خادم الحرمين يوجه سماحة المفتي بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء

أبو عبد الرحمن
1431/09/02 - 2010/08/12 22:25PM
منع التطرق لأي موضوع يدخل في مشمول شواذ الآراء ومفردات أهل العلم المرجوحة
خادم الحرمين يوجه سماحة المفتي بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء


واس – جدة : وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أمرا ملكيا إلى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء والجهات المعنية اليوم طلب فيه "قصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء، والرفع لنا عمن تجدون فيهم الكفاية والأهلية التامة للاضطلاع بمهام الفتوى للإذن لهم بذلك، في مشمول اختيارنا لرئاسة وعضوية هيئة كبار العلماء ، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ومن نأذن لهم بالفتوى".
وقال الأمر الملكي: "يستثنى من ذلك الفتاوى الخاصة الفردية غير المعلنة في أمور العبادات ، والمعاملات ، والأحوال الشخصية ، بشرط أن تكون خاصة بين السائل والمسؤول".وشدد الأمر الملكي "على أن يمنع منعاً باتاً التطرق لأي موضوع يدخل في مشمول شواذ الآراء، ومفردات أهل العلم المرجوحة ، وأقوالهم المهجورة".
وتوعد الأمر الملكي "كل من يتجاوز هذا الترتيب فسيعرض نفسه للمحاسبة والجزاء الشرعي الرادع، كائناً من كان؛ فمصلحة الدين والوطن فوق كل اعتبار".
وقال خادم الحرمين في الأمر الملكي: "زودنا الجهات ذات العلاقة بنسخ من أمرنا هذا لاعتماده وتنفيذه ـ كل فيما يخصه ـ ، وسنتابع كافة ما ذكر ، ولن نرضى بأي تساهل فيه قل أو كثر ؛ فشأن يتعلق بديننا ، ووطننا ، وأمننا ، وسمعة علمائنا ، ومؤسساتنا الشرعية ، التي هي معقد اعتزازنا واغتباطنا ، لن نتهاون فيه ، أو نتقاعس عنه، ديناً ندين الله به، ومسؤولية نضطلع بها ـ إن شاء الله ـ على الوجه الذي يرضيه عنا" .
وفيما يلي نص الأمر الملكي إلى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء والجهات المعنية :
بسم الله الرحمن الرحيم
الرقم : 13876 / ب
التاريخ : 2 / 9 / 1431هـ
سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية
رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء
نسخة لصاحب السمو الملكي النائب لثاني لرئيس مجلس الوزراء
وزير الداخلية
نسخة لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
نسخة لمعالي وزير التعليم العالي
نسخة لمعالي وزير العدل
نسخة لمعالي وزير الثقافة والإعلام
نسخة لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي
نسخة لفضيلة رئيس المجلس الأعلى للقضاء
نسخة لمعالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
انطلاقاً من قول الحق جل وعلا { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } ، وقوله سبحانه { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا } ، وقوله { وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَ?ذَا حَلالٌ وَهَ?ذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، وقوله جل جلاله { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } ، وقوله تعالى { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَ?كِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ } ، وقوله جل شأنه { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } ، وقوله { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.
