خصائص عشرة لبيت المقدس

سيف الرحمن التيمي
1442/10/19 - 2021/05/31 07:01AM
  1. إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلـٰه إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
    أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
    • أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)، فاتقوا الله تعالى واحذروه، وأطيعوه ولا تعصوه، واعلموا أن الله يخلق ما يشاء ويختار، بحسب ما تقتضيه حكمته جل وعلا، ففضَّل بعض الملائكة على بعض، وفضَّل بعض الكتب على بعض، وفضَّل بعض النبيين على بعض، وفضَّل بعض الأزمنة على بعض، وفضَّل بعض الأمكنة على بعض، ومن ذلك تفضيل بيت المقدس والتي تسمى (القدس) على غيرها من الأمكنة، وهذا من حكمة الله وحسن اختياره، (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة)، ومعنى بيت المقدس أي البيت المطهر من مظاهر الشرك.
    • عباد الله، وبيت المقدس له خصائص عشرة:
    1. الخصيصة الأولى: أن الله تعالى وصفه في القرآن بأنه مبارك قال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله)، والقدس هو ما حول المسجد.
    2. ومن خصائص بيت المقدس أن الله تعالى وصفه بأنه مقدس، وذلك في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام (يا قومِ ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم)، والـمُقدَّس هو الـمُطهَّر.
    3. ومن خصائص بيت المقدس أن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه موسى أن يغزو أهلها،
    وهم العمالقة الوثنيون الجبارون، وينتزعها منهم، وينشر التوحيد فيها ويزيل الشرك عنها، قال موسى لقومه (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِين).
    4. ومن خصائص بيت المقدس ما أخبر به النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أن موسى عليه السلام سأل الله أن يدنيه منه قدر رميةَ حجر إذا دنت وفاته ليموت فيه، وما ذاك إلا لمحبته لبيت المقدس، ثم قال صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فلوْ كُنْتُ ثَمَّ (أي هناك) لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ، إلى جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الكَثِيبِ الأحْمَرِ.
    5. ومن خصائص بيت الـمقدس أن الله سبحانه وتعالى حــبس الشمس (أي أوقفها عن حركتها) حين أراد النبي يوشع بن نون قتال الجبارين الذين كانوا ببيت المقدس، فإنه كان قد اقترب الظلام، ومعه جيشه، فسأل الله أن يحبس الشمس حتى يستطيع دخول القرية قبل حلول الظلام ويقاتل الجبارين، فأعطاه الله ما سأل، وكان فتحُ بيت المقدس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشمس لم تُـحبس على بشر إلَّا على يوشَعٍ، ليالِيَ سارَ إلى البيتِ المُقَدَّسِ.
    6. ومن خصائص بيت المقدس أن فتحه من علامات الساعة، فعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أَدَم ، فقال: أُعدُد سِتًّــا بين يدي الساعة: مَوتي، ثم فتــح بيـت المقــدس ... الحديث.
    7. ومن خصائص بيت المقدس أن الأعور الدجال لا يدخله، بل يُقتل قريباً منه، يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام حين يدركه بباب لُدّ " ، و"لُــدْ" مكان قرب بيت المقدس .
    8. ومن خصائص بيت المقدس أن رموز الكفر وساستهم ستكون نهايتهم في فلسطين، فالدجال سيُقتل في فلسطين على يد عيسى عليه السلام، في معركة إبادة حقيقية فاصلة يكون الدجال فيها قائداً لليهود،
    فيقتل عيسى وجيشُه الدجالَ وجيشَه فيها، بل سيقتل كل من لم يؤمن به من النصارى الإيمان الصحيح، مِن أنه بشر رسول، ويقتل خنزير النصارى ويكسر صليبهم الذي يعبدونه، كل هذا سيكون في فلسطين.
    9. ومن خصائص بيت المقدس أن الشجر والحجر يفضح اليهود إذا حصل القتال بينهم وبين المسلمين بقيادة المسيح عيسى ابن مريم في آخر الزمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتَّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ أو الشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِم، يا عَبْدَ الله، هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلَّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُود.
    10. ومن أعظم خصائص بيت المقدس أن فيه المسجد الأقصى، وهو أحد المساجد الثلاثة المعظمة بنص القرآن والحديث النبوي، وهو معظم من عدة وجوه:
    الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السماء، قال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى).
    الثاني: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمّ الأنبياء في المسجد الأقصى في رحلة الإسراء، قال عليه الصلاة والسلام: فحانت الصلاة فأممتهم.
    الثالث: ومن خصائص المسجد الأقصى أن الله جلاه لنبيه صلى الله عليه وسلم، أي رفعه حتى صار يراه، وذلك لما كذبه المشركون فيما ذكره لهم من حادثة الإسراء إلى المسجد الأقصى، فسألوه عن أوصافه تعجيزا له، لأنهم في سابق علمهم أنه لم يسافر إليه قط، فرفع الله له المسجد الأقصى، فجعل يصف لهم بنيانه ومعالمه، فعن جابر رضي الله عنهما قال: لمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ في الحِجْرِ فَجَلَّى اللَّهُ لي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عن آياتِهِ وأنا أنْظُرُ إلَيْه.
