حوارات وتحقيقات باكستان ونكبة الفيضانات

السيول أكثر سرعة من الإغاثة، والأمراض أكثر سرعة من اللقاحات إذا توفرت.
والكارثة كما شاهدناها في باكستان طوال أكثر من أسبوعين تجاوزت قدرات أي حكومة حتى لو جندت كل إمكاناتها لمواجهة فيضانات غير مسبوقة لا في الحجم ولا في الاتساع، جارفة في مسارها أرزاق ومنازل نحو عشرين مليون شخص في إقليم البنجاب والسند وبلوشستان.
لماذا اتخذت هذه الكارثة هذا الحجم ؟ ولماذا تأخر العالم في التعبئة؟

لعل السلطات المحلية هي التي أخطأت في توقعاتها وبالغت في تقدير إمكاناتها علمنا بأن قوافل السكان الهاربين من السيول تحركت منذ تموز/ يوليو الماضي. وفي ظرف ثلاثة أيام أصبح المنكوبون محاصرين في الملاذات التي وجدوها في العراء. ثم حالت التضاريس الصعبة والمعقدة و لا تزال تحول دون الوصول إليهم بسهولة مما اضطر هيئات الإغاثة إلى إسقاط الأطعمة إليهم من الجو.
وحتى السلطات المركزية تأخرت أيضا في حث المجتمع الدولي على التحرك ربما لان الرئيس الباكستاني كان في جولة أوروبية مقررة مسبقا ولم يشأ أن يقطعها رغم الانتقادات الكثيرة. أما الأمم المتحدة فلم تطلق نداءها العاجل للمساعدة إلا بعد نحو عشرة أيام على بدء الكارثة أي بعد أن تلقت المعلومات الوافية من إسلام آباد. وعندما تفقد "بان كي مون" بعض المناطق المنكوبة كانت الفيضانات بدأت تنحسر نسبيا لتظهر تداعياتها، وأخطرها الأوبئة الناجمة عن اضطرار الناس إلى شرب مياه غير نظيفة. ويقدر عدد الأطفال المعرضين للكوليرا والتيفوئيد والتهابات الكبد بنحو ثلاثة إلى ستة ملايين مما يمكن أن يشكل حصيلة الخسائر البشرية ما لم تتدارك العوارض بسرعة.
وفي اقل من سنة جاءت فيضانات باكستان بعد زلزال هاييتي لتنبه إلى أن الكوارث الطبيعية باتت تلح على وجود نظام إغاثة سريع ليحد من تفاقم أخطارها.

روابط الملف الصحفي
المشاهدات 1388 | التعليقات 0