على هذا الأساس القويم الذي حفظ لنا حمى الدين ، وبين خطورة التجاوز عليه ، والوقوع فيه ، ترسخت في النفوس المؤمنة مفاهيم مهمة في شأن الفتوى وحدود الشرع الحنيف ، يجب الوقوف عند رسمها ؛ تعظيماً لدين الله من الافتئات عليه من كل من حمل آلة تساعد على طلب العلم ، ولا تؤهل لاقتحام هذا المركب الصعب ، فضلاً عمن لا يملك آلةً ولا فهماً ؛ ليجادل في دين الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ، وإنما هو التطفل على مائدة الشرع ، والعجلة ـ خالي الوفاض ـ في ميدان تحفه المخاطر والمهالك من كل وجه .
وقد تابعنا هذا الأمر بكل اهتمام ورصدنا تجاوزات لا يمكن أن نسمح بها ، ومن واجبنا الشرعي الوقوف إزاءها بقوة وحزم ؛ حفظاً للدين ، وهو أعز ما نملك ، ورعاية لوحدة الكلمة ، وحسماً لمادة الشر ، التي إن لم ندرك خطورتها عادت بالمزيد ، ولا أضر على البلاد والعباد من التجرؤ على الكتاب والسنة ، وذلك بانتحال صفة أهل العلم ، والتصدر للفتوى ، ودين الله ليس محلاً للتباهي ، ومطامع الدنيا ، بتجاوزات وتكلفات لا تخفى مقاصدها ، مستهدفة ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، محاولة ـ بقصد أو بدون قصد ـ النيل من أمننا ، ووحدة صفنا ، تحسب أنها بما تراه من سعة الخلاف حجة لها بالتقول على شرع الله ، والتجاوز على أهل الذكر ، والتطاول عليهم ، وترك ترجيح المصالح الكبرى في النطق والسكوت ، بما يتعين علينا تعزيره بما نراه محققاً لمقاصد الشريعة ، وكل من خرج عن الجادة التي استقرت بها الحال ، وسنة سنها رسولنا صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من الصحابة رضوان الله عليهم وعلماء الأمة منذ صدر الإسلام ، واطمأنت إليها النفوس ، ثقة بكبار علمائنا وأعمدة فتوانا ، على هدي سلفنا الصالح ، ونهجهم السوي ، ولأن كان عصرنا هو عصر المؤسسات لتنظيم شؤون الدنيا في إطار المصالح المرسلة ، فالدين أولى وأحرى في إطار مصالحه المعتبرة .
إن تباين أقوال أهل العلم يتعين أن يكون في نطاق هيئاتهم ومجامعهم العلمية والفقهية ، ولا يخرج للناس ما يفتنهم في دينهم ، ويشككهم في علمائهم ، فالنفوس ضعيفة والشبه خطافه ، والمغرض يترقب ، وفي هذا من الخطورة ما ندرك أبعاده ، وأثره السيئ على المدى القريب والبعيد على ديننا ومجتمعنا وأمننا .
إننا بحمد الله أسعد ما نكون بالحق ، فلا نعرف الرجال إلا به ، ونفرق بين سعة الشريعة وفوضى القيل والقال ، وبين اختلاف أقوال أهل العلم فيما بينهم ، على هدي الشريعة ، وسمت علماء الإسلام ، وبين منازعة غيرهم لهم ، والتجاوز على حرمة الشرع ، كما نفرق بين مسائل الدين التي تكون بين المرء وربه في عبادته ومعاملته ، ليعمل فيها ـ في خاصة نفسه ـ بما يدين الله به ، دون إثارة أو تشويش ، وبين الشأن العام مما لا يسعه الخوض فيه بما يخالف ما تم حسمه بآلته الشرعية التي تستند على أقوال أهل العلم بالدليل والتعليل ، وهنا نستذكر قاعدة الشرع الحنيف في أنه لا عصمة لأحد إلا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه ، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا قول نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وهذه القاعدة الشرعية لا تتعارض ولا تنفك عن الضوابط السابقة ، فهي تجري في سياقها ، وتتوخى مقاصدها ، وما زال أهل العلم قديماً وحديثاً يوصون باجتماع الكلمة ، وتوحيد الصف ، ونبذ الفرقة ، ويدخل في هذا الاجتماع على أمر الدين ، وقد ترك بعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بعض آرائهم الفقيه ؛ من أجل اجتماع الكلمة ، وأن الخلاف شر وفتنة .