    الرابع: ومن خصائص المسجد الأقصى أنه قبلة المسلمين الأولى، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: صَلَّيْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفْنَا نَحْوَ القبلة.
    الخامس: ومن خصائص المسجد الأقصى أنه من المساجد التي تُشد الرحال إليها للعبادة، والدليل على ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي هذا) ، أي المسجد النبوي، فلا يجوز السَّفر إلى بقعة في الأرض بقصد التعبّد فيها إلا هذه المساجد الثلاثة .
    السادس: ومن خصائص المسجد الأقصى أن الصلاة فيه أفضل من مائتين وخمسين صلاة، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بيت المقدس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولَـنِـعْـم المصلى، وليوشكن أن لا يكون للرجل مِثْل شَطنِ فرسه من الأرض حيث يَرى منه بيت المقدس، خير له من الدنيا جميعاً، أو قال: خير من الدنيا وما فيها.
    عباد الله، ولما كانت الصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة، كانت الصلاة في المسجد الأقصى خير من مائتين وخمسين صلاة، لأنها على الربع منه.
    السابع: ومن خصائص المسجد الأقصى أنه ثاني مسجد وُضِع في الأرض، فعَنْ أبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قالَ: قُلتُ يا رَسولَ الله، أيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ أوَّلُ؟ قالَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ. قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى. قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً ...
    الثامن: ومن خصائص المسجد الأقصى أن سليمان بن داود عليه السلام جدد بناءه، وسأل الله أن يغفر لكل من صلى فيه، فأجاب الله دعاءه، فعن عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: إن سُلَيْمانُ بنُ داودَ لما بنى بيتِ المقدِسِ سألَ اللَّهَ عز وجل خلالا ثلاثة؛ حُكْمًا يصادفُ حُكْمَهُ، فأوتيَه، (أي حكما يوافِقُ حُكْمَ اللهِ، فيُوفق للصَّوابِ في الاجتهادِ وفصْلِ الخُصوماتِ بين النَّاسِ)، وسأل الله عز وجل ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ، فأوتيه، وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيَه أحدٌ لا ينهزه إلَّا الصَّلاةَ فيهِ أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدتْهُ أمُّهُ.
    التاسع:أن المسجد الأقصى قد جدد بناءه أنبياء عدة قبل سليمان، كإبراهيم ويعقوب، عليهم السلام.
    العاشر: ومن خصائص المسجد الأقصى أن الذي فتحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الخليفة الراشد، فقد قام جيش المسلمين في عهده بمحاصرة القدس في عام 15 هـ الموافق 636 م، تحت قيادة الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه، وبعد ستة أشهر من الحصار وافق رئيس النصارى على الاستسلام بشرط قدوم خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
    وفي عام 16 هـ سافر الخليفة عمر إلى القدس لِتَسَلُّم مفاتيح المدينة، وإعلان دخولها في بلاد المسلمين، فتم ذلك، فدخل المسجد الأقصى من الباب الذي دخل منه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، وصلى فيه تحية المسجد في محراب داود، وصلى بالمسلمين صلاة الفجر من الغد، فقرأ في الأولى بسورة (ص)، وسجد فيها، وقرأ في الثانية بسورة (بني إسرائيل)، وكُتِبت المعاهدة الـعُـمَرية، والتي تتضمن شروطه على نصارى الشام، وفيها بيان الحقوق التي يضمنها المسلمون لمن أراد الإقامة في فلسطين من النصارى تحت ظل الدولة الإسلامية، أولها دفع الجزية للمسلمين مقابل تمتعهم بالبقاء في بلاد المسلمين وحفظ أمنهم وكرامتهم فيها.
    • وبعد عباد الله، فهذه عشر خصائص جعلها الله لبيت المقدس، وعشر خصائص جعلها الله للمسجد الأقصى، تعظيما لهما، ورفعة لشأنهما، ينبغي لكل مسلم أن يَعلمها ويُعلمها أبناءه، فإن قضية فلسطين ليست قضية مادية أو سياسية، بل قضية عَقَدية، والتهاون فيها ثلمة في الدين، وقد بذل خيرة ملوك الأرض جهودا مضنية لنزع الاحتلال عنها، إلا أن خونة القضية خانوها، وتحالفوا جهارا نهارا مع مجوس هذه الأمة، رافضة إيران، الذين يرفعون شعارات تحرير القدس طمعا في الوصول إلى المسجد الأقصى لرفع راياتهم الشركية عليه، وهيمنة دولتهم عليه، وخسِئوا ورب الكعبة، ففلسطين فتحها عمر ثم صلاح الدين، ولن يعيد فتحها من يسب عمر وصلاح الدين!
    • بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم
    الخطبة الثانية
    • الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذي اصطفى، أما بعد، فيا أيها المؤمنون، عباد الله، واليهود يدَّعون أحقيتهم بالمسجد الأقصى دون غيرهم اعتمادا على بناء النبي سليمان عليه السلام له، ثم كونهم من ذريته، وهذا القول باطل من سبعة وجوه:
    o الأول: أن سليمان عليه السلام لم يبن المسجد بناء تأسيس وإنما جدد بناءه، وإنما التأسيس كان قبل سليمان بكثير، فقيل إن الذي بناه آدم عليه السلام، وقيل غير ذلك.
    o ثانيا: أن المسجد الأقصى قد جدد بناءه أنبياء قبل سليمان، كإبراهيم ويعقوب، ليَعبد الله فيه الموحدون، وليس ليكون معبدا لليهود.
    o ثالثا: أن سليمان عليه السلام كان موحداً، أما اليهود فلم يسيروا على نهج أنبيائهم، بل عادوهم، وحرَّفوا التوراة والإنجيل، وصاروا كافرين، فاليهود انفصلوا بكفرهم عن بني إسرائيل زمن بني إسرائيل، كانفصال نوح عن ابنه، وإبراهيم عن أبيه آزر، ومحمد عن عمه أبي لهب، والكفر يقطع الموالاة بين المسلمين والكافرين، ولهذا فإن الفضائل التي كانت لبني إسرائيل ليس ليهود فيها شيء، حجبهم عنها كفرهم.
    o رابعا: أن كون سليمان هو الذي بنى المسجد لا يعني تملكهم له بموجب العِرق، فإنه جدد بناءه ليصلي فيه الناس، بقطع النظر عن الأعراق التي تصلي بالمسجد، فإن الأنبياء دعوتهم ليست عرقية كما هو دين اليهود المحرف، بل هي دعوة قائمة على التوحيد والتقوى.
    o خامسا: أن عمر رضي الله عنه لما فتح بيت المقدس وضع صلحا لا زال قائما منذ ذلك الحين لم يتنازل عنه المسلمون ولن يتنازلوا، وهو أن فلسطين تكون لهم، وتكون لهم الولاية والسيادة، واليهود لهم الحق بالإقامة لا غير، وتؤخذ منهم الجزية مقابل تمتعهم بسيادة المسلمين عليهم.
    o سادسا: أن الله تعالى قضى في كتابه أن الأرض له، يورثها عباده الصالحين، (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون)، ومن المعلوم أنه لا صالح إلا من اتبع دين الإسلام، أما اليهود فهم أعداء الرسل وقتلة الأنبياء. قال ابن عثيمين رحمه الله ما محصَّله: بنو إسرائيل أحق الناس بالأرض المقدسة، وهي كُـــتِبت لهم حين كانوا مؤمنين، لا لأنهم من بني إسرائيل، بل لأنهم مؤمنون، ولا شك أنهم في عهد موسى أفضل أهل الأرض، وقد قال الله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)، فكما أن الله أورث بني إسرائيل بلاد فرعون وأرضه؛ فكذلك المسلمون والمؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم يرثون بني إسرائيل. انتهى كلامه رحمه الله.
    o سابعا: أن الولاية على المساجد عموما والمساجد الثلاثة خصوصا تكون للمؤمنين وليست للكافرين، قال تعالى (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون * إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم والآخر وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّه).
    • عباد الله، إن النصر موعود من الله سبحانه وتعالى للجباه الساجدة، والقلوب الموحدة، والأيدي المتوضئة، والألسنة الصادقة، والله صادق في وعده، لا يُخلف الميعاد، قال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ولَيمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً فمن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون).
    • ثم اعلموا رحمكم الله أن الله سبحانه وتعالى أمركم بأمر عظيم فقال (إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليما)، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض عن أصحابه الخلفاء، الأئمة الحنفاء، وارض عن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    • اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين.
    • اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعلهم هداة مهتدين.
    • اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم كتابك، وإعزاز دينك، واجعلهم رحمة على رعاياهم.
    • اللهم إن اليهود قد طغوا وبغوا، وأكثروا في الأرض الفساد، اللهم إنهم قتلوا الأنبياء، وسفكوا دم الصلحاء، واحتلوا الديار، ونهبوا الأموال، اللهم سلط عليهم الرجز والوباء، اللهم سلط عليهم الرعب والخوف، إليك المشتكى، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك.
    • اللهم اجعل المسجد الأقصى شامخا عزيزا، وصُنه من تدنيس اليهود يا الله.
    • سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
    • أعد الخطبة: ماجد بن سليمان الرسي، في التاسع من شهر شوال لعام 1442، في مدينة الجبيل، في المملكة العربية السعودية، واتس: 00966505906761
    وهي منشورة في صفحة: www.saaid.net/kutob
المرفقات

1622444472_خطبة مختصرة - الخصائص العشرة لبيت المقدس والمسجد الأقصى.pdf

المشاهدات 527 | التعليقات 0