ختام شهر رمضان والتذكير بزكاة الفطر وسنن العيد
فيصل التميمي
1435/09/28 - 2014/07/25 00:08AM
ختام شهر رمضان والتذكير بزكاة الفطر وسنن العيد
أما بعدُ: فاتقوا اللهَ ـ عباد اللهِ ـ واستمسكوا بِشِرْعَتِه, تهنئوا بنعيمِه وجنَّتِه.
معاشر المسلمين.. هذه أيام شهركم ولياليه تطوى، وهي شاهدة بما عملتم: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ﴾، ينادي ربكم جلّ وعلا: "يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".
ثم اعلموا رحمكم الله أن الأعمال بالخواتيم، فمَن أحسن وأصلح فيما بقي غُفر له ما قد سلف، ومن داوم على التقصير أُخِذ بما سلف وبما بقي.
وإنّ مِن مسالك الإحسان في ختام شهركم إخراجَ زكاة الفطر، ففيها أُلفة القلوب وعطف الغنيّ على أخيه الفقير، أمر بها رسول الله عليه الصلاة والسلام طهرةً وجبرا للصّائم مما قد يشوب صيامه في رمضان وطْعمة للمساكين، ومقدارها صاع من طعامٍ من غالب قوتِ البلد ويعادل تقريبا ثلاث كيلوات ، ووقتُ إخراجها الفاضلِ يومَ العيد قبلَ الصلاة، ويجوز تقديمها قبل ذلك بيومٍ أو يومين ، فأخرِجوها طيّبةً بها نفوسكم، وأكثروا من التكبير ليلةَ العيد من صلاة المغرب وحتى صلاة العيد تعظيمًا لله وشكرًا له على التّمام،: ( وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) .ومن صفات التكبير أن يجهر المسلم بالله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
واشكروا ربَّكم على تمامِ فرضكم، وذلك بالخروج لصلاة العيد لأمر النبي عليه الصلاة والسلام الرجال والنساء بالخروج لها , بل أكد النبي صلى الله عليه وسلم حتى إخراج الحيّض ولكنهن يعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ، وهذا مما يدل على أهميتها ويوجب الحرص عليها.
ومما يستحب للمسلم فعله قبل خروجه لصلاة العيد أن يغتسل وأن يتجمل بأحسن ثيابه وطيبه ، هذا بالنسبة للرجال ، أما النساء فيبتعدن عن الزينة إذا خرجن لأنهن منهيات عن إظهارها للرجال الأجانب ، وكذلك يحرم على من أرادت الخروج أن تمس الطيب أو تتعرض للرجال بزينتها ، فهي ما خرجت إلا للعبادة والطاعة فلتستقم على أمر الله.
ويستحب أن يأكل المصلي قبل أن يخرج لصلاة العيد تمرات يقطعها على وتر لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم َلا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ. ويأكلهن وِتراً. ويستحب لمن ذهب للصلاة العيد من طريق أن يعود من أخرى لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
عباد الله.. أحسنوا ختام شهركم بالاجتهاد في الطاعات ، وابتهجوا في عيدكم بالبقاء على العهدِ وإتباع الحسنات بالحسنات. تقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال وحقق لنا الآمال ومن علينا جميعا بالمغفرة والعتق من النار.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أمّا بعد: فاتقوا الله أيّها المسلمون حق تقواه ، ثم اعلموا رحمكم الله أن شهر رمضان يوشك على الوداع، وقد يكون وداعا أخيرا، فكم من مستقبِل له لم يستكمله!! وكم من مؤمِّل بعودته إليه لم يدركه!! وإنْ كان في النفوس همّة، فقد بقيت من أيامه ولياليه بقيةٌ، ليلتان أو ثلاث, فهل تضيع هذه في غير قربة؟ هل تفتر العزائم؟ هل نتمنّى على الله الأماني فنحسن الظنَ ونُسيء في العمل؟ هل نرجو رحمة الله مع إصرارنا على العصيان؟ هل نبكي خوفا دون ترك ما يُخاف منه ؟ هَلْ فِينَا مَن لا يُرِيدُ العِتقَ مِنَ النَّارِ؟! هَل فِينَا مَن لا يَطمَعُ في الجَنَّةِ؟! كلا والله.
ألا فلْنَستَعِذْ بِاللهِ مِنَ العَجزِ وَالكَسَلِ, وَلْنَسأَلْهُ التَّوفِيقَ وَالإِعَانَةَ، وَلْنُضَاعِفِ العَمَلَ وَلْنَستَكثِرْ مِنَ الخَيرِ، وَلْنَتَقَرَّبْ إِليه سبحانه, وَلْنُلحَّ في دعَائِنا له وَالتَّضَرُّعِ إِلَيهِ وفقني الله وإياكم إلى كل خير.
اللهم إنا نسألك يا كريم يا منان يا ذا الفضل والإحسان أن تختم لنا شهر رمضان بغفرانك والعتق من نيرانك، وأن تتقبل منا قليل أعمالنا، وأن تغفر لنا خطأنا وتقصيرنا، وأن توفقنا للاستمرار على طاعتك على الوجه الذي يرضيك عنا إنك سميع قريب مجيب الدعاء.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله كما أمركم بذلك ربكم فقال قولا كريما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً) اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه وعنا معهم بعفوك وكرم يا أرحم الراحمين.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق