ختام الشهر - استقبال العيد - نعمة الغيث

مبارك العشوان 1
1445/09/25 - 2024/04/04 08:55AM

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ  وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَـ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } آل عمران 102

عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِإِدْرَاكِ الشَّهْرِ؛ ثُمَّ بِبُلُوغِ العَشْرِ؛ ثُمَّ هَا نَحْنُ فِي خِتَامِ شَهْرِنَا؛ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا ثَلَاثُةُ أَيَّامٍ وَلَيَالٍ أَوْ أَرْبَعَةٌ، - نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى قَبُولَ مَا مَضَى  وَالحِفْظَ وَالتَّوفِيقَ وَالعَونَ فِيْمَا بَقِيَ.

مَنْ كَانَ مُحْسِنًا؛ فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَلْيَسْتَمِرَّ، وَلْيَتَزَوَّدْ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ؛ وَمَنْ كَانَ مُفَرِّطًا؛ فَلْيَتَدَارَكْ نَفْسَهُ؛ مَادَامَ فِي الشَّهْرِ فُرْصَةٌ؛ وَمَا دَامَ فِي العُمْرِ فُسْحَةٌ.

لِنَجْتَهِدْ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - فِي إِحْيَاءِ هَذِهِ اللَّيَالِي بِالصَّلَاةِ  وَالدُّعَاءِ، وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَتَدَبُّرِهِ، وَذِكْرِ اللهِ تَعَالَى وَاسْتِغْفَارِهِ.

لِنَجْتَهِدْ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ؛ فَقَدْ جَاءَتِ البِشَارَةُ العَظِيمَةُ لِأَهْلِ القِيَامِ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: شَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا وَصَفَ فِيهِ الْجَنَّةَ حَتَّى انْتَهَى، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ: (  فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، ثُمَّ اقْتَــرَأَ هَـذِهِ الْآيَــــةَ: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]

لِنَجْتَهِدْ فِي الدُّعَاءِ، وَلْنَعْلَمْ أَنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ؛ كَمَا صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ( يَتَنَزَّلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ  فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ]

فُرَصٌ ثَمِيْنَةٌ، وَمَغَانِمُ عَظِيْمَةُ؛ لَا يَنْبَغِي تَضْيِيعُهَا.

عِبَادَ اللهِ: وَفِي خِتَامِ شَهْرِنَا؛ شَرَعَ اللهُ لَنَا َزكَاةَ الفِطْرِ  يقول ابْن عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: ( فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

تُخْرَجُ زَكَاةُ الفِطْرِ مِنْ قُوتِ البَلَدِ؛ وَيُحْرَصُ عَلَى مِقْدَارِهَا وَعَلَى وَقْتِهَا، وَعَلَى إِيْصَالِهَا لِمُسْتَحِقِّهَا.

عِبَادَ اللهِ: وَإِذَا ثَبَتَ العِيدُ؛ بِالرُّؤْيَةِ، أَوْ بِإِكْمَالِ الشَّهْرِ؛ فَإِنَّهُ يُشْرَعُ التَّكْبِيرُ لَيْلَةَ العِيدِ إِلَى صَلَاةِ العِيدِ، فَلْنُحْيِي هَذِهِ السُّنَّةَ، وَلْنَجْهَرْ بِالتَّكْبِيرِ فِي بُيُوتِنَا وَأَسْوَاقِنَا وَمَسَاجِدِنَا.

عِبَادَ اللهِ: وَنَحْنُ نَسْتَقْبِلُ العِيدَ، وَنَسْتَعِدُّ لَهُ؛ فَلْيَكُنْ عِيدَ فَرَحٍ وَسُرُورٍ، وَطَهَارَةٍ لِلْقُلُوبِ، وَصِلَةٍ لِلرَّحِمِ، وَنَبْذٍ لِلشَّحْنَاءِ وَالقَطِيعَةِ.

لِنَسْعَدْ بِعِيدِنَا، وَلْنَلْتَزِمْ حُدُودَ مَا شَرَعَ اللهُ لَنَا؛ وَلْنَحْذَرْ مِنَ  المُخَالَفَاتِ الشَّرْعِيَّةِ؛ وَالَّتِي قَدْ يَتَسَاهَلُ بِهَا البَعْضُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ؛ خُصُوصًا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّجَمُّلِ فِي جَسَدٍ أَوْ لِبَاسٍ.

أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُجَمِّلَنَا بِطَاعَتِهِ؛ وَيُجَنِّبَنَا مَعْصِيَتَهُ.

وَأَنْ يُبَارِكَ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَيَنْفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ.

 

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: { اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ، وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ، فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الروم 48 – 50]

عِبَادَ اللهِ: وَقَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْنَا بِهَذِهِ الخَيْرَاتِ؛ فَلْنَشْكُرْهُ تَعَالَى بِقُلُوبِنَا، وَأَلْسِنَتِنَا، وَجَوَارِحِنَا.

أضِيفُوا النِّعَمَ لِلمُنْعِمِ سُبحَانهُ، وَأكْثِرُوا الثَّنَاءَ عَلَيهِ  وَاعْتَقِدُوا أَنَّهَا مِنْهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.

لَا تَنْسِبُوا ذَلِكَ إِلَى نُجُومٍ وَأنْوَاءٍ وَطَبِيعَةٍ أوْ غَيْرِهَا.

فَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ السَّمَاءِ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: ( هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا؛ فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ ) [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ]

اسْعَدُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - بِعَطَاءِ اللهِ، وَافْرَحُوا بِفَضْلِهِ وَاسْتَعِينُوا بِنِعَمِهِ عَلَى طَاعَتِهِ؛ وإِيَّاكُمْ أنْ تُقَابِلُوا هَذَا العَطَاءَ بِالْغَفْلَةِ وَالتَّفْرِيطِ  فِي الطَّاعَاتِ، وَالتَّسَاهُلِ فِي ارْتِكَابِ المُخَالَفَاتِ.

إنْ خَرَجْتَ ـ أخِي المُسْلِمُ ـ لِلنُّزْهَةِ؛ فَتَقَيَّدْ بِطَاعَةِ اللهِ، وَقِفْ عِنْدَ حُدُودِهِ؛ حَافِظْ عَلَى صَلَوَاتِك الخَمْسِ؛ عَلَى طَهَارَتِهَا وَوَقْتِهَا، وَخُشُوعِهَا.

اِحْذَرِ الإِسْرَافَ فِي المَآكِلِ وَالمَشَارِبِ.

اِحْذَرِ الجُلُوسَ فِي مَجَارِيْ السُّيُولِ، أَوِ التَّهَوُرَ بِقَطْعِهَا.

احْذَرْ إيْذَاءَ النَّاسِ بِأَيِّ نَوْعٍ مِنَ الأَذَى؛ لَا تُسْرِعْ فِي أمَاكِنِ تَجَمُّعِ المِيَاهِ فَتُؤذِي المَارَّةَ، لَا تُضَايِقِ النَّاسَ فِي الطُّرُقَاتِ  أَوْ تَتَطَلَّعُ إِلَى العَوَائِلِ، لَا تُؤْذِ النَّاسَ بِالتَّفْحِيطِ ، وَرَفْعِ أصْوَاتِ الأَغَانِي وَالمُوسِيقَى، وَمَا يُسَمَّى بِالشِّيلَاتِ؛ وَالتِي انْتَشَرَتْ كَثِيراً، وتَسَاهَلَ بِهَا الكَثِيرُ؛ وَوَضَعُوهَا خَلْفِيَّاتٍ لِمَقَاطِعِ الأَمْطَارِ وَالسُّيُولِ وَالمَنَاظِرِ الجَمِيْلَةِ؛ وَتَنَاقَلُوهَا عَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ.

أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنَا شُكْرَ نِعَمِهِ، وَأَنْ يَزِيدَنَا مِنْ فَضْلِهِ.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[الأحزاب 56 ]

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

 

 

المرفقات

1712210128_ختام الشهر - استقبال العيد - نعمة الغيث.pdf

1712210142_ختام الشهر - استقبال العيد - نعمة الغيث.docx

المشاهدات 1032 | التعليقات 0