ويدخل في معنى تلك التجاوزات ما يحصل من البعض من اجتهادات فردية ، يتخطى بها اختصاص أجهزة الدولة ، و لاسيما ما يتعلق بالدعوة والإرشاد ، وقضايا الاحتساب ، فقد أقامت الدولة ـ بحمد الله ـ منذ تأسس كيانها على قاعدة الإسلام ، مؤسسات شرعية تعنى باختصاصات معلومة لدى الجميع ، وقامت بواجبها نحوها على الوجه الأكمل ، لكن نجد من البعض من يقلل من هذا الدور ، متعدياً على صلاحياتها ، ومتجاوزاً أنظمة الدولة ، ومنهم من نصب نفسه لمناقشتها ، وعرضها على ما يراه ، وهذا ما يتعين أخذه بالحزم ورده لجادة الصواب ، وإفهامه باحترام الدور الكبير الذي تقوم به مؤسساتنا الشرعية ، وعدم الإساءة إليها بتخطي صلاحياتها ، والتشكيك في اضطلاعها بمسؤولياتها ، وهي دعوة مبطنة لإضعاف هيبتها في النفوس ، ومحاولة الارتقاء على حساب سمعتها وسمعة كفاءاتنا الشرعية التي تدير شؤونها ، التي يتعين عليها التنبه لهذا الأمر ، وتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه اختراق سياجها الشرعي والنظامي ، والنيل من رجالها ، وهم حملة الشريعة وحراسها .
ولا شك أن للاحتساب الصادق جادة يعلمها الجميع ، خاصة وأن الذمة تبرأ برفع محل الاحتساب إلى جهته المختصة ، وهي بكفاءة رجالها وغيرتهم على الدين والوطن محل ثقة الجميع ، لتتولى أمره بما يجب عليها من مسؤولية شرعية ونظامية .
ولم تكن ولن تكون الجلبة واللغط والتأثير على الناس بما يشوش أفكارهم ، ويحرك سواكنهم ، ويتعدى على صلاحيات مؤسساتنا الشرعية أداة للاحتساب وحسم الموضوع ، بل إن الدخول الارتجالي فيها يربك علم مؤسساتنا الشرعية ويسلبها صلاحياتها ، ويفرغها من محتواها ، بدعوة واضحة للفوضى والخلل ، ومن هؤلاء من يناقض نفسه بإعلان حرصه على هذه المؤسسات وتزكيتها ، وعدم النيل منها ، ثم يلغي بفعله الخاطئ دورها ، ومنهم من يكتب عرائض الاحتساب للمسؤولين فيما بينه وبينهم ، كما هو أدب الإسلام ، ثم يعلن عنها ـ على رؤوس الأشهاد ـ ليهتك ما ستر الله عليه من نية ، أو سوء تدبير على إحسان الظن به ، وفي مشمول هؤلاء كل من أولع بتدوين البيانات والنكير على الخاص والعام لسبب وغير سبب ومن بينهم من أسندت إليهم ولايات شرعية مهمة .
وفي سياق ما ذكر ما نما إلى علمنا من دخول بعض الخطباء في تناول موضوعات تخالف التعليمات الشرعية المبلغة لهم عن طريق مراجعهم ، إذ منبر الجمعة للإرشاد والتوجيه الديني والاجتماعي بما ينفع الناس ، لا بما يلبس عليهم دينهم ، ويستثيرهم ، في قضايا لا تعالج عن طريق خطب الجمعة .
وترتيباً على ما سبق ، وأداء للواجب الشرعي والوطني ، نرغب إلى سماحتكم قصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء ، والرفع لنا عمن تجدون فيهم الكفاية والأهلية التامة للاضطلاع بمهام الفتوى للإذن لهم بذلك ، في مشمول اختيارنا لرئاسة وعضوية هيئة كبار العلماء ، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، ومن نأذن لهم بالفتوى ، ويستثنى من ذلك الفتاوى الخاصة الفردية غير المعلنة في أمور العبادات ، والمعاملات ، والأحوال الشخصية ، بشرط أن تكون خاصة بين السائل والمسؤول ، على أن يمنع منعاً باتاً التطرق لأي موضوع يدخل في مشمول شواذ الآراء ، ومفردات أهل العلم المرجوحة ، وأقوالهم المهجورة ، وكل من يتجاوز هذا الترتيب فسيعرض نفسه للمحاسبة والجزاء الشرعي الرادع ، كائناً من كان ؛ فمصلحة الدين والوطن فوق كل اعتبار ، وقد زودنا الجهات ذات العلاقة بنسخ من أمرنا هذا لاعتماده وتنفيذه ـ كل فيما يخصه ـ ، وسنتابع كافة ما ذكر ، ولن نرضى بأي تساهل فيه قل أو كثر ؛ فشأن يتعلق بديننا ، ووطننا ، وأمننا ، وسمعة علمائنا ، ومؤسساتنا الشرعية ، التي هي معقد اعتزازنا واغتباطنا ، لن نتهاون فيه ، أو نتقاعس عنه ، ديناً ندين الله به ، ومسؤولية نضطلع بها ـ إن شاء الله ـ على الوجه الذي يرضيه عنا ، وهو المسؤول جل وعلا أن يوفقنا ويسددنا ، ويدلنا على خير أمرنا ، ويلهمنا رشدنا وصوابنا ، وأن يسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ، ويزيدنا من فضله ويستعملنا في طاعته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=13401
المشاهدات 7204 | التعليقات 11

سؤال:
هل يستثني القرار، أهل العلم الراسخين، ولكنهم ليسوا من الهيئة الرسميّة؟
أمثال: الشيخ: عبد الرحمن البراك، و عبد الله الغنيمان.. وغيرهما؟


البيان الملكي الجديد حول قصر الفتوى والدعوة والإرشاد والاحتساب في مؤسسات الدولة الدينية
د.محمد العبدالكريم


أما بعد :

البيان الملكي الذي صدر قبل يومين اختزل الإسلام والشريعة والدين في مؤسسات الدولة النظامية ، فالاحتساب والدعوة الإرشاد والخطب والفتيا ...لا يجوز لكائن من كان أن يتصدر لها ما لم ترخص له الجهات الدينية الرسمية ، فمن حاز الكفاءة العلمية في دينه وإيمانه وأمانته وتقواه وصلاحه ... فهو مهدد بالعقاب الرادع إذا احتسب ودعى وأرشد وأفتى بدون رخصة !!
البيان بلغته الصريحة الواضحة يرى أن حجر الفتوى ووصاية مؤسسات الدولة الدينية؛ لأجل حفظ الشريعة من الفتاوى الشاذة !

حفظها من الأقوال التي تتعارض مع أقوال هيئة كبار العلماء!!

حفظها من الاحتساب الذي يقوم به بعض المحتسبة على أجهزة الدولة
..!!
حفظها من الحراك الفقهي والعلمي والإصلاحي الذي بدأ يعي الدور الحقيقي للعلماء ويطالبهم بالقيام به ، ويشكك ويطرح الثقة في كل عالم لا يصدق مع كل قضايا الشريعة . هذا الحراك الفقهي إذا استمر فسوف يطال كما أشار الصديق والعزيز عبدالله المالكي مسائل اللا مفكر فيه .. سيصل إلى مناطق خطيرة .. سيفتح النقاش من جديد حول .. ولاية الأمة في تعيين الحاكم ومراقبته ومحاسبته .. وحقوق الإنسان كما جاءت في خطبة الوداع .. ومبدأ الحرية .. ونظام المال العام .. وحكم الإقطاعات الظالمة .. وحكم زكاة الأراضي المغتصبة ... وتحرير سلطة القضاء .. ونحو ذلك من المسائل المحرمة
أراد البيان أن يسابق الزمن ، أن يضمن قاعدة دينية يذعن لها الشعب ولو بالإكراه ، ولو بالتهديد والقوة .

البيان الملكي أيها الشباب والأصدقاء مدرك لخطورة التسارع في الوعي المتزايد لدى الشباب على وجه أخص ..
الوعي وهو يحرض على الأسئلة المسكوت عنها..
الوعي وهو لا يقبل أقوال العلماء إلا بالدليل الثابت .
الوعي وهو يقبل الفتوى وفق معايير شرعية عقلية
الوعي وهو يقبل التعددية الفقهية بشروطها العلمية
.
البيان لا يسمح حتى في الفتوى الخاصة الفردية أن يفتي العالم في المسائل العامة، ويحدد مجال الفتيا في العبادات والمعاملات والأحوال
الشخصية فقط، فإذا أفتى في غيرها فهو مهدد بعقوبة تعزيرية
!!
البيان جرم كل البيانات الصادرة بكل صورها ، واعتبرها جنحة تستوجب العقوبة !!

ولأن هذه المؤسسة الشرعية قامت على مدى السنوات الماضية بواجبها على أكمل وجه كما أشار البيان، فهي إذاً الجهة الشرعية الصحيحة التي يجب الوثوق بها ، وهي الجهة التي ستقوم الدولة بحمايتها وتعزيز دورها ، وإجبار الناس بالإذعان لها بالإكراه وبقوة السلطة ، فالعلماء والفقهاء ... ممن له فتوى شاذة أو ليس له شذوذ كلهم تحت طائلة المسؤولية ...

