خال رسول الله صلى الله عليه وسلم-مواقف وعِبَر (سعد بن أبي وقاص)
د. محمد بن سعود
..
الحمد لله، الحمد لله المُتفرِّدِ باسمه الأسمى، أحمده -سبحانه- وسِع كلَّ شيءٍ رحمةً وعلمًا، وأُثنِي عليه وأشكرُه أسبغَ علينا آلاءً وأفضالاً ونِعمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً خالصةً مُخلِصةً تكونُ لبلوغ رِضوانه سُلَّمًا، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله فتحَ به أعيُنًا عُميًا، وقلوبًا غُلفًا، وآذانًا صُمًّا، وآتاه من فضله علمًا وحكمةً وحُكمًا، صلَّى الله وسلَم وبارَك عليه وعلى آله وأصحابه هم الأرجحُ عقلاً وحلمًا، والأوفرُ علمًا وفهمًا، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ اتباعًا حقًا.
أما بعد:- فأُوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله -عز وجل-، فاتقوا الله -رحمكم الله- حقَّ تقواه؛ فالمغبونُ من جعلَ أكبرَ همِّه دُنياه، والمخذولُ من اتخَذَ إلهَهُ هواه، والخزيُ والحسرةُ لمن كان في النار مثواهُ، فانظروا في العواقبِ؛ فالسعيدُ من نظرَ في عُقباه، وتأهَّبُوا للعَرضِ الأكبر يومئذٍ تُعرَضون حُفاةً عُراةً، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(
عباد الله:
عن خال رسول الله r أحدثكم، ستطرب الآذان بالحديث عن الليث الغالب، الأميرِ الذي فتح المدائن، وكوّف الكوفة، عن أحد أمراءِ رسول الله r، الفارسِ الشجاع، أحدِ العشرة المبشرين، وأهلِ الشورى المسدَّدين
يأتي الحديث عن هذا الرجل الفذ في زمنٍ تكلمت فيه الرويبضة، وصُدِّر فيه التافه، ورُفع قدر الحقير، وتساوى الأصاغر والأكابر، علنا نستلهم عبقًا من السيرة الزكية، ونتلمسُ فيها الدروسَ والعبر.
دعوتُك يا أخي لنعيش عصرًا *** بنتْه سواعدٌ شمٌّ عوالي
هذا الرجل أسلم وعمره سبعَ عشرة سنة، وهو أولُ من رمى بسهم في سبيل الله،
أَلاَ هَلْ أَتَى رَسُوْلَ اللهِ أَنِّي *** حَمَيْتُ صَحَابَتِي بِصُدُورِ نَبْلِي
فَمَا يَعتَدُّ رَامٍ فِي عَدُوٍّ *** بِسَهْمٍ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَبْلِي
شَهِدَ بَدْراً وَمَا فِي وَجْهِه شَعْرَةٌ وَاحِدَةٌ لصغر سنة.
وتشهدُ معْ رسول الله بدرًا *** لترميَ بالسهام وما تبالي
هذا الرجل،
يقاتل جند فارسَ في عراق *** ويشحذ سيفه عند النـزال
يقود الجيش من نصر لنصر *** وشمس الكفر تؤذن بالزوال
هذا الرجل مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ فِي اليَوْمِ الَّذِي أَسْلَم فيه، وَلَقَدْ مَكَثَ سَبْعَ لَيَالٍ وَإِنَّه لَثُلُثُ الإِسْلاَمِ. وهذا السبق التاريخي مكتوب في موسوعة البقاء الأبدي للأرقام القياسية.
أبو بكر دعاك فكنت فيهم *** كرابعِ من يجيب من الرجال
مَا جَمَعَ رَسُوْلُ اللهِ -r- أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ قَبْلِه، وَلَقَدْ قال له r: ( ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي).
أقبل هذا الرجل مرة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " «هَذَا خَالِيَ، فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ»". قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين.
