسلوب ؟؟
أظن هذا سيجعل النقد أكثر واقعية ومصداقية ..
والله أعلم ...


السلام عليكم أيها الأخوة الفضلاء أرى أن هذا الحوار خرج عن هدفه الأساسي وكان الأولى الاهتمام بما قصده الشيخ حفظه الله والإضافة إلى مضمون كلامه الذي هو من الحقيقة والواقع بمكان عظيم. فالمسلمون يعانون في شتى بقاع الإرض من خطباء غير أهل للوقوف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الكلام على اسلوب الشيخ وطريقته وأنه كان في مثل هذا المستوى من قبل فهذا ما لايليق بالعلماء. لقد كنا نستفيد أكثر لو شغلنا هذه الصفحة بحوادث مماثلة قابلتنا مما يثري الموضوع ويفيد الجميع.


لم يخرج الحوار عن هدفه ولله الحمد ... ومشايخنا أوسع صدورا من أن يغضبوا على من نصحهم وبين لهم ما لا يليق بهم ...

وما زلنا نؤكد على أهمية الرفق بالإخوة وأخذهم بالأسلوب الذي يليق بالكبار في سنهم وعلمهم من أمثال الشيخ عايض حفظه الله ورعاه ...

وهل من الرفق بهم أن ينصحوا بأسلوب ساخر في جريدة سيارة ...

ومثلك يا أخي أبا صهيب يعرف أن الجرائد تفرح أن يأتي مثل الشيخ عايض فيتهكم بالشباب المستقيم ليأخذوها ذريعة للنيل منهم وتنقصهم والتهكم بهم وإبعاد الناس عنهم ... فهل نفرحها على حساب إخواننا ...

علينا جميعا أن نتذكر (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ))

وأخذ الأمور في سياقاتها مطلب ...

وأنا حضرت قبل سنوات خطبا عند بعض المشايخ الذين يزرون على الشباب اليوم وكانت خطبهم ضعفي خطب الشباب الذين يزرون عليهم ... وكان حماسهم إذ ذاك أضعاف أضعاف ما عند الشباب ...

وأظن أن الشباب تعلموا منهم ... ولذا فعليهم أن يعلموهم السنة تطبيقا ومنهجا ... وأن يأخذوهم بالرفق وبالتذكير بالأدلة ... فهم أولى الناس بالبعد عن كل ما ينفر الشباب منهم ...

اللهم احفظ علماءنا ومشايخنا وانفعنا بعلمهم وبارك لنا في أعمارهم واوقاتهم وارزقنا حبهم وتقديرهم واحشرنا وإياهم ونبينا واجمعنا في دار صدق عندك يا مجيب الدعاء .