ختام الشهر وزكاة الفطر

ختام الشهر وزكاة الفطر

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي هدانا لشريعة الإسلام ، وأنعم علينا بتيسير الصيام والقيام ، وجعل ثواب من فعل ذلك تكفير الخطايا والآثام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل من صلى وزكى وحج وصام ، صلى الله وسلّم عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام ، ومن تبعهم بإحسان فآمن واستقام . أما بعد :-

فاتقوا الله عباد الله ، وتفكروا في سرعة مرور الليالي والأيام ، واعلموا أنها تنقص من أعماركم ، وتطوى بها صحائف أعمالكم ، فبادروا بالتوبة الصادقة ، والأعمال الصالحة ، مادامت الأعمار باقية والفرصة سانحة .

أيها الصائمون : كنا بالأمس القريب نهنئ بعضنا ، ونبارك لبعضنا دخول هذا الشهر العظيم ، وها نحن اليوم على مشارف وداعه ، وهذه الجمعة هي آخر جمعة في هذا الشهر المبارك لهذا العام ، نسأل الله أن يجعلنا جميعا من عتقائه من النار ، فسبحان مُصرفِ الشهور والأعوام ، سبحان مدبر الليالي والأيام ، سبحان الذي كتب الفناء والموت على كل شيء وهو الحي القيوم الدائم الذي لا يموت ، القائل سبحانه : ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27] .

عباد الله : هذا رمضانُ دنا رحيلُه ، فما أسعد نفوس الفائزين ، وما ألذ عيش المقبولين ، فهنيئا لمن أحسن استقباله . فقام ليله وصام نهاره ، هنيئا لمن أقبل فيه على الله بقلبه وجوارحه ، هنيئا لمن تقرب إلى الله فيه بأعمال الصالحات ، وكف النفس عن الآثام والسيئات . هنيئا لمن زَكت في هذا الشهر نفسُه ، ورقَّ فيه قلبُه ، وتهذَّبت فيه أخلاقُه ، وعظُمَت فيه للخير رغبتُه ، هنيئا لمن كان رمضانُ عنوانَ توبتِه ، وساعةَ عودتِه واستقامتِه . هنيئًا لمن فاز بالجنة وزُحزِح عن النار .

أيُّها المؤمنون : ها هو الشهر أوشك أن ينتهي فلنحاسب أنفسنا فيه ، ماذا قدمنا لأنفسنا في هذا الشهر العظيم ، فمن كان محسناً فليحمد لله وليتمم بخير ، ومن كان مفرطاً فليتدارك بالتوبة وليحسن الختام فإن الأعمال بالخواتيم ، والله يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ، ولا تقنطوا من رحمة الله : ( إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ) ، ثم كونوا على وجل وعلى خوف ألا تقبل منكم أعمالكم لأن الله جلَّ وعلا يقول : ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِين ) ، ولا يعجب أحد منكم بعمله أو يظن أنه فعل ما يجب عليه وأنه أدى حق الله عليه ، بل يعتبر نفسه مقصراً . والله وصف خيار عباده فقال سبحانه : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ* أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) عن عائشة رضي الله عنها قالت : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) قَالَتْ عَائِشَةُ : أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ ؟ قَالَ : لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ ! وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ) صحيح الترمذي وصححه الألباني ، لقدْ كانَ السّلفُ الصّالِحُ يَجْتهِدُونَ في إكْمَالِ الْعَمَلِ وإتْـمَامِهِ وإتْقانِهِ ثُـمّ يَهْتَمّونَ بِقَبُولِ الْعملِ ، ويخافونَ مِنْ رَدِّهِ ، لأنّ المسلمَ يعْملُ الْعملَ راجِياً مِنَ اللهِ الْقَبُول ، وَإذا قَبِلَ اللهُ عَمَلَهُ فَهذا دليلٌ عَلى أنّ الْعملَ وقعَ صَحيحاً عَلى الْوَجْهِ الذي يُـحِبُّ اللهُ تَباركَ وَتَعالَى ، قالَ الْفُضَيْلُ ابْنُ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى : " إنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إلّا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ، فَأَخْلَصُهُ مَا كَانَ لِلّهِ خَالِصاً ، وَأَصْوَبُهُ مَا كَانَ عَلَى السُّنّةِ " . فَلَيْسَتِ الْعِبْـرَةُ بِكَثْرَةِ الأعْمالِ ولا بِصِوَرِهَا بَلِ الْعِبْـرَةُ بِقَبُولِ اللهِ لَـهَا . نسأل الله تعالى الإخلاص والقبول . فعلينا أن نكون خائفين أن ترد علينا أعمالنا ، ولا نعجب بها ولا نستكثرها لأنها قليلةٌ في حق الله ، لأن حق الله علينا عظيم ، ولكنه سبحانه يعفو ويجود ويتكرم على من أحسن الظن به ، فأحسنوا الظن بربكم وأعملوا صالحاً .

