خطباء الجمعة بالعراق: سنحاكم المالكي وجيشه على جرائمهم

احمد ابوبكر
1435/05/07 - 2014/03/08 04:06AM
قال خطباء الجمعة في المحافظات السنية المنتفضة بالعراق انهم سيحاكمون الجيش العراقي وقائده العام رئيس الوزراء نوري المالكي على الجرائم التي يقترفونها في محافظة الانبار.
كما انتقد الخطباء الدول الخليجية لعدم دعمها حراكهم واكدوا الاستمرار باحتجاجاتهم حتى رفع الظلم عنهم.
وأقيمت اليوم صلوات الجمعة الموحدة تحت شعار "بثورتنا نحكم انفسنا بأنفسنا" حيث تناول الخطباء الظلم الذي يتعرض له ابناء المكون السني وقصف مدن محافظة الانبار الغربية وطالبوا في خطبهم المنظمات الاسلامية والدولية بالعمل على وقف قتل الأبرياء وتهجيرهم بمافيهم الاطفال والنساء والشيوخ واخراجهم من منازلهم عنوة بحجة الارهاب.
ففي تكريت مركز محافظة صلاح الدين على بعد 175 كلم شمال بغداد قال الخطيب ثامر البراك "لا حكومة ولا جيش في العراق وإنما اشباه حكومة وأشباه جيش".
وأضاف البراك في الخطبة ان "جنودا عراقيين كتبوا في احدى الوحدات العسكرية على جدارية (الله الوطن الراتب) وهذا دليل واضح على تراجع الجيش وعدم استطاعة قواته من تنفيذ اي شيء وكما حصل في الفلوجة منذ 70 يوما حيث لا يستطيعون اقتحامها".
واضاف "ليس فقط لا يستطيعون الاقتحام وانما يتراجعون 10 خطوات الى الوراء في كل مرة والفلوجة لا تتعدى 5 كيلومترات".
وفي مقارنة بين المؤسسة العسكرية الحالية والسابقة التي حلها الحاكم المدني للعراق بول بريمير في 2003 قال الخطيب "لا يمكن ان نفكر بأن الجيش الذي أنقذ دمشق من الاسرائيليين ومصير الجولان هو نفسه الجيش الان".
وتابع ان "الحكومة العراقية ميتة وتعيش على اجهزة الانعاش وتدار من امريكا واسرائيل وايران".
وقال البراك ان "امريكا لم تجرؤ على فكرة عملية السلام بالشرق الا بعدما ضربت الجيش العراقي في 1991 ولم تعطي الضوء الاخضر لإيران بالتغلغل الا بعدما قتلت الجيش في 2003".
وشدد بالقول "سيحاكم (رئيس الحكومة نوري) المالكي وقادته بكل الجرائم التي تجري في الانبار"، لافتا الى ان "العشائر سطرت الملاحم من خلال العزيمة ضد مرتزقة تابعين للمالكي وجيشه في الانبار التي يقتل اهلها وأطفالها".