أظنكم عرفتموه! وهل يخفى القمر؟!. مرحبًا وأهلًا بأبي إسحاق؛ سعدِ بنِ أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مَالِكُ بنُ أُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ زُهْرَةَ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ، القرشي الزهري، وقد سماه النبي r خالَه؛ لأَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ -r- زُهْرِيَّةٌ. وَهِيَ: آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ، ابْنَةُ عَمِّ أَبِي وَقَّاصٍ. وهو من بني زهرة القرشيين.
رسولُ الله يُسمع كل حيٍّ *** لسعد في الورى أسدٌ وخالي
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: أجمع أهل السنة والجماعة على أن قريشًا هم أفضل العرب.
لو كنتَ من هاشم أو مِن بني أسدٍ *** أو عبد شمس أو اَصحاب اللوا الصِّيدِ
أو كنتَ من زَهرةَ الأبطالِ قد علموا *** أو من بني جمحِ البيضِ الجلاعيدِ
كانت سعد t عظيمًا منذ أسلم، وما كان أحدٌ أعلم بالرجال من النبي r، وهذه المعرفة هي التي جعلت نبيَّ اللهr يخص سعدًا بالفداء بأبيه وأمه فقال: ((يَا سَعْدُ! ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي). وما كانت لأحد غيرَ سعد بن مالك. وكان ذلك يوم أحد؛ كما في البخاري. وكفى بها والله منقبة. ولهذا كانت ابنته عائشة بنتُ سعد تفاخر بذلك وتقول: أَنَا ابْنَةُ المُهَاجِرِ الَّذِي فَدَاهُ رَسُوْلُ اللهِ يَوْمَ أُحُدٍ بِالأَبَوَيْنِ. كما كَانَ سعد tفِي أَيَّامِ الصِّدِّيقِ مُعَظِّمًا جَلِيلَ الْمِقْدَارِ، وَكَذَلِكَ فِي أَيَّامِ عُمَرَ. ولهذا لَمَّا أُصِيْبَ عمر جَعَلَ الأَمْرَ شُوْرَى فِي السِّتَّةِ. وَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفُوْهُ فَهُوَ الخَلِيْفَةُ بَعْدِي، وَإِنْ أَصَابَتْ سَعْداً، وَإِلاَّ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ الخَلِيْفَةُ بَعْدِي.
ما إنْ أسلم سعد إلا وبدأ رحلة الكفاحِ والدفاعِ عن دين الله، ولم يركن إلى الدَّعة والسكون، فقد قال ابن إسحاق في «المغازي» : كان أصحاب رسول اللَّه r بمكّة يستخْفون بصلاتهم، فبينا سعد في شعب من شعاب مكة في نفر من الصحابة إذ ظهر عليهم المشركون، فنافروهم وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فضرب سعد رجُلا من المشركين بلَحَي جمل، فشجّه، فكان أولَ دم أريق في الإسلام.
عباد الله:
هاهم أصحاب رسول الله t لم نذكر سيرة واحدة منهم إلا ونلحظ مبادرتهم في الدفاع عن دين الله، والدعوةِ إليه؛ وما تأخر المسلمون اليوم إلا بسبب ركونهم عن الدعوة للدين الحق، والدفاعِ عنه.
ومن عجائبه t في ثباته على الحق، أنه قال: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِيَّ: )وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا( قَالَ: كُنْتُ بَرّاً بِأُمِّي، فَلَمَّا أَسْلَمْتُ، قَالَتْ: يَا سَعْدُ! مَا هَذَا الدِّيْنُ الَّذِي قَدْ أَحْدَثْتَ؟ لَتَدَعَنَّ دِيْنَكَ هَذَا، أَوْ لاَ آكُلُ وَلاَ أَشْرَبُ حَتَّى أَمُوْتَ، فَتُعَيَّرَ بِي، فَيُقَالُ: يَا قَاتِلَ أُمِّهِ. قُلْتُ: لاَ تَفْعَلِي يَا أُمَّهُ، إِنِّي لاَ أَدَعُ دِيْنِي هَذَا لِشَيْءٍ. فَمَكَثَتْ يَوْماً لاَ تَأْكُلُ وَلاَ تَشْرَبُ وَلَيْلَةً، وَأَصْبَحَتْ وَقَدْ جُهِدَتْ. فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا أُمَّهُ! تَعْلَمِيْنَ - وَالله - لَوْ كَانَ لَكِ مَائَةُ نَفْسٍ، فَخَرَجَتْ نَفْساً نَفْساً، مَا تَرَكْتُ دِيْنِي، إِنْ شِئْتِ فَكُلِي أَوْ لاَ تَأْكُلِي. فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ، أَكَلَتْ. رواه الإمام مسلم وغيره.
)وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ(.
وأمك ترتجي رَدا لكفر *** وتأبى الزادَ دفعا للضلال
فتثبتُ في ولائك لا تبالي *** ثبوت الراسيات من الجبال
فالله اللهَ في الثبات على الحق حتى الممات يا عباد الله. فكم رأينا وسمعنا من باع دينه بسبب حفنة من المال، أو لعاعة من المناصب والجاه. والله المستعان.
أيها المسلمون:
لقد كان سعد يعلم أنه من أهل الجنة؛ فقد كان رَسُوْلَ اللهِ -r- عَلَى حِرَاءٍ فَتَحَرَّكَ. فَقَالَ: اسْكُنْ حِرَاءُ! فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيْقٌ، أَوْ شَهِيْدٌ. وعليه النبي r وأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وعلي، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وسعدُ بنُ أبي وقاص. وقال r: (عشرة في الجنة ... وذكر منهم سعدَ بن مالك). رواه بعض أصحاب السنن والإمام أحمد وابن حبان وسنده صحيح. ومع ذلك لم يتكل سعد على هذا الوعد المؤكد، بل استمر عاملا مجاهدًا عابدًا حتى لقي ربه؛ لأنه يعلم أن الجنة لا تنال بغير عمل؛ فلماذا نرى من الناس من يقصر في أمور آخرته تقصيرًا يوحي لغيره أنه قد ضمن الجنة!
رجال في صلاتهمُ خشوعٌ *** وأُسْدٌ في الجهاد وفي النـزال
أطاعوا اللهَ في سرٍّ وجهرٍ *** فكان النصر مع حسن الفعال
أيها المؤمنون:
من توفيق الله لعبده أن يوفقه لاستثمار مواهبه لصالح دينه، وهاهو سعد t يعلم أن مهارته في النـزال وسوح القتال والرمي وغيرها، فسطر بسببها في التأريخ سطورًا لا تتكرر، ومن ذلك: ثباته يوم أحد، وقيادته للمعارك الحاسمة، ورميه الذي فلق به هام المشركين. عنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَشَدُّ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ.
وتروى في المدائن معجزاتٌ *** لسعد في البطولة والنضال
فلماذا يدفن أحفاد سعد مواهبهم في صدورهم، وتموت مواهبُهم معهم، ولم يسجلوا في التأريخ لهم ذكرًا بنصر دين أو دفاع عن ملة.
يا شباب الإسلام:
كثير منكم متبحر في سِير اللاعبين والممثلين والمغنين والفاسقين بل والتافهين؛ لكنه جاهل في سير صحابة النبيين، وخيار الخلق أجمعين؛ فأهدي لكم نتفًا من هذه السيرة العطرة لجدكم سعد بن أبي وقاص، فاحفظوها وتمثلوها وانقلوها. ولا أُراكم والحاضرين إلا وقد اشتقتم للمزيد منها، فإليكموها بعد أن أستغفرَ الله لي ولسعدِ بن مالك، فاستغفروه يغفر لكم الله.
الخطبة الثانية
الحمد لله رفعَ قدر أولي الأقدار، وحطَّ بفضله عن التائبين الأوزار، أحمدُه على فضلِه المِدرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تُنجِي من عذاب النار، وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه المُصطفى المُختار، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله وصحبه السادة الطيبين الأطهار، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ. أما بعد:-
فلئن تفاخر الناس بالمال والجاه؛ فبحسب سعد فخرًا أَنَّ فَتْحَ العِرَاقِ كَانَ عَلَى يَدَيْه، وكَانَ هو مُقَدَّمَ الجُيُوْشِ يَوْمَ وَقْعَةِ القَادِسِيَّةِ، ثُمَّ كَانَ أَمِيْرَ النَّاسِ يَوْمَ جَلُوْلاَءَ، فَكَانَ النَّصْرُ عَلَى يَدِهِ، وَاسْتَأْصَلَ اللهُ الأَكَاسِرَةَ.
وسعدٌ لا يشق له غبارٌ *** إذا اقتحم الرجال حمى النضال
فيومُ القادسية ذاك يوم *** لسعدٌ فيهِ معجزةُ القتال
فأين سعدٌ وسيفُه يرى اليوم ما صنعت الفرس وأذنابهم في البلاد التي فتحها، ويرى جرائمهم في بلاد اليمن وغيرِها، وعزاؤنا أن في أحفاد سعد من يناضلهم في جنوب بلادنا وغيرها. فاللهم نصرَك لهم.
عباد الله:
سدد اللهُ سبحانه سعدًا فاعتزل الفتنة بعد مقتل عثمانَ t، رغم كل المحاولات، حيث قال له بعض أبنائه وبني أخيه: النَّاسُ يَتَنَازَعُونَ الْإِمَارَةَ وَأَنْتَ هَاهُنَا؟ وقالوا: هَاهُنَا مِائَةُ أَلْفِ سَيْفٍ يَرَوْنَكَ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَذَا الْأَمْرِ. فَقَالَ: أُرِيدُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ سَيْفًا وَاحِدًا ; إِذَا ضَرَبْتُ بِهِ الْمُؤْمِنَ لَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا، وَإِذَا ضَرَبْتُ بِهِ الْكَافِرَ قَطَعَ. لا أكون في الفتنة رأساًا سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -r- يَقُوْلُ: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الغَنِيَّ، الخَفِيَّ، التَّقِيَّ).
فلماذا يستشرف بعض الشباب للفتن حين تقع، حتى تهلكهم، وهم يرون سعدًا صاحبَ رسول الله المبشرَ بالجنة يهرب منها. وإنّ من استشرف للفتن تستشرفه فيهلِك.
مات سعد t سنة خمس وخمسين من الهجرة، وكان آخرَ المهاجرة وفاة. ولما بكى بنوه وهو يحتضر قال: وَاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُنِي أَبَدًا، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنَّ اللَّهَ يَدِينُ لِلْمُؤْمِنِينَ بِحَسَنَاتِهِمْ فَاعْمَلُوا لِلَّهِ. ثم دَعَا بجُبَّةٍ فَقَالَ: كَفِّنُونِي فِيهَا، فَإِنِّي لَقِيتُ فِيهَا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَإِنَّمَا كُنْتُ أُخَبِّئُهَا لِهَذَا الْيَوْمِ.
مات t وكان مستجاب الدعوة، فما دَعا إلا استجيب له؛ ولما اشتكاه أهل الكوفة قال رجل: إِنَّ سَعْدًا كَانَ لَا يَسِيرُ فِي السَّرِيَّةِ، وَلَا يِقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلَا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ. فَبَلَغَ سَعْدًا قَوْلُهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ، فَأَطِلْ عُمْرَهُ وَأَدِمْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ. قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْخًا كَبِيرًا، قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ، يَقِفُ فِي الطَّرِيقِ، فَيَغْمِزُ الْجَوَارِيَ، فَيُقَالُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَيَقُولُ: شَيْخٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْهُ دَعْوَةُ سَعْدٍ. رواه البخاري ومسلم.
إني داع فأمنوا ....
...
المرفقات
بن-أبي-وقاص
بن-أبي-وقاص