عباد الله : إن مِنَ الناس مَنْ فرحوا بانتهاء الشهر لأنهم تخلصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلة عليهم ، وإن من الناس من فرح بتمامه ، لأنهم تخلصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا به فيه من الأعمال الصالحة التي استحقوا بها وعد الله بالمغفرة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " " ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " " ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "  وإن الفرق بين الفرحين عظيم ، وإن علامة الفرح بفراقه أن يعاود الإنسان المعاصي بعده ، فيتهاون بالواجبات ، ويتجرأ على المحرمات . نَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنْكُمُ الصِّيَامَ وَالْقِيَامَ ، وَأَنْ يُعِيدَ لَنَا رَمَضَانَ أَعْوَامًا عَدِيدَةً ، وَأَزْمِنَةً مَدِيدَةً ، وَنَحْنُ فِي أمن وصِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي شرع لعباده الشرائع لحكم بالغة وأسرار ، ورتب على صيام رمضان وقيامه إيمانًا واحتسابًا مغفرة الذنوب والأوزار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الغفار ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار ، صلى الله وسلّم عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار ، أما بعدُ :- فاتقوا الله عباد الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .

أَيُّهَا الصَّائِمُونَ : لَقَدْ شَرَعَ اللَّهُ لَكُمْ فِي خِتَامِ شَهْرِكُمْ أَعْمَالًا صَالِحَةً تَجْبُرُونَ بِهَا نَقْصَ صِيَامِكُمْ ، وَمِنْ ذَلِكَ إِخْرَاجُ زَكَاةِ الْفِطْرِ ، وَهِيَ فَرْضٌ وَاجِبٌ لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : « فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ، عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ » ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ . وَتُخْرَجُ زَكَاةُ الْفِطْرِ مِنْ عَامَّةِ طَعَامِ الْبَلَدِ ، كَالْبُرِّ وَالتَّمْرِ أَوِ الْأُرْزِ . وَمِقْدَارُ زَكَاةِ الْفِطْرِ صَاعٌ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ ، وَهُوَ مَا يُسَاوِي (ثَلَاثَةِ كِيلُو تقريباً ) ، وَيَجُوزُ أَنْ تُوَزَّعَ عَلَى عِدَّةِ مَسَاكِينَ ، أَوْ تُعْطَى لِمِسْكِينٍ وَاحِدٍ ، وَجُمْهُورُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّهَا لَا تُعْطَى إِلَّا لِلْمُسْلِمِ ، وَيَجُوزُ إِخْرَاجُهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ، أي من اليوم الثامن والعشرين وما بعده . وَأَفْضَلُ وَقْتٍ لِإِخْرَاجِهَا هو صباحُ العيدِ قَبْلَ الْخُرُوجِ لِصَلَاةِ الْعِيدِ ، وَلَا يَجُوزُ تَأْخِيرُهَا عَنْ صَلَاةِ الْعِيدِ ، وَلَا يَجُوزُ دَفْعُ الْقِيمَةِ بَدَلَ الطَّعَامِ ، لِأَنَّهُ خِلَافُ الْمَنْصُوصِ عَلَيْهِ ، وَلَا يَجُوزُ إِخْرَاجُ الرَّدِيءِ فِي الزَّكَاةِ ، فَاللَّهُ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، فَأَخْرِجُوهَا طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ .

وَمِمَّا شُرِعَ لَكُمْ فِي نِهَايَةِ شَهْرِكُمُ التَّكْبِيرُ ، لقوله تعالى : { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } وَيَبْدَأُ التكبير مِنْ غُرُوبِ شَمْسِ لَيْلَةِ الْعِيدِ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ الْإِمَامُ لِصَلَاةِ الْعِيدِ ، وَصِفَةُ التَّكْبِيرِ أَنْ يُقَالَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ " ، وَمِنْ صِيَغِ التَّكْبِيرِ أَيْضًا أَنْ يُقَالَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًاً ". فَأَحْيُوا هَذِهِ السُّنَّةَ ، أَحْيَا اللَّهُ قُلُوبَكُمْ بِالْإِيمَانِ .

ومِمَّا شُرِعَ فِي خِتَامِ الشَّهْرِ صَلَاةُ الْعِيدِ وَالِاسْتِعْدَادُ لَهَا ، وَمِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَتَجَمَّلَ الْعَبْدُ لَهَا بِالطِّيبِ وَلُبْسِ أَحْسَنِ الثِّيَابِ ، أَمَّا النِّسَاءُ فَيَبْتَعِدْنَ عَنِ الزِّينَةِ إِذَا خَرَجْنَ لِصَلَاةِ الْعِيدِ ، لِأَنَّهُنَّ مَنْهِيَّاتٌ عَنْ إِظْهَارِ الزِّينَةِ لِلرِّجَالِ الْأَجَانِبِ ، وَيَحْرُمُ عَلَى مَنْ أَرَادَتِ الْخُرُوجَ أَنْ تَمَسَّ طِيبًا ، أَوْ تَتَعَرَّضَ لِلرِّجَالِ بِفِتْنَةٍ . وَيُسْتَحَبُّ لِلْعَبْدِ أَلَّا يَخْرُجَ فِي عِيدِ الْفِطْرِ لِلصَّلَاةِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ، لِمَا رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : « أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ويأكلهن وتراً » ومن السنة الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر . ويستحب التهنئة بالعيد فعن جبير بن نفير قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد ، يقول بعضهم لبعض : تقبل منا ومنك ، قال الحافظ ابن حجر: اسناده حسن . عباد الله اختموا شهركم بالتوبة النصوح والإقبال على الله بالأعمال الصالحة بعد رمضان والمسارعة بقضاء ما فات من صيام شهر رمضان فإن الأعمار محدودة والأنفاس معدودة . ثم اعلموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه فقال في مُحكَم التنزيل : ( إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا ) اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمدٍ ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ؛ وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين . اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين ، وأذِلَّ الشرك والمشركين ، ودمِّر أعداء الدين ، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين . اللهم من أرادنا أو أراد بلادَنا أو أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغِله في نفسِه ، واجعل كيدَه في نحرِه ، واكفنا شره يا قويُّ يا عزيز . اللهم تقبَّل منا صيامَنا وقيامَنا ، وأعتِقنا ووالدينا وجميع المسلمين من النار ، وأدخِلنا الجنةَ وأعذنا من النار ، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان ، اللهم ادفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يارب العالمين ، اللهم احفظ شبابنا وشاباتنا من الأفكار والحزبيات والجماعات المنحرفة ، اللهم اجعلهم بكتابك عاملين وبسنة نبيك متمسكين وعلى فهم السلف سائرين ، اللهم وفِّق ولاة أمرنا لما تحبُّ وترضى  وخذ بنواصيهم للبر والتقوى . اللهم أعزهم بدينك وأعز بهم دينك ، اللهم أعنهم على أمور دينهم ودنياهم ، اللهم سدّدهم في أقوالهم وأعمالهم وآرائهم ، اللهم احفظ جنودنا المرابطين على حدودنا ، اللهم ثبّت قلوبهم وأقدامهم واشف مرضاهم وتقبل موتاهم ، ( ربنا آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذابَ النار ) . عباد الله : اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزِدكم ، ولذكر الله أكبر ، والله يعلم ما تصنعون .

( خطبة الجمعة 28/9/1446هـ . جمع وتنسيق خطيب جامع العمار بمحافظة الرين / عبد الرحمن عبد الله الهويمل                          للتواصل جوال و واتساب /  0504750883  ) .

 

المرفقات

1742986402_ختام الشهر وزكاة الفطر.docx

المشاهدات 440 | التعليقات 0