وفي قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين أيضا والواقعة على بعد 220 لكم شمال بغداد قال الخطيب محمد رمضان ان "العراق وسوريا يعيشان تحت وطأة القتل والتدمير ويتهم سكانهما بأنهم ارهابيون. يجب ان يتوقف كل ذلك الظلم بكل صوره وبأي طريقة".
وأضاف رمضان في الخطبة: "نعمل بجد لوقف الاضطهاد وعلينا ان لا نعول على الانتخابات لانها محسومة ولا على النواب السنة لانه لا موقف مشرف لهم في قضية الانبار وخاصة نوابها في البرلمان الذين لم يفكروا حتى بالرد على تهجم رئيس الحكومة ضدهم".
وقال ان "المالكي وصفهم بصفات لربما يستحقونها ولم يستطيعوا حتى الرد عليها".
واعتبر الخطيب ان العراق وسوريا اليوم يعيشان تحت ضل حكومتين طائفيتين، تقتل الأبرياء وتدمر المساجد وتتهم ابناء محافظات معينة بالارهاب. ودعا الى عدم التعويل على الانتخابات البرلمانية المقبلة وقال ان ادعاءات البعض انها الخلاص والخروج من الازمة مجرد خدعة وأكاذيب لا صحة لها كونها الانتخابات محسومة من الان. وقال "اننا لم نسمع من اي نائب من اهل السنة وخاصة ممثلي الانبار اي موقف مشرف او دفاع عن اهله فاين انتم اليوم من كل ذلك وقد كان الاجدر بكم ان تتركوا هذه الحكومة خاصة بعد ان تهّجم عليهم رئيس الحكومة ووصفهم بصفات ربما يستحقونها!".
وقال خطيب سامراء (120 كلم شمال بغداد) الشيخ سفيان محمود ان "الحكومة تقتل الاطفال والنساء والرجال وتقصف وتهجر السنة. نريد ان نحكم أنفسنا بأنفسنا".
وأضاف "لا لحكم مركزي يسب به الصحابة ويسجن الابرياء ويقتلون"، متسائلا "هل تريدون ان نباد تحت طاولة الوطن الواحد".
وأوضح ان الحراك السني في محافظات العراق الشمالية والغربية هو صوت الحق الذي يواجه ظلم الحكومة المركزية في بغداد مؤكدا انه باق حتى ينتهي هذا الظلم ضد المكون السني. واكد ان خيار المحتجين في هذا الحراك هو حكم انفسهم بأنفسهم لايحكمهم حزب او جهة او تيار .. وقال ان اهل السنة في العراق يواجهون الجرائم التي ترتكبها الحكومة المركزية من قصف لمدنهم وتهجير عوائلهم وقتل ابنائهم وسفك دماء علمائهم ولذلك لم يبق امامهم غير حكم انفسهم بانفسهم وليس بحكم مركزي في بغداد يقوم على سب صحابة النبي محمد ويرتكب مختلف الجرائم ضد اهل السنة ويغتصب النساء ويسجن الابرياء.
واضاف قائلا "ان على اهل السنة ان يعلموا ان الاوطان اسمى من ان تفسر بالتراب وانما هي العقيدة والحقوق .. فيا اهل السنة قد آن الاوان لمعرفة معنى الاوطان في ظل حكم لايريد لكم الا الشر والتدمير والقتل". وشدد على عدم السماح لاي سياسي بالمتاجرة بقضية المحتجين في الحراك الشعبي .
واشار الى ان هذا الحرك خرج منذ اواخر عام 2012 يطالب بالحقوق ورفع الظلم لكن اي من الدول الاسلامية وخاصة الخليجية لم تدعمه حتى بكلمة او تصريح مقابل الدعم الايراني للحكومة المركزية وللمليشيات التي تقوم بقتل الابرياء. واشار الى انه مع كل هذا فقد وقف محتجو الحراك بكل ما استطاعوا من قوة مواجهة كل التحديات التي واجهتهم وعليهم الاستمرار بالدفاع عن قضيتهم.

وفي الفلوجة (60 كم غرب بغداد) اعلنت ساحة اعتصام الفلوجة تاييدها لتشيكل المجلس السياسي لثوار العشائر في العراق. وقال المتحدث الرسمي باسم الساحة محمد البجاري في اتصال تلفزيوني ان ساحة الاعتصام في الفلوجة وثوار عشائرها يعلنون تاييدهم الكامل لهذا المجلس ويعدونه خطوة على الاتجاه الصحيح لانه سيضيف المشروعية لثورة العشائر بوجه الظلم الحكومي.
واضاف البجاري ان المجلس سيعمل على التواصل مع دول العالم والمنظمات الدولية لكشف الزيف والكذب الحكوميين الذي اقنع العالم بان الحرب في الانبار هي حرب على الارهاب بالنيابة عن العالم"، ولاثبات ان مايدور في المحافظات المنتفضة هي ثورة شعبية تلتزم بالمعايير الانسانية وهدفها الدفاع عن المظلومين وانصافهم ومواجهة السياسيات الطائفية التي تمارسها الحكومة.

وفي الرمادي (110 كلم غرب بغداد) قال الشيخ عبد الله الدليمي في خطبة الجمعة ان "المحتجين طالبوا بحقوق دستورية ولكن جوبهوا بحرب مما أدى لاندلاع الثورة التي لن تسكت الا بإسقاط الحكومة او تنفيذ المطالب واعادة الحقوق وتعديل المسار".
وزاد الدليمي ان "المالكي يريد ان يكون بطل العصر من خلال قتل وتهجير الناس وتدمير الفلوجة المحاصرة والعالم ساكت ويتفرج على ما يجري هناك".

يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 23 ديسمبر من عام 2012 تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
كما تشهد الأنبار منذ 21 من ديسمبر الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق في المحافظة تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية تشارك فيها قوات عسكرية ضخمة ومروحيات قتالية إلى جانب مسلحين من العشائر لملاحقة مسلحي العشائر المناوئين للحكومة.

ويتهم السنة قوات الجيش باستهدافها على نحو غير عادل دون تمييز بين المسلحين والمدنيين حيث يتم قصف المدن بالمدافع والصواريخ منذ أسابيع.
المشاهدات 1201 | التعليقات 0