وهؤلأ الذين حمل بعضهم بعض الواجبات الكفائية التي تعجز الهيئة عن القيام بها، أصبحوا بين عشية وضحاها ضحايا بين خيارين لا ثالث
لهما إما أن يتقدموا بملف أخضر علاقي مع صورتين شمسية إلى مقام الهيئة ليؤذن لهم في حمل الأمانة، وإما أن يخرسوا ألسنتهم حتى لا يحال أمرهم لقاضي يحكم بقطع دابرهم ويعتبر ما يقومون به تحريضاً على الدولة، وتدخلاً في مصالحها العامة وقد يقضي بقتله إن لزم الأمر

بقي أن أضع لدى كل من قرأ البيان هذه التساؤلات الملحة وأدع جوابها للأيام المحبولة بالمفاجآت :

ما الذي يجعل الناس تثق بالقوة والإكراه في الهيئات الدينية الحكومية ؟

لماذا كلما تقدمت الدولة خطوة للأمام تتبعها بسنوات للوراء ؟

هل إكراه الناس على جهة واحدة من الدين ؟

هل التعددية الفقهية جريمة تستوجب التهديد ؟

كيف يكون البيان حريصاً على مصلحة الشريعة ثم يفرص الوصاية التامة على كل أعمالها ، ويهدد بالعقوبة من يخرج عن وصاية مؤسسات الدولة الدينية ؟

ألم تكن أعظم مزايا الشريعة إنهاءها الوصاية على الإنسان، وفرض الحرية ، والعلاقة المباشرة بالله تعالى ؟

كيف رضي البيان أن يطعن في أرقى مبادئ الشريعة لأجل بعض الفتاوى الشاذة التي يمكن للدولة معالجتها دون ضجيج أو استغلال ؟

ما موقف الهيئة والدولة من العالم الذي استكمل شروط الفتيا وأصدر بياناً علمياً في حق من الحقوق راعى فيه كل المصالح السياسية ولكنه لا يحمل بطاقة فتوى؟

هل عجزت الدولة عن محاسبة أصحاب الفتاوى الشاذة ، ومن تصدر للفتوى وهو جاهل، ولم يكن لها خيار سوى حكر الفتوى في الهيئات الرسمية ؟ أم تذرعت بشذوذ الفتوى وبالجهلة الذين يبحثون عن مفردات المسائل لتخرس الألسنة التي تفتي في قضايا المصالح العامة وتنبه الناس لشمول
الدين لكل جوانب لحياة ، وجعلتهم ممن يترصد ويترقب ويحاول اختراق هيئات الدولة النظامية ؟

أيهما أرفق بالناس وبالفتوى وبسمعة الدين : محاسبة المقصرين في فتوى شاذة أم محاسبة الجميع لأنهم أفتوا فتاوى علمية صحيحة لكن بدون
إذن من المفتي ؟

هل ستدين الهيئة من أفتى في قضايا المصالح العامة التي تعجز الهيئة عن تبيينها ؟





(ويدخل في معنى تلك التجاوزات ما يحصل من البعض من اجتهادات فردية ، يتخطى بها اختصاص أجهزة الدولة ، و لاسيما ما يتعلق بالدعوة والإرشاد ، وقضايا الاحتساب ، فقد أقامت الدولة ـ بحمد الله ـ منذ تأسس كيانها على قاعدة الإسلام ، مؤسسات شرعية تعنى باختصاصات معلومة لدى الجميع ، وقامت بواجبها نحوها على الوجه الأكمل ، لكن نجد من البعض من يقلل من هذا الدور ، متعدياً على صلاحياتها ، ومتجاوزاً أنظمة الدولة ، ومنهم من نصب نفسه لمناقشتها ، وعرضها على ما يراه ، وهذا ما يتعين أخذه بالحزم ورده لجادة الصواب ، وإفهامه باحترام الدور الكبير الذي تقوم به مؤسساتنا الشرعية ، وعدم الإساءة إليها بتخطي صلاحياتها ، والتشكيك في اضطلاعها بمسؤولياتها ، وهي دعوة مبطنة لإضعاف هيبتها في النفوس ، ومحاولة الارتقاء على حساب سمعتها وسمعة كفاءاتنا الشرعية التي تدير شؤونها ، التي يتعين عليها التنبه لهذا الأمر ، وتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه اختراق سياجها الشرعي والنظامي ، والنيل من رجالها ، وهم حملة الشريعة وحراسها .
ولا شك أن للاحتساب الصادق جادة يعلمها الجميع ، خاصة وأن الذمة تبرأ برفع محل الاحتساب إلى جهته المختصة ، وهي بكفاءة رجالها وغيرتهم على الدين والوطن محل ثقة الجميع ، لتتولى أمره بما يجب عليها من مسؤولية شرعية ونظامية .
ولم تكن ولن تكون الجلبة واللغط والتأثير على الناس بما يشوش أفكارهم ، ويحرك سواكنهم ، ويتعدى على صلاحيات مؤسساتنا الشرعية أداة للاحتساب وحسم الموضوع ، بل إن الدخول الارتجالي فيها يربك علم مؤسساتنا الشرعية ويسلبها صلاحياتها ، ويفرغها من محتواها ، بدعوة واضحة للفوضى والخلل ، ومن هؤلاء من يناقض نفسه بإعلان حرصه على هذه المؤسسات وتزكيتها ، وعدم النيل منها ، ثم يلغي بفعله الخاطئ دورها ، ومنهم من يكتب عرائض الاحتساب للمسؤولين فيما بينه وبينهم ، كما هو أدب الإسلام ، ثم يعلن عنها ـ على رؤوس الأشهاد ـ ليهتك ما ستر الله عليه من نية ، أو سوء تدبير على إحسان الظن به ، وفي مشمول هؤلاء كل من أولع بتدوين البيانات والنكير على الخاص والعام لسبب وغير سبب ومن بينهم من أسندت إليهم ولايات شرعية مهمة ).


(وفي سياق ما ذكر ما نما إلى علمنا من دخول بعض الخطباء في تناول موضوعات تخالف التعليمات الشرعية المبلغة لهم عن طريق مراجعهم ، إذ منبر الجمعة للإرشاد والتوجيه الديني والاجتماعي بما ينفع الناس ، لا بما يلبس عليهم دينهم ، ويستثيرهم ، في قضايا لا تعالج عن طريق خطب الجمعة ).


حسنًا فعل خادم الحرمين ـ وفقه الله ورعاه ـ

ونسأل الله أن يعز به الدين ويعلي به الكلمة ويجمع به الشمل على الكتاب والسنة ، ويطفئ به الفتن والإحن ، ويقمع به الجهالات والضلالات ، ويجعله موفقًا مسددًا .

أبا عبدالرحمن ،، أكدت على بعض النقاط مما يخص الخطباء وأهل الدعوة والاحتساب ... وهذا جميل .

ولا أدري هل لأهل الإعلام من هذا الأمر الكريم والبيان العظيم نصيب مما تجدر الإشارة إليه والتأكيد عليه ؟! فهم ـ وربي ـ من حركوا كثيرًا من الزوابع وشبوا نار غالب المعارك ، وهم من نشروا الردود ووسعوا الخلافات وأحدُّوا الملاسنات ، وهم من أوقعوا بعض طلاب العلم والدعاة في الفخ من حيث لا يشعرون ، وهم من قطعوا خط الرجعة على من استطاعوا فتنته منهم ، وهم من يسعون إلى توسيع دائرة الخلاف ونشر الأقوال المرجوحة والآراء الواهية في المجتمع .
فما لم يوقف هؤلاء عند حدهم وتمنع تجاوزاتهم فسيظل في الأمر تراجع غير محمود العاقبة ، ومن عاش رأى وسمع .

فمتى تسمع آذاننا وتقر أعيننا ببيان يخص أولئك الأفاكين ، ويوقفهم عند حدهم ويكفي الأمة والمجتمع شرهم ؟

وإذا كان طلاب العلم الذين ملكوا بعض الآلة العلمية قد منعوا من الفتوى في شؤون الأمة العامة ـ وهو الصواب ـ فالأولى بالمنع من التحدث في شؤون الأمة والتشريق فيها والتغريب هو جاهل حظه قلم يحسن نظم الحروف ورصف العبارات والجمل بلا أثارة من علم ولا زاد من فقه ولا حظ من نظر .

فاللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه ، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة ، التي تدله على الخير وتذكره به في كل وقت ، إنك سميع قريب مجيب .


عبدالله البصري;3889 wrote:
حسنًا فعل خادم الحرمين ـ وفقه الله ورعاه ـ
عبدالله البصري;3889 wrote:


ونسأل الله أن يعز به الدين ويعلي به الكلمة ويجمع به الشمل على الكتاب والسنة ، ويطفئ به الفتن والإحن ، ويقمع به الجهالات والضلالات ، ويجعله موفقًا مسددًا .

.......................
ولا أدري هل لأهل الإعلام من هذا الأمر الكريم والبيان العظيم نصيب مما تجدر الإشارة إليه والتأكيد عليه ؟! ..................فما لم يوقف هؤلاء عند حدهم وتمنع تجاوزاتهم فسيظل في الأمر تراجع غير محمود العاقبة ، ومن عاش رأى وسمع .
....................


فاللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه ، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة ، التي تدله على الخير وتذكره به في كل وقت ، إنك سميع قريب مجيب .



مرحبا أخي عبد الله ، آمين ، وأظن أن البيان الملكي قد تضمن كلمات وتوجيهات وتحذيرات يمكن حملها أيضا على الصحفيين المتطاولين على حمى الشرع المطهر و كذا على أصحاب النحل والطرق والبدع الذين تطاولوا بأعناقهم في الآونة الأخيرة وعلى سبيل المثال مجاهرتهم بإفطار أول يوم في رمضان وزعمهم عدم صحة الرؤية التي أقرت من أعلى المستويات العلمية والسياسية بل وشاركنا فيها السواد الأعظم من المسلمين .

مثل :
( فضلاً عمن لا يملك آلةً ولا فهماً ؛ ليجادل في دين الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ، وإنما هو التطفل على مائدة الشرع ، والعجلة ـ خالي الوفاض ـ في ميدان تحفه المخاطر والمهالك من كل وجه ).

(إن تباين أقوال أهل العلم يتعين أن يكون في نطاق هيئاتهم ومجامعهم العلمية والفقهية ، ولا يخرج للناس ما يفتنهم في دينهم ، ويشككهم في علمائهم )
(كما نفرق بين مسائل الدين التي تكون بين المرء وربه في عبادته ومعاملته ، ليعمل فيها ـ في خاصة نفسه ـ بما يدين الله به ، دون إثارة أو تشويش ، وبين الشأن العام مما لا يسعه الخوض فيه بما يخالف ما تم حسمه بآلته الشرعية التي تستند على أقوال أهل العلم بالدليل والتعليل )
(على أن يمنع منعاً باتاً التطرق لأي موضوع يدخل في مشمول شواذ الآراء ، ومفردات أهل العلم المرجوحة ، وأقوالهم المهجورة ، وكل من يتجاوز هذا الترتيب فسيعرض نفسه للمحاسبة والجزاء الشرعي الرادع ، كائناً من كان )
ولكني تعمدت عدم إفرادها بالإشارة إليها حتى لا نتهم بتوظيف البيان كما فعل الصحفيون اليوم في كافة الصحف و الذين يصدق عليهم المثل: ( يرى القذاة في عين أخيه ولا يرى الجذل في عينه) والله المستعان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يعني على هذا لو أفتى واحد من هيئة كبار العلماء فتوى مصيرية فإنه لا يًقال -من الإقالة-



(2- أننا نناشد من بسط الله يده ولسانه من أهل العلم والسلطان؛ التصدي لأدعياء العلم من غير المتأهلين للفتوى، ومن يروج لباطلهم من وسائل الإعلام، والأخذ على أيديهم ومعاقبتهم، بعد عرضهم على القضاء الشرعي، وبيان زيغهم وضلالهم؛ لكيلا يفسدوا على الناس أمر دنياهم وأخراهم).
من :
بيان بشأن ظاهرة الفتاوى الشاذة وخطورتها على المجتمع والواجب تجاهها
سيف الاسلام